أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ:















المزيد.....



قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 01:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحد القراء ألح علينا كثيراً بأن نتحدث عن ما جاء بكتابه المقدس لديه تحديداً في سفر متي 7:, الأعداد 15-20 التي يروى فيها نصاً منسوباً إلى المسيح,, وقد أساء فهم هذا النص ومدلوله كعادته دائماً لأنه لا يقرأ بصدق ولا يعطي نفسه الفرصة للفهم والتيقن قبل البوح والتصريح بما فهمه, أهم شيء لديه هو المحاججة والمغالبة المغالطة التي عرفت في مدرجات كرة القدم بين مشجعي الفرق المتقابلة والمتنافسة, ثم التطاول على الناس تجعلنا نرجح معاناته بحالات نفسية أو عقلية لأن ما يأتي به لا علاقة له بأي موضوع أو فكرة.

لقد حاولنا مراراً وتكراراً تفادي الرد عليه في تعليقاته التي "دائماً" ليس لها علاقة بأصل الموضوع الذي يعلق عليه,, ويلجأ "دائماً" إلى الإثارة والإستفذاذ والسخرية, وبدلاً من التركيز على أصل الموضوع ويحاور ويناقش ما أراده, ولكنه دائماً كبقعة الزيت على سطح الماء حيث ضرها أكثر من نفعها, فهي إن لم تفسد غيرها لوثته وأعاقته.

على أية حال,,, فما دام أنه مصر على ذلك ظناً منه أنه قد أعجزنا في الرد على أسئلته الساذجة التي يعتبر الرد عليها سلباً أم إيجاباً لن يقدم أو يؤخر في أصل الواقع والحقائق التي يرانا ندمغ بها الباطل الذي سهروا عليه الليالي يستجوا في خيوطه ليقيموا بينايهم الذي هو أوهى من بيت العنكبوت, ومن ثم, سنقدم له لمحة صغيرة عن الحقائق الغائبة عنه والتي جعله وسط القراء والمفكرين "كعصف مأكول".

فما الذي يدور في رأس هذا الشخص "المغسول الدماغ", وما الذي يريد أن يصل إليه من الإلحاح بهذا النص الذي "من الواضح تماماً" أنه لم يفهمه حقيقةً فظن أن مفهومه حق وأن فيه إعجاز يستطيع به تأكيد صدق معتقده الأجوف الفاسد الذي بناه على التقليد وليس على التفكر والتدبر والإقتناع, ومن ملاحقته إتضع لنا أنه يعاني من إنفصام ظاهر في تصرفاته, فهو يريد أن يأكل الرأس ولكنه يخشى من العينين.


فما دام أنه مصر على موقفه وملاحقاته نقول له (Well, you asked for it, and you will have it now!!!).

ففي موضوع للأنبا بيشوي بعنوان (احترزوا من الأنبياء الكذبة), لعله يحاول تفسير هذا المقولة المنسوبة للسيد المسيح قال فيه ما يلي:
(... بدأ السيد المسيح يحذّر تلاميذه من البدع والهرطقات التي يحاول الشيطان بها تضليل العالم فقال: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبًا، أو من الحسك تينًا؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارًا ردية، لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار. فإذًا من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 15-20)...).

الملاحظ أن هذه الرواية هي التي جاءت في "الفاندايك", ولكن نرى أنه من المؤكد أن السيد المسيح لم يصدر عنه هذا القول بهذا النص "بالضبط" بحذافيره,,, لأنه إن كان قد فعل حقاً فليس هناك من دليل "مادي" وبرهان موضوعي يؤكد على ذلك ويدحض الشك باليقين, وعليه,, يصبح القول برمته محل شك وريبة لن يستطيع الأنبا ولا غير من النصارى إزالته أو تغييره.

هذا ليس إجتهاد أو تخمين منا بالطبع,, ولكن الواقع يقول ذلك ما دام أن هنا نصوص أخرى مختلفة عن هذا النص, وهي أيضاً قد نسبت للسيد المسيح, ومعلوم أن الإختلاف في الروايات يعني التشكك في أن مصدرها واحد, وما دامت كذلك, فهي إذاً لا يمكن إعتبارها إنجيلاً موحى من عند الله تعالى لأن الوحي يجب أن تكون صيغته واحدة فقط, وما يقوله المسيح بإعتباره نبي ورسول من عند الله لا يقول ولا يفعل إلَّا بوحي من الله,,. فمثلاً:

(‌أ) نجد أن رواية الحياة - تقول:
15. احذروا الأنبياء الدجالين (بدلاً عن " احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ ") الذين يأتون إليكم لابسين ثياب الحملان (بدلاً عن " الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ ")، ولكنهم من الدخل ذئاب خاطفة ! (بدلاً من " وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ "),
فكلمة " احذروا" تحتلف عن كلمة " احْتَرِزُوا ", وأيضاً كلمة " الدجالين" تختلف عن كلمة " الْكَذَبَةِ" , وعبارة " يأتون إليكم" تختلف عن عبارة " يَأْتُونَكُمْ " ..... الخ, أليس الإختلاف ظاهر وكبير؟؟؟

16. من ثمارهم تعرفونهم. هل يجنى من الشوك عنب (بدلاً عن " هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً ")، أو من العليق تين (بدلاً عن " أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً")؟
فعبارة " هل يجنى" تختلف عن عبارة " هَلْ يَجْتَنُونَ",,, وكلمة "العليق" تختلف عن كلمة "الْحَسَكِ".

17. هكذا، كل شجرة جيدة تثمر ثمرا جيدا (بدلاً عن " تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً "). أما الشجرة الرديئة، فإنها تثمر ثمرا رديئا (بدلاً عن " فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً "). وعليه, فإن عبارة " تثمر ثمرا" تختلف عن عبارة " تَصْنَعُ أَثْمَاراً".

18. لا يمكن أن تثمر الشجرة الجيدة ثمرا رديئا (بدلاً عن " لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ")، ولا الشجرة الرديئة ثمرا جيدا (بدلاً عن " وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً ").

19. وكل شجرة لا تثمر ثمرا جيدا (بدلاً عن " كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً ")، تقطع وتطرح في النار (بدلاً عن " تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ").

20. إذن من ثمارهم تعرفونهم (بدلاً عن " فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ ").

(‌ب) وبالمثل نجد رواية الاخبار السارة, جاءت مختلفة كما يلي:
15. إياكم والأنبياء الكذابين (بدلاً عن " احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ ")، يجيئونكم بثياب الحملان (بدلاً عن " الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ ") وهم في باطنهم ذئاب خاطفة ) بدلاً عن " وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ ").

16. من ثمارهم تعرفونهم. أيثمر الشوك عنبا (بدلاً عن " هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً ")، أم العليق تينا؟ (بدلاً عن " أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟").

17. كل شجرة جيدة تحمل ثمرا جيدا (بدلاً عن " هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً ")، وكل شجرة رديئة تحمل ثمرا رديئا (بدلاً عن " وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ").

18. فما من شجرة جيدة تحمل ثمرا رديئا (بدلاً عن " لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ") ، وما من شجرة رديئة تحمل ثمرا جيدا (بدلاً عن " وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً ").

19. كل شجرة لا تحمل ثمرا جيدا (بدلاً عن " كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً ") تقطع وترمى في النار.

20. فمن ثمارهم تعرفونهم (بدلاً عن " فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ ").

(‌ج) وبالمثل أيضاً نجد رواية اليسوعية جاءت مختلفة كما يلي:
15. إياكم والأنبياء الكذابين (بدلاً عن " احْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ ")، فإنهم يأتونكم في لباس الخراف (بدلاً عن " الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ ")، وهم في باطنهم ذئاب خاطفة (بدلاً عن " وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ ").

16. من ثمارهم تعرفونهم. أيجنى من الشوك عنب (بدلاً عن " هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً ") أو من العليق تين؟ (بدلاً من " أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً ").
17. كذلك كل شجرة طيبة تثمر ثمارا طيبة (بدلاً من " هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً ")، والشجرة الخبيثة تثمر ثمارا خبيثة (بدلاً عن " وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ").

18. فليس للشجرة الطيبة أن تثمر ثمارا خبيثة (بدلاً عن " لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً ")، ولا للشجرة الخبيثة أن تثمر ثمارا طيبة (بدلاً عن " وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً ").

19. وكل شجرة لاتثمر ثمرا طيبا (بدلاً عن " وكل شجرة لاتثمر ثمرا طيبا ") تقطع وتلقى في النار.

20. فمن ثمارهم تعرفونهم (بدلاً عن " فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ ")

الآن لدينا أربع روايات لأربع روةٍ كلها منسوبة "قولاً" إلى السيد المسيح (يسوع),,, والإختلاف جوهري وكامل ومعيب تماماً, بالنظر إليه كنص من كتاب موحى من عند الله. وهذا يعني أن هذه الروايات ليست من أقوال نبي الله ورسوله المسيح وإنما منقولة عنه أو منسوبة إليه من مجهولين,,, فمن هم هؤلاء المجهولون يا وليد يوحنا بيداويد؟؟؟
فماذا لو أخذنا في الإعتبار الروايات والرواة في: (ASV, ESV, GNB, KJV, NKJV, NIV, HOT, LXX) ؟؟؟
فهل أنت على إستعداد لتحمل مسئولية نسبة أي قول من هذه الروايات لعبد الله ونبيه ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام؟؟؟ .... وهل المسيح ينطق بشيء لم يوحيه إليه ربه وخالقه؟؟؟ ..... مالكم كيف تحكمون.

