أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):















المزيد.....



الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):

العنصرية والتمييز العنصري الذين هزمهما الخاتم الأمين (1):

قلنا سابقاً إن التقنية قد أفادت الناس كثيراً, خاصة أهل العلم والمعرفة والبحوث والتطوير والتدقيق والتوثيق والإبداع,,, الخ, ولكن للأسف الشديد بالمقابل كانت لها مضار كارثية, ليس لعيب فيها "تحديداً" - وهذا أمر طبيعي ومتوقع - إذ لا يوجد عمل تكون للإنسان يد فيه إلَّا وكانت العيوب جزءاً أصيلاً فيه وذلك لكماله وتوازنه حتى إلَّمْ تظهر هذه العيوب والنواقص للعامة أو للنخب منهم إلى حد ما لأسباب منطقية وموضوعية لا يستطيع عاقل حصيف منصف أن ينفيها أو يلغيها.

نعم فإن كثرة وسهولة ويسر إنتاج وتحصيل المعلومات وتبادلها بين الناس بدون حواجز تُذْكَر "نسبياً" - عبر تقنية الإتصالات - مَكَّنَ الكل من الحصول على ما يريدون من بيانات ومعلومات متاحة أو بث ما يريدون من أفكار وأسفار بقدر محدود من الجهد والمال والزمن أو لعله بدون مقابل يذكر, حيث يسوي البث فيه الغث والسمين.

ولكن هنا تكمن المشكلة والكارثة. فقد أصبح الرعاع العالة من الجهلاء والمتخلفين والعنصريين ومرضى النفوس ومزمني داء الهوس ورواد الظهور والإشتهار,,, الإطلال عبر هذه الوسائل ونفث أمراضهم النفسية والعقلية وفرض جهلهم وجهالتهم على عقلاء الناس بأمور لا تمت للعلم ولا للعقل ولا للفكر ولا حتى للإنسانية والزوق العام ببقية من صلة, الأمر الذي ساهم بشدة في تجهيل كثير من عامة الناس البسطاء الطيبين الذين تغلب عليهم سمة الصدق والتصديق,,, ثم أنصاف المتعلمين الذين يمثلون عادةً أخطر شريحة على الأمن والسلامة المعرفية والثقافة العامة, والذوق السليم المعتدل وذلك بتسلط المشاغبين والعابثين المشاكسين, بل والمعتوهين عليهم بإدعاءاتهم الفارغة وتعابيرهم الشاذة وشطحاتهم المريضة التي لا ولن يستطيعوا تقديم دليل ولا برهان عليها.

فلو أخذنا - على سبيل المثال لا الحصر - خوضهم في أحدى أبشع الأمراض الإنسانية المزمنة من تلك التي أشْقَتْ وأتْعَسَتْ العنصر البشري كثيراً, ولا تزال تتفاقم وتتنوع أشكالها وألوانها ومظالمها ومظانها, والتي من أبشعها تلك المصيبة التي عرفت بينهم إصطلاحياً "بالعنصرية والتمييز العنصري". وعلى الرغم من أنها تعتبر من المواضيع القديمة قدم "الإنسان" ومن قبله شياطين الجن عموماً لأنها قد سبقت خلق الإنسان نفسه كما قلنا وفصلنا في مواضيعنا السابقة المتعلقة بهذه المعضلة والمصيبة,,, وتصاعُدها وإزديادها شراسة وسواداً على مر الأزمان والعصور إلَّا أنها لم تهدأ وتحاصر وتُضرب في الصميم إلَّا في عهد الإسلام وبه "حصرياً".

هذا ما سوف نناقشه في الفقرات القادمة رداً على الكاتب طريف سردست بالحقائق وبكل الأدلة والبراهين التي تخرص ألسنة المرجفين والأفاكين المبطلين الذين يقولون فيما لا يعلمون ويدعون ما لا يعرفون, وينتقدون ما لا يفقهون, بل ولا ينبغي لهم ولا يكون. سنعرض الافكار والإدعاءات التي تناولت هذا الموضوع من كل الأطراف التي تناولته بمنتهى الدقة تماماً كما كتبها أصحابتها بأيديهم (copy & paste), ثم ناقشهم فيها – على أعين الناس وتحت رقابتهم – بالعلم ومعاييره المنضبطة بالمنطق والموضوعية والشفافية ثم نقدم ما لدينا من ثوابت ومعتقدات ومعلومات نشترط فيها "التوثيق" مشيرين إلى مصادرها بأقصى ما يمكن من الدقة خارج وهدة الهوى والشنآن والأجندة الخاصة.

ولكن,, قبل الدخول في الدراسة والتفصيل والتحليل,,, علينا أولاً أن نعرف ماهية وكنه هذه العنصرية التي تحدث عنها الكاتب طريف سردست عن جهل وتحامل. غايتنا من ذلك هو معرفة أبعادها وقيمتها الإنسانية, ومصدرها الحقيقي, وأسبابها, وكيفية تعامل هذا الإنسان معها عبر العصور والدهور والحقب ومدى نجاحه في التغلب عليها أو إنهزامه أمامها, ثم الآليات المستخدمة في ذلك ومقدار النجاح المتحقق (إن وجد). ولن يكون الأمر هنا فيه تكرار لما فصلناه سابقاً في الأجزاء السابقة من هذا الموضوع الحيوي الهام الذي كثر فيه اللغط والإتهامات المتبادلة دون الدخول الجاد في أصل المشكلة ومحاولة حلها. ولأن طريق قد تناول الموضوع من زاوية أخرى تحكي طائفة من المفاهيم الخاطئة والمتحاملة والتي يغلب عليها الجهل ويؤجج أوارها الشنآن المزمن رأينا أن نناقش هذه الأفكار أمام السادة القراء والسيدات لتوسيرع دائرة المعرفة وترك التقييم سلباً وإيجاباً لمن خلقه ربه ملهماً مختاراً.

