أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم وحتي - 20 .. أحمد .. الممرض














المزيد.....

20 .. أحمد .. الممرض


منعم وحتي

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أحيانا تختلط التواريخ عليك، فتبحث عن الروابط، لتفكيك طلاسم المصادفات، تجنبا للجوء للمنجمين. المنجمون الذين يكذبون و إن صدقوا.

و نحن على مشارف مصادفة تاريخ انطلاقة شرارة 20 فبراير، و ذكرى أخرى لفقدان رمز من رموز اليسار، أفنى شبابه و كهولته في حب هذا الوطن.

لم أجد من رابط لتفكيك التزامن، إلا توجيه بوصلة الحكي في اتجاه لن يتوقعه متتبع سطور، لكنه انعراج اضطراري، لن يبدد غرابته إلا تراكم سريان الحبر.

الرابط، اسم ممرض، مع تقديرنا لمهنة التمريض، و من تغنى عن الممرضين و الممرضات، كمهنة نبيلة، بالخصوص "رابح درياسة"، مناسبة استحضار مهنة التمريض، إحالة تاريخية على ممرض، أساء لجسم الممرضين، لكن ضرورة صياغة الحكي أوجدته اضطرارا في سياق التشدير.

الاسم :بوبكر حسوني، المهنة العلنية : ممرض، المهنة السرية : عميل مخابرات مكلف بالعمليات القدرة جدا، حقل الاشتغال : المعتقلين السياسيين المعارضين لدار المخزن.

أثناء تعذيب الرفيق أحمد بن جلون، في بداية السبعينات، و بعد سلسلة متعددة من التعذيب الوحشي، و المتكرر، حتى فقدان الوعي، ثم بداية السلسلة من جديد حتى السقوط، و بعد افتحاصه كل مرة من طرف العميل حسوني، و إعادته لوصلة التعذيب، صرح الممرض العميل بوبكر حسوني : لا تضيعوا وقتكم، فجسمه ذاق كل أصناف العذاب، جسمه يتحلل، لن يبقى لكم ألا أن تقتلوه ليعترف.

الرابط دائما في سياق تفكيك التزامن، سؤال في عمق حركة 20 فبراير حول التحول، و استيعاب نقلات التحول هاته، فعلا لقد تحول إبانها دور الممرض حسوني من التعذيب المباشر، إلى ممرضين من نوع آخر، منهم من يتقاضى أتعابه نهاية النهار، و منهم من يرفع سقفه زورا لتجد نفسك أمام انطفاء لحظي، شبيه بهبة 1981، ممرضون يعيشون بيننا، حقن بالإبر من نوع آخر، مصحاته يمكن أن تكون مساجد، كما يمكن أن تكون حانات.

هم تحول نمط تمريضهم، فهل تحولت أدواتنا لمجابهة تحولهم، حركة 20 فبراير غيرت جلدها، لكنها أبدا لم تمت، فنزلت روحها إلى القرى النائية، إلى نساء الحقول، إلى القطاعات الفئوية، إلى الأطر، إلى مقص رقابة الخطب الرسمية، إلى بيوتنا، إلى أطفالنا، إنها أيضا بيننا، تجابه دون تملك شكل صريح للمجابهة، فلا تبحثوا عن تحنيط الجثت، بل فسروا تحول شكل المجابهة، حتى تستوعبوا مسار حركية المجتمع، فواهمون من يدعون أحقية فردية أو جماعية للكلام باسم إرث شعب.

دروس التزامن، أن ذلك الصلب أحمد، لم ينزل راية حبه لهذا الوطن، بشهادة جلاده، و تلك الحركة لم تنزل لواء احتضان شعبها، بدليل استشرائها في عروق كل عشاق التحرر.

ممرضو دار المخزن يعيشون بيننا، أحمد أيضا يعيش بيننا، روح 20 حية بيننا.

ملحوظة لها علاقة بما سبق : تردد اسم الممرض بوبكر حسوني، مرارا و تكرارا في ملف اختطاف الشهيد المهدي بن بركة، و في شهادات متعددة لمعتقلي سنوات الرصاص، لحد الآن لم تصدر دار المخزن شهادة وفاته، فهو يجول بيننا. إن التلويح بقرب إعلان الحقائق حول ملفات سنوات الرصاص، مجرد وهم، ما لم تفرج دار المخزن على أرشيف إنهاك معارضيها بالضرب تحت الحزام.

منعم وحتي / المغرب.



#منعم_وحتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار ببوصلة قناعاتنا لا يهم أن يتم في حسينية أو فناء جامع ...
- النص حمال أوجه
- 10 مدونات لفلسطين
- سين جيم بين الفيدرالية و الصحراء المغربية
- حارة المغاربة
- مشروع اليسار أكبر من محطة الانتخابات
- قراءة أولية للانتخابات : فيدرالية اليسار الديمقراطي
- متى ينتصر سقراط على بلاتير
- الجمهوريون بين فرنسا و بيننا !!
- ذهنية التحريم / فيلم -الزين اللي فيك-
- ارفعوا أيديكم عن منظارنا
- موسم الهجرة إلى الشمال
- الكوخ و القصر
- حين يقولون : الله أكبر !
- حول الإجهاض : لسنا قطيعا
- نبوخذ نصر يقض مضجع الموساد
- آل سعود / مدن الملح
- من يَحْكُم في المملكة المغربية ؟؟
- قتل الرسامين : قبل شارلي - شارلي - بعد شارلي
- فإما أن تكون إنسانا كامل الإنسانية، أو وحشا كامل التوحش، فلا ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم وحتي - 20 .. أحمد .. الممرض