أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عوني شبيطه - بساتين














المزيد.....

بساتين


عوني شبيطه

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 19:00
المحور: الادب والفن
    


بساتين

(1)

كلما ارى بُرتقالةً على رفِ فاكِهةٍ في سوقِ المَدينةِ
أحنُ الى يافا
الى وجهِ يافا
الى بحرِ يافا
الى اهلِ يافا
يافا يافا يافا
وصمتٌ مُهيبٌ يَحملُني على غيمةٍ زرقاءَ
الى شئٍ ما
لم أُعايِشْهُ ولكنَّ كِبارَ السِن قالوا:
أنَ يافا
وأن في يافا
ولما كُنا في يافا وغنت ام كلثوم في يافا
سَقى اللهُ ايامَ يافا
فَأَرى بِأُم عَيني الشمسَ تستَدرُ الصُبحَ
من بَيارةٍ على صَدر يافا
وأرى صَبايا الحيِ تَحمُل في سِلالٍ مُلونةٍ نَبيذاً
وحفنةَ بُرتقالٍ الى قَمرٍ عَليلٍ
( قد يكونُ مُتعالِلاً)
تَجبلُ لهُ الحِنا
ثم تُودعُهُ:
إذهبْ الى حيثُ شِئتَ
فانت الآنَ طليقٌ مُعافى
وبأي سَماءٍ تَحلُ
تَظلُ تَطلُ عَلى يَافا
يافا يافا

(2)

في زَهرةِ الجُلنار تَسري شَراييني
يا صاحبَ الرُمان
من صَدرِها الملآن
باللهِ تَسقيني

(3)

هوُ الزَيتون
دِيوانُ شِعرِنا والمُؤرخُ لما خَلقت يَدانا مِنذُ بِدء الكَون
وهوُ قنديلُ السَبيل
ومشاعلُ الثوارِ
في َبلعينَ، في الخَليل
في جبالِ النارِ
وفي ارضِ الجَليل
هوَ لقمةُ الأطفال
والرزقُ الحَلال
منه اخضرارُ القلبِ رغمَ الجرح والكبوات
هو السِرُ الفلسطني
نحمِلهُ من منفىً الى منفىً
ومن جيلٍ الى جِيل
هو الزيتونُ كم نادى وما زال ينادينا:
يا ايها الفلسطيني
يا ايها المنفي
فَجِّر طوفانَك عاتياً عبرَالمَعابرِ والمَحاورِ والجِهات
واغرِق كلَ ما يجثو على صَدر البسيطةِ
من طُغاةٍ وجُناةٍ وغُزاة،
واسوارَ السُجون
وابنِ سفينَكَ من ضُلوعي ومن ضُلوعِكَ
وإن رَموكَ بالجنونِ وبالجنونْ
عاشَ الجُنونْ
هو الزَيتون بِشارَتُنا الى برِ الأمان
والحُلمِ الجَميل

(4)

يا حَبةَ التُفاح
يا بَهجةَ الإصباح
من اينَ هذا النور!
( قَمرٌ على خَدي
حطَ لِكي يَرتاح)
يا روعةَ البستان
يا شافيَ العيان
وراءَ النهرِ في "هامبورغ"،
في الكَرمِل العالي
او في رُبى الجولان
او حيثُ القمر قد لاح
في وَهجِ خدكِ والشَذى
شئٌ من دمِ الفلاح

(5)

الشَمسُ في وَضحِ النَهارِ تَكسَرت مِرآتُها
ورأيتُ مِشمشَها وهجاً على غُصنٍ
يميدُ في كَبد السَماء

في كلِ مِشمشَةٍ يا قلب امنيةٌ
نودِعُها صلاةَ الفَجرِ
في الفَجرِ يستفيقُ الوَردُ
كي يَسبأَ للفراش صُبوحَهُ
والنحلُ يأتيهِ من كلِ صَوبٍ
ليغُبَ من فيضٍ الحَلاوةِ في الشِفاه
والوردُ يَهبُ الحُبَ
واللهُ ينظرُ في شؤونِ الخَلقِ
وما حَملت صَلاةُ الفَجرِ
- من شَجنٍ ومن قَمحٍ في هَديل الامنيات
في كلِ مِشمشةٍ يا قلب اغنيةٌ
لتاخُذها العَنادلُ
وهيَ ادرى بحديثِ الاغنيات
والاغاني تفتحُ الجرحَ القديمَ
والاغاني تُطوحُنا الى افقٍ بعيدٍ
وتثيرُ في النفسِ شيئاً ما،
شَجياً او سَرياً او بينَ بَين
-شيئاَ تعرفهُ العَنادل

في كلِ مِشمشةٍ يا قلب امراةٌ
تنتظرني في طريقٍ جانبيٍ كي أُغازِلَها
النساءُ يعشقنَ الغزلَ المُنَمق
قد يَسألنَ على غَنجٍ: احقاً تعني ما تَقول
ولا ينتظرنَّ منكَ ردا، بل ان تقولَ وأن تقول
فلنختَصِر طولَ الحديثِ بقبلتين
ونمشي الهوينا يداً بيدٍ
عاشقين على دربِ التباناتِ مع النُجوم

(6)

قلت للوز: يا مَجنون
كيف تُزهرُ في كانون
قالَ: مادامَ القلبُ اخضرَ غَضْ
يَضحكُ يلعبُ ، يعشقُ هذي الارضْ
لا اكترثُ لبردٍ او شرد
او عُمرٍ او لونٍ او طَيفْ
الافراحُ ليست حِكراً لليالي الصيفْ
قلتُ:
يُعجبني اللوز
خفيفُ الظلِ
شقاوةُ الاطفالِ في سَجيتِهِ
ولا يسيرُ مع التِيار
يهزُ عاصفةً
كي يراقصَها على ضوءِ الشُموع
في عِز الشتاء
يَستفِزُ نظامَ الكَون، يُضعضِعهُ
ويعجلُ بالربيعِ
وبالاريجِ وبالسناء
اللوزُ انيسُ النُجوم
وسُمار الليل
لهُ في كلِ عرسٍ قرص
هو طفلُ الله المُدلَل
ينشد مزاميرَهُ في الفَجر النَدي طرِبا على الكون
شِعارُه الابدي: لا حياةَ مع الحزن
لا حياةَ مع الحزن

Hamburg





#عوني_شبيطه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يوجد عنب في الطيرة
- انطباعات ومشاهد من بلاد الهند (2)
- انطباعات ومشاهد من بلاد الهند (1)
- السندباد
- المدن دمشق
- شئ من الغزل
- *لَوأنَةُ الحُب (بمناسبة عيد الحب)
- ارى ما ارى (4)
- ارى ما ارى (3)
- ارى ما ارى (2)
- ارى ما ارى (الجزء الاول)
- نشيد لغزه ( الحق ربعك)


المزيد.....




- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عوني شبيطه - بساتين