ثم يجب علينا معرفة من الذي يؤججها الآن وغداً ويرعاها ويستفيد منها, متقفياً في ذلك أثر وخطى أسلافه من الإنس وأوليائه من مردة الجن, بل ويبني إستراتيجياته ومصالحه الشخصية والقومية عليها. وهل من الممكن ترك أمرها لسفهاء القوم وجهلائهم والمرجفين منهم ليخوضوا في ما قد يصعب على الحكماء والمفكرين التعامل معه وإيجاد الحلول التي توقف تدهور قيمة الإنسان أمام نده الإنسان المتكبر المتجبر المتعالي الذي يريد أن يُحْمَدَ ويتميز عن غيره بما ليس فيه, ثم يَسِمُ غيرهُ بالحقارة التي ليست من مكونات شخصياتهم وقيمهم الحقيقية التي فطروا عليها؟

بالطبع, الكثير من هذه الأمور قد ناقشناها من خلال تحليلاتنا لكل الإدعاءات التي وردت في موضوع الكاتب عادل العمري في أقسام موضوعنا السابقة تحت عنوان "الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه". ولكن هناك كثير من المغالطات والإدعاءات تناولها الكاتب طريق بإسلوب مختلف ولكنه يلتقي مع العمري في نفس الغايات والأهداف وهي التركيز على بث أكبر قدر ممكن من الإساءة والتشكيك في الإسلام بصفة عامة مركزاً بصفة خاصة على شخص النبي الكريم وعلى القرآن الكريم الأكرم باسلوب يدعوا للتعجب والإستغراب والحيرة, والغريب في الأمر درجة الإستماتة في إلحاق أقصى درجة من الإيذاء والتطاول والإساءة بطريقة تدل على المرض النفسي أو العقلي أو الإنساني.

سنناقش فيما يلي صورة قاتمة سوداء لهذه المحاولات ومدى الإصرار عليها رغم المعطيات والحقائق الدامغة التي تكذب هذا التوجه ومن ثم سنضع الأبيض بجانب الأسود ليرى الناس هؤلاء المعتدين على حقيقتهم, وسيكتشفون أن المحرك الأساسي لهؤلاء المرضى هو داء "العنصرية" المتأصلة في داخلهم والتي لا ولن يرضيها سوى عنت الإنسانية وشقاءها.

فلنبدأ هنا بالتساؤل,,, عن ماهية ما يطلق عليها "عنصرية":
1. هل هي كيان له حضور مادي ظاهر وملموس ومشاهد؟
2. أم هي أثر أو نتيجة لمفاهيم ونزعات نفسية مريضة وسلوكيات تحكي هذه النزعات الشيطانية لدى البعض المحسوبين على البشر وهم في الواقع إبليسيون بإمتياز؟؟؟

للجواب على السؤال الأول,, فلننظر إلى مادة الإنسان وتكوينه, ثم أساسيات وجوده في الحياة حتى خروجه منها, لنرى إن كانت هناك إختلافات وميزات مادية يمكن أن تحرك جرثومة الأمراض العقلية التي يطلق عليها مجتمعة "عنصرية",, فمثلاً:

فبالنظر إلى العناصر المكونة لجسم الإنسان (كل الإنسان) بصفة عامة فهل هناك وجود لمثل هذه الفروق والإختلافات التي يدعيها مرضى العنصرية ؟؟؟

جاءت بعض المعلومات في هذا الشأن تحت عنوان "عناصر الجسم البشري Elements in the human body " ما يؤكد بأن عناصر الإنسان ليست أعراقاً races وإنما عناصر elements وهذه العناصر يشترك فيها كل الناس, فمن أين جاءت كلمة عنصرية racism؟

جاء بالموضوع: (أن جسم الإنسان يتكون من الماء حيث وجد أن 65-90% من كتلة الخلايا المكونة للجسم تتركب من الماء وبما أن الماء يتكون من عنصرين هما الأكسجين والهيدروجين لذا فإنه ليس من المستغرب أن يكون هذين العنصرين من العناصر الرئيسية المكونة لجسم الإنسان حيث يمثل الأكسجين العنصر الأكثر وفرة!!!
لمزيد من التفاصيل,, أنظر الرابط التالي:
http://majidchem.blogspot.com/2012/06/elements-in-human-body.html

ولتفاصيل أكثر وأعمق, أنظر الرابط التالي: http://chemistry.about.com/cs/howthingswork/f/blbodyelements.htm
ثم راجع الرابط التالي أيضاً: https://en.wikipedia.org/wiki/Composition_of_the_human_body

فإذا كان كل البشر يستوون في العناصر المكونة لأجرامهم, ويستوون في نظام حياتهم من أكل وشرب ونوم ومرض وتعب وعرق وفرح وبكاء وغضب وحلم, وموت وفناء,,, فهذا دليل مادي وموضوعي على عدم وجود تمييز عنصري فعلي حقيقي بينهم وبالتالي يلغي وجود ما يطلق عليه عنصرية إبتداءاً لأنها إن وجدت لأستخدمت كلمة elelmentism بدلاً من كلمة racism, كما سيأتي التفصيل لاحقاً عند الحديث عن هذه الكلمة وتشريحها.

