جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 23:26
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بطن الاخر ثلاجتك. التبادل برنامج قديم بقدم الانسان (منذ 100 مليون سنة) و وسيلة لتفادي المخاطر و التغلب على المصاعب في ايام الشدة - ضروري للبقاء على قيد الحياة له لغته الخاصة به: انا اساعدك اليوم لكي تساعدني انت غدا. هكذا كان التبادل الاولي الى ان تحول الى تجارة و كشف عن وجهه القبيح و انت تستلم دعوة او هدية تجبرك على التورط في حرب شريرة لا تنتهي خاصة و انك لا تريد ان تكون مدينا لاحد بشيء او تقع في فضل الاخر.
في مدرسة زوجتي تلاميذ من اباء و امهات ثقافة الدعوات تريد دعوتها او اقامة ضيافة كبيرة لها و لكنها ترفض و تقول: دعوة المعلمات و المعلمين ممنوع. تضع الدعوة المعلمة تحت ضغط الرد بالمقابل و تقديم درجات النجاح كهدايا. بدأت الهدايا ايضا تنهال عليّ و انا اتمشى في المدينة - هذه تقدم جريدة مجانية و يقدم الاخر كتاب الله العزيز و يقدم السياسي وردة او يدفع اجور التاكسي الذي يوصلني الى اماكن الانتخاب. طبعا استطيع ان ارفض الهدية او اقذفها في اقرب مزبلة.
ماذا تسمي هذه الانواع من الهدايا؟ يمكن ان تسميها ضيافة تبشيرية تمريرية متملقة او محاولة تجارية لجرك الى اشتراكات سنوية او اقناعك بحيلة LL (بتخفيض سعر سلعة معينة) Loss Leader للدخول الى المحل التجاري و فتح محفظتك على مصراعيها. يحرضك التبادل على الرد والثأر و الانخراط في حروب لا نهاية لها لذا لا تنسى: من ضربك على خدك فاعرض له الاخر لكي تكسر الدائرة الشريرة. فاذا كنت في مقهى لا تقبل ان يدفع لك احد ثمن القهوة او الشاي و اذا قدم لك البائع قطعة من الحلوى لتجرب ارفض.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