السؤال الجريء الحقيقي التالي يقول: على أي اساس إختار السيد الأنبا بيشوي رواية "الفاندايك" ولم يختر أي من الروايات الثلاثة الأخرى أو غيرها؟؟؟ ..... هل الإختيار "عادةً" يكون مبنياً على قيمة أو تقييم معين أم هو إختيار عشوائي تستوي فيه كل الروايات على حد سواء؟؟؟

أين كتاب الله "الإنجيل" يا رشيد ويا بيداويد ويا زكريا بطرس؟؟؟ أين كتاب الله الذي أوحاه إلى عبده ورسوله المسيح عيسى بن مريم؟؟؟ ولماذا إبدلتموه بالروايات المجهولة الرواة ومتعددي ومختلفي الأساليب المفاهيم والآراء؟؟؟

لقد عجبت حقيقةً لذلك الذي يصول ويجول ويتحدى أهل اللغة فيقول لهم إنهم غير قادرين على تفسير المعاني العربية,, فليته يفسر لنا أو يقيم لنا النصوص السابقة "نحوياً" و "بلاغياً" و "إنشائياً" إن كان من الصادقين والعارفين بأصول وقواعد لغة الضاد.

وليته يفسر لنا ورود قولٍ "لنبي رسول" وصاحب كتاب كريم هو "الإنجيل" يقول قولاً واحداً في موضوع واحد فيروى عنه وينسب إليه أربعة أقوال مختلفة تمام الإختلاف في المضمون والمحتوى, هل يرى وليد حنا بيداويد في ذلك تحريفاً مباشراً "للإنجيل"؟؟؟ ..... فإن أجاب بالنفي,, فما هو تفسيره لهذه الإختلافات ونسبتها إلى عبد الله ونبيه ورسوله الكريم عيسى إذا؟؟؟

فلو أراد أحد,, أو اراد هو أن يعمل بقول المسيح "إلتزاماً",, فأي من هذه الروايات المختلفة يعمل بها ويتحمل وزرها أمام رب العالمين إن كان قد أخطأ في الإختيار؟؟؟ ..... خاصة إذا أخذنا في الأعتبار نصوصاً محورية ومفصلية بحيث يؤثر تغيير حرف واحد في تغيير المعنى المراد كلياً.

فإن كان يسوع رَبَّاً وحيَّا وموجوداً في السماء,, بل ويأتي ويتعشى معى زيد أو عبيد من الناس من وقت لآخر,, فلماذا لم يراعي بنفسه هذه الأقوال المنسوبة إليه و يبعد منها ما لم يقلها؟؟؟
أو لعله في أحسن الحالات تفاؤلاً انه قال واحد منها فقط والباقي مدسوس عليه ومفترى فلماذا يتركه هكذا دون تنقيح؟؟؟

لن تستطيع يا بيداويد أن تنفي التحريف على الأقل في اللمحة القصيرة المتواضعة التي أتينا بها من طرف أطراف كتابك المقدس.

دعك الآن من كاتب الرسائل بولس سواءاً أقال إنه مرسل او ادعى النبوة أو غير ذلك،، ولا أظنك بعد الآن ستكون فرحاناً مع الورطة التي أدخلت نفسك فيها بنفسك. فها أنا ذا قد أعلمتك بما لا تعلم، فعليك الآن أن تحدد لنا ما الذي قاله يسوع بالضبط من الأقوال المكونة من (إثنتي عشر رواية) التي ذكرها كتابك المقدس وكل منها تنسب إلى السيد المسيح, فقط عليك أن تعطينا (برهاناً) على صدق إختيارك من بينها, بعدها لنا معكم حديث آخر.

الآن,, وبعد المدخل الصغير هذا, والذي بينا فيه أن القول الذي نسبته إلى المسيح مشكون فيه إبتداءاً, فلا بأن من أن نفترض جدلاً أنه صحيح النسبة وفريد المعنى,,, إذاً فلننظر إلى النص من حيث المعنى والمدلول والمساحة التي يغطيها من المخاطبين لعلنا نلمح في ذلك شيء من "العالمية" التي تدعيها أو تنشدها.

إذاً,, هلم بنا إلى النص الذي ذكره الأنبا بشوي الذي قال فيه:
1. (... بدأ السيد المسيح يحذّر تلاميذه من البدع والهرطقات التي يحاول الشيطان بها تضليل العالم.
فهو إذاً كان يحذر تلاميذه "حصرياً" ولم يعمم تحذيره إلى البشرية كلها كما تتوهمون وتأفكون, أما عبارة " يحاول الشيطان بها تضليل العالم ", هذه لا تدل إطلاقاً على عالمية التحذير لأن كل الأنبياء والمرسلين يحذرون قومهم من الشيطان بإعتبار أن غايته هي " تضليل العالم ".