أولاً: لا توجد كلمة "عنصر" في القرآن الكريم بكل إشتقاقاتها, ولا كلمة "حَسَبْ"
ثانياً: وكلمة "نَسَبْ" فقد جاءت في القرآن الكريم فقط في آيتين بسورتين, هما:
1. قوله تعالى في سورة الفرقان: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا الفرقان 54).
هذه الآية الكريمة تخلع العنصرية من جذورها إذ البشر "كل البشر" خلقهم الله من "الماء", فلا يستطيع أحد أن يميز نفسه عن الآخر إلَّا "توهماً وإدعاءاً وتكبراً", هذا الماء H2O المكون من أكسجين وهايدروجين "بقدر" حتى يسمى ماءاً, هو الذي جعل الله تعالى منه "نسباً" و "صهرا", فهل يوجد في الكون أنواع من الماء تتفاوت وتختلف وتتمايز؟؟؟

2. وقوله تعالى في سورة الصافات: (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ 158).
هذا الآية الكريمة لا تخص النوع البشري بصفة عامة, وإنما تشير إلى الكافرين الضالين الذين إدعوا أن هناك علاقة "نسب" بين الله تعالى وبين الجن", (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلَّا كذباً), إفتراءاً على الله, وما لهم به من علم إلَّا إتباع الظن.

ثالثاً: أما المفردة "عرق" فهي لا توجد في القرآن الكريم بكل إشتقاقاتها على الإطلاق.
معنى هذا أن القرآن الكريم "حرب شعواء على العنصرية والعنصريين", وقد حسم الموضوع من جذوره كل البشر من أصل واحد, والتفاوت في الغنى والفقر والصحة والسقم والجمال والدمامة, والطول والقصر,,, الخ, هذه لا تعتبر مميزات عنصرية إلَّا لدى العنصريين أنفسهم. فالثراء لا يمنعه القصر والدمامة والعجز الكلي أو الجزئي, واللون, ولا القبيلة ولا الجهة,,, الخ وكذلك الحال بالنسبة للفقر.

والآن,, لنر هنا ماذا قال الغرب والأوربيين "رواد الحضارة والرقي" في العنصرية (نصاً وترجمته) من قواميسهم ومراجعهم ومصادرهم الموثوقة,, فيما يلي:
1. قالوا عنها: (هي: الإعتقاد بأن جميع أعضاء كل جنس race يمتلك خواص أو قدرات محددة لذلك الجنس, خاصة لكي يميزه كأرفع أو أدنى من الجنس أو الأجناس الأخرى,,
(the belief that all members of each race possess characteristics´-or-abilities specific to that race, especially so as to distinguish it as inferior´-or-superior to another race´-or-races).

2. وقالوا هي: الإجحاف, أو التمييز, أو الخصومة ضد أحد ينتمي إلى جنس مختلف بناءاً على معتقد أحدهم بأن جنسه الخاص أرفع من جنس الآخر/الآخرين,,
(Prejudice, discrimination,´-or-antagonism -dir-ected against someone of a different race based on the belief that one s own race is superior).
.

أما التمييز العنصري racism, فقالوا فيه ما يلي:
1. هو الإعتقاد أو المذهب الذي يقرر أن هناك إختلافات متأصلة بين الأجناس البشرية العديدة تحدد ثقافياً أو مآثر فردية تتضمن الفكرة بأن جنس الفرد الخاص متفوق,,
(A belief´-or-doctrine that inherent differences among the various human races determine cultural´-or-individual achievement, involving the idea that one s own race is superior).

2. هو: سياسة, أو نظام حكومة, الخ مؤسساً على مثل هذا المذهب,,
(a policy, system of government, etc., based on such a doctrine).
.
3. هو: كراهية أو تعصب (عدم تسامح) لجنس ما أو لأجناس أخرى.
(hatred´-or-intolerance of another race´-or-other races.).

4. هو: الإعتقاد في, أو ممارسة المذهب العنصري,,
(the belief in´-or-practice of the doctrine of racism).

وقالوا في التمييز العنصري العلمي إنَّهُ: إستعمال التقنيات والفرضيات العلمية لدعم أو تبرير الإعتقاد في التمييز العنصري, إما وضَاعَةٌ علميةُ, أو تفوُّقٌ علميٌّ, أو بدلاً عن ذلك ممارسة لتصنيف أفراد ذوي أنماط ظاهرية مختلفة إلى أجناس منفصلة,,
(Scientific racism is the use of scientific techniques and hypotheses to support´-or-justify the belief in racism, racial inferiority,´-or-racial superiority,´-or-alternatively the practice of classifying individuals of different phenotypes into discrete races).

أهذا كل شيء لديكم عن العنصرية والتمييز العنصري؟؟؟ .....
نعم هذا كل شيء,،، يا للتواضع, بل العنصرية لديهم أكبر وأعمق وأنتن من ذلك بكثير, فإذا عجز الإنسان "بإجتهاداته الذاتية وقدراته المحدودة" أن يحصيها ويحدد أبعادها كما ينبغي, فكيف يستطيع أن يحاصرها ويقضي عليها وهو نفسه الذي يسعرها ويطورها ويبقي عليها أو تتفلت منه وتغلبه؟؟؟

إذاً,, هذا يعني أن العنصرية لدى الغرب وأوروبا مزدهرة ومتطورة وحتى التقنية والفرضيات العلمية صارت مسخرة الآن لخدمة وتوثيق هذا المرض الإجتماعي "البشري" القديم المتجدد والمتصاعد لديهم هناك. ولنعطي بعض الأمثلة والنماذج الحية المعاصرة التي تؤكد ما ذهبنا إليه ,,, ولكن, قبل مواصلة البحث والدراسة, من الأولى معرفة ماهية العنصرية لغةً وإصطلاحاً؟

