أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منعم وحتي - نساء على هامش الصفحة














المزيد.....

نساء على هامش الصفحة


منعم وحتي

الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 13:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منسيات الثامن من مارس، لا تذكرهن صالونات الاحتفالات بالذكرى، و لا تحتفي بهن رسمية البهرجة، لكنهن نساء ولدن من قلب نساء، نساء لسن كالنساء في قاموس بعض النساء، نساء تشد على قاعدة لا ندري أي يد آثمة وضعتها، نساء وضعن على هامش مجتمع النساء، و هن نساء من صلب نساء، فمن أحل وضع كلمات بالمؤنث بعضها بالصفحة و بعضها على هامشها.

عاهرات منتصف الليل قسرا، يحتفظن بما تبقى من أنفتهن، رغم توحش المكان بفحولة مريضة، ينتفضن ما استطعن ضد انتهاك مهين للجسد في سوق لا ترحم، فللروح حرمتها، يمكن أن يتملكوا جسدا منهارا، تعلوه أصباغ المساحيق، صراخهن الداخلي يملء جنبات المكان، لكنه لا يصل إلى حناجرهن، يوما ما سيصم آذان جزاري اللحم الآدمي عنوة، جزارون من طينة الذئاب.

عاملات الحقول المترامية على أطراف القرى، تحملهن الشاحنات منذ الفجر، أجساد مكدسة، يد عاملة رخيصة، ويسترخص الجسد بشكل مزدوج، حين تتربص أياد آثمة بأنوثتهن إكراها و الصراخ ممنوع، وحين غروب الشمس، بعد يوم عمل منهك، تبتلعهن نفس الشاحنات، يختلط العرق بالتراب، لكن شدو أغانيهن الريفية تبدد انتهاك يوم مر وسط الذئاب.

فتيات دور الأيتام و الخيريات، يقف العابر مشدوها أمام ذكائهن ونباهتهن، و تقاسيم وجوههن المبتسمة، و التي تخفي في ثناياها حزنا دفينا، شاءت الأقدار أن يفقد أحدهم آدميته ذات نزوة عابرة، ليلقي فلذة كبده على قارعة الطريق، لتفتح باب جهنم على كل صنوف الرق المعاصر، أجساد على مرمى كل السهام، لا يتنفسن ريح الهواء النقي إلا حين يقفزن من على سور الحديقة خارج المبنى، حذاري فالذئاب تتربص خارجا.

خادمات البيوت، ينتقلن كالفراشات، من المطبخ إلى غسيل الملابس، تأكل مساحيق النظافة أيديهن، إهانة من الصغار و الكبار، فعهد القنانة لم ينته بعد، يظن البعض أنه آن لها أن تستريح بعد أن يأوي ساكنة القصر إلى فراشهم، لكن وحشية الليل أشد وطأة من انتهاك النهار، صمت القصور ليلا يخفي فضاعة اغتصابات مؤلمة، ويبقى الأنين حبيس جنبات امرأة، غالبا قاصرة، و رغم هزالة أجر النهار، فالليل غير مؤدا عنه، يقتسمه الأب و السمسار آخر الشهر، ذئاب اختلطت مع بعضها.

سجينات، نساء أيضا، فقدن حريتهن، لكن لم يفقدن آدميتهن، يبددن رطوبة الجدران و صدأ القضبان الحديدية، حين يخلقن أجواء الفرح من لا شيء، أيام السبت، حين تذكر تواريخ الميلاد و الأعياد، دقات كؤوس على الأعمدة الحديدية للأسرة، و جو البهجة و حتى الأعراس تملء المكان، أليس لهن نصيب من الفرح أيضا، سطوة السجن و السجان، تحاول نزع الانتماء الى مجتمع النساء عنهن، ويمكن أن تصادف في الردهات و الممرات المظلمة للسجن ذئبا آدميا ينتظر سقوط فريسة سهلة.

نساء ألفن، ضرب المسافات الطوال، صحار و جبالا، أرجل متشققة، من شدة البرد القارس و سطوة الحر، أجساد نحيفة، من أجل جرة ماء يطوين الأرض مشيا، أحزمة الحطب قوست ظهورهن، و أحيانا تشاء الأقدار أن تنضاف الأشغال الشاقة على حمل الرضيع على ظهرها كل هاته المسافة، فلا يمتص جزء من اعتصار ألم القسوة الموجهة، إلا طفلها يبادلها همهماته الرائعة طول الطريق، طريق وعرة لا تخلو من ذئاب أيضا.

فلنتذكر و نحن نقتسم كعكة الاحتفال بنساء الأرض، أن هناك نساء غير النساء و من جنس النساء، فلنحتفل حتى بالنساء اللواتي على هامش الصفحة، فقد يستحقن مكانة أرحم على واجهة الصفحة.

كل احتفال و أنتن بألف خير، فأنتن أكثر من نصف المجتمع.

منعم وحتي / المغرب.



#منعم_وحتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تدنسوا شرف البندقية المغربية
- 20 .. أحمد .. الممرض
- الحوار ببوصلة قناعاتنا لا يهم أن يتم في حسينية أو فناء جامع ...
- النص حمال أوجه
- 10 مدونات لفلسطين
- سين جيم بين الفيدرالية و الصحراء المغربية
- حارة المغاربة
- مشروع اليسار أكبر من محطة الانتخابات
- قراءة أولية للانتخابات : فيدرالية اليسار الديمقراطي
- متى ينتصر سقراط على بلاتير
- الجمهوريون بين فرنسا و بيننا !!
- ذهنية التحريم / فيلم -الزين اللي فيك-
- ارفعوا أيديكم عن منظارنا
- موسم الهجرة إلى الشمال
- الكوخ و القصر
- حين يقولون : الله أكبر !
- حول الإجهاض : لسنا قطيعا
- نبوخذ نصر يقض مضجع الموساد
- آل سعود / مدن الملح
- من يَحْكُم في المملكة المغربية ؟؟


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منعم وحتي - نساء على هامش الصفحة