أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « أ »):















المزيد.....



عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « أ »):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 16:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشيء الجميل والإيجابي أن هذا الموضوع أنه قد حرك النقاش والحوار بين الناس,, والكل أخرج ما بداخله بعفوية ليشاركه فيه الآخرون, وفي ذلك تفعيل لإنسانية الإنسان الذي خلقه الله تعالى إجتماعياً بطبعه, لو لا تدخل الشيطان بين الناس ليبث بينهم العداوة والبغضاء فالإختلاف في الرأي وفي درجة الفهم والإستعداد له أو محاولة الصد عنه,, هذا كله وارد. ورغم وجود الكثير من الحالات المؤسفة التي لا تمت للنقاش الحضاري بصلة بل تمثل وتجسد تدخلات الشيطان عبر أعوانه ومواليه الجهلاء المارقين الذين بطبعهم وسجيتهم يبغونها عوجاً.
لذا نراها تتضمن السخرية والإستهتار أو التعصب عن جهل, والعدائيات غير المبررة, ولكن تقييم النجاحات دائماً نسبي,, فما دام أن هناك وَرْدُ فإن كل وردة ستكون محاطة بعدد من الأشواك ولكنها أبداً لم ولن تكن مانعة للنحل والفراش من إمتصاص الرحيق.

فهناك تعليقات وتداخلات, رغم أنها تتضمن أشواكاً بقدر متفاوت, إلَّا أنها بالمقابل لا تخلوا من الكثير من الأسئلة والأفكار التي تجبر العاقل على أن يقف عندها ويناقشها مع أصحابها حتى إن أدمت الأشواك أنامله, فالغاية هي إزالة سوء الفهم والغبش عن الحقيقة أمام الجميع بغض النظر عن أثرها وتأثيرها عند الآخرين, فلكلٍ حريته في موقفه منها المهم أن يسعى الكل لبلورة الحقيقة وتنقيتها من شوائب الوجد والهوى والشنآن بقدر الإمكان إذ أن الصفاء الكامل غاية لا تدرك.

لقد تداخلت الأسئلة والإستفسارات والأجوبة فشعرنا بأن هناك شيء من اللبس لدى البعض وسوءاً أكان في الفهم لدى آخرين,, ومنهم من طالب بأجوبة مختصرة على إستفساراته وأسئلته, "بنعم: أو "لا", ثم أصبح يطرح أسئلة عميقة ومتشعبة تحتاج إلى تفصيل بعد تفصيل بعد تفصيل,, لأن طبيعة السؤال له علاقات بمواضيع أخرى لا بد من تبيينها ليتم الفهم الكامل كما ظهر لدينا من خلال المداخلات التي إقتبسنا منها بعضها لنوجد الترابط فيما بينها ونكمل ما شكل على بعض الناس فيها, والذي لم يكن متابعاً للحوارات والأسئلة يحتج على "الإطالة" وهو لا يعرف أنها كانت ضرورية للرد على تلك الأسئلة المركبة, فنقول وبالله التوفيق.

جاءنا الأخ مروان سعيد: بأول تعليق له موجه إلينا بعنوان: "الحقيقة انك تخلط عباس بدباس",, قال لنا فيه:
(... تحية للاستاذ بشارة احمد وتحيتي للجميع
الدكتورة وفاء هي سيدة ملحدة لاتعترف بالاه ولا بدين هذا اولا. ثانيا من قال بان المسيح لم يعترف بمحمد بل اعترف وقال بانه سياتي بعدي انبياء كذبة وسيكونوا قتالين ونكاحين وياتونكم بثياب الحملان ولكنهم ذئاب قاتلة ايوجد اكثر من هذا الاعتراف وضوح لقد وصفه بالتفصيل.

وقال: وبالنسبة لتكريم المراءة بالاسلام تكفي اية شيطانية واحدة وهي اذا تخافوا نشوزهن اهجروهن بالمضاجع واضربهن في افضل من هكذا تكريم.
ثم قال: وانا اعترف بان القران به اعجاز علمي لاانه صنع شيطان رجيم وباعتراف القران كان الشيطان يتلصص على الله وكان يسمع حديثه مع الملائكة لذ ادخل به هذا الاعجاز ليسحب مليار من المغيبين الى جنته الدافئة جدا.
ثم قال أيضاً: واخيرا انصحك بالاكتفاء بشرح وتوضيح الايات الشيطانية وان تبتعد عن الطهارة والقداسة التي نشرها السيد المسيح بتعاليمه السامية ...).

كلام ناري لا شك في ذلك,, وهجوم مباشر, وتحامل غير مبرر يدل على المواجهة والتصعيد, وهذا وجد مؤسف حقاً,, فإن رددنا عليه بغضب وإنفعال مثله, معتمداً على أن الحق معنا وأن هذا الكلام ليس صحيحاً, وكله مغالطات وسوء فهم, ولدينا المعلومة الكافية للرد المفحم, وقابلنا الهجوم بمثله,, لما إستمر الحوار وأخذ طابعاً من الجدية والتفاعل الذي نراه الآن, ولإتسعت فجوة التدابر والشقاق والعدوانية والملاسنات التي لن توصل أي طرف ولا القراء إلى الحقيقة بتقليل حدة الخلافات والمغالطات التي أساسها المفاهيم المغلوطة والتصعيد المفتعل. فالعاقل يركز على الإشكالية نفسها وليس على أطرافها المتصارعة.

نعم غضبنا بلا شك وحزنا للدرجة التي بلغها الإنسان عموماً, فقد صدق فيهم إبليس ظنه, إذ قال لرب العالمين "فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلَّا عبادك منهم المخلصين",, أن الحقيقة باتت شحيحة لدى الناس والزهد فيها بات السمة الظاهرة لحضارة الناس وثقافتهم وسلوكهم,, ولكننا كظمنا الغيظ وإستحضرنا المسئولية والأمانة التي حملها الإنسان. وتذكرنا تثبيت الله لرسوله الكريم سيد أولي العزم من الرسل بقوله له في سورة آل عمران:

(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 175), (وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ «« إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا »» يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 176), (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ - «« لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا »» - وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 177), فرددنا على الأخ مروان بما يلي:

وقلنا له في تعليقاتنا بعنوان: "أحقيقة هي أم خلط عباس بدباس؟؟؟" قلنا له فيها:
((... الأخ مروان سعيد
أولاً: قلت عن وفاء بأنها ملحدة بلا دين ولا إله,, ليتها كانت كذلك لأراحت وإستراحت, ولكنها كائن بلا هوية, فهي ناعقة مع كل زاعق.

ثانياً: قلت قولاً عن المسيح من عندك هو لم يقله,, فأنا لن أفعل مثل هذا على نبي ولا على من هو دونه لأن هذا بهتان على نبي ورسول كريم.

ثالثاً: لعلك لم تقرأ كتابك المقدس لديك جيداً لتعرف أن الأنبياء الكذبة مذكورون بأسمائهم بالعهدين القديم والجديد, راجع ذلك فإن لم تعثر عليه تولينا نحن هذه المهمة نيابة عنك.

رابعاً: لو فهمت الآية التي تتحدث عن الشياطين جيداً لما ذكرتها هنا لأنها تدل على عكس ما فهمته وما قصدته, وها هي ذي الآية تقول على لسان الجن: (وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ..), في الماضي قبل الإسلام, بدليل قولهم: (... فمن يستمع الآن ...) بعد مجيء الإسلام مصيره الهلاك حرقاً بالشهب,, بدليل قولهم (... يجد له شهاباً رصاً...), قال تعالى في سورة الجن: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا 8), (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا 9).
كما ترى فإن الشيطان لن يجرؤ على الإقتراب من القرآن, لأن مصيره أصبح محسوماً وسيلقى هلاكاً مؤكداً. فمشكلتكم أن موقفكم مبني على سوء الفهم المتعمد في أغلبه .

خامساً: فيما يتعلق بتكريم المرأة فأنا الآن – أتحدى - أي شخص يستطيع أن يُوجد - في الدنيا كلها- وضع وكرامة للمرأة مثل أو أكثر أو أفضل من وضعها في الإسلام,,, هل أنت على إستعداد لقبول هذا التحدي؟؟؟ ... نحن في الإنتظار الآن!!!

سادساً: تتحدث عن تعاليم المسيح عليه السلام وطهارتها وقدسيتها التي لن تعرفها وتقدرها كما أفعل أنا عبر القرآن الكريم وسنة نبينا الخاتم,, فأنا أقول لكم أنتم أنْ لَّا تدنسوا هذه القدسية بالتحريف والقول عنه بما لم ولن ولا يعقل أن يقله. وتأكيداً على قولي هذا أريد أن أسألك إن إستطعت الإجابة عليه للقراء الآن: جاء في متي 10: أن يسوع قال: (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِه):

في الحقيقة لم أقصد أن أحرجه أو أعجزه أو أتفوق عليه,, هذه كلها صغائر لا ينظر إليها إلَّا المريض نفسياً وعقلياً,, ولكنني قصدت أن أخاطب الإنسان العاقل الذي بداخله وأن يتعامل معي بالفكر وبالمنطق وبالموضوعية لا بالنواقص, كالتعصب والهوى والشنآن, فطرحت عليه الأسئلة الموضوعية التالية للتفكر والتدبر خارج دائرة الغضب والتعصب,, فقلت له:
السؤال هو:
1. هل يسوع قال هذا النص – تحديداً - أم تقوَّلَهُ عليه مِتَيْ؟ ..... فإن لم يكن قد قاله فهل هذا - في عرفك وتقديرك - يعتبر تحريف صريح في الكتاب المقدس لديكم؟؟؟

2. وإن كان يسوع قد قاله حقيقةً,, فليتك تبرر لنا وللقراء الكرام وتسوغ لهم كنه الطهارة والقداسة والتعاليم السامية التي ذكرتها.

3. وفي رأيك,, هل تعتبر هذا القول الذي نسبه مِتَي ليسوع يعتبر آية شيطانية؟؟ أم عندك لها تفسير وتسمية أخرى بإعتبارك خبير في تقييم الآيات والأقوال,, وفرز السامية من الشيطانية. أرجوا أن لا يطول بنا الإنتظار,, وشكراً ...)).

ولكنه بالطبع لم يجاوب على أي من الأسئلة الموضوعية التي طرحناها عليه, وفي الحقيقة لم نتوقع منه الإجابة ولا نريدها ما دام أنها قد أدت مفعولها الذي قصدناه, وإن كان جوابه عليها سيضعنا جميعاً على أرضية صلبة ننطلق منها إلى حوار هادف سيوصل إلى نقطة متقدمة في الفهم المشترك, ولكنه تجاهلها تماماً أو لعله وصل منها إلى قناعات معينة وهذا حقه, المهم أنه إنتقل إلى نقطة أخرى بعيدة عن أصل الحوار مما يجعل الأمور عائمة والأفكار متقطعة والهدف غائب غامض بعض الشيء حيال الموضوع الأساسي.