1. المفردة لا أصل لها في المعاجم العربية في الأساس, لأنها مأخوذة من الغرب ثم عربت تماماً كالمفردات المترجمة مثل (تلفزيون, وراديو وكمبيوتر,,,), فهي إسم, مؤنث من كلمة "عنصر", وهي "مصدر صِنَاعِيّ" منها.
2. ومن حيث المفهوم: مَذْهَبٌ قَائِمٌ عَلَى التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْبَشَرِ بِحَسَبِ أُصُولِهِمُ الْجِنْسِيَّةِ وَلَوْنِهِمْ من أمثلته (السِّيَاسَةَ الْعُنْصُرِيَّةَ لِجَنُوبِ إِفْرِيقِيَا) عِنْدَما كانَت خاضِعَةً لِحُكومَةِ البِيضِ, ثم في أمريكا وأوروبا إبان الثورة الصناعية وحتى الآن. فهو مذهب يفرِّق بين الأجناس والشُّعوب بحسب أصولها وألوانها ويُرتِّب على هذه التَّفرقة حقوقًا ومزايا، ويكفي شاهداً مريراً مخزياً فاضحاً فلترة شعوب ودول العالم ليطلق على بعضها (دول العالم الثالث),
فهو مذهب المتعصِّبين لعنصرهم، أو لأصلهم العِرقيّ لا تزال العنصريَّة سائدةً في كثير من الدول التي تدعي الحضارة وتتبنى حقوق الإنسان زوراً وبهتاناً.
إذاً هذه العنصرية هي مفردة مستحدثة في اللغة العربية ولا أصل لها في ثقافتهم ولا معاجمهم.

الآن, فلنشاهد معاً - في الموضوع التالي - نماذج حية للعنصرية,, تحت عنوان: (ما هي أكثر البلدان الأوربية عنصريةً ؟ What Is the Most Racist Country in Europe), ما تشيب له الولدان عن خسيسة تلك العنصرية الحاقدة المجحفة الظالمة تحت سمع وبصر الألفية الثالثة, وستضع هذه المواضيع نقاطاً على بعض الحروف, تغني عن الحديث والتبجح, فما عليكم سوى مراجعة الرابط التالي وكفى:
http://www.vice.com/read/guide-to-european-racist-leagues
وأرجوا المعذرة إن أصبتم بالتقذذ والقرف أو جُرحَت مشاعركم الإنسانية بما سترون وتقرأون, دون قصد منا, ولكن للضرورة أحكامها, فمعذرة مرة أخرى.

أليس هؤلاء أعضاء مجلس إدارة العالم الذي يديرونه وفق أهوائهم وعقدهم (بالحديد والنار وأسلحة الدمار الشامل, ومنهجية الإبادة الجماعية والقتل المعنوي؟), أليس هؤلاء حملة حق النقد veto؟ (صوت واحد يلغي كل الأصوات "ديمقراطياً!!!"), أليس هؤلاء الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي؟؟ أليس هؤلاء هم حماة حقوق الإنسان والأقليات الدينية والعرقية,,, والمروجون للديمقراطية وحماة السلام العالمي؟ فأين موقعك أنت يا طريف - أيها البدوي اللاجئ إليهم في دارهم – من بين هؤلاء السادة ملاك العالم المتغطرسون المتعنصرون؟؟؟

عندما يكتب أحد ويخاطب الناس عليه أن يكتب حقائق حتى لو قام بتشويهها وتأويلها" على الأقل ليحافظ على إمكانية الإستمراريته في غسيل الأموال لتمويل غسيل الأدمغة وتخريب وجدان ألبسطاء والعامة.

ثم فلنسأل طريف سردست مثلاً عن حق النقض veto في الأمم المتحدة هل هو "عنصري بإمتياز؟" ينتهك مباديء الديمقراطية (المزعومة) التي يتغنى بها الغرب وشركاؤه والتابعون لهم وتابعيهم إلى يوم يبعثون في الهيمنة والتسلط العنصري ولا يحترمونها أو يعملون (بمبادئها التي إبتدعوها وخطوها بأيديهم, وما رعوها حق رعايتها) ومع ذلك يسعون بشراسة الضواري والكواسر والجوارح لفرضها بالقوة والتهديدات العسكرية والمقاطعات الإقتصادية والحصار الخانق والملاحقات المخابراتية وتقنية التنصت لدبيب النمل على الآخرين,,, (جزرة وعصا),,, لتطبيقها على غيرهم في (العالم الثالث!!!) نيابة عنهم, لتسهل لهم القيادة والسيطرة والتدجين والتحكم الكامل عبر التمييز العنصري المحكم الخانق؟

دعونا نقبل أقصى ما إستطاع أصحاب الفيتوا أنفسهم أن يتحصلوا عليه من أصوات بأساليبهم وطرقهم وضغوطهم وهي نسبة 60% لتحقيق أغلبية تؤيد ديمقراطية (الفيتو) إفتراءاً وتزويراً, رغم رائحته النفاذة, مقابل من قال بعدم إلتزامه بمباديء الديمقراطية بنسبة 40%.
فلنترك النسب المئوية والتصويت جانباً ونستفتي العقل والعلم والمنطق والموضوعية والعدل,, فنُعمل هذه الأدوات التي بلا شك سيكون حكمها بعنصرية حق النقد veto بمعدل 100% أو يكاد يكون كذلك, وإنتهاكه لكل مبادي الدنيا التي فيها شيء من عدل وخير وإنصاف. ليس فقط بالعنصرية التقليدية وبالعنصرية العلمية كذلك, ولكن بتجاوز وإنتهاك لكل القيم الإنسانية والحيوانية والجمادية.