2. فقال: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم.
يخاطب تلاميذه مباشرة فيقول لهم "إحترزوا" أنتم أيها التلاميذ من الأنبياء الكذبة الذين "يأتونكم" أنتم – وعلامتهم التي ستتعرفون بها عليهم هي أن مظهرهم خادع لأنهم "". يأتونكم بثياب الحملان:, وصفاً لمظهرهم الخادع, " ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة ". واصفاً حقيقتهم من الداخل. فالأنبياء الكذبة هم من بني إسرائيل من قوم عيسى وفي حياة تلاميذه ولا علاقة لأحد غيرهم بهذا التحذير كما تدعون يا بيداويد.

3. ثم قال لهم أخيرا (فإذًا من ثمارهم تعرفونهم), أنتم أيها التلاميذ "تحديداً". ليس هناك أي خطاب لأي جهة أخرى غيرهم, فلا تزيدوا أو تعيدوا وتحرفوا ما لن يقبل منكم تحريفاً.

ويجب أن لا ننسى أن رسالة عيسى عليه السلام جاءت لبني إسرائيل فقط وليست رسالة عالمية للناس أجمع كما تدعون,,, فأنظر إلى قول الله تعالى في سورة آل عمران:
- (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ 42), (مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ 43),

- ثم قال لنبيه الخاتم الأمين: (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ 44),
- (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 45), (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ 46),

- (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ 47),
- (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ 48), وقد حدد الله رسالته فقط على بني إسرائيل, بقوله: («« وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ »» أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 49),

- (وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ 50), (إِنَّ اللَّهَ «« رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ »» هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 51),

- (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 52), (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 53).

من سفر متي 6,, الأعداد 8-15 جاءت على لسان يسوع ما يلي:
8. فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ «« أَبَاكُمْ »» يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.
9. فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: «« أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَات »»ِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.
10. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.
11. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.
12. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.
13. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
14. فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً «« أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ »».
15. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ «« لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً »» زَلَّاتِكُمْ.

وفي متي 7: العدد 11 جاء على لسان يسوع ما يلي:
11. فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ «« أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ »» يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.

السؤال الجريء هو: هل الأب الذي في السماء أبو يسوع فقط أم هو أبو كل النصارى؟؟؟ ..... فإن كانوا كذلك يصبح يسوع ليس وحده إبن الله ووحيده, وإن كان هو فقط إبن الله كما تدعون, فما معنى مخاطبة الجمع بأن "أبوهم الذي في السماء!!!" نبؤونا بعلم إن كنتم صادقين.

ولا يزال هناك المزيد والغريب.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

يسأل علي سالم فيقول لنا:
1. ما معنى قوله تعالى (... وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ...),,
2. ولا يقف عند هذا الحد حتى يتلقى الإجابة الشافية على سؤاله إن كان القصد منه فقط معنى العبارة, ولكنه جاء بما بعده من مقاصد فقال أيضاً (... كيف الله يخدع الناس ويحضر شبيه للمسيح لكى يتم قتله ؟ وكيف يتم قتل رجل برئ بحجه انه شبيه المسيح , كيف الله يسمح بهذا الخداع والكذب وقتل نفس بريئه ...),
3. ثم يتعمق أكثر فأكثر في مقاصده "المخادعة" الضالة, وينسى أنه يتحدث عن "الله سبحانه وتعالى" الذي لا يسأل عمَّا يفعل وهم يسألون,, فيقول بلا تحفظ أو تحرج أو تعقل: (... هذه جريمه متكامله الاركان ...),
4. ثم تغلب عليه شقوته ويغالبه سفهه المعهود وإفترائه على الله فيقول: (... هذا كلام فى القرأن يعنى كلام من الله نفسه وليس يهوذا الاسخريوطى, يعنى الله الذى قال فى القرأن لقد شبه لهم ...),
5. ثم ما يستمر في غيه وصلفه يعمه ويتطاول على الذي خلقه من ماء مهين, من سلالة من حمأ مسنون, من نطفة من مني يمنى,, ثم نسى أن أوله "نطفة" ووسطه "عذرة" وآخره "جيفة منتنة وعظام نخرة", فكان كمن ضرب لله مثلاً ونسي خلقه, قال من يحي العظام وهي رميم,,, هذا الذي رده الله أسفل سافلين يقول عن الله: (... اذن الله مسؤل عن هذا الغش والخديعه لكى يضحك على الناس ويبرر لهم ان الذى قتل ليس يسوع بل رجل برئ ...),
6. ثم نراه مغرماً بالألقاب والنعوت التي يلحقها بنا بلا هدى ولا كتاب منير,, فقال لنا (... كيف ترد ايها العلامه الاسلامى المتفذلك؟ ...).
هذا ما قاله في تعليقه الموجه إلينا, وعليه سنرد بشيء من التفصيل مع الأدلة والبراهين,,, فيما يلي بإذن الله تعالى.