على أية حال, قد جاءنا بتعليقه التالي تحت عنوان: "الاستاذ بشارة احمد المحترم"
(... تحية وامتنان لك للرد المحترم وتحيتي للجميع
فقال: لا احتاج لتفسير الاية التي حضرتك ذكرتها ولكن نظرة على الواقع ستجد كلامه مطبق مئة بالمئة وتفسير الاية هي كالتالي:

"... اذا كان عندك اخ واتى اليك وقال لك لقد امنت بالمسيحية وبالمسيح المخلص واريد منك ان تقراء الانجل وتشاهد عظمة الرب وكلامه الرائع وخاصة الموعظة على الجبل التي تدعو للمحبة والسلام والخير ماذا سيكون ردك طبعا ستقول له ايها الكافر وتستتوبه ثلاث ايام وان لم يتخلى عن محبة المسيح ستقتله بيدك خدمة لاهك ...).

فقوله مثلا: (... ولكن نظرة على الواقع ستجد كلامه مطبق مئة بالمئة ...), فما هو ذلك الواقع الذي يقصده ويشير إليه حتى أجد كلامه مطبق مئة بالمئة أو أقل أو أكثر؟؟؟.

طبعاً لم أرد على هذا المفهوم الخاطي في تعليقاتي ليس تجاهلاً لها أو لعدم أهميتها,,, بل هذه النقطة التي أثارها هي ذروة سنام سوء الفهم لدى أهل الكتاب بصفة عامة والنصارى بصفة خاصة, ظناً منهم أنهم يحبون المسيح ويؤمنون به ويبجلونه أكثر من المسلمين, وهذا مفهوم ساذج لأن القرآن الكريم بآية واحدة فقط من عشرات الآيات تكذبه وتثبت عكسه تماماً,, لأن إيمان المسلم لن يتم له إطلاقاً إن لم يشتمل على البنود التالية إيماناً لا يشوبه شك ولا شائبة, حددها الله تعالى في سورة البقرة قال:
يا أيها الناس, بأصنافكم الثلاثة: (الم 1), إعلموا أن: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2), فمن هم أولئك المتقون؟؟؟,, قال إنهم هم:
1. (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...), بالله, ملائكته, وكتبه - (توراة, وإنجيل, وزبور, وقرآن) -, ورسله - الذين أخبرنا عنهم في القرآن والسنة, وهم (25 نبي ورسول), والذين لم يخبرنا عنهم وهم في علم الغيب عنده لا يعلم عددهم إلَّا هو وحده - فمن إستثنى أي واحد من هؤلاء الكرام أو قلل من شأنه وحبه أو فرق بين الله ورسله,, لن يقبله الله تعالى من بين المؤمنين المتقين, ثم بعد ذلك الإيمان باليوم الآخر, ثم الإيمان بالقدر خيره وشره.

2. (... وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ...), فمن إكتمل إيمانه بكل التفاصيل السابقة, ولكنه لم يقم الصلاة كما أمر بها الله وفصلها وبين رسول الله أحكامها, لن يكون من المتقين,

3. (... وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ 2), أيضاً الإنفاق جزء من مكونات ومقتضيات التقوى, إنفاقاً على كل مستحقيه عليه "شرعاً" وتطوعاً ولكن بضوابط دقيقة حصرها الله - "علواً" بلا إسراف, و "إنخفاضاً" بلا إقتار, وكان بين ذلك قواماً.

4. (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ...), يا محمد, وهو القرآن الكريم والوحي والأحاديث القدسية,,,

5. (... وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ...), من لدن آدم عليه السلام, مروراً بالصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى, ثم التوراة والزبور ثم الإنجيل.

6. (... وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ 3), الإيمان بأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله بيعث من في القبور ليحاسبهم وليثيبهم على أعمالهم التي إتقوه فيها بالغيب أو كذبو فيها رسله.

فالذين تنطبق عليهم هذه الصفات كاملة "حصرياً", قاله عنهم: (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 4),, أما من كانوا دون ذلك فلا.

فأنظر إلى حب المسلمين لنبي الله ورسوله محمد ثم قس على ذلك حبهم لبقية الأنبياء والرسل. فهؤلاء الأنبياء والرسل هم خير خلق الله تعالى وصفوته وإصطفائه,, وكلهم إئتمنهم الله على رسالآته وكلامه للبشر فمن خالفهم أو عصاهم أو مقتهم فقد خالف الله وعصاه, ومن أبغضهم ولم يؤمن بأي منهم فإن الله لا ولن يقبل منه إيماناً به وسيلقى غياً. ولمن يجرؤ مؤمن أن يفاضل بينهم من تلقاء نفسه ولكن الله تعالى فاضل بينهم, فما قاله عنهم وعن كل واحد منهم فهو الحق المبين لا يؤمن من كان في قلبه مثقال ذرة من شك في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

هذا حجر الزاوية بالنسبة للمؤمن الحقيقي, الذي وصفه الله تعالى في التوراة والإنجيل والقرآن, وهناك خمسة إصطفاهم الله من بين رسله هم أولو العزم من الرسل, (نوح, وإبراهيم, وموسى, عيسى, ومحمد) عليهم جميعاً الصلاة والسلام. فكيف بعد كل هذا التقنين والمنهجية المتكاملة والمرابطة يأتي أحد ويشكك في حب المسلم لعبد الله ونبيه ورسوله المسيح عيسى بن مريم, أو عدم الإيمان بأن التوراة (الأصل), والإنجيل (الأصل) هما كتابان كريمان من عند الله تعالى أنزلهما لنبيين كريمين هما موسى وعيسى عليهما السلام؟؟؟