على أية حال فلنترك الحكم للقاريء ونكتفي فقط – على سبيل المثال لا الحصر - بمتابعة ما ورد بهذا الرابط:
http://www.debate.org/opinions/un-security-council-veto-does-the-veto-power-violate-democratic-principles-of-equality

لعل الكاتب سردست - وهو يتحدث عن العنصرية - قد نسي ما يحدث الآن في بلاده من تأصيل وتمكين للعنصرية والقبلية وتحريك وتفعيل للقوميات والإثنيات والخلافات الطائفية, إذ يفعلون بها ما لم يفعله الرومان في الشام قبل شروق نور الإسلام هناك وتخليصه من براثنهم,, ولعله يريد أن يبحث له عن شماعة يعلق فيها خرقه البالية وينشر عليها غسيله الدنس. ونسي أنه ترك بلاده للضياع ليقيم في أرض العنصرية المتصاعدة المقننة.

فإن كان قد نسي أو تناسى أو حتى جهل الحقائق التاريخية القديمة والحقائق التوثيقية المعاصرة فليترك لنا مهمة تذكيره حتى لا يخوض كثيراً في ما لا يعلم ويدعي المعرفة بما لا يعرف.
وليسمح لنا القراء بفتح نافذة صغيرة تطل على مقر إقامته لعلنا نفهم ما يعنيه الكاتب بالعنصرية, وهل فهمه لها مستقيماً معتدلاً أم مقلوباً, وذلك من خلال متابعتنا للمواضيع التالية:
1. العنصرية في بلاد السويد, بالرابط التالي:
http://archive.aawsat.com/details.asp?article=22888&issueno=8092

2. وتحت عنوان: قلق إزاء زيادة العنصرية وكراهية الأجانب في السويد,, جاء الموضوع التالي:
((... عبر 78% من السويديين عن خوفهم وقلقهم من تزايد مظاهر العنصرية في المجتمع على نطاق واسع. وذلك وفقاً لإستطلاع للرأي قُدِّم اليوم وأعده معهد الدراسات الإجتماعية (SOM) التابع لجامعة يوتيبوري. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يُجرى فيها مسح حول مخاوف السكان من العنصرية ومظاهر الكراهية تجاه الأجانب ...)). راجع الرابط التالي:
http://sverigesradio.se/sida/artikel.aspx?programid=2494&artikel=5897346

3. وتحت عنوان: تزايد المنظمات العنصرية وجرائم الكراهية في السويد,,, نطالع الآتي:
((... هناك تزايد في عدد المنظمات العنصرية وجرائم الكراهية المعادية للأجانب اكثر من اي وقت مضى في السويد، ولا سيما ضد اليهود والمسلمين والرومر، كما جاء وفقاّ لتقرير صادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في السويد بالتعاون مع 32 من المنظمات الأخرى ...)). رجع الموضوع في الرابط التالي:
http://sverigesradio.se/sida/artikel.aspx?programid=2494&artikel=5890257

ثم يأتي أحد اللاجئين الأجانب من الأعراب البادين المقيمين هناك من الذين يعانون من أشرس وأقبح عنصرية عرفها الإنسان قديما وحديثاً ويرتضي لنفسه ذلك القدر من المهانة والذل ثم دون أدنى قدر من حياء يريد أن ينسب العنصرية - التي رضع من تحتها مرارتها التي إعتاد عليها وتطبع - إلى من كتب الله لهم البراءة منها وطهر قلوبهم من دنسها. فيدعي – تحت عنوان: العنصرية في الثقافة الاسلامية – ما يلي:
1. إدعى – في قصاصة - بأنه توجد العنصرية في عدة اوجه في المجتمعات العربية، وجميعها لها جذور اجتماعية وتاريخية ودينية قديمة.

2. ثم قفذ فجأة إلى قصاصة أخرى قال فيها: (... بعد سقوط صدام خرجت مظاهرة في البصرة للعراقيين السود الذين عانوا طويلا من التمييز العنصري المستتر ...).

3. ثم قفذ مثل ذلك بلا هدى ولا روية إلى قوله: (... وفي السودان نجد ان سكان شمال السودان يطلقون لقب "عبد" على ابناء الجنوب، لمجرد ان جلدتهم اكثر سوادا منهم.

4. ثم أضاف قائلاً,, (... وعائلات المواطنين السود في ليبيا ( وسوريا) يجدون صعوبة في الزواج من " بيضاء"...).

هكذا أصبح حال القلم متردياً منكوساً في أيدي هؤلاء المأجورين المرتزقة, فبعد أن كان مترجماً وموثقاً ومجسداً لحصاد الفكر والعقل والخواطر النيرة المضيئة,,, صار أداة كأنها فأس الحطاب التي يهوي بها على كل ما هو أخضر غض, ويابس وصلب, والتي يستوي عندها التبر والتراب دون تمييز, لما تقطع أو تكسر أو تحفر,,, المهم أنها تجعل كل نتاجها حطاماً متراكماً متراكباً.

