أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التصلب والمواقف الاجتماعية














المزيد.....

التصلب والمواقف الاجتماعية


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من منا لم يداهمه النحس في بعض المواقف ، من منا لم يداهمه القلق ،من منا كانت حياته عبر تاريخه الخاص تسير بخط واحد لا ينتابها الهم او الغم اوالشدة ، وكانت السعادة فقط هي السائدة ،انها سنة الحياة بكل معانيها، في اختلافها وتعادلها وتوافقها ، ومع ذلك يبقى من الصحيح ان نقول وبشكل عام في كل حالة فردية او موقف ضاغط ، انها بقدر ما يكون حظها من حل المعضلة بطريقتها السوية تكون الحدود الفاصلة ليست قاطعة التحدد بين هضابها الخضراء المتمثلة في السعادة وصحاريها القاسية او جبالها الوعرة في مسيرة الحياة،ولكن لا تدعونا ازماتنا الداخلية او الخارجية او نسمح لها بالتسلل والنفاذ التأثير الى كل الشخصية حتى تنعكس على السلوك الشخصي والمواقف الاجتماعية وبقدر ما يستطيع الفرد ان يُحِِيد المواقف الضاغطة، يستطيع ان يعيد توازنه ولو وقتياً اثناء الازمة،ولو تخفى بالتحريفات الدفاعية التي لا يستطيع التحكم بها شعوريا وربما تظهره في بعض الاحيان على غير حقيقته. حديثنا اذن عن السوية في السلوك وفي التعامل وفي طريقة التفكير،والتفكير كما هو معروف هو الذي يحرك السلوك ويدفعه وهو الذي يقود صاحبه الى التعامل بالاسلوب او الطريقة المناسبة لكل مواقف الحياة المتنوعة ولكن ما رأيكم سادتي الافاضل حينما يتجدول التعامل والسلوك في اطار واحد هو التصلب. ولو تأملنا في هذا المفهوم لوجدنا انه يشير بوجه عام الى العجز النسبي عن تغيير المرء لتصرفاته واتجاهاته عندما تتطلب الظروف الموضوعية ذلك كما عبر عنها عالما النفس(انجلش&انجلش). اذن نستدل بان الشخص المتقلب الشخصية هو الذي لا يستطيع التكيف مع المواقف الاجتماعية الجديدة او مع التغيرات التي تطرأ على تلك المواقف ،وهذا العجز عن التكيف يجعل من الشخص المتصلب في صراع مع نفسه او مع مجتمعه وهو بذلك فهو يبتعد عن السوية،لا يعترف بان التغير والتجديد والتعامل مع المواقف الحياتية المتنوعة هي سنة الحياة،وان سمة المرونة هي من اهم مستلزمات الكائن الحي عموما،والانسان بشكل خاص حتى يستطيع ان يتوافق مع بيئته ومجتمعه والاخرين المحيطين حوله والذين يتعامل معهم في الشارع والعمل والبيت والسوق وفي كل مجالات الحياة الاخرى. لذا فأن حياة اي منا ما هي الاسلسلة من التوافقات لا سيما ان التوافق يعني هوالنشاط الذي يقوم به الكائن الحي ويؤدي الى اشباع الدوافع.
يقول علماء النفس ان الفرد الصحيح نفسيا هو الشخص الذي يعي دوافع سلوكه،مؤثرا في البيئة من حوله بفاعلية متجددة،فالفرد السليم نفسيا هو الذي يمكنه الاستجابة بطريقة تكيفية حينما تواجهه مواقف حياتية تستدعي ذلك. فالفرد الخالي من المرض النفسي هو الفرد الذي لا تصدر عنه استجابات متنوعة تميل الى العصابية او الذهانية او الانحرافات السلوكية في الشخصية ومنها التطرف في الدين او المذهب او في السياسة او المعتقد او التطرف في الاتجاهات الاجتماعية مثل القبلية والتعصب لها ، والمتصلب يبتعد كل البعد عن تلك ولا يقف تأثير التصلب عند حدود الفشل في العلاقات الاجتماعية بل يترتب عليه ايضا الكثير من القلق والاضطراب النفسي، فهو يقترب من الانحراف نحو المرض العصابي او الذهاني ويبتعد عن السوية،ويقول علماء