فمنهج الإسلام وضوابطه الدقيقة وشروط إيمان المتقين التي وضعها الله رب العالمين وفصلها تفصيلاً, لن تسمح لمؤمن أن يقول في التوراة والإنجيل أو أي من كتبه قولاً من عند نفسه ووفق هواه ما لم يذكره الله تعالى فيقول بقوله فقط, وإلَّا عندها سيكون قد إفترى على الله كذباً متعمداً, فالله تعالى قال بحدوث تحريف في التوراة والإنجيل, ولم يعمم وإنما ذكر بعضه ولكن كتابكم المقدس لديكم نفسه هو الذي أكد بنفسه على نفسه الكثير من التحاريف الظاهرة للعيان ولا يحتاج لكثير جهد لإدراكه,, ولمعرفة المؤمن بقدر ومقام وفضل المسيح عيسى بن مريم في القرآن الكريم وعند رسول الله الخاتم,, لن يصدق أقوالاً وروايات عنه تتعارض تماماً مع شخصيته الكريمة التي وثقها القرآن الكريم.

فالقاعدة الراسخة عند المؤمنين التي لا تقبل مراجعة هي (أن أنبياء الله ورسله كلهم دون إستثناء إنما جاءوا لرفع الظلم والسيف عن رقاب الناس وليس لنشره السيف,, وجاءوا لتجميع الناس وضمهم لبعضهم البعض بالمحبة والتعاون ولم يأت أي منهم لنشر الفرقة بين الناس,, وجاءوا للحفاظ على صلة الرحم ولم يأتأتوا لتحذير الشخص من أهل بيته بإعتبارهم أعداؤه). لذا ترى المؤمن يقف عند أقوال لديكم يستحيل أن يقولها نبي الله ورسوله المسيح, مثلاً قول متي إن الرسول عيسى قال: (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِه).

فكيف تريدوننا أن نصدق أن المسيح يمكن أن يقول هذا الكلام ونحن لدينا نماذج من أقواله وأفعاله الحقيقية كلها ناصعة ومشرفة وقدوة, لذا لن يكون أمامنا سوى أحد إحتمالين لا ثالث لهما:
1. فإما أن يكون القول محرفاً ومنسوباً إليه بغير وجه حق,
2. أو أن يكون قول لشخص آخر غير المسيح ابن مريم إبنة عمران, وأن يسوع هذا ليس هو المسيح الذي نعرفه ونتحدث عنه, وبالتالي يكون ليس من الله في شيء.

وليس في ذلك أي عدوان على أحد أو محاولة للتقليل من شأنه أو التفاضل والتعاليى والتفوق عليه, فنحن أمام الذات الإلهية السامية, فليس هناك مجال لعبث أو هوى أو شنآن. إذاً فمن هو المسيح عيسى بن مريم في القرآن وفي وجدان وقلوب المؤمنين من أمة محمد ستظهر جليةً من خلال القرآن الكريم,,, فأنظر إلى ذكر عيسى عليه السلام في القرآن الكريم على لسان أخيه وحبيبه محمد الخاتم صلى الله عليهم جميعاً وسلم:

1. ففي سورة البقرة, قال تعالى لنبيه الخاتم: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ - « وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ » « وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ » - أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ «« فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ »» 87)؟؟؟

وقال له: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ « مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ » « وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ » - « وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ » « وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ » - وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا «« فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ »» وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا - وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ 253).

فأنظروا إلى الإيمان الذين يؤمن به أتباع محمد, الإيمان الكامل الذي لن يبلغه أحد غيرهم ابداً, قال تعالى لنبيه الخاتم وللمؤمنين:
- (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ...), وحده لا شريك له كما نزهته سورة الإخلاص,
- (... وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا ...), وهو القرآن الكريم وكل ما أوحاه الله لنبيه الخاتم,
- (... وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ ...), ما قبل التوراة
- (... وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى ...), من توراة وإنجيل,
- (... وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ ...), كل الأنبياء الذين أعلمنا الله بهم أم لم يعلمنا,
- (... لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ ...), كلهم أنبياء وأصفياء ورسل الله ربنا الواحد الأحد,
- (... وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 136), نأتمر بأمره ونتنهي بنهيه ونرجوا رحمته ونخشى عذابه الجد إن عذابه بالكافرين ملحق.

2. وفي سورة آل عمران, قال: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - « وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » « وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ » 45),
- (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ - « فِي الْمَهْدِ » « وَكَهْلًا » « وَمِنَ الصَّالِحِينَ » 46),
- (وَيُعَلِّمُهُ « الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ » « وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ » 48),
- (« وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ » - أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ - « أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ » « وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ » « وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ » - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 49).

- (وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ 50),
- (إِنَّ اللَّهَ «« رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ »» هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 51)

فلم يقل عيسى عليه السلام للناس أعبدوني أو أعبدوني مع الله, كل هذه مآثر وثَّقها الله لهذا النبي الكريم على لسان الصادق الأمين أكرم من وطيء الثرى من ولد آدم. فكل هذه القيم السامقة لم يذكر كتابكم المقدس لديكم منها شيئاً قط, ولكن نطق بها محمد الخاتم, فهل وعيها أهل الكتاب ولزموها وعملوا بها طاعةً لله ورسله, أم إتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر؟؟؟.