يقول هذا الكاتب الذكي!! (... إن العنصرية توجد في عدة اوجه في المجتمعات العربية، وجميعها لها جذور اجتماعية وتاريخية ودينية قديمة ...), حسناً, ثم ماذا بعد؟؟؟ .... فوقف عندها في العقبة يحمل أسفاراً مع أسفاره.
أهذا مبلغ علمك وحدود معرفتك؟ ليس لديك شيء آخر تقوله عنها؟؟؟

وهل العنصرية محصورة فقط في المجتمعات العربية دون سواها من المجتمعات الأخرى؟ ..... نعم كل المجتمعات البشرية غارقة في العنصرية حتى شعر رأسها دون تمييز وليس العرب فقط, إلَّا من رحم ربي وقليل ما هم. فما الجديد الذي أضفته أيها العبقري, وما هي الفكرة والغاية من ترديد ما لا يفيد, ما دام أنك لا تملك ما تضيفه إليه سلباً أم إيجاباً؟؟؟

فإن كنت تروم من ذلك تخصيص العرب بالعنصرية حتى يسهل عليك فيما بعد نسبتها إلى الإسلام والمسلمين, تكون واهماً لأن العرب شيء والإسلام شيء آخر. وليكن معلوماً لديك أن أشرس وأسوأ وأخطر عدوان على الإسلام والمسلمين هو من العرب والأعراب, فالإسلام ليس ملة ولا قبيلة ولا قومية ولا إثنية, ولا عرقية,,, الإسلام نظام حياة كامل مكتمل لا يعوزه شيء من خارجه ولا ولن يأتي نظام غيره يضعفه أو يتفوق عليه, لأنه نظام إعداده بقدرات وعلم وإرادة خارج نطاق قدرات البشر وغيرهم من المخلوقات لأنها من الخالق سبحانه وتعالى. فمن شك في ذلك أو تشكك فما عليه سوى إثبات شكه باليقيم بأن يأتي به على أعين الناس الذين سيكون الحكم لهم.

فما دامت العنصرية هي ثالثة أثافي نواقص وإخفاقات النوع البشري قديماً وحديثاً ومستقبلاً, وقد سبقه إليها الكافرون من الجن وورثها إبليس العدو المبين لمن خلقه الله من طين,,, فلا بد أن تكون لها جزور كثيرة ومختلفة ومتنوعة ومتداخلة ومتشعبة ومتعمقة,, خفية وعلى العلن. فكيف تحصرها في ثلاث جذور فقط (إجتماعية وتاريخية ودينية قديمة), ألا توجد لها جزور سياسية وإقتصادية, وفكرية, ونفسية, وعقلية,,, أم لعلك ترمي إلى غاية تريد أن تمكر فيها فلم تستطع لذلك سبيلاً؟

فأنت تحديداً تريد أن تقول إنها إجتماعية "إسلامية", وتاريخية تقل عن خمسة عشر قرناً, ودينية قديمة "تحديداً" قِدَم الإسلام. ولكن كما ترى فقد طاش سهمك وإرتد إلى حيث إنطلق فأصاب الرامي ونجا ذو القدر السامي.
فهل هناك من يستطيع إنكار أن العنصرية بكل عناصرها قد توجد في الأسرة الواحدة سواءاً أكانت نووية أم ممتدة, وبغض النظر عن عدد أفرادها؟ وأنَّ جهل الكاتب المركب بالعنصرية ومقتضياتها, وما يكتنفها, ويحيط بها من غبش, بجانب داء الشنآن لديه جعله يتخبط بهذا القدر المخزي؟؟؟

أما عن ذكر الكاتب لمُظَاهَرةِ العراقيين السود في البصرة بعد سقوط بغداد - وليس سقوط صدام حسين كما يدعي ويأفك - فمن الخزي والعار أن ينشد أولئك المتظاهرون الحرية والكرامة عند من دخل دارهم وإستباح محارمهم وحرماتهم مستعمراً فاتحاً مدمراً بعنصريته المعهودة التي لا يختلف حولها إثنان, فجعلوا أعزة أهلها أذلة, وكذلك يفعلون.

أم لعله التعود على حر وجمر العنصرية الغربية والأوربية حيث يقيم, فلم ير فيها أي بأس على شعب العراق الحر, ويريد أن يدس على الناس فكرة ساذجة غبية ليوهمهم بأن المستعمر المعتدي العنصري المتجبر كان أفضل من صدام حسين لأنه وفر هامشاً من الحرية والكرامة الإنسانية (حسب ظنه) والعدالة الإجتماعية لهؤلاء السود وغيرهم,,, لم تكن متوفرة آنذاك لدرجة أن سود العراق لم تبق لهم من مطالب ومظالم تقلقهم سوى التظاهر ضد العنصرية التي يمارسها إخوانهم عليهم,, ونسي أو تناسى أن المستعمر قد جاء أساساً بتحريض من تلك العنصرية التي بنى عليها نظمه السياسية والإقتصادية والإجتماعية ومصالحه العليا التي تفوق قيمةً وقدراً كل البشر مجتمعين, والكيل بمكيالين "مطففاً في كل شيء" ليهلك الحرث والنسل,,, وقد فعل. ولكن بالطبع ليس غريباً أن نسمع هذا الزعم من الكاتب فقد وصف لنا نفسه وفضح فكره ومنهجه.

أما قوله بأنه (... وجد في السودان انَّ سكان شماله يطلقون لقب "عبد" على ابناء جنوبه، لمجرد ان جلدتهم اكثر سوادا منهم. وعائلات المواطنين السود في ليبيا وسوريا يجدون صعوبة في الزواج من " بيضاء" ...),,, لخير وأكمل دليل يدعم ويؤكد جهل وإفك الكاتب بكل المواضيع التي يكتب فيها, (فاللسان ليس فيه سلسلة فقرية ولا شوك يعيقه عن الحركة في تجويف الفم). وسنبين ذلك فيما يلي:

هكذا,, في كل فقرة من كتابات هذا الكاتب نرى الكذب والتدليس والإفك صارخاً مدوياً معلناً بأنه يجهل تماماً كل ما يتحدث عنه, فمثلاً عندما تحدث عن السودان "تحديداً" في سعيه لنسبة العنصرية لشعبه الشمالي "شعب مسلم في أغلبه" - والمعروف عنه انه شديد التمسك بدينه وكثرة حبه لنبيه المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين – وهذه حقيقة تعرف عن هذا الشعب البسيط.

فبحث في أسفاره التي يحملها على متنه فوجد أو لعله قيل له إن هناك كلمة "عبد" يقولها بعض السودانيين لبعضهم البعض, فظن "جهلاً" أو قصد "جهالةً ومكراً" أن في ذلك عنصرية عرقية بسبب اللون. فظن أنها باتت لقمة سائغة له يستطيع أن يضرب بها الإسلام في الصميم باهتاً إياه بأنه "عنصري حتى النخاع", وقرر أن يجعل من هذه الكلمة شاهد على عنصرية مسلمي شحب السودان الشمالي ومعاملتهم لإخوانهم ومواطنيهم الجنوبيين (غير المسلمين), بالقول لهم عبارة "يا عبد", ولكن أيضاً قد طاش سهمه وإرتد إلى نحره. لأسباب وقرائن وشواهد وأدلة كثيرة موضوعية نذكر منها ما تيسر في ما يلي:

1. هل ذهب هذا الكاتب إلى السودان إبتداءاً, وتجول في شوارعه وأسواقه وأحيائه وحواريه وأقاليمه وولاياته فوجد (ما لا يدع مجالاً للشك) في أن هذه الكلمة يطلقها الشماليون "تحديداً" للجنوبيين "تحديداً"؟

2. وهل يستطيع هذا المدعي أن يؤكد للقراء بأن الكلمة هذه عموماً يقصد بها تمييزاً عنصرياً بسبب لون البشرة أو الديانة أو القبلية وغيرها؟؟؟ .... فإن كان ذلك كذلك, فعليه – على أقل تقدير - أن يأتينا بأدلته وبراهينه التي تؤيد زعمه إن كان من الصادقين,

3. ماذا سيكون قول هذا الدعي إذا ثبت أن هناك في شمال السودان قبائل عربية وزنجية من بينهم مَنْ لون بشرته أكثر سواداً بكثير من سواد بشرة إخوانهم الجنوبيين؟ هل عندها سيعترف بأنه مدلس ويستحي من ذلك الإدعاء المغرض الجائر, أم سيكون كالزمار الذي لا يغطي لحيته (ذقنه)؟؟؟

4. ما تبرير هذا الدعي إذا تأكد له أن كلمة "عبد" أكثر إستعمالاً "بكثافة" بين الشباب الشمالي المسلم بصفة عامة وبين الأصدقاء والأحبة بصفة خاصة وتقال بعيداً عن اللون أو القبيلة أو العائلة أو الحالة الإجتماعية, وهي عبارة عن كلمة دارجة التناول العفوي التقليدي فالذي يعرف معناها يقصد بها "عبد الله", والذي لا يعرف معناها يستعملها تقليداً ودياً يجاري به الآخرين في التواصل الإجتماعي بينهم لا أكثر, وعليه أن يذهب إلى هذا البلد المفتوح المضياف ويتجول هناك بين شعبه بكل طبقاته فسيصدم من الواقع الذي سيراه وهو مخالف تماماً لما يدعيه,,,

وهذا لا يعني نفي العنصرية تماماً في بلد متعدد الثقافات والأعراق والأديان شأنهم في ذلك شأن بقية البشر. فقط نقول بأن هذه العنصرية لا شأن لها بالإسلام ولكن قد تجدها بين بعض طوائف المسلمين الذين لا يعرفون تعاليم الإسلام الحقيقية, أو يعرفونها ولكنهم يتكاسلون في تطبيقها مع الإعتراف بضرورتها وحتميتها, وهذا ما يعرف بالغفلة وطول الأمل ونسيان الموت, ويجب دائماً أن لا ننسى أن من بين المسلمين شرائح موصفة من المنافقين والإسلام معني بالمؤمنين من البشر فقط والإنتماء إليه فكري وإيماني وليس عرقي أو طائفي أو قبلي أو جهوي.

5. إذا كان يظن الكاتب أن السودانيين الشماليين كلهم مسلمين وأن السودانيين الجنوبيين كلهم مسيحيين ولا دينيين فهذا ظن واهم خاطي وسخيف, نعم,, يغلب على شعوب الشمال الدين الإسلامي, ويغلب على شعوب الجنوب الدين المسيحي و شيء من الديانات التقليدية الأفريقية الأخرى بما في ذلك الإلحاد والعلمانية والوثنية والمجوسية, ولكن هناك في الشمال لا دينيين وأيضاً ملحدين وأهل كتاب وغيرهم وهناك في الجنوب مسلمون بل والإسلام لديهم متنامي بصورة ملحوظة ومشهودة, والأهم من ذلك هناك المصاهرة بين الجنوبيين والشماليين فالأمر متروك لحرية الإختيار. فلا تصطاد في المعاء العكر أيها المدعي ظلماً وعدواناً. عليك أن تذهب هناك ثم تعود للقراء بالحقائق وتترك الحكم لهم هذا كل شيء,, ولكن بالطبع هذه الحقيقة لن ترضي عنك بنوا صهيون ولن تكون لكتاباتك قيمة مادية لديهم.

