أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ه »):















المزيد.....



عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ه »):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 15:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا زلنا مع تعليقات الأخ مروان, فكان ردنا عليه - في نهاية موضوعنا السابق – تبياناً لمفهوم المكر بصفة عامة بإعتباره ضمن القيم الإنسانية التي يمكن أن يكون صاحبها شريراً خبيثاً فيكون مكره "سيئاً" وخبيثاً مثله, كما يمكن أن يكون خيراً كريماً صالحاً تقياً مجاهداً في سبيل الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصر الحق أينما وقد, وبالتالي تكون ملكة المكره بالأشرار ليحبط بها مكرهم السيء بإعمالها وتفعيلها... فهذا هو المكر الحسن الذي يكمل شخصيته بإعتباره أداة ووسيلة من وسائل الإصلاح بالمجابهة والمقابلة.

وعليه فإن المكر دائماً يحمل سمات وروح صاحبه. وكان ذلك تمهيداً منا لنبلغ به درجة من الفهم يستطيع بها أن يستوعب كيف أن الله تعالى لا بد من أن يكون خير الماكرين مطلقاً وخادعاً للمخادعين ومنتقماً من الجبارين نصرة للمظلومين المقهورين. وبذلك يحبط أي مكر سيء ويفحم أهله ويذيقهم وبال أمرهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).

ثم نقول له: أما سؤالك الغريب الذي, تدعي فيه بأن القرآن لا يقدر أحد أن يعرف القصة منه إلَّا عبر أقوال المفسرين,, وذلك بقولك لنا فيه: (... هل تقدر ان تعرف القصة ان لم ترجع للطبري او ابن كثير اووووو...)؟؟؟

الجواب بالطبع "نعم", أنا وغيري في غنى عن هذا وذاك وتلك, لأن القرآن عندما أنزله الله على نبيه الكريم وعلى قومه وللناس جميعاً لم ينزله وبصحبته الطبري ولا إبن كثير ولا غيرهما,, ولم ينزله الله تعالى وقفاً على أحد من الناس, ولم يختص به حملة إجازات الماجستير والدكتوراة من الأزهر أو غيره, أو على العلماء والمفكرين والباحثين فقط, وإنما أنزله على عامة الناس من (الأميين). فهو قرآن عربي مبين, وهو قرآن عربي غير ذي عوج. وبالتالي إذا تعذر على الأمي صاحب الفطرة السليمة فهمه, فكيف إذاً يعقل أن يكون حجة عليه أمام الله تعالى الذي قال: (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)؟؟؟

فأنا شخصياً لا أراجع تفسير الطبري ولا إبن كثير ولا غيرهما - بالطبع ليس هذا تقليلاً لشأنهما ولكنني لم أجد داعياً لذلك والقرآن الكريم قد قال الله تعالى عنه إنه: (عَرَبِيٌّ مُبِيْنٌ) يُفَسَّرُ به, ولا يُفَسَّرُ لذاته فيصبح (مُبَاناً), المهم التدبر والتفكر وخلو الوجدان من الأمراض القلبية والفكرية التي تصيب المكذبين والمتشككين والمستهترين والساخرين, قال تعالى: (... ثم إنَّ عَليْنَا بَيَانهُ).

وقول مروان لنا أيضاً: (... ويقول حرفوا الكلام عن موضعه لايقل لك كيف او المقصود بل يجعلك بستين دوخة سترجع الى علماء الدجل حيث اختلفوا واعطوا عدة تفسيرات ودوخني ياغدع
اتعرف من اين اتى القران بقصة سليمان انه من اساطير اليهود ويعقل هدهد يكون جاسوس لسليمان ايعقل بان النمل يتكلم اين عقولكم,,,).

أولاً: فيما يتعلق بالتحريف,,, نقول فيه للأخ مروان بصرحة,,, إن عدم فهمكم للآية أو القول ,,, من الوهلة الأولى أمر بديهي ونتيجة منطقية, خاصة بالنسبة للشخص الذي تعوزه ملكة التدبر وبنية العقيدة بجانب إبتلائه بخصلتي التربص والشنآن, ثم معوقات الفقه التي منها داءات التكذيب والتهكم والسخرية.
والدليل المادي على تحليلنا هذا هو موقفكم نفسه,,, فعدم الفهم بالنسبة للشخص السوي ليس مبرراً لإختياره وإنحيازه للإعتقاد في المعنى السلبي كما تفعل أنت الآن,, لأنه أيضاً بمقدوره الإعتقاد الإيجابي الذي يحفزه للسعي إلى ألفهم والمعرفة بدلاً من إصدار أحكام عن جهل بدافع الكراهية والشنآن والتربص أو الكيد.

فذكر تحريف كتابكم في القرآن الكريم قد جاء في عدة صياغات بيانية وآيات وبالتالي تجد أن كل صياغة تعكس نوعاً من أنواع التحريف, وعليه, لن يكون سهلاً على المتربص فاقد المقومات الإيمانية والفكرية أن يفرق بينها أو أن يصل إلى مدلولاتها.
ولكي أقرب لكم الفهم, أنظر إلى الآيات البينات المحكمات التاليات التي جاء فيها بيان وتبيان التحريف بثلاث صيغ, هي:
1. قوله تعالى: (... يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ «« عَن مَّوَاضِعِهِ »» ...) - سورتي المائدة والنساء,
2. قوله: (...يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ «« مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ »» ...) – سورة المائدة,
3. قوله: (...ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ «« مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ »» ...) - سورة البقرة,
الغاية واحدة, شرَّانية خبيثة وهي تحريف كلام الله وقلب الحقائق والموازين إمعاناً في الشر والكفر والخداع وتفعيلاً لتلك القلوب المريضة التي عاقبها الله تعالى بأن جعلها قاسية تضاهي بل وتفوق قساوة الحجارة بكثير,, ولكن الوسيلة والآلية لهذا التحريف متنوعة فكان التحريف بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ومدلول.