النفس نحن من خلال خبراتنا في الطفولة نتعلم طرقا ونكتسب عادات لمواجهة وحل المواقف بطرق ثابتة نوعا ما،وهذه الطرق تستمر طوال سنوات الحياة التالية،كما اننا نكوّن ايضا صوراً او توقعات معينة سواء بالنسبة لانفسنا او بالنسبة للاخرين،وهذه الصور والتوقعات تستمر كذلك في سنوات الحياة التالية وكثيرا ما نشعر بان هذه النماذج السلوكية والتوقعات غير ملائمة ولكننا نجد انفسنا غير قادرين على التخلي عنها،ونشعر بان ظروف الواقع ومتطلباته تتطلب سلوكا مختلفا ولكننا نبدو غير قادرين على التعامل بطريقة معينة فيسبب لنا الضيق والحصر والقلق،واذا كان الفشل في المواقف الاجتماعية يؤدي الى القلق،فأن القلق بدوره يؤدي الى تدهور الاتزان والتعامل السوي وبذلك يفقد الانسان المرونة ويميل الى التصلب كرد فعل ،وهو مظهر من مظاهر الاضطراب النفسي.
ان التصلب يقف عقبة كأدء في وجه كل التوافقات الداخلية الفردية او الخارجية مع الاخرين ويكون ذلك بداية الجنوح نحو الانحراف في الشخصية او سوء التوافق او ربما اصعب من ذلك الى العصاب او الذهان ونرى ان التصلب ينعكس في كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية خصوصاً،ففي كل مكان وزمان،وفي زمننا الحاضر خصوصا نجد من الناس المتعصبين المتمسكين بآراءهم تمسكاً شديداً،يدافعون عنها دفاعا مستميتا ويكنون العداء لكل انسان يختلف معهم،او لا يشاركهم الايمان بها او يرفضونها باعتبارها اراء متطرفة تدعو الى العنف والقتل والغاء الآخر.
يربط علماء النفس بين التصلب والعدوان والنزعة التسلطية وعدم التسامح من جهة وبين المحبة والفهم وتقبل الذات والآخر من جهة اخرى،حيث ان السمات الاولى هي سمات التوحش والافتراس في السلوك الانساني،بينما السمات الثانية هي سمات التحضر والمدنية،والصراع مازال مستمرا. ولا نغالي اذا قلنا ان التصلب هو مفتاح مهم لفهم الشخصية وتفسير التوافق النفسي والاجتماعي وقبول الآخر وفهم كثير من الظواهر النفسية المرتبطة بها،حتى عَد علماء النفس ان درجة تصلب الفرد هي حقيقة علمية،لذا فأن تعلم المرونة عبر مسيرة الحياة يجعل من الحياة اكثر قدرة على التطور واقل منها في الاتجاه نحو التصلب ،اي الاقتراب الى المرونة مع النفس في التعامل ومع الاخرين(زوجة او ابناء او افراد في المجتمع)،والتصلب في النتيجة صفة عامة للاستجابة التي تعم كل مظاهر سلوك الفرد في كل المواقف الفردية والاجتماعية.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانهاك النفسي والعجز المكتسب
- النكوص في الشخصية حقيقة ام مبالغة؟
- المرض النفسي ومعايير السواء
- الطفل بين تقبل الذات وتقبل الآخر- صورة المرآة
- عندما يبكي الجسد-الاضطرابات النفسجسمية-
- المرض النفسي ..بين الالم والهروب من المواجهة
- الاسرة واحوال الطفولة
- النقاط الرخوة في النفس .. ادراك ام هروب؟
- التفاعل العائلي بين الاضطراب والتوازن العاطفي
- قلق الطفولة
- احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!
- التوافق المهني انعكاس للتوافق النفسي
- الانفعال والجسد
- حياتنا والضغوط النفسية
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه
- العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات
- الميول الانثوية عند الرجال.. بين الرغبة والدفاع
- الجنس..الرغبة والدفاع
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التصلب والمواقف الاجتماعية