أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غياث منهل - سمكة في الدرس














المزيد.....

سمكة في الدرس


غياث منهل

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


كنت في محاضرة ما، محاضرة عن الكتابة الابداعية او شيء من هذا الهراء، يحاصرني الضجر من اسهابات المدرس ونكاته السمجة، رحت اقلب صفحات الفيسبوك، بينما يناقشه بقية الطلبة ويتضاحكون مجاملة له، لا جديد في "الفيس" هو الاخر، حاولت العودة للمحاضرة والتركيز قليلا لاصطياد كم المعلومات القليل جدا الذي قد يضعه المدرس بين نكاته وقصصه الشخصية عن نفسه وعن تاريخه العائلي، "الخبرة هي الاهم،" لقفت هذه من بين الكثير، دونتها وكانني اكتشفت كنزا، ثم سخرت من نفسي لانني سجلت جملة بهذه البدهية، ما الجديد في هذا؟رحت اشخبط على دفتري الاصفر، ارسم اشكال عشوائية، اخذت اسلي نفسي بان ماافعله اهم كثيرا من التركيز على الدرس، حدثت نفسي انّ باحثا احمق مثلي، سينقب هذه الدفاتر يوما ما ليكتشف رابطا سايكولوجيا ما بين السلالم التي استمر برسمها مشوهة على صفحات دفاتر محاضراتي، وبين ايديولوجيا ما كنت على وشك ان اتمسك بها، او ان اسقط منها، ربما هو عصاب "درنفيسي" ما كنت قد مررت به في مرحلة ما من مراحل حياتي التي لا تستحق ان يبذل عليها وقته التافه، تذكرت ماثيو البارحة، قرأت منشورا له على الفيسبوك، "انا لا اهتم بمشاهدة مباراة نهائي كرة القدم الامريكية، ساكتفي بالتحديق الى قدمي او شيء ما"، ربما على باحثنا الفذ ان يتأمل قدميه بدل ان "يمسلت" عن حياة لا يعرف عنها شيءا، فكرت ان ارمي له طعما بين شخابيط رسمتي الصغيرة، اقحمت عليها جزءا من سمكة، او ما تصورت انه ممكن ان يكون سمكة، قد يسخر مني ويرمي الدفاتر جانبا لوكان له الحد الادنى من العقل، لكنه احمق، اراهنكم على ذلك، هههه سوف يستمر، اعرف هذا النوع. استمرئت حديثي مع نفسي، افضل من الدرس اللعين على الاقل. اهتز جيب البنطلون، ماثيو يتصل بك، ارسلت له رسالة:
انا في وسط درس ماثيو، لا استطيع اجابتك الان، مالامر؟ استرسل وكانه لم يقرأ رسالتي،
-فكرت بان نتبادل الشاي اذا لم يكن لديك مانع، لااريد التطفل،
-كلا ابدا، لكنني لست في البيت.
-ماذا؟ لكنني اسمع صوتك في شقتك، انا متاكد من هذا!
-لا بد انك تتخيل صديقي.
-انا لا اؤمن بالاشباح ولكن من الواضح انهم يقومون بضجة كبيرة في شقتك.
-هههههه، تمزح بالتاكيد، ليسوا اشباح، هذا فقط نسختي الشبحية، طيفي.
-طيب، تبا لصاحبك هذا اذا لم يرد تناول الشاي معي،
-لا ادري، تحدث معه، انا مشغول كما ترى.
-لا عليك سوف اتاكد من الضجة بنفسي، لاادري مالذي تتركه لهم عادة لكن شقتك تكون مزدحمة بالاصوات عند غيابك، ليست المرة الاولى، وانا لست مهووسا بالخرافات صديقي، صدقني، لكن لا تخف، ساعالج الامر، ربما هي الريح، ربما لديك منفذ ما للهواء، انهم جماعة الصيانة، دائما ما يتركون خللا ما، عليك ان تحدثهم فيما بعد، استرسل ماثيو.
-حسنا، لا اعتقد ان هناك ثقب او منفذ للهواء في شقتي، هي دافئة جدا طول الوقت،
-فمن اين ياتي الصوت، انا لست مجنون اذا كان هذا ما تقصد.
-كلا صديقي لم اقل هذا، لست مجنونا، لم اقصد ذلك، كل ما في الامر هو تخيلات او، صوت الريح، او،...ربما شربت كثيرا البارحه و..
-انت تعلم انني اتضايق عندما تتحدث هكذا، فانا لا اشرب اكثر من الاعتيادي، انا لست..
-لم اقصد الاساءة مات، امزح فقط
-حسنا ولكنني استاء
-طيب، لن اكرر الحديث عن ذلك، انا اسف،
-لا عليك، مررت من الاختبار
-ماذا؟
-كنت اختبر معرفتك لكلمة "اتضايق" كنت اظن انكليزيتك سيئة،
-ليس الى هذا الحد، حسنا مازلت اتعلم، لقد قمت بالبحث عنها في النت ههههه
لم يهتم ماثيو بانني مشغول، وانني اتاخر طويلا قبل ان اجيبه، استرسل فقط..
- اسمع، سوف اتاكد من شباك شقتك بنفسي، لا عليك سوف اتولى امر هؤلاء السفلة لدي نصف طابوقة سحرية، او هي كفيلة بمعالجة السحر، سوف اريكها فيما بعد، يجب ان تراها، هي من امي او من عائلتنا على اي حال، سوف اقف بباب شقتك وانتظر خروج هذا الحقير، سوف اضربه على راسه. حسنا ربما لا احتاج ان اضربه، يكفي ان احمل الحجر لينهزم او ينهار او اي من ذلك، المهم، لا تخف على شقتك ياصديقي، انا موجود لك، ساتولى الامر......انظر لقد تاكدت للتو من شباك شقتك، لا مشكلة، ربما هي الريح،، لم ارى شيءا.
كنت اضحك مما يقوله ماثيو، اضحك بدون ان احتقر ما يقوله، اردت ان اقنع نفسي. هلوساته منطقية اكثر من هراءنا هنا، حدثت نفسي. تذكرت شقتي الفارغة، تصورت نفسي ادخلها وانا لست موجودا، اردت ان انظر كيف يكون الحال تماما، هل ترقص الكراسي مع ابواب الخزانات، هل تخرج شخصيات الروايات والقصص من خزانة الكتب لتغير ديكور الشقة الصغيرة المزعج، مالذي يحدث للسرير الذي اجده بذات "الخربطة" كما تركته تماما، لا بد انهم دقيقون جدا في اعادة الامور الى وضعها السابق، تذكرت ما يحدث في فلم ليلة في المتحف، اعجبتني الفكرة، تذكرت ان هناك اشياء مختلفا احيانا، ليست الامور كما اتركها تماما، اين يختفي الريموت كونترول مثلا؟ حنفية الماء التي انساها كل مرة، او اجدها مفتوحة معتقدا اني نسيتها هكذا؟ تسائلت، ربما هم الجماعة، ضحكت من نفسي، ومن ماثيو، التقت عيناي بعيني الاستاذ الذي كان فرحا لانه وجد من يضحك لنكتته الاخيرة، بعدما سئم الاخرون من بقية نكاته. "الخبرة هي ما ينقصكم،" قالها بتاكيد. هز الجميع رؤووسهم، فعلت مثلهم، ثم عدت الى اوراقي. لم اجد السمكة على دفتر ملاحظاتي.
-ماثيوو، هل رايت سمكتي؟



#غياث_منهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تكتب عن الحرب
- نسخة مشوهة لدليل مستخدم مجهول
- ماثيو
- -برررررد قلبك-
- سوالف فيسبوكية عن اليسار والغربجية
- عن التنمية البشرية
- من اوراق ميت


المزيد.....




- أخيرًا.. وزارة التعليم تُعلن موعد امتحانات الدبلومات الفنية ...
- فيلم -Eddington- المثير للجدل سياسيًا بأمريكا يُشعل مهرجان ك ...
- وزيرة الثقافة الروسية لم تتمكن من حضور حفل تنصيب البابا
- مخرج فلسطيني: الفن كشف جرائم إسرائيل فبات الفنانون أهدافا لج ...
- لوحة سعرها 13.2 مليون دولار تحطم الرقم القياسي لأغلى عمل لفن ...
- كفى!
- وداعًا أيها السلاح: لو عاد همنغواي حياً ماذا كان سيكتب؟
- -بوذا يقفز فوق الجدار-.. لهذا السبب ترجمة أسماء الأطعمة الصي ...
- مصر.. قرار قضائي بحق فنانة شهيرة في أزمة سب وقذف طليقها
- من هارلم إلى غزة.. مالكوم إكس حي في كلمات إبرام كيندي


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غياث منهل - سمكة في الدرس