أولاً: نجاوبه على آخر سؤال في تعليقه, ذلك السؤال الذي نعتنا فيه بقوله عنا "العلامة" و "المتفذلك",,, فنقول له وبالله التوفيق:
1. أنا لست شيخاً "بالمفهوم التقليدي التميزي", ولكنني شيخاً بحكم السن حيث تجاوزت الخمسين, ولست باحثاً, أو "عالماً" أو إعلامياً,,, لأنني طالب علم أتحسس طريقي وسط أمواجه المتلاطمة,,, ومن ثم لست "علامة" كما تقول,, بل أنا شخص يجتهد بقدر ما يجود به الله عليه بصفة عامة, وفي كتاب الله وسنة رسوله "متدبراً" وحي ربي لرسوله الكريم بصفة خاصة,,, وهذا التدبر يقتضي (الشفافية, والأمانة العلمية, والموضوعية, والحياد), وهذه أهم عناصر الإيمان بالله "حصرياً", نسأل الله تعالى أن يأتينا قبساً من نوره.
2. الفذلكة والتلاعب بالألفاظ والمفردات لإيهام الناس بصدق حديث مكذوب هذه آية من آيات النفاق,, نسأل الله منها السلامة فهي تتعارض مع الإيمان الذي نجتهد أن ينالنا حظ منه قبل إنقضاء الأجل المحتوم,, فإن كان المستمع لما نقول غير مقتنع بما نقول ونكتب فلا شأن لنا به ولن نشقى في الدنيا والآخرة من أجله.

ثانياً: سؤالك عن معنى عبارة (... وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ...),, وقد سبقك إليها بيداويد الذي إلتبس عليه الأمر لجهله بمعطيات اللغة والتفريق ما بين معاني المفردات, فتداخلت عليه المعاني "كعادته دائماً", فخلط ما بين عبارتي "شُبِّهَ لَهُمْ" و "شَبِّهَ لَهُمْ", نقول لكم في ذلك ما يلي:
1. عندما ترى أن الحدث صدر أو قيل عن جماعة, ويصعب تحديد بعضهم إعلم أن الفعل سيبنى للمجهول, فأنظر إلى قوله تعالى في سورة طه, في حوار موسى بن عمران عليه السلام مع سحرة فرعون: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى 65), (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ «« يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ »» أَنَّهَا تَسْعَى 66), فبناء الفعل للمجهول في عبارة: " يُخَيَّلُ إِلَيْهِ ", ليدلل على أن التخيل لدى موسى إنما هو شعور ذاتي وجداني في موسى وليس الله هو الذي جعله يتخيل, فكان أن "أوجس خيفةً موسى", كبشر تأثر بما شاهده من ألاعيب سحرية مدهشة,, فطمأنه الله تعالى بقوله له "لا تخف إنك أنت الأعلى".

2. ثم,,, في قوله تعالى في سورة الذاريات: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ 10), الكذابون (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ 11), فبُنِيَ الفعل الماضي " قُتِلَ" للمجهول لأن المقصود بالقتل ليس محصوراً في فرد معين أو جماعة محددة, ولكن للتعبير عن مآل كل من كان من الخرَّاصِيْن يوم القيامة, إيذاناً بهلاكهم.

3. ثم أيضاً من قوله تعالى في سورة عبس, قال: (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ 17)!!!. فبُنِيَ الفعل الماضي " قُتِلَ" للمجهول لأن المقصود ليس فرداً معيناً أو أمةً من الأمم محددة,, وإنما المقصود كل من أطلق عليه إنسان وإستحق الهلاك من الذين حق عليهم قوله تعالى (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ 23).

4. أيضاً من قوله تعالى في سورة البروج: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ 4), بُنِيَ الفعل الماضي " قُتِلَ" للمجهول, لأن الذي قام بالقتل ليس واحداً أو مجموعة محددة, وإنما إشترك في القتل الكثيرون ممن لا يمكن تمييزهم.

5. وفي قوله تعالى في سورة الفجر: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى 23). جاء الفعل الماضي "جِيءَ " مبنياً للمجهول لأن الذي سيجيء يومئذ بجهنم ليس مَلَكَاً واحداً أو عدداً صغيراً منهم, وإنما هم أعداد ضخمة يجيئون بها "جَرَّاً" وهي تكاد تميز من الغيظ عندما ترى المجرمين الذين كفروا بربها وعصوه, لذا قال تعالى في هذه الآية الكريمة المعجزة (... يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى), (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي 25),, ولكن هيهات, إذ لن ينفعه القول ولا الشفاعة.

6. وفي قوله تعالى من سورة الزمر: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا « وَوُضِعَ الْكِتَابُ » « وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ » « وَقُضِيَ بَيْنَهُم » بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ 69). جاءت الأفعال الماضية ("وُضِعَ", و " جِيءَ ", و "قضي") كلها مبنية للمجهول لأن النبيين والشهداء عددهم وعدد مرات المجيء بهم غير محدود, ويصعب ذكره فمثلاً النبي الواحد والشهيد الواحد يُجَاءُ به مع كل مجرم من قومه.

