معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 23:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

الملكيات العربية في معسكرالأعداء
السعودية في معسكر الأعداء
بالنسبة لنا الفلسطينيين – الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطيتية : إننا نرى حزب الله من معسكر أصدقائنا وهو حزب معادي لإسرائيل وناضل ضدها وطردها من لبنان ولا زال يتحصن دفاعا عن لبنا في مواجهة إسرائيل . بالإضافة إلى ذلك فإن حزب الله وما لديه من إمكانيات قدم دعما نزيها للقوى الفلسطينية في حربها مع إسرائيل .
نحن وحزب الله في صف واحد وحزب الله في معسكر الأصدقاء بينما النظام السعودي يعترف بإسرائيل ويدعم وجودها ويقيم معها شتى العلاقات وساهم النظام السعودي في حرف جزء من قيادة الثورة الفلسطينية وتحويلها إلى موزعي أموال فساد وإفساد – كانوا يدفعون ويحرفون . إن النظام السعودي في معسكر الأعداء .
زب الله في معسكر الأصدقاء

مذ كنا نتعلم ألف باء السياسة ، تعلمنا أن نميز بين معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء ، وأن نعرف العدو من الصديق .وأن هذا التمييز هو نقطة الإنطلاق في التحليل السياسي ومؤشر أساسي على التحالفات وكذلك مؤشر لاتخاذ الموقف من العلاقات والصراعات القائمة .
وتعلمنا أن العالم والعلاقات الدولية تدور فيها صراعات متنوعة هي التي تحرك المجتمعات والعلاقات الدولية وهي تعبير عن مواقف الدول إزاء بعضها البعض وعن مواقف الطبقات داخل المجتمع إزاء بعضها البعض .
مثل الصراع بين الرأسمالية والإشتراكية ،
والصراع بين الدول الرأسمالية ذاتها من أجل تقاسم النفوذ والمستعمرات وتقاسم دول العالم فيما بينها ، وهذا أدى إلى حربين عالميتين في القرن الماضي وعدد من الحروب المحدودة. .والصراع بين قوى التحرر الوطني من الإستعمار والدول الإستعمارية التي تسعى لترسيخ نفوذها والإبقاء على النظام الإستعماري . وكانت معظم دول آسيا وأفريقيا مستعمرات استعمارا مباشرا لبريطانيا وفرنسا ، وورثت أمريكا هذا النفوذ بعد طرد الإستعمار .
والصراع داخل المجتمعات بين الأحزاب التي تمثل التقدم والتحرر والإشتراكية وتحقيق العدالة للطبقات الفقيرة – العمال والفلاحين وسائر الشغيلة من جهة ،والدولة الرأسمالية وقواها من جهة أخرى. وكانت الدول الإشتراكية تساند القوى الثورية ماديا ومعنويا وإعلاميا ودعما بالسلاح .
وتعلمنا أن نرى النظم الإقتصادية الإجتماعية القائمة حاليا في البلدان وعلاقاتها ببعضها البغض مثل النظام الرأسمالي السائد في أوروبا وأمريكا بعد أن تحررت هذه الدول من النظام الإقطاعي وبقايا والعبودية والقنانة، وسعي هذه الدول لترسيخ وتأبيد الرأسمالية ونشر النظام الرأسمالي وقيمه في بقية دول آسيا وأفريقيا - وكانت شعوب هذه القارات تعيش في معظمها في مراحل ما قبل الرأسمالية - وامريكا اللاتينية .
والنظم الإشتراكية مثل الإتحاد السوفييتي في حينه وسعي الدول الإشتراكية لدعم الثورات ضد الإستعمار وتشجيعها على إقانمة الإشتراكية .
وتعلمنا أن نرى الدول الإستعمارية والإمبريالية ونتتبع مواقفها ارتباطا بمصالحها ودورها التاريخي مثل الإمبريالية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية . والمهم أن نعرف محركاتها ودوافعها في علاقاتها وحروبها وهجومها واستعمارها ودفاعها عن الإستعمار وعن الدول الرجعية .وذلك سعيا وراء الأرباح ووراء المواد الخام الرخيصة من دول أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية .
وتعلمنا أن المجتمع الإنساني فيه دول وقوى تقدمية تنشد التحرر والتطور والإنعتاق من الإستعمار ومن قيود الماضي الإقطاعي والعبودي وتسعى للإشتراكية مثلما كان في مصر الناصرية وسوريا والعراق في عهد البعث والجزائر بعد التحرر من الإستعمار الفرنسي واليمن الجنوبي بعد طرد الإستعمار البريطاني .
ودول وقوى رجعية محافظة تغلق بابها عن التطور وتبذل كل مسعى ليبق الحال على حاله من التخلف والركود والتبعية للإستعمار مثل السعودية ودول الخليج ومملكة المغرب .
وتعلمنا أن هناك قوى ثورية وتحررية تناضل من أجل طرد الإستعمار وتحرير بلدانها من التبعية السياسية والإقتصادية مثل قوى الثورة الفيتنامية والثورة الجزائرية والكوبية وثورة جنوب اليمن وثورات عديدة في مصر وسوريا وفلسطين وحزب الله في لبنان وكلها كانت تناضل ضد الدول الإستعمارية مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا والصهيونية .
ويقابلها قوى رجعية وأحزاب وجماعات هي محافظة وضد التقدم بالقول والعمل ومستعدة لخوض الصراع مع القوى والدول التقدمية كما حصل في أفغانستان ضد حكومة نجيب الله التقدمية والمدعومة في حينه من فبل الإتحاد السوفييتي . وكما يحصل حاليا في اوكرانيا ، وفي اليمن وسوريا حيث تعمل قوى رجعية مجندة من قبل الحلف الرجعي ويزودها بالمال والسلاح مثل داعش وجبهة النصرة والجيش الحر .وأحزاب اليمين والإشتراكية الدولية والنازية في أوروبا وامريكا .
وهناك اليوم منظمات ال N G Os التي تغذيها أمريكا وأوروبا وتستخدمها في صراعاتها كما تستخدمها في بث الأفكار وتشويه الأفكار الثورية ولإفساد قوى اليسار ودس السم في الدسم .
وهناك الصراع بين الفكر التقدمي الثوري الإنساني وبين الفكر الرجعي والمحافظ والدموي والإرهابي الرجعي والذي يمثله اليوم المثقفون المرتشون من الرجعية الخليجية والرجعيات الدولية ومفكري ومنظري القوى والأحزاب اليمينية الرجعية والكثير من المتساقطين والمتحولين ممن كانوا منتمين للفكر الثوري والتقدمي والإنساني .
وتعلمنا أن نرى الإنقسامات والتحالفات والإصطفافات ونفسرها على هذه الإسس أعلاه مما يجعل ممكنات التحليل وفهم مجريات الأحداث أمرا سهلا وميسورا ومبنيا على درجة عالية من الموثوقية .
من السهل ان نفهم لماذا تقف امريكا وفرنسا وبريطانيا مع إسرائيل في جميع الأحوال فهذه الدول هي التي أنشأت إسرائيل ودعّمت أساسات وجودها الإستيطاني وهي تشجعها وتدعمها في الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات منذ البداية وحتى يومنا هذا ولولا هذا لما كانت إسرائيل ، وهي التي تستخدمها كأداة في الصراعات ومن أجل الدفاع عن مصالح الغرب الإستعماري في بلادنا .
وأن نفهم لماذا تساند أمريكا النظام السعودي الرجعي – نظام العصور الوسطى وتحافظ على رجعيته ما دام هو يخضع لسياستها حول تدفق النفط وأسعاره وكمياته والشركات الأمريكية والأوروبية العاملة في ميدانه . ومن جانبها الدولة السعودية ومقابل تبعيتها الذليلة للسيد الإستعماري، تخضع لسياساته الإقتصادية وعلى كل الصعد وتصطف في معارك الصراعات الدولية حيث تريد أمريكا وحلفائها وتنفذ الأجندة الموضوعة لها بل وتجند الأنصار وتدعم بمال اتلنفط وتشتري سلاح الغرب لخدمة الغرض .
وهكذا فإن الشعوب في توقها للتحرر إنما ترى في مجابهتها منظومة من الدول المعادية لمصالح الشعوب وحريتها وتكون في مجموعها معسكر أعداء الشعوب . وتقف أمريكا اليوم على رأس هذه المنظومة المتحالفة وهي تتألف من الدول الأوروبية ومعظمها مشترك في حلف شمال الأطلسي ( الناتو )واليابان وإسرائيل . ولا يشمل هذا الحلف روسيا
يقابلها اليوم مجموعة البريكس في صف الأصدقاء
بريكس هو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية BRICS المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم. وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.وإلى جانبها إيران .
وفي الصف الثاني مع منظومة الدول المعادية وتحت نفوذها : الدول الرجعية الخاضعة لنفوذ هذه المنظومة مثل تركيا وكوريا الجنوبية ودول مجلس التعاون الخليجي والأردن والمغرب وتونس وكذلك العراق ومصر والعديد من الدول الإفريقية وهذا لا يشمل إيران وسوريا . إن هذه المجموعة هي تحت نفوذ ولإرادة المجموعة الأولى وتنصاع لها وهي تابعة لها – لا نقول حليفة لأنها لم تصل إلى هذا المستوى
وهناك العديد من دول امريكا اللاتينية وهذا لا يشمل فنزويلا وبعض البلدان ، والدول الآسيوية – وهذا لا يشمل الصين وكوريا الشمالية.
مثال : حينما اندلع الحراك الشعبي في سوريا ، حضرت الثورة المضادة على الفور واختطفت الحراك الشعبي وخولته إلى مصلحتها ومعاديا للشعب السوري والنظام السوري .
والثورة المضادة ومنذ البداية حضرت مباشرة كل من أمريكا وبريطانيا وتركيا وقطر وحضرت ألماني ببوارجها وأجهزتها الأمنية للتنسط وقطع الإتصالت والتجسس خدمة للثورة المضادة، والعديد من الدول الأوروبية وحضرت السعودية والأردن .
وحضر مع هذا المعسكر الدولي قوى رجعية أخرى تتسمى قوى الدين السياسي وهو في خدمة الرجعية .
إن المعسكر الرجعي المعادي هو القطب السائد حاليا وهو الذي يتحكم بالسياسة الدولية ، ولا زالت الدول الرافضة لهذا الوضع وعلى رأسها دول البريكس وبزعامة روسيا ترسخ نفسها كقطب مقابل وفاعل قي السياسة الدولية

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات