أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - جنوب كردستان،الأزمة الوهمية














المزيد.....

جنوب كردستان،الأزمة الوهمية


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 22:16
المحور: القضية الكردية
    


الهجرة نعيب الغراب
في الوقت الذي يتفهم العالم قوافل الهجرة من سوريا عامة جراء ما يعصف بها من حرب دموية،يتساءل المراقبون بفضول و الكرد بذهول و أسى،لماذا قوافل الهجرة هذه من جنوب كردستان،ولماذا تعود جثمانين شبابها في الصناديق من أعالي البحار إلى مقابر قراهم المتخمة بقصص التضحيات و الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لكي ينعم الأبناء بدفء الوطن و حريته.
لا شك أن الأزمة في جنوب كردستان أعمق من مجرد أزمة مالية تعصف به نتيجة احتكار عائلة البرزاني لكل مقدرات البلاد و مواردها المالية سواء البترودولار أو الاستثمارات المالية و التجارية،والشبكة العائلية المافيوزية التي تسربت إلى أدق الخلايا الشعرية للعلاقات المالية في جنوب كردستان،لكن يبقى لهذه الأزمة نصيبها الوافر لتشكل دافعا إضافيا يؤدي بالناس إلى التفكير بالهجرة و ترك هذه البلاد التي تحولت إلى مزرعة خاصة لتلك العائلة.
آخر ضحايا البحار من جنوب كردستان كانت شقيقة نائب في برلمان أقليم كردستان عن حزب البرزاني نفسه،مما يؤكد أن الهجرة هي ذات أبعد عميقة تتجاوز الحالة المادية،(فالإمارة)التي لا تستطيع إقناع أكثر العوائل المرتبطة بعجلة مصالحها بالبقاء في كنفها هي بالتأكيد غير قادرة على إقناع الفقراء و البسطاء من أبناء هذا الشعب المأسور بالبقاء،وبالتأكيد سيقتحم الجميع أي ثقب تلوح منه بارقة أمل للنزوح،بما ان بوارق الأمل لحياة حرة و كريمة أصبحت شبه معدومة في ظل تحكم مافيات العائلة بكل مقدرات السلطة و الاقتصاد.
الأزمة المالية أكذوبة كبرى:
بالتأكيد الواجب القومي و الأخلاقي يحتم على الجميع أن يقف بجانب الأقليم فيما لو كان فعلا يمر بأزمة مالية،وبالتأكيد الأزمات المالية ليست مبررا للهجرة،فمن ينعم بدفء الوطن عليه أن يتحمل برده أيضا،ومن ينعم بخيرات الوطن عليه أن يتحمل قحطه بنفس الوقت،وكذلك من المؤكد أن التضامن السياسي مع الأقليم واجب قومي فيما إذا تعرض لابتزاز جائر من المركز(بغداد)،لكن أيضا الواجب العلمي و الأخلاقي تحتم على كل مهتم بقضايا شعبه و وطنه أن يكون واضحا إزاء ما تعترضه من قضايا و أن يكون مستعدا لوضع نقاط النور على حروفه المظلمة،وأن لا ينجر خلف العواطف الخلبية(لينصر اخاه ظالما او مظلوما).
هناك أزمة رواتب لم تدفع منذ شهور لأي عامل أو موظف او عسكري في الأقليم الذي ينعم بمالية و ميزانية اتحادية منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن،وفي الوقت الذي يستطيع الأقليم أن يعمر آلاف المساجد ويمول مشاريع لبناء جوامع و مساجد في غرب كردستان،وكذلك بترف باذخ يدخل لوحة بآلاف اللألئ لموسوعة غينيس ،يصبح الحديث عن أزمة مالية عبارة عن دجل يبرر لسرقة الناس و محاربتهم في قوت يومهم و رزق أطفالهم.
حيدر العبادي،رئيس حكومة المركز،كان واضحاً وصارماً عندما قال،على الأقليم أن تدفع الرواتب من عائدات البترول التي تبيعها،وبما اننا نتحدث عن أقليم و مركز فمن الطبيعي أن نتفهم طبيعة العلاقة،سواء كان الأقليم اسمه كردستان و المركز هو العراق أو العكس،فالدستور يقول أن يرفع الأقليم تقارير مالية عن عائداته للمركز ز يحول تلك العائدات لميزانية المركز و من ثم يحصل على مخصصاته(المتفق و الموقع عليها بالتراضي)من المركز،وعندما يقطع الأقليم تحويل تلك المبالغ و تقاريرها عن المركز فمن الطبيعي أن يوقف المركز تحويل الرواتب أو الميزانية.
لا شك أن الأقليم(عبر عائلة البرزاني)تبيع النفط،ولا أحد يعلم أين تذهب تلك الواردات،فالنفط و عائداته(في أيدٍ أمينة)،بينما الموظفون الذين تظاهروا طلبا لرواتبهم تحولوا بقدرة قادر إلى(عملاء لإيران،لتركيا،للنظام السوري،غوغاء،أعداء الاستقلال،عملاء لحزب العمال الكردستاني)و ألصقت بهم مختلف التهم لمجر مطالبتهم برواتبهم لا أكثر،فهم لم يطالبوا بإسقاط النظام،أو حتى مجرد المطالبة بإجراء أصلاحات إدارية لم يطالبوا بها،ومع ذلك تم تخوينهم.
إن وطناً يتم فيه تخوين المطالب براتبه بعد عقدين زمنيين من شبه الاستقلال،ويصبح فيه حلم الجميع هو الهجرو لا شيء غيرها،ويتسرب هذا الحلم إلى مفاصل مافيات العائلة الحاكمة،لا شكل أن أزمته تتجاوز الأزمة المالية إلى أزمة الثقة بالوطن ذاته و هي نذير شؤم بدخول هذا الوطن إلى السبات و الغيبوبة.



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روداو و سعدون جابر، طرطوس و بغداد
- خلقنا لنعترض
- الانتخابات التركية،هزيمة المنتصرين
- المجازفة في الكلام سورياً
- صحوة ما قبل الموت
- شنكال جنين الغد
- القول والفعل
- شنكال/كوباني
- شنكال ذاكرة التاريخ
- الموصل بين مؤتمرين ومؤامرة
- مسرحية....ديمقراطية.....شمولية
- حالة طارئة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
- إعادة تدوير النفايات
- حمص الثورة و الثروة
- بوابة التاريخ
- قلب الآية
- الخندق والطوفان
- خندق العار
- الرابع من نيسان كل الأيام تحسده


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - جنوب كردستان،الأزمة الوهمية