6. هل يعلم هذا الكاتب المدعي أن هناك عبارة أخرى يقولها السودانيون الشماليون لإخوانهم ألجنوبيين ويقولها الجنوبيون لإخوانهم ألشماليين بدون أدنى تمييز بينهم,, هي عبارة (يا زُوْل), فهل تعرف ما معنى هذه العبارة في لغة الضاد الفصحى؟؟؟ ..... إن ذهبت إلى أي قاموس,, مثلاً "القاموس المحيط – صفحة 1307", ستجد أن كل معانيها سامية راقية, مثلاً (الزَّوْلُ هو: "الشَّخْصُ person, guy", و "العَجَبُ", و "الصَّقْرُ falcon", و "الشُّجَاعُ manful, brave", و "الجَوَادُ steed", و "البَلَاءُ galling", و "الخَفُيْفُ الظَّرِيْفُ الفَطِنُ"),,, فهل إذا قال السوداني الشمالي عبارة (يا زول) لأخيه الجنوبي أو غيره, بكل هذه المعاني السامية التي تعنيها هذه العبارة أيعقل أن يقصد من قوله كلمة "عبد" شيء من إحتقار أو عنصرية للون أو غيره؟؟؟ ..... أنا لن أندهش إذا كان جوابك بـ "نعم" لأن ما خبرناه عنك هو قلب الموازين والبحث عن المثالب دون الحقائق.

7. ثم,, ألستم أنتم في بلاد الشام الذين تقولون لبعضكم البعض (يا زلمة), فهل تعرف - أيها الكاتب - معنى هذه المفردة تحديداً, أم لعلك نسيتها في السويد؟؟؟ ..... معناها "تحديداً" (العبد slave), إرجع إلى قاموس مختار الصحاح, أو أي قاموس عربي آخر, فليكن مثلاً "القاموس المحيط صفحة 1444", ستجد انها تعني إما "العَبْدُ" أو شخص "قَدُّهُ قَدَّ العَبْدِ" أو شخص "حُزُوُّهُ حُزُوُّ العَبدِ", أو شخص "يُشْبِهُهُ كَأنَّهُ هُو". فهل الناطقين بهذه الكلمة لديكم يقولونها بقصد عنصري أم هي كلمة دارجة ليس المقصود بها معناها اللغوي تحديداً؟؟ .....

ففي كل الأحوال, لماذا عدلت عن كلمة "زلمة" الشامية التي تقولها أنت لغيرك وتُقال لك منهم دون تحرج منها ثم ذهبت إلى السودان لتلتقط كلمة "عبد" مع أن الأولى هي أكثر شبهةً وإقتراباً من العنصرية من الكلمة السودانية التي تقبل معنى "عبد idolize" التي تعتبر تكريم للإنسان عند نسبته "عبداً لله تعالى"؟؟؟ ..... أم هو إهتياج داء وحمى العنصرية, ومغص البغي, وتحرُّكه وفورانه في الوجدان الخربة ليُخرِّب على الناس إستقرارهم؟

أما محمد الخاتم, القاهر للعنصرية والقبلية والقومية والرأسمالية,,, إمتداداً للدور الذي قام به أخوه موسى بن عمران نبي الله ورسوله, الذي أرسله ربهما قبله ليهزم العنصرية الفرعونية البغيضة ويكسر القبضة الحديدية التي كان يكتم بها آل فرعون أنفاس بني إسرائيل, يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ويجثمون فوق صدوره قاهرين معذبين مستعبدين.

ثم الدور الذي قام به أخوه عيسى بن مريم عبد الله ورسوله, فحرر الناس من عنصرية بني إسرائيل التي فاقت جبروت فرعون وملئه كثيراً ففعلوا ما كان قد فُعِلَ بهم بدم بارد, حتى أنهم قتلوا نبي الله يحي ونشروا أبوه زكريا بالمنشار, ولاحقوا نبي الله عيسى حتى كادوا أن يقتلوه ولكن الله تعالى شبه لهم غيره من أكثر الحريصين على اللحاق به وقتله والخلاص منه مكراً سيئاً،, فمكر الله تعالى به خيراً من مكره,, فشبهه بعيسى فقبضوه بدلا عنه, فعلوا به ما كانوا يريدون فعله بعيسى الذي رفعه الله وأمه إلى ربوة بعيداً عن منالهم, فكانت العنصرية في كل هذه الشرور والمآثم هي المحرك الرئيسي, ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

لا يزال للموضوع بقية,

تحية كريمة للقراء والقارءات الكريمات

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثامن):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سادس):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه – (جزء خامس):
- تعليقات عن - الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه:
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء رابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثالث):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثاني):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء أول):
- خلاصة ملك اليمين في الإسلام
- تكملة التعليقات - مِلْكُ اليَمِيْنِ في الإسلام (ب):
- تعليقات - مِلْكُ اليَمِيْنِ في الإسلام (أ):
- الحوار الحر قيمة إنسانية وحضارية:
- تعليقات 4: (تصحيح مفاهيم ):
- تعليقات 3: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تعليقات 2: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تعليقات 1: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (ب):
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (أ):
- تصحيح مفاهيم ... الإرهاب والإرهابيون:


المزيد.....




- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):