أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد اللطيف بن سالم - الحب في فلك الجواز والمنع














المزيد.....

الحب في فلك الجواز والمنع


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 13:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحبّ في فلك الجواز والمنع
لولا إمكانية اتهامنا بالغباوة والحمق لكنا قد دعونا بهذه المناسبة إلى عيد للعداوة والكره عوضا عن عيد للحب ، لكن كل ممتنع يحلو ويحلو الحديثُ عنه وإلا لما أقمنا عيدا للحب . أليست العداوة هي المستشرية اليوم في العالم كله كاستشراء النار في الهشيم ؟ والحب لا يكون سليما معا في بين الأفراد ما لم يكن كذلك أيضا بين العائلات وبين الجماعات وبين الأمم وهو ما ليس واقعا بالفعل .
الإنسان في ما بين الجنس والحبّ :
الجنس غريزة والحب عاطفة وبينهما علاقة سببية ، تلك طبيعة في الإنسان فطرية وهذه ثقافة مكتسبة ، تلك محكومة بحاجة حيواّنية آلية وهذه محكومة بحاجة إنسانية وبينهما تجاذب وتأثير متبادل كما هي الحال بين الطبيعة والثقافة في حياة الإنسان دائما ، صراع متواصل . الطبيعة حيوانية متوحشة والثقافة تهذيب وتلطيف لها دائما وربما سموّ بها أيضا في مدارج الإنسانية حتى تصير مستصاغة ومحبّبة لكنّ اليوم وقد أكرهنا الطبيعة كثيرا على الاستجابة لحاجاتنا ورغباتنا فخرّبناها ودمّرناها ولوّثناها وعبثنا بها فكأنما هي تريد البوم أن تنتقم لنفسها وتُطيح بنا إذ هي قد عادت أو كادت تعود بنا إلى طبيعتنا الأولى تلك المتوحشة فلم يعد للحب ذلك المعنى العظيم النبيل الذي كان له عندنا منذ أن ضيّعنا في هذه الدنيا مقومات إنسانيتنا وسقطنا في هذه الهامشية التي دفعتنا إليها العولمة بهذه الثقافة الجديدة القائمة على إرادة الهيمنة وبهذه الحروب المتتالية والمتكررة على بلداننا فكأننا اليوم أمام خيارين اثنين كلاهما صعب ، أن نقبل بهذا الوضع الجديد ونعود بأنفسنا من حيث بدأنا ، إلى وحشيتنا الأولى للمقاومة والمواجهة ونغرق بالتالي من جديد في الجهالة الجهلاء أو نستمر في إضاءة المصابيح ونشر الأنوار ما استطعنا إلى ذلك سبيلا في كل جهة على أمل المحافظة على حضارتنا القائمة بمقوماتها الإيجابية الناجحة وبتكريسها لثقافة موحدة تصلح للجميع وتأخذ بأيدينا لمستقبل أفضل .
الملاحظ أن وجود التعبير عن الجنس اليوم في الشوارع ،وفي المتاجر ، وفي المقاهي والنوادي ،وفي الحفلات العامة والخاصة لهو أكثر من وجود الجنس ذاته وهذا دليل على فقدانه في حياتنا الاجتماعية بنسبة كبيرة والإحساس بالحرمان منه رغم توفره هو الذي يتسبب أحيانا في الشذوذ الجنسي وفي الهمجية وفساد الخُلق وقد يتسبب أيضا في تقوية النزعة الإرهابية أو يؤسس لها بطريقة أو بأخرى .
الحب إذن يقوى كلما كان ممتنعا ويضعف كلما كان مباحا وسائغا ولهذا عشنا في الماضى ما نُشير إليه اليوم ب"الزمن الجميل " وزمن الرومنسية الذي شاع فيه التعبير عن الحب بكل الطرق وفي مختلف الفنون الجميلة وبالخصوص منها في الأدب والرسم وفي الغناء والطرب لأنه كان مفقودا بنسبة كبيرة .
لو كان الحب في ذلك الزمن متوفرا بنسبة كافية لما نال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم ما نالوه من محبة الناس وإعجابهم في الغناء والطرب ومثلهم أبو القاسم الشابي وجبران وإيليا أبو ماضي في الشعر والأدب وغير هؤلاء من الفنانين على اختلاف ألوانهم .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة داعشية
- الإرهاب يضع تونس تحت المجهر .
- العقل والمعتقد ، سؤال انتربولوجي .
- الحلم --- -في ما بين النوم واليقظة -
- الله من خلق االبشر ...
- رسالة إلى المجتمع الدولي
- أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( أيلول ) من صنع إسرائيل .
- لماذا التقاعد والخمول ؟
- - الحجاب - في علاقتة بالمسار التربوي .
- الإرهاب ثقافة مؤدلجةسياسيا
- الإرهاب يضع تونس تحت المجهر
- إنذار وتحذير
- الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان
- الشذوذ الجنسي .
- هل من علاقة بين الأديان والثقافات وعمر الإنسان ؟
- رسالة مفتوحة إلى أحد شيوخ السلفية
- الدين والديمقراطية : تقارب بينهما أم تباعد ؟
- المغتربون في العالم و -عبقرية المجتمع الغربي -
- السلطة في ما بين الفردية والجماعية
- الدين في الدولة مخالف للشريعة الإسلامية .


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد اللطيف بن سالم - الحب في فلك الجواز والمنع