فصور الله تعالى وفصل ثلاث أركان لهذه الخسيسة التي جبل عليها بنو إسرائيل ثم لحقهم فيها بعض الذين قالوا إنا نصارى, بعد أن إتبعوا غياً فألَّهُوْا عبد الله ونبيه ورسوله المسيح عيسى بن مريم فأضاعوا بذلك تميزهم على بني إسرائيل فعدهم الله كفاراً قال تعالى في ذلك في سورة المائدة: ( «« لَّقَدْ كَفَرَ »» الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ -«« فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ؟»» - وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا «« يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ »» وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 17).

وقال: («« لَّقَدْ كَفَرَ »» الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ «« اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ »» - إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ « فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ » « وَمَأْوَاهُ النَّارُ » « وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ » 72), وقال: ( «« لَّقَدْ كَفَرَ »» الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ - «« وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ »» - وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ «« لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »» 73).

وقال تعالى لأهل الكتاب في سورة النساء: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ - «« لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ »» «« وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ »» - إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ - فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ « وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ! انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ » إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ «« سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ »» لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا 171).

وفي سورة المائدة, قال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ), فماذا فعلوا بعد هذا الميثاق والتحذير؟؟؟ ..... إنهم إتبعوا شقوتهم فنقضوا ميثاق ربهم وآثروا الكفر والفسوق والعصيان.
فماذا فعل الله بهم عقاباً على هذا السلوك الغريب؟؟؟

قال تعالى عنهم:
(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ ...), عاقبناهم بالآتي:
1. (... لَعَنَّاهُمْ ...), وقد لعنهم الله تعالى على لسان داؤد وعيسى بن مريم,
2. (... وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ...), وقد رأينا كيف تكون هذه القسوة في تاريخهم الدامي للإبادة التي لا يستثنى فيها الطفل الرضيع ولا الجنين في بطن أمه وحتى الحيوانات والمتاع في منهجية تفوق منهجية إبليس بكثير,, وقد وصف الله هذه القساوة بقوله في سورة البقرة: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 74).

وها هو ذا واقعهم الماثل أمامنا الآن وما يفعلونه في أطفال ونساء وشيوخ فلسطين من إبادة وإذلال وتضييق بعد أن إغتصبوا أرضهم وديارهم تحت سمع وبصر دعاة حقوق الإنسان من منظمات بنيتها منهم ومنهجها تلمودهم ومجلس أمنها صنعتهم والبنتاقون حامياً لهم. وقال تعالى عنهم في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا 4), وها هم الآن في مرَّتِهِم الثانية وعلوهم لا تخطئه العين, فماذا بقي لهم من مراحل وقد حشروا أنفسهم في عنق الزجاجة, حيث لا رجعة أو تراجع؟؟؟.

لذا لم يتورعوا أو يتحرجوا من أي منكر فعلوه ولبئس ما كانو يفعلون, من ذلك انهم:
1. (... «« يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ »» ,,, ), بتحريك الكلمات من أماكنها الصحيحة في السياق ويضعونها في أماكن أخرى بحيث تعطي العبارة أو الآية مفهوماً ومعنى مغايراً للمعنى الأصلي الذي أراده الله تعالى. فعلى سبيل المثال,,, لقد رأينا معاً – ما جاء بتعليقات الأخ مروان التي قال فيها - إن يسوع قال: (سياتي بعدي انبياء كذبة كثيرون), علماً بأن النص الموجود في كتابهم المقدس لديهم يقول إن يسوع قال: (احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة).

فغير بذلك المعنى الذي يشير بوضوح إلى الحاضر المعاش آنذاك, إلى أنبياء كذبة معاصرين ليسوع وتلامذته كثيرون, كانت تعج بهم الساحة فساداً وإفساداً وجبروتاً, فلم يتورع من أن يقفذ به – عبر هذا التحريف – إلى الأمام ستة قرون ليوهم القراء بأن قول يسوع المزعوم إنما هو إشارة إلى أنبياء كذبة سيأتون بعده حتى يوهم الناس السذج البسطاء ويمرر عليهم غرضه الخبيث بأن النبي محمد هو المقصود بهذه العبارة.

لأنهم – أولاً وأخيراً - قوم بهت لا شك في ذلك وتعتبر هذه أخص ملكة فيهم وآلية من آليات شرهم, فلا خلاف أو إختلاف ما بين كاهن أو نبي كاذب في عهد موسى عليه السلام وبين كاهن أو نبي كاذب في عهد عيسى عليه السلام, أو بين زكريا بطرس وتلميذه الغبي فهم كلهم على قلب رجل واحد, نفس المنهج ونفس الروح, بل: (ولا يلدوا إلَّا فاجراً كفاراً), إلَّا أن يشاء الله تعالى طبعاً.

