أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - اشرف الابوين














المزيد.....

اشرف الابوين


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 00:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الواضح ان اشكال الحكم المختلفة تبتني على اسس وقواعد تتناسب من حيث الافكار والمتبنيات مع تلك الاشكال ، وتنسجم وتتناغم مع المجتمعات المراد تطبيق تلك القواعد والاحكام عليها ، بالضبط كما يحدث في البناء الهندسي من التناسق بين القواعد والاركان والشكل الظاهري .
وعليه فالمجتمع الغربي يمتاز بخصائص ومرتكزات فكرية تختلف عما هي عليه في المجتمع الشرقي ، من هنا فشكل الحكم المتبنى عند الغرب والقائم على مفاهيم الدولة المدنية لا يصلح تطبيقه على المجتمعات الشرقية . لسبب بسيط يتمثل في تبني المجتمعات الشرقية احكاما دينية تعتبرها مصدرا للتشريع ولا تحيد عنها بحال ، مما يشكل تناقضا واضحا لبعض مفاهيم الدولة المدنية المراد تطبيقها على تلك البلدان .
من خلال هذه النافذة سأطل على مفردة اثأرت لغطا في الاوساط الدينية غير المسلمة في المجتمع العراقي على اثر تشريع قانون البطاقة الوطنية وخصوصا المادة 26 التي تنص على " تبعية الأولاد القاصرون في الدين من اعتنق الدين الإسلامي من الأبوين " فالولد او البنت غير البالغين تثبت ديانتهم الاسلامية تبعا لاسلام الاب او الام ...
وفي هذا التشريع مصادرة لحق الاختيار للاولاد الصغار في الانتماء الى دين الاب او الام .
وفيه ايضا تغليب لدين على دين والحكم باشرفية الاسلام على بقية الاديان .
وفيه تعد على الحقوق المدنية ورجوع بالمفاهيم الى عصر ماقبل نشوء الدولة الحديثة .
وفيه تجاوز على مفهموم المواطنة لحساب الدين ...
لكنه في الوقت ذاته يتماشى مع فقرات الدستور بأعتباره نص اسلامي مجمع عليه بين المسلمين ...
وهنا تعالت اصوات بعض المرجعيات الدينية بأن التشريع موافق لثوابت الاسلام ولقانون حقوق الانسان ، وان المطالبة بألغاء هذه المادة يعارض الدستور الذي نص في المادة الثانية منه على ان الاسلام دين الدولة الرسمي وهو مصدراساس للتشريع ...
وفي المقابل لم تهدء الاصوات المنادية بأقرار الحريات من منظمات المجتمع المدني وغيرهم من الناشطين والحقوقيين ...
هذه القصة سوف لن تكون الاخيرة في سلسلة التناقضات التي تحصل بين تشريعات تنتمي الى عالمين مختلفين من المفاهيم جمعتها دساتيرهجينة واشكال مشوهة للحكم ، وستصطدم وتتحطم امام صخرة الدين كمصدر للتشريع .
ومنشأ هذا التشريع هو قاعدة " اشرف الابوين " !!
والاشرفية هنا للاسلام دون سواه من بقية الاديان
فلو كان الاب مسلما والام مسيحية او يهودية فالولد مسلم قطعا لقاعدة اشرف الابوين !
ولو كانت الام مسلمة والاب مسيحي او يهودي فالولد مسلم قطعا لقاعدة اشرف الابوين !
والدليل على ذلك : مروية ابي هريرة التي تناقلتها كتب الصحاح والسنن بلا استثناء :
" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء "
اذن على راي ابي هريرة ان الناس ..كل الناس هم مسلمون منذ الولادة لكن المشكلة في اولائك الاباء المسيحيين واليهود والمجوس هم من يفسدوا فطرة وبراءة الاطفال !
وهنا يأتي تشريع قانون البطاقة الوطنية لارجاع الاولاد والبنات الصغار الى اصل ديانتهم الاسلامية بعد ان دنستها اديان الاباء والامهات .
ولو سلمنا جدلا بحرية الاعتقاد المكفولة بالدستور العراقي !
وافترضنا جدلا ان الولد اراد تغيير معتقده بعد البلوغ
فكيف يمكن تصور مصيره امام المادة الثانية من الدستور التي نتص على ان الاسلام مصدر التشريع .
هل تشمله قوانين حرية الاختيار فيحق له الخروج من ربقة الاسلام الى المسيحية .
او تطاله قوانين الردة فتفصل رقبته عن جسده .



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتوريات اسطورية (5)
- دكتاتوريات اسطورية 4
- دكتاتوريات اسطورية (3)
- دكتاتوريات اسطورية (2)
- دكتاتوريات اسطورية (1)
- الموقف من الشريعة
- التحدي المقدس
- ايكارت تولي 2
- Eckhart Tolle
- حق الخصوصية
- الدجل الديني ...الاستخارة
- صور من دجل الرواة 2
- مهزلة الجزية
- رسائل السلام
- اضواء على خطبة الخليفة (رض)
- خيارات ما بعد الازمة
- الفدرالية الحقيقية .. ماذا تعني ؟
- الحاجة الى اعادة هيكلة التفكير
- المرأة والتدين .. وجهة نظر سوسيولوجية دينية
- الوجه الاخر للشراكة الحقيقية


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - اشرف الابوين