والله تعالى - مبيناً عن بني إسرائيل ومجاهدة نبيه ورسوله المسيح وتكذيبيه والسعي في إيذائه وتأليب السفهاء عليه - قال:
- (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 52),
- (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 53),
فلم يكن ذلك مرضياً ومقبولاً لدى سفهاء بني إسرائيل الغلاظ, قال: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ 54).

وقد بلغ العصيان والمواجهة المباشرة الخطرة مع نبي الله ورسوله عيسى وأصبح لا أمل في تأثير الدعوة على هؤلاء الجاحدين الظالمين, فوفَّاهُ لله دعوته إلى الحد الذي بلغته, بعد أن أصبح توجه أعداء الله القضاء على عبده ورسوله بقتله بعد أن جعلوا أمر إستمراره في الدعوة مستحيلاً, قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ...),
-;- (... إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ...), مكتفياً بهذا القدر من الدعوة التي إستطعت بلوغها, فتنتهي مهمتك إلى هذا الحد,
-;- (... وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ...), بعيداً عن متناول يد أعدائك وأعداء الله,
-;- (... وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...), فلن يصلوا إليك بعد الآن لأنك ووالدتك ستكونان في مأمن من بطشهم,
-;- (... وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ...), سأنصرهم على أعدائهم,
(... ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 55),

ولكن,, ملابسات محاولة صلب المسيح من جانب بني إسرائيل, وحدوث ما لم يكن متوقعاً من الجميع وهو رفع الله تعالى للمسيح جعل الأمر يختلط على الناس فظنوا أن المصلوب هو عيسى عليه السلام فكان ظناً غير موفق,, فظنوا أن هذه الأحداث المتلاحقة دليل على انه إبن الله خاصة وأن بعض النسوة قلن أنهن وجدن القبر خالياً, فإكتملت الفكرة في رؤوس الناس بأنه صلب وقام من بين الأموات,, فبين الله تعالى أن هذه المفاهيم الخاطئة مبنية على الظن, وليس لهم برهان على أي من إدعاءاتهم تلك.

فحكى الله الحقيقة لنبيه الخاتم وحياً من عنده فقال له: (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ 58), أولاً: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ 59), لا أكثر من ذلك. وإن أهل الكتاب سيحاجونك في ذلك بالظن وليس لهم برهان على ما يحاجونك فيه,, عندها واجههم بالمباهلة إن كانوا صادقين, قال له: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا - « نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ » « وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ » « وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ » - ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ),, ولأن علماؤهم يعلمون أنهم غير متأكدين من إدعاءهم بأن عيسى ابن الله وكثير منهم لا يؤمنون بذلك,, لم يستجيبوا للمباهلة لعلمهم بصدق النبي محمد فيما جاء به من ربهم.

ثم بالنسبة للخاتم وللمؤمنين معه, قال له: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84). إيمان كامل بكل أنبياء الله ورسله.

3. وفي سورة النساء, عن إدعاء بني إسرائيل بأنهم قتلوا المسيح, قال للخاتم: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157).

وفي ذلك شهادة من الله لعبده ورسوله عيسى بأن أعداءه لم ينتصروا ولم يقدروا عليه, بل نصره الله ومكر بهم, وألبس عليه ورفعه منهم وأعلمهم بذلك ليتجرعوا مرارة الفشل في النيل منه, فإن كانوا صادقين في إدعائهم فليأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين. بالطبع لم ولن يستطيعوا ذلك ولن يغنيهم الجدل والمغالطات والإصرار على موقفهم من الحق شيئاً.

4. وقال, الله لأهل الكتاب الذين إنخدعوا وصدقوا الظن ورجحوه على اليقين وبنوا على ذلك أوهاماً كثيرة وقصوراً من جليد في يوم قائظ, قال محذراً واعظاً: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ - « إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ » « وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ » « وَرُوحٌ مِّنْهُ » - فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ «« إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ »» - لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا 171), ليس ذلك فحسب,, بل: (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ - وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا 172).

5. وفي سورة المائدة, قال تعالى: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 17). وقال أيضاً بهذه السورة: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ 46). فكل تشريع في التوراة لم يغيره عيسى عليه السلام يعتبر تشريع ملزم للنصارى أيضاً. أما الإنجيل فهو هدى ونور وموعظة للمتقين.

وقال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 72), وقال موضحاً حقيقة المسيح التي كانو فيها يمترون: (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ - «« إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ »» « وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ » - «« كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ »» - انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 75),, وقال: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ 78).

6. وقال أيضاً: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ...):
-;- (... اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ...),
-;- (... تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ...),
-;- (... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ...),
-;- (... وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي ...),
-;- (... فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ...),
-;- (... وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ...),
-;- (... وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي ...),
-;- (... وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ 110),

وقال تعالى عن عيسى: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 112), (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ 113), (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ 114).

7. وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ؟ - «« قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ »» - إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ «« تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ »» إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ 116).

8. وفي سورة مريم, واجه عيسى قومه وهو في المهد وليداً:
-;- (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا 30),
-;- (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 31),
-;- (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا 32),
-;- (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا 33),

(ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ 34), (مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ «« سُبْحَانَهُ »» إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ 35), ثم قال لهم عيسى بصريح القول: (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 36),, ولكنهم خالفوه وإتبعوا أهواءهم فصدوا عن سبيل الله, وسيكون المسيح عيسى عليهم شهيداً يوم القيامة.

9. وفي سورة النساء, قال لرسوله الخاتم: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا 163).

10. وفي سورة التوبة, قال عن أهل الكتاب: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 30),, (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31).

11. وفي سورة الصف, قال: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6). ولكنهم أنكروا بشارة عيسى بالنبي الخاتم "أحمد", ظناً منهم أن هذا يمكن أن يدعم محاولتهم اليائسة البائسة لتكذيب القرآن, ولكن الواقع على العكس من ذلك, فإن هذا الإنكار سيجعلهم دائماً متوجسون لأنهم يعرفون صدق البشارة حقاً وحقيقة, ونحن نعرفها يقيناً.

وقال تعالى للمؤمنين من أمة محمد أن يتأسوا بالحواريين الذين إستجابوا لنبيهم ورسولهم عيسى بن مريم لما دعاهم للإيمان فآمنوا به, قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ 14).

1. وفي سورة الزخرف, قال: (وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ 63).

2. وفي سورة الأنعام قال: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ 85).

3. وفي سورة الأحزاب, قال لنبيه الكريم: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا 7).

4. وفي سورة الشورى, قال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ ...),
-;- (... مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ...), قبل التوراة والإنجيل, فكان وصية من الله لنوح,
-;- (... وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ...), وهو القرآن الذي أوحاه إليك وحياً نزله على قلبك مباشرة, أعلمك بكل ما وصى به من كان قبلك من الرسل ليكون منهجك كاملاً شاملاً لكل ما جاءت به تلك الرسل قبلك, فأوحاه إليك شاملاً كاملاً (صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة).

-;- (... وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى...), وهو الحنفية والتوراة والإنجيل وهما وصية من الله تعالى لقومهم, ولكنهما بالنسبة للنبي الخاتم وحياً من عند الله هو القرآن الكريم, ومن أصدق من الله قيلاً؟؟؟

الغاية واحدة من البشر كافة مهما تنوعت المناهج - سوءاً أكانت الموصى بها لنوح وإبراهيم وموسى وعيسى, أو الموحاة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله, - هي قوله تعالى للمؤمنين: (... أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ - كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ - « اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ » « وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ » 13).

5. وفي سورة الحديد, قال تعالى مخططاً لمسار الرسل قبل محمد الخاتم, قال: (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ 27).

لم يترك القرآن جانباً فيه كبيرة أو صغير متعلقة بعيسى ابن مريم إلَّا أحصاها وفصلها تفصيلاً, فكانت سيرته في القرآن ناصعة مضيئة صادقة ومشرفة لكل الأنبياء والرسل قبله,, فإن كانت هناك قيامة وصلب لوثقها الله تعالى توثيقاً. بل قال الله تعالى لنبيه الخاتم في سورة الزخرف: (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ - «« فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ »» ), (سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ 82), (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ 83). فبعد أن أمره الله تعالى بأن "يذرهم" في خوضهم ولعبهم حتى يلاقوا ما يوعدون به في الآخرة هل يعقل أن يتعرض النبي لهم لأي سبب من الأسباب؟؟؟ ..... ولكنهم هم الذين يتعرضون له ولدينه بالشر والعدوان لإستئصاله إن إستطاعوا لذلك سبيلاً ولكن أهون عليهم إطفاء نور الشمس والذهاب بحرها ووهجها.

ثم نقول للأخ مروان,,, الآن إرجع إلى سؤالك السابق لنا,،،، فأنا أعكسه لك فأقول: (... اذا كان عندك اخ واتى اليك وقال لك لقد آمنت بالدين الإسلامي الحنيف الذي لن يقبل الله من أحد غيره, واريد منك ان تقرأ القرآن الكريم وتشاهد عظمة الله الخلاق العليم وترى عظمة وإعجاز كلامه الرائع المحكم, وتميز نبيه ورسوله الخاتم محمد الأمين .... الخ, فماذا سيكون ردك أنت على أخيك هذا؟ طبعا وبلا شك ستقول له ايها المُجدِّف أو تقل له أنت تفعل شراً بتغيير دينك, ولن تمهلة بالحوار أو ترجئه للإستتابة ثلاث ايام أو ثلاث ساعات,, بل ستقتله بيدك خدمة لربك يسوع), وإلَّا ستخالف ما جاء في لاوين, ومتي, وتثنية,, ولربما أعتبرك الكهنة مجدفاً أو مشاركاً له ونلت نفس عقابه وهو "الرجم" بالحجارة حتى الموت أليس كذلك؟؟؟

إذاً دعنا نرى معاً نص العقوبة لديكم لمثل هذه الحالات التي تبهت بها الإسلام وتبريء منها العهدين, فتقول لك هلم بنا إلى كتابك المقدس لديك لنستفتيه في حال أخيك الذي نفترض أنه أسلم أو إعتنق اليهودية, وماذا عليك أن تفعل كنصراني ملتزم؟؟؟

أولاً: دواعي وحكم التجديف في كتابكم المقدس:
(‌أ) لاوين, في إصحاح 13: 10-16 قال- يقول: (وَخَرَجَ ابْنُ امْرَاةٍ اسْرَائِيلِيَّةٍ وَهُوَ ابْنُ رَجُلٍ مِصْرِيٍّ فِي وَسَطِ بَنِي اسْرَائِيلَ. وَتَخَاصَمَ فِي الْمَحَلَّةِ ابْنُ الْاسْرَائِيلِيَّةِ وَرَجُلٌ اسْرَائِيلِيٌّ ** فَجَدَّفَ ابْنُ الْاسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى الاسْمِ وَسَبَّ. فَاتُوا بِهِ الَى مُوسَى. « وَكَانَ اسْمُ امِّهِ شَلُومِيَةَ بِنْتَ دِبْرِي مِنْ سِبْطِ دَانٍ » ** فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لِيُعْلَنَ لَهُمْ عَنْ فَمِ الرَّبِّ ** فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: ** اخْرِجِ الَّذِي سَبَّ الَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ فَيَضَعَ جَمِيعُ السَّامِعِينَ ايْدِيَهُمْ عَلَى رَاسِهِ وَيَرْجُمَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ ** وَقُلْ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: كُلُّ مَنْ سَبَّ الَهَهُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ ** وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَانَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْما. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ).