2. وبالإضافة إلى ذلك, قال تعالى: (... وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ...), فأهملوا تذكًّرَه والعمل بمقتضاه حتى أصبح لديهم نسياً منسياً كأن لم يكن لهم به من علم سابق,
3. أيضاً يا محمد,, (... وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ...), فقد فُطروا على الخيانة وتقليب الأمور وإثارة الفتن.
ومع كل ذلك يا رسول الله, عاملهم بالعفو والصفح والإحسان لأن الله يحب ذلك من المتقين حتى مع الأعداء, قال: (... فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 13).

ثم قال له في السورة نفسها: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ...), لأنهم:
1. (... سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ...), وهم يعلمون انه كذب محض وإفتراء ومع ذلك يسمعونه ويقبلونه ويعملون بمقتضاه ما دام أنه سيأتي بشر وعنت وتعنيت للغير.
2. (... سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ...), ولكنهم مع ذلك يشاركون أعداءكم بالتحريض والمؤازرة والمساندة والتأييد والدعم غير المحدود, والنصر,

3. ( «« يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ »» ...), وهذا النوع من التحريف يتم بإستعمال حساب الجمل و"أبجد هوز",, وقد كشفنا سترهم في ذلك الخزي والعار الذي أوقعوا أنفهم فيه,, وكان ذلك منا في عدة مواضيع لنا خلت, عندما حاولوا تحريف فواتح السور من الحروف المقطعة بالقرآن وأرادوا أن يبنوا على أنقاضها لاهوتهم المتداعي المزعوم ظناً منهم أن المسلمين لا يعرفون للحروف المقطعة هذه معنى فقرروا أن يستحوذوا عليها وينسبوها لأحبارهم ورهبانهم, فإدعوا بأن بحيرا الراهب دسها في القرآن دون أن يعلم بها النبي ولا المسلمون ولا الملك جبرائيل ولا حتى الله تعالى نفسه (تعالى الله عن قولهم وظنهم علواً كبيراً). فحرقنا لهم كل أوراقهم وإلى الأبد بآيات الله فبهت الذي كفر.

وقال تعالى عنهم إنهم: (... يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 41),

وفي سورة النساء, قال تعالى: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا «« يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ »» وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا 46),

وفي سورة البقرة, قال: (َأَفَتطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ «« ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ »» وَهُمْ يَعْلَمُونَ 75),,, فمثلاً,,, حين عرفوا أن "أحمد" الذي بشر به موسى وعيسى, والذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل وموصَّفاً توصيفاً كاملاً. ولما جاءهم "محمد" عياناً بياناً شاخصاً مضيئاً, بكل تأكيد لديهم وعرفوه حق المعرفة أنكروه وأزالوا كل أثر للبشارة به ولوصفه وهم يعلمون.

بجانب هذا,, فهم يجدون ما ذكره الله تعالى في القرآن مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ويعلمه علماء بني إسرائيل حق العلم وصدق المعرفة. وهذا تحريف كشفته وعرَّته تماما كلتا الآيتين المحكمتين المفصلتين (ألم, في سورة آل عمران) وأيضا (كهيعص في سورة مريم), فلم تتركا لهم بد من إلقاء السَّلَمَ, والتسليم والإستسلام لاغلالهم وهم مقمحون مفحمون.

ثم قال مروان: (... ونحن ليس لدينا مشكلة اذا كان الكتاب المقدس محرف او لا لانه لم ينزل بالحبل بل كتبه بشر مثلنا واكثره قصص الشعب اليهودي المهم بالهدف الذي تعامل به الله مع هذا الشعب والهدف الذي عمله المسيح لااجل الخلاص ولكن من المعيب اقول قال الله انكحوا ما طاب لكم او ان اراد النبي ان يستنكحها ايعقل هذا كلام الله ...).

أولاً: نقول للأخ مروان,, التقديس لا يكون لغير الله خالق كل شيء الواحد الأحد الذي لم يكن له كفواً أحد,, ولكلامه "حصرياً", ولا يشاركه أو ينازعه فيه أحد غيره مطلقاً. فالتوراة والإنجيل الأصليين منزَّلين من الله تعالى مثل القرآن تماماً هما كلام الله تعالى فهذا فقط الذي يطلق عليه "مقدس", وقد إختفيا معاً ومع قدسيتهما إلى أبد الآبدين بمراد وتدبير الله الذين نسخهما بالقرآن وأنساهما, فكيف يعقل أن تقول على كلام روائي وتأريخي, كتبه بشر أمثالك بأنه مقدس, وحتى إن تضمن في بعضه آيات من التوراة ووصايا من الإنجيل؟؟؟ ..... فمن أين جاءته هذه القدسية؟؟؟ ومن الذي له الحق في إدعائها لهذا أو لذاك, وما الدليل على أن مدَّعيها له هذا الحق وتلك الصلاحية؟؟؟

فما دام أنكم إعترفتم بأن هذا الكتاب من تأليف ووضع بشر أمثالكم فلا قدسية له على الإطلاق. وإذا إستحضرنا أن الروائيين الأربع الذين إختارتهم الكنيسة - في زمن ما, ومن البعض في جيل ما في الماضي,,, ليس لهم ما يميزهم عن غيرهم من سابقيهم ولا لاحقيهم ,,- وكان الإختيار من مئات الكتاب والروائيين غيرهم هذا وحده مبرر كاف لإبعاد القدسية عنه والتفرد لأنه من حق آخرين عبر أجيال قادمة أن يغيروا هؤلاء الأربعة بغيرهم بغض النظر عن العدد بالزيادة أو النقصان وذلك إذا رأت الكنيسة آنذاك أن الإختيار السابق لم يكن موفقاً, وقد تأتي الحفريات بوثائق تؤكد بأن برنابا الذي أستبعد بلا مبرر كان هو الأحق والأجدر من غيره بالظهور.

فقولك بأنه ليس لديكم مشكلة, هذا يعتبر لا مبالاة بأهم عنصر في حياة الإنسان السوي وهو العقيدة التي تعتبر العامود الفقري للحياة كلها وذروة سنام الوجود كله,, وغاية هدف ما بعد الحياة الدنيا من مراحل تالية لها بعد الموت. فكيف توهم نفسك وترهنها لمقدس أنت نفسك مقتنع بأنه ليس مقدس, ومع ذلك تتخذه ديناً وعقيدةً تلقى بها الله الذي لم يأذن بها أو ينزلها من عنده؟

الله تعالى لا ينزل كتبه بالحبل أو بالبراشوت يا أخ مروان,,, كما تتوهمون أو تسخرون,, وإنما ينزله وحياً يوحى من عنده إلى قلب نبيه ورسوله مباشرةً. فإذا كان ليس غريباً على أي من البشر العاديون اليوم أن يوحي بعضهم إلى بعض عبر وسائل الإتصالات بدون روابط مادية "لا سلكياً" عبر الأثير, إذ يستطيع أن يهمس في أذن من يشاء في أي بقعة في البسيطة بما يشاء وفي أي وقت يشاء عبر الهاتف الخلوي أو عبر شبكات الإتصالات اللاسلكية وعبر الأقمار الصناعية,,, فهل - من خلق السماوات بغير عمد ترونها وخالق الأرض والجبال والأنهار ومسيِّر السحاب بين السماء والأرض وخالق كل شيء,,,, - يعجز عن إيصال مراده إلى أحد المصطفين من عباده الأخيار؟؟؟ مالكم كيف تحكمون!!!؟؟؟

ثانياً: أما قولك (... من المعيب اقول قال الله انكحوا ما طاب لكم او ان اراد النبي ان يستنكحها ايعقل هذا كلام الله ...).

نقول لك يا مروان وبالله التوفيق:
أولاً: لو أدركت وإستوعبت قدر الرحمة التي أغدقها الله على النساء في هذه السورة المباركة - بصفة عامة – والعناية الفائقة التي إختص بها اليتيمة منهن بصفة خاصة لعشقتها ولتغنيت بها قياماً وقعوداً وعلى جنوبك بدون كلل ولا ملل. إذاً إستمع إلى قول الله تعالى في سورة النساء شيئاً من هذه الروائع والدرر من العناية الإلهية والرحمة, بالضعفاء فيجعلهم وسط العتاة أقوياء بقوة الله تعالى الذي كفلهم برعايته ووضع حولهم وحول مصالحهم سياجاً منيعاً وهم في بطون أمهاتهم:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ...), خطاباً عاماً مباشراً لكل الناس دون أي تمييز أو تفرقة بينهم, فماذا قال لهم؟؟؟
1. (... اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي - « خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ » « وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا » « وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً » ...), لم يميز أحد بدين أو ملة أو عروبة أو عجمة أو لون,
2. (... وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي - « تَسَاءَلُونَ بِهِ » « وَالْأَرْحَامَ » ...), حمايةً لكل الناس من بعضهم بعضاً بصفة عامة, ثم عناية خاصة مع الحماية لعلاقة ألأرحام ببعضهم وتراحمهم بصفة خاصة,
(... إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 1). فطلب منهم إتقاءه تعالى من مغبة معصيته في الأمر العظيم الذي سيوصيكم به في الآيات التالية لهذه الآية الكريمة المحكمة. فما هو ذلك الأمر؟؟؟

إن الأمر الخطير الذي يوجب التذكير بالتقوى والتحذير من مخالفتها هو شأن البنت اليتيمة التي وُلِّيَ عليها وصيَّاً ليشرف على تربيتها ويرعى مصالحها ويستثمر لها أموالها حتى تبلغ الحلم ويأنس منها - "بالإختبار" من وقت لآخر - القدرة على إدارة شئون نفسها بنفسها, فبعد الإختبار والتأكد من ذلك يدفع لها مالها كاملا "مشهوداً", غير منقوص. لذا قال للأوصياء على اليتامى: (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا 2),, توجُّعَاً وحسرة.

وعلم الله تعالى أن اليتيمة الصغير ستكبر مع الزمن, وستظهر مفاتنها ومحاسنها بالإضافة إلى مالها وميراثها الذي تحت رعاية الوصي أيضاً سينموا فتكون هذه التغيرات الطبيعية من المغريات التي سيواجهها ألوصي الذي لربما يفكر فيها لنفسه, وقد يسعى بالفوز بها "بزواجه منها" فيرى نفسه هو الأولى بها من غيره, وقد يوجد لنفسه المبررات لذلك المقصد, ومن ثم يكون له حظ في مالها هذا ويحظى بجمالها. فذكَّره الله تعالى بأنه يعلم منه وسوسة النفس الأمارة, خاصة إذا كانت هذه المغريات كبيرة ومن ثم, فلن تمر مر الكرام دون أن تترك أثراً ظاهراً في نفسه.