7. وهناك أيضاً قوله تعالى في سورة هود: (...« وَقِيلَ » يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي « وَغِيضَ الْمَاءُ » « وَقُضِيَ الْأَمْرُ » وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ « وَقِيلَ » بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 44). وهنا أيضا بنيت للمجهول الأفعال الماضية ("قِيلَ ", و "غِيضَ", و "قُضِيَ", و "قِيلَ"), لأن القول كان لمتعدد يصعب على البشر حصره, وكذلك الحال بالنسبة لغيض الماء, وقضاء الأمر, والقول للقوم الظالمين.

8. وأيضاً قوله تعالى في سورة البقرة: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ « وَقُضِيَ الْأَمْرُ » وَإِلَى اللَّهِ « تُرْجَعُ الْأُمُورُ » 210).

فلنبدأ بعرض الآية التي لم تدركها مدارككم ولم تسعفكم لفهمها قدراتكم وإستعداداتكم الفطرية والمعرفية,
الآن أنظروا إلى قوله تعالى في سورة النساء عن بني إسرائيل: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ - «« وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ »» - وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ «« لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ »» مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ « إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ » « وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا » 157), («« بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ »» وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158), (وإِنْ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا 159).
فيجب – من هذا السياق المفصل - ملاحظة الآتي:
1. كذَّبَ الله بني إسرائيل في قولهم "ِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ", وهم أنفسهم ليس لديهم أي دليل مادي أو "برهان" على إدعائهم قتل المسيح ابن مريم – رسول الله "تحديداً", وليس ذلك الذي إتخذه النصارى "رباً" وإلهاً من دون الله,

2. أكَّدَ كذبهم بقوله " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ", وهذا الجزء من الآية الكريمة محوري حقيقةً, ويحتاج الوقوف عنده, ولعل القصد منه هو أن يفكر أهل الكتاب بصفة عامة والنصارى بصفة خاصة فيه ملياً, لأن عقيدتهم موقوفة على فهمها وإستيعابها جيداً وعليهم نبذ العنصرية والتعصب الأحمق الأعمى والعند حتى يفهموا حقيقة الأمور والموقف الذي أشكل على أسلافهم فأصبحوا هم وأبناؤهم وأجيالهم القادمة ضحايا مفاهيم خاطئة وقع فيها أسلافهم, فجاء الإسلام رحمة للعالمين لينقذهم من وهدة الشرك والكفر ولكن أبى أكثر الناس إلَّا كفوراً.

أكد الله تعالى بأن الأمر كان فيه لبس في لحظة عصيبة على الناس آنذاك, حيث كان يواجه المسيح فيها حصاراً وملاحقة من الصديق قبل العدو غايتها النيل منه بالقتل والصلب والإهانة والتعذيب, فتلاحقت الأحداث والإشاعات والقيل والقال,,, والكتاب المقدس لديهم يعج بالروايات المتناقضة فإختلط عليهم الأمر فرجحوا فكرة أن المصلوب كان هو عيسى عليه السلام.

فقوله تعالى: (... وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ...) هو مخرج لهم من الحرج لأن الإعتقاد بصلبه لم يكن بإرادتهم ولكن حدث لهم ما حدث لموسى عليه السلام عندما رأى أن السحرة "جاءوا بسحر عظيم, سحروا به أعين الناس وإسترهبوهم", فما كان من موسى إلَّا أن إختلط عليه الأمر فأوجس خيفةً موسى, وصور الله ذلك الموقف الإستثنائي بقوله: (... فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ «« يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ »» أَنَّهَا تَسْعَى ).

ولكنها في الواقع كانت مجرد حبال وعصي ملقاة على الأرض لا حراك فيها ولا حياة. فالله تعالى أدركه بوحيه فقال له "لا تخف إنك أنت الأعلى", فصدق وإطمئن وأطاع. تماماً كما فعل الله مع النصارى بوحيه الذي أوحال إلى رسوله الخاتم بهذه الآية الكريمة ولكنهم كذبوا وعصوا وأدخلوا أنفسهم في شرك لم تعرفه البشرية ولا الجن قبلهم.

فبناء الفعل الماضي " شُبِّهَ" للمجهول في عبارة " وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ", تعبير عن حالة نفسية ألمت ببني إسرائيل فظنوا أن المصلوب أمامهم أو الذي قيل لهم عنه إنه "صُلِبَ" كان هو المسيح عيسى بن مريم نفسه, ولكن الحقيقة كانت غير ذلك تماماً. وهذا سر التضارب في روايات الكتاب المقدس لديهم.

3. لم ينفرد القرآن فقط بذكر التشكك والإختلاف لدى بني إسرائيل في أمر عيسى عليه السلام,, وإنما النصارى واليهود قبله لم يكونوا متيقنين حقيقة من هذه الفرية أو "الظن", بدليل أن اليهود يرفضون ذلك تماماً وعيسى هو نبيهم ورسولهم, وكثير من النصارى أيضاً يرفضون فكرة الموت والقيامة والتأله,, إذاً المسألة ظنية ومع ذلك بنا عليها الإقنيميون معتقداتهم بلا دليل ولا برهان ولا كتاب منير.

قال تعالى في ذلك: (... وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ «« لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ »» مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ « إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ » « وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا » 157).

4. وحتى لا يقول أحد منهم (لو صدقنا بأنه لم يقتل ولم يصلب وأنه شبه لهم فقط,,, إذاً أين ذهب عيسى؟؟؟),,, قال الله تعالى لهم: («« بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ »» وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158). فلم يشكروا الله تعالى أن كشف لهم ما أغلق عليه قروناً وعمي بالظن والإختلاف والتشبه, وبدلاً عن ذلك أشركوا به وجعلوا له صاحبة وولداً.

ثالثا: أما قولك: (... كيف الله يخدع الناس ويحضر شبيه للمسيح لكى يتم قتله,, وكيف يتم قتل رجل برئ بحجه انه شبيه المسيح,, وكيف الله يسمح بهذا الخداع والكذب وقتل نفس بريئه ...), إلى هذا السخف الذي يدل ليس على الجهل فقط وإنما على الغباء حقيقةً,, وذلك اللآتي:
1. نعم,, الله تعالى يخدع "مكراً",, وهذه صفة كمال له سبحانه, وإنْ لَمْ يكن كذلك لكان مقدوراً عليه ومغلوباً من السفهاء المخادعين (تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً),, ولكنه لا يخادع,,, فهو يخدع فقط "المخادعين" الماكرين مكر السوء الذين يظنون أنهم قادرون على خداع الله ورسوله, فيمكر بهم "فهو خير الماكرين" فيجعلهم الله هم الأسفلين.

قال تعالى في سورة البقرة عن المنافقين: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 9), وقال عنهم في سورة النساء: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ - «« يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ »» - وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى « يُرَاءُونَ النَّاسَ » وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا 142).

2. أما قولك "جهلاً" بأن الله (... يُحضر شبيه للمسيح لكى يتم قتله ...),, فهذا دليل على عدم تدبركم لما تقرأون وتخوضون في ما لا تعرفون أو تفقهون,, فلو كان الله هو الذي شبه لهم أحداً غير المسيح, لذكر ذلك صراحة, فالله تعالى معلوم وواحد أحد, فإن كان قد شبه بالمسيح شخص آخر لنسب ذلك الفعل لنفسه سبحانه,, فهو "لا يخاف عقباها",, ولو كنتم تعرفون فقه اللغة لأدركتم أن بناء الفعل للمجهول يعني أن عبارة "شُبِّهَ لهم" تشير إلى أن الأمر متعلق بهم أنفسهم, وأن الأمر إختلط عليهم فحل "الظن" في مداركهم ومظانهم محل "اليقين" لديهم, فليست هناك أي إشارة إلى أن الله هو الذي شبه لهم شخص آخر بعيسى حتى يقتلوه بدلاً عنه.

ولو تأملت وفتح الله مداركك للفهم والتدبر لكفتك الآية التي قال الله تعالى فيها: «« بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ »», فلا يحتاج رفعه إلى تمويه وتشبيه من الله حتى ينفذ مراده ,,, والدليل على ذلك قوله «« وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا »» فكيف يكون عزيزاً حكيماً إن إقتضى منه رفع عبده عيسى ضرورة التمويه على رعاع سفلة معتدين, فالله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟؟؟.

أما قولك (... وكيف يتم قتل رجل برئ بحجه انه شبيه المسيح ...), هذا إختراع من عندك ليس له حظ من واقع,, فالله في غنى عن هذه الحيل الساذجة التي يلجأ إليها الضعفاء معدومي الحيلة ومحدودي أو معدومي الإرادة, والله هو القوي العزيز. فإن أراد أن يهلك المسيح وأمه ومن في الأرض جميعاً فما ذلك على الله بعزيز. فإن كانت حالة اللبس التي كان أعداء الله وأعداء المسيح قد قادتهم إلى صلب أحدهم متوهمين أنه المسيح فهذا إستحقاق يستحقه لأنه كان حريصاً على صلب غيره ظلماً وعدواناً فوقع في الحفرة التي حفرها لغيره.

3. أما قولك (... وكيف الله يسمح بهذا الخداع والكذب وقتل نفس بريئه ...), فهذا دليل مادي على السفه وسوء الأدب مع الله تعالى, فالله تعالى أولاً وأخيراً (لا يُسْألُ عَمَّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْألُوْنَ), أما الكذب فالله تعالى لا يسمح به, رغم أن الناس يقعون فيه لأنه "أذن لهم به" وفرض على من أتاه عقوبة مغلظة بإعتباره ذنباً موبقاً. فالذي لا يأذن به الله يعتبر "مستحيلاً" أن يقع أو يؤتى. فمشكلتكم أنكم "لغوياً" لا تعرفون التفريق ما بين "يسمح به" و "يأذن به". فالله تعالى لا يرضى لعباده الكفر, ولم يسمح لهم به,, ومع ذلك "أذن لهم" في إطار الخيار والمشيئة التي كفلها لهم وضمنها, كآلية لقوله (ونفس وما سواها,, فألهمها فجورها وتقواها,, قد أفلح من زكاها,, وقد خاب من دساها), وقوله (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

4. قولك بلا تحفظ أو تحرج أو تعقل: (... هذه جريمه متكامله الاركان ...), نقول لك حقيقةً إن ما تفعله أنت الآن بهذا التطاول هو جريمة متكاملة الأركان,, ومهلكة لصاحبها إن لم يرتدع ويعتدل ويتوب. أما الله تعالى فهو خالق كل شيء ومالكه,, فهو يفعل ما يشاء ويختار,,, وكل ما يأتيه عدل وحق لا يأتيه الباطل أبداً.

5. أما قولك: (... هذا كلام فى القرأن يعنى كلام من الله نفسه وليس يهوذا الاسخربوطى, يعنى الله الذى قال فى القرأن لقد شبه لهم ...),, نقول له,,, نعم هذا كلا الله تعالى, ومن أحسن من الله قيلاً؟؟؟ .... ولكن, هل أنت من الذين فتح الله تعالى لهم وأنار مداركهم حتى تعرف مراده سبحانه؟ أم كنت من الغاوين المكذبين الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم؟؟؟

6. وقولك ببلاهة وغباء: (... اذن الله مسؤل عن هذا الغش والخديعه لكى يضحك على الناس ويبرر لهم ان الذى قتل ليس يسوع بل رجل برئ ...), لا داعي لأن نرد عليك في هذا الخبل, فقد رددنا عليه عشرات المرات فيما تقدم وذلك لقوم يفقهون, فإن كنت من هؤلاء الذين يفقهون فقد كررنا وعبرنا بما يكفي ويزيد.

رابعاً: لو رجعت إلى كتابكم المقدس لديكم,, ستجد التناقض الذي يؤكد الحالات التي وصفها الله تعالى في قوله:
1. (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ «« وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ »») فهم مختلفون فيه – يهود مع نصارى, ونصارى مع نصارى,
2. (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ «« لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ »» مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ « إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ » « وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا » 157), فحالات التشكك ظاهرة في أسفارهم وإصحاحاتهم ورواياتهم المتناقضة,

3. («« بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ »» وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158), إعترافهم بأن الله قد رفعه, ولكن حرفوا هذا الرفع الذي كان "إلى ربوة ذات قرار ومعين هو وأمه" فجعلوه رفع شركي إلى السماء ليكون إلى يمين رب العالمين (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً), قالها جهلاء مجرمون, فصدقهم فيها بلهاء مغفلون رغم أن المدعي لم يقدم لهم أي دليل ولا برهان وليس لديهم كتاب منير.

الخوض في مهزلة مَنْ ذلك الذي صلب بدلاً عن المسيح التي يلوكها المحبطون ليخففوا ما بهم من مرارة الفشل لن تجديهم نفعاً, وهذا لا شأن لنا به, بل ولن يقدم أو يؤخر أو يغير في الحقائق على الأرض وهي أن عبد الله ونبيه ورسوله المسيح عيسى بن مريم لم يقتل ولم يصلب, ولم يدفن ولم يقوم شبحاً من بين الأموات, فروايات يهوذا الاسخريوطى أو غيره فإن كل هذه رواياتكم المتضاربة التي ترددونها من خلال اناجيلكم ), وكلها قصص ملفقة يرويها رواة مجهولون والمعلوم منهم غير محصن ولا نبي ولا رسول من عند الله.

الحديث عن كيفية موت يهوذا وما هوله من أقوال وروايات متضاربة وليس بواقع وإنما فيها ملابسات,, ففى متى, إصحاح 27 تقول الرواية: (فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.), وهي ليست الرواية الوحيدة, فهناك غيرها من روايات للذين يرون أنه هلك في ظروف مريبة وروايات مختلفة لكيفية موته, مع أن متي يرى انه مات منتحراً "خنقاً", نرى بطرس يقول مات بأن إنشق وسطه وإنسكبت جميع أحشائه... الخ, المهم قد أجمع الكل على أنه إما هلك أو إختفى في ظروف الإضطرابات التي صاحبت حادثة صلب المسيح الفاشلة.

تحية طيبة للقراء والقارءات الكريمات

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( خاتمة):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ج ):
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ب ):
- وقفة تأمل .... وتقويم:
- رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 (- أ -):
- رَشِيْدِيَّاتٍ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ (1):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء ثاني عشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء 11):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء عاشر):
- الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء تاسع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثامن):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء سادس):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه – (جزء خامس):
- تعليقات عن - الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه:
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء رابع):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثالث):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء ثاني):
- الإسلام والعنصرية وجهاً لوجه (جزء أول):
- خلاصة ملك اليمين في الإسلام


المزيد.....




- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ: