أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل














المزيد.....

مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 02:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل

رغم أن تجربة الهجرة تختلف من فرد لآخر، إلا أنها تتقاطع وتتجاذب مع تجارب الآخرين. فأول ما يخطر على بالنا عندما نتحدث عن الهجرة هي أحلامنا ودوافعنا التي دعتنا للهجرة من أوطاننا وعيش تجربة الإغتراب. وفي حين يحسدنا أخواننا في الوطن الأم على تجربة الإغتراب، فنحن أيضًا نحسدهم على نمط حياة نراه أفضل من حياتنا الأوروبية في بعض النواحي، كالفوضى والفوضى المنظمة والدف الأُسَري والحياة الإجتماعية الثرية.

وقد يعزو البعض أسباب الهجرة إلى شعور الإغتراب والغربة في الوطن حتى حين يكون المرء بين أهله وناسه. أما بالنسبة للسؤال الذي نسأله حتى ونحن في قلب أوروبا؛ ألا وهو: أنت من أين؟ أصلك من أين؟
فأنا أعتبره سؤالاً مميزًا وخبيثًا في نفس الوقت. فهو مميز لأنه يتيح لنا الحفاظ على هويتنا الأولى، وخبيث لأن القصد منه حرماننا من هويتنا الثانية، والطعن في ولاءاتنا.

ونحن في زمن ما بعد الحداثة، حيث يمتلك كل واحد منا عدة هويات. فهل هذا يعني أننا ممزقون داخليًّا وهنا أقصد الجميع؟ هل المجتمع العصري يدفع بِنَا إلى التهلكة، مع كل التغييرات السريعة والطارئة والضغط للتخلي عن الدين والموروث الثقافي لصالح زمن الرجل والمرأة العصريين؟

نعود لموضوع الهجرة، لماذا نغادر أوطاننا؟ لعل أسباب المشرقي تختلف قليلاً عن تعليلات المغربي، فالمشرقي يهرب من الإضطهاد والحروب والدمار وبسبب حلم الحرية الذي أًحب أن أصفه دائمًا بأنه وهم وانعكاس لحالات إحباط شديدة، لأن الحرية قبل كل شيء هي حالة ذهنية، تنبع من الداخل إلى الخارج وليس العكس.

والمغربي يتطلع إلى أوروبا بلاد الإنفتاح والفرص بسبب قربه الجغرافي منها. وقد يظهر للعيان أن المغربي بمقدوره الإنصهار في البيئة الأوروبية أكثر من المشرقي لأن الأول على ليونة أكثر للأخذ والعطاء مع الآخر، وربما تكون هذه تصورات سطحية لأننا في الحقيقة لا نعرف بَعضُنَا جيدًا، وها نحن من الشرق ومن الغرب لا نلتقي إلا في أوروبا، أليس هذا مفارقًا للموضوع؟

بصرف النظر عن أسباب الهجرة، فإن التجارب الناجحة في الغرب هي محدودة والأغلبية تفشل باعتقادي، وهناك أسباب كثيرة منها أن من يأتي بعقلية شرق أوسطية لا يريد أن يغيرها بحيث تصبح حاجزًا بينه وبين الحياة الجديدة، أو هناك من يبقون خارج النظام، لا وجود لهم في السجلات الرسمية، وبمجرد ما أن يدخلوا في الدائرة البيروقراطية، تم تقييدهم وتأطيرهم. وعلى الرغم من أن الضمان الإجتماعي في أوروبا هو الأفضل في العالم، إلا أن له مساوئه، فمن دخل فيه، لا يستطيع الخروج منه، بل عليه أن يقول: "وداعًا أيتها الأحلام" ويكتفي بكفاف يومه. أما المهاجرون من شمال إفريقيا، فلهم تقاليد أقدم في أوروبا وهم أسرع في تقديم المساعدة لبعضهم البعض، ويفهمون معنى التكاتف أفضل قليلاً من مهاجري الشرق الأوسط الذين يفضلون اتباع شعار اللهم نفسي.

كيف يمكن أن نجعل الهجرة تجربة مجدية، فذلك يتم من خلال إيجاد جالية عربية موحدة في طموحاتها وتطلعاتها، بحيث تشكل هيئة أو هيئات لرعاية الجاليات وحل مشاكلها وإيصالها إلى وضعٍ فعالٍ داخل المجتمع الأوروبي ومن ثم العمل على تشكيل لوبي عربي سياسي مؤثر وفاعل، يتصدى لكل محاولات تشويه صورة العربي والمسلم.

لكن أفراد الجالية عليهم أن يفهموا من هم وكيف يربون أولادهم وبناتهم على التراث والحداثة معًا. وأن يتعلموا أن المعارضة السياسية ليست خيانة بل حق وكيف يبلوروا آراءهم السياسية ويدافعوا عنها في البرلمانات وليس المساجد. وعندما نحسن وندافع عن صورة العربي والمسلم (العربي)، فإنه سيأخذ فرصًا أفضل في العمل، وعندما يعلم أن خلفه تكتلات وهيئات تدافع عنه، لن يكون مرعوبًا يتلفت يمينًا ويسارًا، ولن يضطر أن يلجأ للعنف سأمًا من العنصرية، وعندها ستضطر وسائل الإعلام أن تحسب ألف حساب قبل أن تدعس بقدميها القذرتين على مقدساتنا. عندها ستخاف من القضاء ومن حتى التلويح الجاد به. ولهذا تسمى السياسة سياسة. وهذا ما ينفع في أوروبا. علينا تعلم وممارسة فن السياسة في كافة مجالات حياتنا، إذا أردنا أن تقوم لنا قائمة.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باريس وأضواؤها الساطعة وزقاقها المرعبة
- المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير
- المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية
- المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
- المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
- لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
- يوم لندني غامر بالحرية
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
- الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
- الشرف والدم 3: المستعمر وإقصاءاته للمرأة
- الشرف والدم 2: الأنوثة


المزيد.....




- اكتشف 10 من أروع تجارب الهبوط في المطارات حول العالم
- أحياء دبي القديمة..هذا ما يكتشفه الزوار بعيدَا عن السياحة ال ...
- خريطة محدثة للتوغل الإسرائيلي في غزة مع وصول الدبابات إلى وس ...
- قناة العالم الإيرانية تزعم ابعاد السعودية 6 من أعضاء فريقها ...
- مراسلتنا: مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 7 بجروح خطيرة بانفجا ...
- صحيفة كرواتية: الغرب أمام قرار مصيري تجاه أوكرانيا
- غداة إطلاق فاشل لقمر اصطناعي.. زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى ...
- شاهد: للمرة الثانية خلال شهر واحد.. تحطم طائرة عسكرية بالقرب ...
- ألمانيا وفرنسا تعلنان نيتهما التعاون في تطوير الأسلحة بعيدة ...
- بوتين يعين مساعده أليكسي ديومين سكرتيرا لمجلس الدولة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل