من المسؤول عن هجرة الشباب العراقي

صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 08:08
المحور: المجتمع المدني
    

من المسؤول عن هجرة الشباب العراقي

نعود مرة أخرى لنكتب عن موضوع الهجرة ونحاول أن نضع النقاط على الحروف وذلك لغرض معالجة هذه الظاهرة الخطيرة والحد من آثارها وخاصة أننا في هذه الفترة الاخيرة دائما مانسمع ونقرأ من هنا وهناك أحاديث كثيرة عن الهجرة ولماذا تتم الهجرة وهناك أشخاص ضدها وأشخاص معها وكل شخص يعطي سببا لها وهناك من يقول أن السبب هو دول الجوار وداعش وهناك رأي أخر يقول أن هناك مؤامرة على المسلمين وخاصة على العراق وسوريا مما جعلهم يهاجرون وحتى أن هناك مصادر حكومية ادعت أن أوربا تسرق الكفاءات وهي التي جرتهم إلى الهجرة ... صحيح هي الأسباب كثيرة ومتعددة وكل شخص يفكر من منطلق مبدأه ولكن إنا هنا أريد إن ابحث في هجرة الشباب من كل الأنواع أي أن هناك شباب واعي ومتفهم وهناك أشخاص ذهبوا فقط لطلب العيش الرغيد ويبحثون عن الراحة ... وهنا أولا نريد أن نعرف هل أن الشاب أذا كان متعلم أو غير متعلم كيف يعيش في بلد ليس فيه قيمه له كانسان مثلا الذين قالوا عنهم كفاءات ماذا جنوا من كفاءتهم وهل انتم يامن تدعون بالحكومة احتويتم هذه الكفاءات ودعمتموهم على الأقل بوظيفة لكي يعيش فيها صاحب الكفاءة هو وعائلته أم أن هذا الشخص الكفء ليس لديه حزب وأيضا نفس الكلام ينطبق على الإنسان الذي لم يمتلك هذه الشهادة ... وهنا اعتقد أن المسئول الأول والأخير عن هجرة الشباب هم حكومتنا وسياسيينا فقط لاغبر فلا تتبجحوا بكلامكم المعسول ولا ترموا المشكلة على بلدان أخرى . هي صحيح لديها يد ولكن المشكلة الأكبر لديكم انتم لان الشاب لم يتلقى أي دعم منكم أو حتى ابسط الحقوق لكي يحس بالأمان في بلده لذلك هو اختار بلاد الغربة لكي يعيش فيها لأنها منحته هذا ألامان حتى وأن كان زائف فلماذا لم تقوموا  انتم بما فعلته أوربا ... أظن أنكم ستقولون البلد يعاني من عدة أشياء ومنها الحرب والميزانية والتقشف ... ولكن هناك الكثيرين ممن يردون عليكم ويقول لكم أنكم انتم السبب في هذا التقشف . وبالنسبة للحرب فهي فعلا فرضت على الشعب ولكنها ليست في كل أنحاء البلد فهناك مدن أمنه وتستطيعون أن تمنحوا أهلها ماينقصهم لان اغلب هؤلاء المهاجرين هم من هذه المدن ولكنكم انتم وحدكم فضلتم أحزابكم فقط في تعيين وخدمة جهادية ومميزات ليس هناك عدد لإحصائها وملئتم البلد بالفقر والعوز في سبيل أنكم تعيشون حياة كريمه وتركتم الشعب يعاني وكأنما انتم منزلين من السماء وغيركم ليس لهم مكان في هذا البلد . ولهذا انتم جئتم ووضعتم القوانين لأجلكم فقط وبقي الشعب يعاني من الإجحاف ولم يتلقى ماكان يفكر به حيث تأمل خيرا برحيل الطاغية الذي كان جاثم على صدر العراق لسنين ولكن مجيئكم تحول إلى غول التهم الأخضر واليابس واخذ يسرق وينهب والمواطن البسيط لأحول له ولاقوه وأن كان كفاءة أو غير ذلك إلا إن يكون من النخبة المصفاة والذين ينتمون إلى أحزابكم ويأتمرون بأوامركم فقط ... هذا البلد الذي يعاني من هجرة شبابه لأجل العيش الرغيد فقط يجب أن تنقذوه وتتركوا التفكير بأنفسكم فقط وتعيدوا حساباتكم وليس بإطلاق التصريحات الرنانة التي لاتسمن من جوع ولا تؤمن خائف... أما أن الأوان لكي تتعلموا من الماضي هل نسيتم مافعل الزمن بصدام ... أذن فلتعرفوا انه مهما طال الزمن سيأتي يوم لكي يتهالك الظالم والغاصب وكل شخص نهب وحرم هذا الشعب من مايستحق فالشعب العراقي يستحق أكثر من هذا الذي يحصل أليه ولا تلوموه أن فعل أي شيء أو هاجر لأنكم انتم وحدكم السبب في ذلك وليس كما تدعون بأن دول أوربا وحتى إن كان هناك مخطط ما فهذا المخطط وجدت له قاعدة لكي يرتكز عليها وينفذ، أوالبس الأحرى والأجدر بكم أن تكونوا على قدر المسؤولية واثبات وطنيتكم وإنسانيتكم لتقفوا ضد هذه القاعده التي وجدتموها انتم وتكونوا مع شعبكم حتى لايفكر بالهجرة ... صدقوني أذا ماوجد الشاب كل مايريده في بلده ووجد حكومة توفر له كل شيء من أمن وأمان واستقرار لم يفكر أبدا بالهجرة إلى هذه البلاد لأنه لايجد اكثر من الذي يجده في بلده ... فاعرفوا السبب لتحلوا هذه المشكلة ولاتطلقوا الادعاءات فقط دون الوقوف على المشكلة وحلها وحمى الله العراق والعراقيين من المنافقين والفاسدين ...

صادق حسن الناصري

#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)       Sadeq_Alnasseri#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل