|
زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 23:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ورد في الحديث الشريف عن إبن ماجه ، أن النبي محمد "صلى الله عليه وسلم " قال:" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" ، صدق رسول الله ، وصدق جبريل الأمين الذي نقل الحديث إلى الرسول . وورد في مسند البزار :"أن زوال الدنيا جميعا ، أهون على الله تبارك وتعالى ، من سفك دم إمريء مسلم يسفك بغير وجه حق"، صدق رسول الله وصدق جبريل الأمين . وهناك حديث يروى وهو : "لأهون على الله أن تنقض الكعبة حجرا حجرا ، على أن تسفك نقطة دم إمريء بغير وجه وحق "، ومع أنه لم يتم التحقق من هذا الحديث الأخير ، فإنه لا ضيرمن الإستشهاد به ، بالقياس مع الحديثين الأولين ، لأنه يصب في نفس الهدف الذي ننشده ونسعى إليه وهو العدالة والكرامة الإنسانية . فها هو الله جلت قدرته ، يكلف جبريل عليه السلام ، بإبلاغ النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" ،ب هذه الوثيقة الربانية التي تكفل كرامة الإنسان ، وأن زوال الدنيا بكل ما فيها ، أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ، والإيمان هنا ليس مقتصرا على اتباع دين معين ، كما أن النص جاء بصيغة أخرى في وثيقة ثانية ، وهو أن زوال الدنيا جميعا أهون على الله من سفك قطرة دم مسلم بغير حق ، وهنا زيادة في التوضيح ، رغم أن النص تحدث عن قطرة دم ، وهنا تكمن العزة الإلهية في تكريم البشر ، وجاء الحديث عن الدنيا جميعها وما اكبرها ، مقابل قطرة دم مسلم تسفك بغير وجه حق ، وما أصغر القطرة ، لكنها حظيت بالإهتمام الإلهي ، وفاقت في أهميتها الدنيا جميعها . أما في الحديث الثالث الذي لم يتم التحقق منه ، فهو أن الله سبحانه وتعالى فاضل بين بيته المحرم وكعبته المشرفة ، وزوال الكعبة ونقضها حجرا حجرا ، بمعنى الزوال التام ، وبين قطرة دم مسلم ، وفضّل قطرة الدم التي لا توزن شيئا ، على الكعبة المشرفة ، التي يزورها سنويا الملايين من المسلمين للطوفان حولها والتبرك بها ، مع ان قطرة الدم عندما تسفك ، تذهب هدرا ولا فائدة منها . ما دعاني لفتح هذا الملف هو أن الرئيس السوري بشار الأسد ، تصرف وكأنه لم يسمع بأي دين سماوي يحض على كرامة البشر ، ويؤكد أن عزة المؤمن ، تقترن بعزته وبعزة رسلة ، الذين حملوا رسالاته إلى بني البشر، لنشر المحبة والسلام بينهم على الأرض ، ويعدهم بحياة خالدة في الآخرة . هذا الرجل الذي درس طب العيون في بريطانيا ، لم يستفد من حقيقة مفهوم الطب ، ولم يع ما فيه من رحمة ، وان الطبيب ملزم بتقديم العلاج ، حتى لقاتل فلذة كبده ، كما أنه لم يستفد من وجوده في ربوع بريطانيا ، حيث الحرية والديمقراطية والكرامة وحقوق الإنسان وتداول السلطة ، حتى أنه لم يقم بتخزين مناقشات مجلس العموم البريطاني ، والطريقة التي تدار بها النقاشات ، ناهيك عن عدم إلتفاتته إلى تداول السلطة بين حزبي العمال والمحافظين في بريطانيا ، من خلال صناديق الإقتراع في الإنتخابات . كل هذه الأمور لم يلتفت إليها الرئيس بشار الأسد ، ويبدو أنه كان من قيل فيهم "على قلوب أقفالها"، وأن جينات أبيه حافظ الأسد ، قد غلبت عليه ، فأبوه وكما هو معروف قام عام 1982 ، بقصف مساجد حماه فوق رؤوس المصلين فيها إبان خلافه معهم ، ولو كان بشار غير ذلك لعمل على تطويق المشكلة التي إنفجرت في إحدى مدارس درعا في الأيام الولى للأزمة التي تحولت إلى مأساة ، أو على الأقل مغادرة السلطة بشرف ، بعد ان إكتشف أن مخابراته تقوم بالتدليس عليه ، وهنا لا بد من إثارة قضية لا يتم التطرق إليها في الإقطاعيات العربية ، وهي محاسبة المسؤولين المخطئين ، والنظر إلى مستقبل البلاد والعباد ، قبل النظر إلى "قراد الخيل " من المستفيدين من الحكم ، الذين يزينون للحاكم كل قبيح في البلاد ، لأن جل همهم هو الكسب غير المشروع طبعا ، فسوريانا التي تنهار امام أعيننا كانت بلدا بمعنى الكلمة ، لكنها وبعد أن تمكنت منها عصابة الأربعين حراميا ، دخلت في خضم الفساد والإفساد ، ولم تعد سوريا هي سوريا ، لأن حال المواطن هو المؤشر على الوضع ، تماما مثل ما يقال في علوم البيئة أن وجود الطيور في منطقة ما ، هو دلالة على نظافتها بيئيا. كل الظواهر التي كان يجب على الرئيس بشار أن يستفيد منها ، ليس لأنه كان الرئيس المقبل لسوريا ،ل أنه لم يكن في هذا الوارد أصلا ، لأن الذي كان معدا للحكم هو أخوه باسل الذي قتل ، ولم نعرف حتى اللحظة سبب قتله ، ومن قتله رغم تعدد الروايات وإقحام قضايا خيالية فيها ، مثل أنه قضى على يد المناضل الأممي الفنزويلي "ألييتش راميرز سنشيز"وإسمه الحركي كارلوس ولقبته المخابرات العالمية بكارلوس الثعلب ، إنتقاما من خيانة حافظ الأسد له وغدره به . ما أود قوله هو أن الله جل في علاه فاضل بين قطرة دم مسلم أو مؤمن لا فرق ، وبين الدنيا كلها ، وبين قطرة الدم تلك وبين كعبته المشرفة ، وفضل قطرة الدم ووضع لسفكها شروطا ، وهو الله بكل ما تعني هذه الكلمة من جلال وقدسية ، لكننا رأينا بشار الأسد يطبق شعار"الأسد أو نحرق البلد " وها هو يحرقها بعد أن قتل جيشه الذي لم يعرف معنى المواجهة مع مستدمرة إسرائيل ، نصف مليون سوري ، وجرح مليوني سوري وأصيبوا بإصابات متعددة ، جرى تشويه العديد منهم ، وفرز عدد لا يستهان به منهم ، في خانة المقعدين ، وشرد أربعة ملايين سوري يعيشون على صدقات العالم ، ومنهم من غامر بأطفاله وهاجر عبر البحر إلى أوروبا ، فغرق من غرق منهم ، وها نحن نسمع عن ممارسات غربية لا إنسانية بحق من وصل حيا ، إلى درجة ان بعض الدول الأوروبية التي تتشدق بحقوق الإنسان جردت اللاجئين السوريين من أموالهم ومصاغهم الذهب يوصادرتها لتصرف عليهم منها ، ناهيك عن أنهار من الدم سالت من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال السوريين . ليس هناك مبررا واحدا لكل هذا العبث ، فلو كان بشار الأسد سوريا ويحب سوريا ، لما قبل أن يراها تنهار أمام عينيه ، ولا يقبل على نفسه أن يخرج على شاسشات التلفاز ليقول للناس أن الوضع في سوريا طبيعي ، فما دام الله سبحانه وتعالى ، قد فضل قطرة الدم على الدنيا كلها وعلى كعبته المشرفة ، فهل يجوز لبشار الأسد لو كان مسلما مؤمنا موحدا ، أن يسفك الدماء ويهدم البلاد مقابل الحكم ، وسؤالي :أي حكم هذا الذي سيكون على الأنقاض ومحميا مرهونا من قبل روسيا ، التي إستدعيت للقضاء على الشعب السوري مقابل أن تنعم عصابة الأسد بمواصلة نهب ما تبقى من سوريا ؟
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
-
المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
-
مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
-
أمريكا ..السعودية ..إيران
-
مضايا ..الموت المفاجيء
-
إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
-
إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ...
...
-
مناسبة سحّابية عطرة
-
إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
-
خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
-
صراع عربي- إيراني جديد
-
الأردن ...لماذا يجوع ويعطش؟
-
كش داعش
-
فرقة نهاوند الإفريقية –الفلسطينية شوكة في حلق وعيون الإحتلال
-
إختتام فعاليات الموسم السابع للحنونة ..إيذان ببداية المشوار
-
فرقة -الطنبورة - ..قلب مصر النابض بالعروبة
-
أبو حمور: الوطن العربي يحتاج 3.5 مليون فرصة عمل سنوياً وتمكي
...
-
الشبكة العربية للسيادة على الغذاء ..سلاح عربي بإمتياز
-
فرقة الحنونة ..حنونة فلسطين
-
إسلامية القدس ..أصول السيسي ورخص التوظيف
المزيد.....
-
لامين يامال يواجه دعوى بانتهاك حقوق أشخاص من -ذوي الإعاقة-
-
المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيز تدعو لحمايتها من العقوبات
...
-
ترامب يحث زيلينسكي على ضبط النفس: لا تستهدفوا موسكو
-
الهند تُلزِم شركات الطيران بفحص مفاتيح الوقود بعد حادث بوينغ
...
-
شبح الحرب التجارية يلوح من جديد.. آلاف السيارات مكدّسة في مو
...
-
حمير غزة.. من تل أبيب إلى أوروبا؟
-
ما الذي يحصل في مدينة السويداء السورية وكيف تطورت الأمور هنا
...
-
البيت الأبيض يكشف لـCNN تفاصيل التحقيق بشأن استخدام بايدن لل
...
-
ترامب يدافع عن منح روسيا -مهلة الـ50 يوما- لإحلال السلام مع
...
-
أكسيوس: مهلة أميركية أوروبية -نهائية- لإيران حتى آخر أغسطس ل
...
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|