(‌ب) ومتي في إصحاح 26: 64-68 يقول: (قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ :مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ ** فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! ** مَاذَا تَرَوْنَ؟ فَأَجَابُوا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ » ** حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ ).

ثانياً: حكم تغيير الدين في كتابكم المقدس:
(‌أ) تثنية, إصحاح 13: 1- 5 يقول: (إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً ** وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا ** فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ ** وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ وَبِهِ تَلتَصِقُونَ ** وَذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الحَالِمُ - «« ذَلِكَ الحُلمَ يُقْتَلُ »» - لأَنَّهُ تَكَلمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ لِيُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ). لاحظ أن هذا الحكم «« على الأنبياء الكذبة »» الكثيرون, والمتكاثرون منذ العهد القديم وهم الذين حذر يسوع تلاميذه منهم.

(‌ب) تثنية, إصحاح 13: 6-10 يقول: (وإن أغراك سرا أخوك، ابن أمك، أو ابنك أو ابنتك أو امرأتك التي في حضنك، أو صديقك الذي هو كنفسك قائلا: هلم نعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت وآباؤك ** من آلهة الشعوب التي حواليكم القريبة منكم والبعيدة عنكم، من أقاصي الأرض إلى أقاصيها، ** فلا ترض بذلك ولا تسمع له ولا تعطف عينك عليه ولا تبق عليه ولا تستر عليه ** بل «« اقتله قتلا »». « يدك تكون عليه أولا لقتله »، ثم أيدي سائر الشعب أخيرا ** «« ترجمه بالحجارة فيموت »»، لأنه « حاول !» أن يبعدك عن الرب إلهك ألذي أخرجك من أرض مصر، من دار العبودية ) طبعاً لا يوجد أي نص لإستتابة أو إمهال, بل القتل ولا بديل له.

(‌ج) تثنية, إصحاح 13: 12-17: (إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً:** قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفُوهَا ** وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ ** فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ** تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ ** وَلا يَلتَصِقْ بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ المُحَرَّمِ لِيَرْجِعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً. يَرْحَمُكَ وَيُكَثِّرُكَ كَمَا حَلفَ لآِبَائِكَ ).

لاحظ أن الذين قالوا القول هم أناس وليس كل سكان المدنية, أنظر ماذا يقول النص: (... قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفُوهَا). ومع ذلك فالعقاب شمل المدينة كلها حتى والبهائم ضرباً بالسيف وأمتعتهم حرقاً بالنار وأرضهم تحريماً كاملاً لا تبنى للأبد,, أنظر: (...«« فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ »» «« وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ »» ** «« تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ »» - المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ «« فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ »»). فهل يمكن أن يكون هذا القول قد صدر حقيقةً عن موسى ابن عمران, كليم الله عليه السلام؟؟؟ ..... ألا يتناقض مع ما فعله مع الطاغية فرعون وعرض نفسه لبطشه من أجل إنقاذ بني إسرائيل من شره؟؟؟

(‌د) وفي تثنية, إصحاح 17: 2-5 يقول: (إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرّاً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ ** وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلقَمَرِ أَوْ لِكُلٍّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ - الشَّيْءَ الذِي لمْ أُوصِ بِهِ ** وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيل ** فَأَخْرِجْ ذَلِكَ الرَّجُل أَوْ تِلكَ المَرْأَةَ الذِي فَعَل ذَلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ - «« إِلى أَبْوَابِكَ الرَّجُل أَوِ المَرْأَةَ وَارْجُمْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ »» ** وَالرَّجُلُ الذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ فَلا يَسْمَعُ لِلكَاهِنِ الوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ أَوْ لِلقَاضِي - «« يُقْتَلُ ذَلِكَ الرَّجُلُ »» فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل. يا لها من مأساة كارثية,,, النفس البشرية لا قيمة لها عندكم,, فالقتل والإبادة والدمار الشامل أقرب حكم عند الكهنة, والعبارة الغريبة "... ولا تعطف عينك عليه ولا تبق عليه ...", ما أروع إلتزامك بعقيدتك أيها الكاهن بوش الإبن!!!.

خروج, إصحاح 22: (20 مَنْ ذَبَحَ لِالِهَةٍ غَيْرِ الرَّبِّ وَحْدَهُ يُهْلَكُ).

فلنكتفي بهذا القدر الآن, إذ الغاية هي إثبات أن ما تنتقده في الإسلام موجود عندكم في كتابكم المقدس لديكم بصورة أصعب وأقسى بكثير, بل بصورة بشعة بكل المقاييس, وكما ترى لا يوجد مجال حتى للإستتابة لا ثلاث أيام ولا حتى يوم واحد, فالموت رجماً في حالتي التجديف أو تغيير الدين بالخروج منه إلى دين آخر, بل إبادة جماعية لكل المدينة ثم تدمير شامل حتى للبهائم والمتاع, بل حتى الأرض تصير تلاً أبدياً لا يبنى مرة أخرى أبعداً. فهل هذا حكم الله على البشر وهذا حكم نبي الله ورسوله موسى عليه السلام؟؟؟ ..... نحن لا يستصغر شأن جريمة التجديف أو الخروج عن الدين القويم إلى التجمعات المؤسسة على الشر والحرابة والفساد, ولكننا نقول أن هناك مبالغات لا يمكن أن ينسبها أحد عامق مؤمن إلى الله أو إلى أحد رسله الكرام.

