أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد اللطيف بن سالم - الإرهاب يضع تونس تحت المجهر














المزيد.....

الإرهاب يضع تونس تحت المجهر


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 08:14
المحور: كتابات ساخرة
    


:
يبدو أن المجتمع التونسي لا يزال في المستوى الأدنى من التطوٌر الطبيعي كغيره من كثير من مجتمعات العالم الثالث وإلا لما ظهرت فيه مثل هذه الحالات الغريبة من التعصٌب ومن التطرٌف الديني والتي تعود في أصلها إلى زمن الأسطورة الذي مضت عليه العديد من الحقب ، هذه الحالات التي بلغت بالإنسان التونسي إلى درجة ممارسة الإرهاب على أهله وإخوته وأقاربه و كأنما هو لا يدري (كان ذلك بدافع من إيديولوجيا دينية أو مذهبية أو بفعل فاعل خارجي أو داخلي )، لا فرق ولا شيء مهما كانت قيمته يبرٌر إقدامنا على قتل إخوتنا في الدين وفي الجنس وفي الوطن وبالأرقى من كل ذلك والأسمى إخوتنا في الإنسانية . وهذا لا ينطبق بالطبع على كامل المجتمع التونسي إذ لابد من الاستثناء من هؤلاء من أدركتهم - بسبب من الأسباب - حالاتٌ من التحول المفاجئ mutation فوجدوا أنفسهم في العالم المتقدم واندمجوا فيه واكتسبوا منه خبرة وتجربة وثقافة عامة تخوٌل لهم التأقلم مع من فيه من الناس ومع ما فيه من تطوٌر حضاري . وللعلم فإنه ليس كل من أدركتهم مثل هذه الحالات من التحوٌل قد استفادوا منها بنفس الطريقة إذ الكثير منهم من أحسوا بشدة الصدمة من النقلة الاجتماعية فانقلبوا على أعقابهم وتراجعوا وتمسٌكوا بماضيهم الثقافي رغم انتقالهم إلى هذا العالم المتنوٌر، وربما صعُبت عليهم العودة كما صعُب عليهم التقدٌم فتوقفوا حيث ما كانوا وأوهموا أنفسهم بأنهم بما لديهم فرحون لأنهم في الحقيقة بما لديه قانعون ولأنهم أحسن من ذلك لا يستطيعون.
حذار إذن أبنائي من السقوط في التعصٌب مهما كان نوعه لأنه لا أحد باستطاعته أن يدٌعي امتلاكه وحده للحقيقة . الحقيقة ذات وجوه وكل واحد يراها فقط من جهته . هذا رأيي وإذا كنتُ مخطئا فالرجاء أن تصوٌبوني وتدلٌوني – إذا استطعتم - إلى الحقيقة الكاملة فأنا في انتظاركم مع العلم أن عمرنا الحضاري – كما يشير إلى ذلك علماء التطوٌر – لم يبلغ بعدُ ما يساوي دقيقة من عمر هذا الكون الفسيح الذي لا يزال يتمدٌد أي لا يزال يُوجد وليست له بعدُ ماهية نهائية تذكرُ فتحدٌد وما نحن فيه إلا بمثابة ذرٌات صغيرة جدا لا تُرى حتى بالمجهر الإلكتروني لمن يريد أن يرانا من بعد ملايين من السنين الضوئية .
حدثني صديق لي مرة فقال : ( أظن أن النملة الصغيرة تلك التي نراها تسير على الأرض لا ترانا هي كما نراها نحن كاملة وذلك لضخامتنا نحن بالنسبة إليها ولصغرها هي بالنسبة إلينا وقصر النظر فمن يدري ؟ لعلنا نحن أيضا نعيش بين كائنات ضخمة جدا بحيث هي ترانا ونحن لا نراها أبدا ...) هكذا هي الحقيقة إخواني موغلة في النسبية ... لهذا أدعوكم إلى مراجعة أنفسكم و نبذ التعصب والتفاعل الجيد مع الرأي المخالف وهذا ليس متناقضا أيضا مع الشريعة الإسلامية إذا ما حدثنا الرسول بقوله عليه الصلاة والسلام : (إن في اختلاف أمتي رحمة ) - يرحمنا ويرحمكم الله رحمة واسعة -



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنذار وتحذير
- الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان
- الشذوذ الجنسي .
- هل من علاقة بين الأديان والثقافات وعمر الإنسان ؟
- رسالة مفتوحة إلى أحد شيوخ السلفية
- الدين والديمقراطية : تقارب بينهما أم تباعد ؟
- المغتربون في العالم و -عبقرية المجتمع الغربي -
- السلطة في ما بين الفردية والجماعية
- الدين في الدولة مخالف للشريعة الإسلامية .
- حول الحج وأضحية العيد
- ويسألونك عن العمر .
- الارهاب و ثقافة التمرد
- ومن أهداف الثورة العربية( 2 ) البحث عن الحرية
- حدث ابو هريرة قال
- لماذا التقاعد و الخمول؟
- البحث عن الديمقراطية


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد اللطيف بن سالم - الإرهاب يضع تونس تحت المجهر