قد يتحرى لغايته الوسائل والمنافذ الشرعية التي تمكنه من الإستحواذ عليها دون حرج أو مأخذ... فحذره الله تعالى من أن تكون غايته من "نكاج" اليتيمة ليس حفاظاً عليها وعلى أموالها وإنما طمعاً فيها وفي ميراثها,, لذا طالبه أولاً بأن يختبر نفسه جيداً بمعيار "القسط" وليس بمعيار "العدل", فأعلمه بأن مجرد خوفه من عدم إستطاعته أداء "القسط" حيالها يكون مبرراً كافياً لأن ينصرف عنها ويتحرى الزواج في غيرها من النساء مثنى وثلاث ورباع,, المهم حالياً أن يبتعد عنها, لأن المطلوب في نكاح اليتيمة "القسط" المؤكد تحديداً.

قال تعالى في ذلك, وبمنتهى الصراحة والوضوع والمواجهة:
في حالة تفكيركم في نكاح اليتيمة التي تحت أيديكم ورعايتكم ووصايتكم, عليكم أن تختبروا أنفسكم, لمعرفة مقدرتكم الكاملة على معاملتها "بالقسط", وذلك لضمان وتأكيد أن هذا الزواج لمصلحتها هي وليس لمصلحتكم وأهوائكم أنتم, فالشرط هو "القسط", لذا قال, تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ...), فأصرفوا النظر عن "نكاحها" وتحروا ذلك في غيرها من النساء الأخريات إثنان فأكثر حتى أربع نساء, كحد أقصى, قال: (... فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ...). فبهذا حمى الله تعالى اليتيمة من الطمع فيها وربط ذلك مباشرة "بالتقوى", وفتح له باب الزواج من غيرها واسعاً ولكنه مشروطاً.

لم يترك الله تعالى البديل عن اليتيمة النساء الأخريات مطلقاً دون شروط وقيود,, حتى لا يُؤمِّنَ اليتيمة على حساب الأخريات, فإشترط عليه أن يختبر نفسه أيضاً ولكن بمعيار "العدل بين الزوجات" هذه المرة, فقال له: (... فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا 3), حتى لا تكثر لديكم العيال فتعجزا عن تربيتهم وإعالتهم ورعايتهم.

مشكلتكم دائماً يا أخ مروان - مع معطيات اللغة العربية الفصحى لديكم,,, فلا أدري ما هي درجة حساسيتكم تجاه كلمة "نكاح" هذه, ظناً منكم أنها تعني – في مفهومكم الخاطي – المباشرة نفسها التي تتم عادةً بين الرجال والنساء, علماً بأن ذلك له تعابيره وليس من بينها كلمة "نكاح" التي تعني حرفياً (العقد الشرعي الذي يميز العلاقة الشرعية المأزونة ومباركة من الله تعالى) عن العلاقة السفاحية التي تتم بين الجنسين سفاحاً خارج نطاق الشرع مهما تعددت أنواعها.

فهذه لا يذكرها الله صراحة بأسمائها "على الإطلاق", بل يكني ويرمز, فيقول مثلاً في سورة البقرة: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 223).

تماماً كمفهومكم الخاطيء لكلمة "فروج", فتظنون أن الله تعالى يذكر عضو المرأة صراحةً,, وهذا مفهوم يدل على الغباء والجهل والسفه والفجور الفطري وسوء الظن بالله تعالى,,, لأنه إن كان المقصود كما تعتقدون فكيف يأمر الرجال بحفظ فروجهم؟؟؟
إذاً "الفرج" المقصود به تلك المنطقة كلها الفارقة ما بين الرجلين من القدمين إلى إلتقاء الفخذين عند منطقة الحوض, فأسمع إلى قوله تعالى عن الرجال المؤمنين في سورة المؤمنون قال عنهم: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1), الرجال منهم,
1. (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2),
2. (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ 3),
3. (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ 4),
4. (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ 5), (إِلَّا عَلَىٰ-;---;-- أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ 6).
فهل هؤلاء المؤمنون لهم فروج بالمعنى الذي في أذهانكم ومعتقداتكم وظنكم؟؟؟
ويكني بالإتجاه فقط أمام وخلف,,, فيقول "قُبُلٌ", من الإقبال, و "دُبُرٌ" من الإدبار. ثم يقول "لامَسْتُمُ النِّسَاء".

فالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يستحيل أن يتضمن أي منهما شيئاً يمكن أن يستحي منه الإنسان أو يتحرج. ونود هنا أن نلفت نظر الناس إلى أن الله تعالى لا يذكر في القرآن المرأة بإسمها حفاظها على حياءها وعدم تعريضها للقذف والتشهير وذكرها بسوء.
فأنظر إلى منهج القرآن في ذكر النساء:
1. في سورة البقرة, قال: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ «« أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ »» وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰ-;---;--ذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 35), فلم يذكر إسمها في القرآن.

2. وفي سورة يوسف, قال عن إمرأة العزيز: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ يوسف 23), أيضاً لم يذكر إسمها, وبذلك يكون قد حفظ سرها وإكتفى بالحادثة التي فيها العبرة وهذا هو المرام.

3. وفي سورة المجادلة, قال: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 1), من هي تحديداً؟؟؟, لم يذكر الله إسمها أو يشير إليها بما يمكن أن يدلل عليها لأن الغاية هي أن إمرأة حاورت النبي في زوجها, فكان أن حكم الله لصالحها وجعل قضيتها سابقة أصدر لها تشريع عام إلى يوم يبعثون.

4. وفي سورة القصص, قال: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ 7), ولم يتطرق إلى التعريف بشخصها, المهم ما أوحاه إليها وليس إسمها.

ثم قال تعالى: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 9), أيضاً لم يتطرق إلى ذكر اسمها أو التدليل عليها بأكثر من قوله إمرأة فرعون, ويمكن أن يكون لفرعون أكثر من إمرأة فركز على قولها دون ذكر شخصها وتعيينه.

ثم قال: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 10), وعن أخت موسى قال: (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 11), فمن هي هذه الأخت؟ هذا أمر ليس ذو أهمية ولا مبرر لذكر إسمها وتحديد هويتها.

وقال: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ 23), ثم قال عن نبي الله شعيب: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ), من هما الإمرأتان, ومن هو أبوهما, ومن هن بنات الشيخ الكبير, وأي البنتين إختار موسى لتكون له زوجة مقابل خدمة أبيها ثمانية أو عشرة حجج مهراً لها؟؟ فإذا كان القرآن الكريم يعف عن ذكر مجرد إسم المرأة وتمييزها في القرآن,, أيعقل أن يذكر بضعها بالكيفية التي تدعونها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..... مالكم!!! كيف تحكمون؟؟؟

وقال تعالى في سورة التحريم: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ 10).

ثانياً: إنتقادك لقول الله تعالى عن النبي: (... ان اراد النبي ان يستنكحها ايعقل هذا كلام الله ...). وتتوهم بأنه قول معيب لا يليق بالله تعالى, نقول لك في ذلك وبالله التوفيق:

نقول لك, إن الشخص العاقل والمنطقي والموضوعي هو الذي لا يصدر أحكامه على أشياء لم يستوعبها أو يفهمها بعد فيُحكِّم فيها هوى النفس والشنآن,,, وهذا هو المعيب حقيقةً. خاصة وأن الآية واضحة وضوح الشمس في ضحاها, ولكن التعجل والتشكك وسوء الظن وهوى النفس وشح الأمانة العلمية,,, كل ذلك يتسبب في إصدار مثل هذه الأحكام, خاصة إذا بلغ السفه بالإنسان مبلغاً يجعله لا يتحرج من اللجاجة ولا يقلقه فقدان المصداقية.

فلننظر إلى الآية التي بهتها بما هو ليس فيها ولا ينبغي له ولا يكون أبداً, ولنرى مراد الله تعالى منها, ولنتدبر معاً هذه الروعة والإحكام والتفصيل المبين, حتى نصل إلى مراد الله تعالى منها, والعاقل والأمين سيندهش عندما يجد أن غاية هذه الآيات هي على العكس تماماً من المفهوم السطحي الذي بلغه الجهلاء والمغرضين والمتربصين.

فالواقع الذي كان يواجهه النبي صلى الله عليه وسلم هو أن كثير من النساء تطمح كل واحدة منهن أن تحظى بأن تكون زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, فبعضهن وهبن أنفسهن له بأن يتزوجهن بلا مهر فأصبح الأمر بالنسبة له فيه حرج له ولهن فتولى الله عنه الرد عليهن درءاً لذلك الحرج عنه وعنهن, فلنتابع معاً سياق الآيات الكريمات البينات لنرى كيف عالج الله تعالى ذلك الأمر بحكمته وفضله.

قال تعالى له في سورة الأحزاب: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ...),
1. (... إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ...), وهن الآن معك وفي عصمتك,
2. (... وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ ...), حالياً ولربما مستقبلاً,
3. (... وَبَنَاتِ عَمِّكَ ...),
4. (... وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ ...),
5. (... وَبَنَاتِ خَالِكَ ...),
6. (... وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ...), "تحديداً",
7. (... وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ «« إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا »» - خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ - قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ...),
وذلك: (... لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 50).

إذاً,, فالغاية الأساسية من وراء ذلك هو رفع الحرج عن النبي إذا وهبت إمرأة أو أكثر نفسها له وأراد أن يرجئها دون أن يجرح مشاعرها كأنثى إن فعل ذلك, قال تعالى في تفصيل ذلك: (تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ « ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ » وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا 51). وبالفعل قد أرجأهن كلهن دون حرج عليه وفي نفس الوقت أقرَّ أعينهن ولم يحزن ورضين بما آتاهن كلهن.

وليعلم المتدبر الواعي أن الله تعالى بهذه الآية الكريمة لم يوسع له دائرة الإختيار كما قد يظن الجهلاء,, وإنما قيده له وحصره فقط في الأصناف التي ذكرها له فيها,, والدليل على ذلك قوله تعالى له في الآية التالية مباشرة:
1. ( « لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ » ...),
2. (... وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ...),
(...وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا 52).

إذاً الحل كان مقيداً بالنسبة له ومحصوراً في أزواجه اللاتي آتاهن أجورهن, وفي ما ملكت يمينه فقط,,, بالتفاصيل التالية:
1. وحرمت عليه النساء من بعد لقوله له: (لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ ),
2. وحرم عليه إستبدال وزح مكان زوج حتى إن طلقهن كلهن لقوله تعالى: (... وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ...).
3. ولم يترك له سوى باب واحد فقط هو ملك اليمين لقوله تعالى: (... إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ...).
4. وبعد كل هذه القيود الصارمة, لم يترك الله تعالى الأمر على هذا النحو,,, بل ذكَّرَ نبيه الكريم برقابته على كل شيء فقال له: (... وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا).

إذاً هذه الآية الكريمة بهذه القيود الصارمة وتحت رقابة الله تعالى لم تترك فرصة لأي (... وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ «« إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا »» وبالتالي,,, وبتدبر هاتين الآيتين معاً يستطيع العاقل الوصول إلى الغاية الحقيقية وهي رفع الحرج عن النبي صلى الله عليه وسلم, حتى يرجيء من يشاء منهن دون أي حرج, لأنه يستحي من الناس لرقة مشاعره ودقة تأدُّبِهِ وقد بُعِثَ متمماً لمكارم الأخلاق, فكان أسوةَ الخُلق الكريم. قال تعالى للمؤمنين في سورة الأحزاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ «« فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ »» - « وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ » - وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا 53), فكما ترون فالله بذاته يتولى رفع الحرج عنه,, وقد قال له (وإنك لعلى خلق عظيم).

ثم وجه مروان تعليقة مخاطباً به بيداويد المتنطع, فقال له:
أولاً: (... حوارنا ليس من خسر ومن كسب بل الحوار لكي نستفيد جميعا ونتطور ونحترم انسانيتنا ...), ولكن لا حياة لمن تنادي, فهذا الرجل يزداد تعنتاً وتحجراً كلما عرف شيئاً من حق فيضيق صدره ويفقد توازنه ويعمل جاهداً على الإحتفاظ بإنكاره في لجاجة مضحكة حقيقةً تزيد من إصرارنا على تجاهله تماماً.

وهذه الفقرة أنا أؤيد فيها, مروان من حيث المبدأ العام, لأن الحوار إن قُصِدَ منه الغلبة للهوى أو التعنصر للباطل فإنه سيتحول تلقائياً إلى جدل أو جدال, وهذا يخرجه تماماً عن دائرة الحوار إلى حيث الفرقة والتدابر والتنافر والتفاخر البغيض, ولن يكون هناك ظفر موضوعي لأي طرف من الأطراف المتقابلة, لأن الهوى وقتئذ هو الذي يكون متحكماً والتبلد هو الطاغي والحمق هو الفاعل. ولكنني أختلف معه من حيث الجوهر, إذ أن الحوار الذي يكون بين أهل الحق وأهل الباطل يفضي تلقائياً إلى نصرة الحق الذي يزهق الباطل فيدمغه وهذا ما نقوم به مع إقامة الدليل ثم الرهان عليه.

ثانياً: الإعتراف الإيجابي بقولك أيضاً: (... نعم يوجد باالعهد القديم اشياء نخجل منها مثل القتل وبطريقة بشعة ونسبها موسى وغيره الى الله فهل هذا يليق ...).
فهذه الفقرة نؤيده في الجزء الإيجابي منها, وهو أن العهد القديم وكذلك الجديد فيه أشياء تخجل منها البشرية كلها لأنها تجعل من الإنسان منافساً للشيطان في الشر بل وتجعل له الغلبة فيه, غير أنني أعارضه وأخالفه بشدة في الإدعاء بأن موسى عليه السلام من الذين نسبوا القتل بطريقة بشعة إلى الله تعالى,, فحاشاه نبي الله وكليمه موسى الذي لا يصدر عنه إلَّا كل خير,, ولكن الكتبة والرواة الذين صاغوا مواد هذا الكتاب المفترى على الله هم الذين نسبوا هذا الشر العميم إلى هذا النبي والرسول الكريم ثالث أولي العزم من الرسل الذي قال الله تعالى له في سورة طه: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي 41).

ويقول مروان بأنه كان من المعارضين أن يوضع العهد القديم مع العهد الجديد بكتاب واحد, فهذا يعني أنه قد لمس بنفسه من قبل تلك المخازي المخجلة كما سماها والتي يزخر بها العهد القديم, ولكننا نقول له, ما دام ذلك كذلك, فلماذا وقفت في منتصف الطريق ولا تطبق نفس تلك المعايير التي إنتقدت بها العهد القديم مع العهد الجديد أيضاً متوخياً في ذلك الشفافية والموضوعية والمنطق والأمانة العلمية والحياء,,, متوخياً في ذلك مصلحة البشر وخيرهم وليس أهواءهم. فإنك بلا شك ستصل إلى ما توصلنا إليه بهذه المعايير أو على الأقل ستقترب منها كثيراً, أو حتى تتفهم مقاصدنا ثم ستتفهم دورنا وغايتنا وذروة سنام سعينا.

فالمشكلة ليست في وجود اشياء غير مفهومة فقط بحيث يمكن,, أو في الإستطاعة ازالتها والاحتفاظ بما هو انساني وواضح ويليق بالعصر الحديث, لأن هذه العملية تحتاج إلى معايير قياسية, وهذه المعايير لا توجد سوى في القرآن الكريم الذي قال بالتحريف قبل أن تكتشفوا أنتم منه شيئاً. وهنا أنا أؤيدك في قولك (... الكتب التي تقولون عنها مقدسة يجب ان تكون مقدسة بالفعل وليس فقط بالقول ...). وهذا هو أساس مسعانا.

أما قولك: (... انا من انصار ان ناخذ الخير والجيد من هذه الكتب وحتى من القران والسنة وان نجمعهم بكتاب واحد يكون دين للجميع ونبقى اخوة لانختلف ولا نتقاتل وهنا قمة المحبة التي نشرها المسيح والتي يفضلها يجب علينا الاعتراف باخطائنا والا لن نقدر اصلاحها ...). نؤكد لك أن هذا نعتبره تقدم جيد بلا شك, ولكن فيه كثير من المفاهيم الخاطئة, نذكر بعضها فيما يلي:
1. معلوم أن هناك تنافر شديد بين النقائض, فلا يمكن الجمع بينهما في آنٍ معاً إذ يلغي أحدهما الآخر أو يفسده,, فمثلاً (+10) + (-10) = (صفر), فبالرغم من وجود شيء من تعاليم موسى عليه السلام بالعهد القديم, وآخر من تعاليم عيسى بالعهد الجديد,,, إلَّا أن التحريف أو التأليف قد طغى على ما بهما من خير لا شك فيه.

2. وقولك: (ان ناخذ الخير والجيد من هذه الكتب وحتى من القران والسنة وان نجمعهم بكتاب واحد يكون دين للجميع), هذا تماماً ما فعله الله تعالى وأرسل به نبيه الخاتم, فجاء بكتاب جامع, ضمنه كل تجارب البشرية والأمم السابقة لتكون عظة وعبرة ونماذج حية مجرَّبة وهذا ما حكته سورة البينة, قال تعالى فيها: (رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً 2), وهذه الصحف المطهرة هي سور وآيات القرآن الكريم, وهذه الصحف: (فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ 3), وهذه الكتب القيمة هي صحف إبراهيم وموسى, والتوراة, والإنجيل. فجعل كل ذلك في كتاب واحد جامع لن تجد من خارجه خيراً منه أبداً ولن تجد خيراً في غيره مفقوداً فيه, أو تجد شراً لم يحذر منه بعد أن يفنده تفنيداً ويبين عوره ويكشف سوأته وعواقبه.

قال تعالى عنه في سورة البقرة: (ذَلِكَ الكِتَابُ «« لَا رَيْبَ فِيهِ »» هُدًى لِلْمُتَّقِينَ 2), وقال في سورة الأعراف: (وَإِذَا قُرِئَ القُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 204), وفي سورة الحجر قال: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآَنَ العَظِيمَ 87), وفي سورة الإسراء, قال: ) إِنَّ هَذَا القُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ 9).

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أمَا إنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( «ألَاْ إنَّهَا سَتَكُوْنُ فِتْنَةً »، فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: « كِتَابُ اللهِ، فِيْهِ نَبَأُ مَاْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ، وخَبَرُ مَاْ بَعْدَكُمْ، وحُكْمُ مَاْ بَيْنَكُمْ. وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ. مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، ومَنْ إبْتَغَىْ الهُدَىْ فِيْ غَيْرِهِ أضَلَّهُ اللهُ. وَهُوَ حَبْلُ اللهِ المَتِيْنُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيْمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ المُسْتَقِيْمُ.

هُوَ الَّذِيْ لَاْ تَزِيْغُ بِهِ الأهْوَآء، ولَاْ تَلْتَبِسُ بِهِ الألْسُنَ، ولَاْ يَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاء، ولَاْ يَخْلَقُ عَلَىْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، ولَاْ تَنْقَضِي عَجَائِبَهُ. هُوَ الَّذِيْ لَمْ تَنْتَهِ الجِنُّ إذْ سَمِعَتْهُ حَتَّىْ قَالُوْا: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ".
مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرْ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلْ، وَمَنْ دَعَاْ إلَيْهِ هَدَىْ إلَىْ صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ»)).

وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ هَذَا القُرْآنُ مَأدُبَةُ اللهِ، فَتَعَلَّمُوْا مِنْ مَأدُبَتِهِ مَاْ اسْتَطَعْتُمْ. إنَّ هَذَا القُرْآنُ حَبْلُ اللهِ, وَهُوَ النُّوْرُ المُبِيْنُ، والشِّفَاءُ النَّافِعُ. عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، ونَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ. لَاْ يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، ولَاْ يَزِيْغُ فَيُسْتَعْتَبُ، ولَاْ تَنْقَضِيَ عَجَائِبَهُ، ولَاْ يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ. فَاتْلُوْهُ فَإنَّ اللهَ يَأجُرَكُمْ عَلَىْ تِلَاْوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشَرَ حَسَنَاتٍ، أمَاْ أني لا أقول: « ألم » حرف,, ولكنْ « ألِفُ » حَرْفٌ, و « لَاْمُ » حَرْفٌ, و « مِيْمُ » حَرْف.

لا زال للموضوع من بقية باقية,, إذ المفاهيم الخاطئة متراكبة ومتوالدة,

تحية كريمة للقراء والقارءات

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ج »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ب »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « أ »):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (C):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (B):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (A):
- ميتافيزيقا بيداويدية:
- تعليقات: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ..... نتيجة غير منظورة:
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ج ):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ب ):
- وقفة تأمل .... وتقويم:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 (- أ -):
- رَشِيْدِيَّاتٍ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ (1):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء ثاني عشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء 11):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء عاشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثامن):


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « ه »):