أما في الإسلام,, فإنه على الأقل سيخضع لمحاكمة ومراجعة يناقش فيها لمعرفة أسبابه بعد التأكد من سلامته العقلية ثم إستتابة, فإمهال,,, فالمسألة ليست كما لديكم, تضمنها التحريف.

وفيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما,, ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَاْ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إلَّاْ بِإحْدَىْ ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّاْنِيْ، والنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِيْنِهِ المُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ). وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بَدَّلَ دِيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ( .
غير أن الحكم عليه لا يكون إلا من قبل القضاء الشرعي، ولا يكون التنفيذ إلا من قبل ولي أمر المسلمين، ولا يجوز الحكم على شخص معين بالردة أو تنفيذ الحكم عليه إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع، عندها يكون فقط على ولي الأمر أن تنفيذ الحكم بعد الاستتابة ثلاثة أيام، ومحاولة إقناعه بالرجوع إلى الإسلام بمجادلته بالتي هي أحسن وإزالة ما عنده من شبه أو مفهوم خاطيء لجهل أو لغواية,,,, فإن لم يتب بطراً وكبراً وعناداً قتل لإتقاء شره لأن خروجه عن الإسلام بدافع الإستعداد لعمل الشر مهما إدعى غير ذلك.

وقد يؤجل التنفيذ إذا ما رجيت توبته، إن أعطي فرصة, فالغاية إصلاح المجتمع وليس إجبار أحد على الدين,, فمثلاً إن غير أحد دينه من النصرانية إلى اليهودية أو بالعكس, أو من المجوسية للنصرانية أو اليهودية أو العكس, أو من أي منها إلى العلمانية أو الإلحاد,,, أو الهندوسية فلا شأن للإسلام بذلك.

أما التصرفات الخاصة التي يقوم بها الأفراد خارج نطاق المحاكمة الشرعية فهذا لا يقدح في إنضباط الشرع ودقته في ذلك. وقصة الام اللبنانية التي قتلت ابنها بعد ان صارحها بانه اصبح مسيحي هذا تصرف فردي, ولكنها لو إتبعت المسار الشرعي وأخضع لإجراءات محاكمة وإستتابة لربما أغناها ذلك عن قتله, فهناك أشياء كثيرة يتسبب فيها الجهل وضعف الشخصية التي يستغلها الشيطان خاصة مع الذين لم يتلقوا تحصيناً كافياً, إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
ولك أن تسأل أقباط مصر – على سبيل المثال لا الحصر - ماذا يفعل الأهل بإبنهم أو إبنتهم إذا فارق أحدهم دينه وإعتنق ديناً آخر,, فهل لديهم بديل للقتل؟؟؟

ثم قال: (... وبالنسبة للاسلام وتعاليمه هي ضد تعاليم المسيح ويسيرا باتجاهين متعاكسين عندنا اذا سرق الانسان اخيه الانسان خطيئة عظمة فكيف القتل والسبي وبيع البشر كما تفعلون او فعل نبيكم ...).

نقول له, هذه خزعبلات زكريا بطرس ورشيد المغربي:
أولاً: أساسيات الدين والتوحيد والأحكام الأساسية لا تعارض ولا إختلاف إلَّا في التطبيق, فلا يمكن أن يكون السير نحو الله الواحد الأحد بإتجاهين متعاكسين, ولكن التعبير الأصح هو بمنهجين مختلفين, والإختلاف بسبب تباين البيئات والظروف والأزمان ومقدار تجارب الناس,, فمثلاً الله تعالى قال عن آدم أبو البشر عليه السلام: (ولم نجد له عزماً), لقلة تجاربه البشرية فهو أولهم,, بينما جاء من ولده خمسة رسل هم أولي العزم من الرسل لشدة عزمهم.

ثانياً: إليك مثال لحد السرقة في كتابكم المقدس لديكم: تجده في تثنية, إصحاح 24 يقول: (7 -إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ قَدْ سَرَقَ نَفْساً مِنْ إِخْوَتِهِ بَنِي إِسْرَائِيل وَاسْتَرَقَّهُ وَبَاعَهُ «« يَمُوتُ ذَلِكَ السَّارِقُ »» فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.

ويكفي للرد على قولك بهذا الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة قال,, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «« رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ »», «« وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ »», «« وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ »»). هذا هو الرد من الله تعالى مباشرة ثم من رسوله الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وهي يوحى. فنحن من جانبنا لا تقول بشيء ليس عليه دليل وبرهان ومرجعية موثوقة أبداً إن كان من جانبنا أو من جانب الأطراف الأخرى.

نقف عند هذا الحد وللموضوع بقية

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (C):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (B):
- عندما يصير اللامعقول مألوفاً (A):
- ميتافيزيقا بيداويدية:
- تعليقات: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ..... نتيجة غير منظورة:
- قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ج ):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ب ):
- وقفة تأمل .... وتقويم:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 (- أ -):
- رَشِيْدِيَّاتٍ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ (1):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء ثاني عشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء 11):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء عاشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثامن):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سادس):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه – (جزء خامس):


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عندما يصير اللامعقول مألوفاً (تصحيح مفاهيم - « أ »):