أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - الشغل بعبع الدولة














المزيد.....

الشغل بعبع الدولة


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الشعوب العربية شعوب يعوزها امتلاك الوعي بذاتها وبالوجود على السواء؛ بل ومستعمرة عقليا ونفسيا وسياسيا واقتصاديا ودينيا حيث تنظر وتشعر وتسمع وتفهم وتتكلم وتلبس لا كما هي باعتبارها كائنا طبيعيا، بل كما أراد لها الأب الرأسمالي وخدامه أشكال الدولة السلبية العربية. فالشعوب العربية"مكان" تمت هندستها وتشكيل مكوناتها بالشكل الذي غيب فيها القدرة على إدراك أنها كائنات بشرية لها حقوقها الطبيعية والمجتمعية وثقافتها التي يحددها،لا منطق القوة- الدولة المتسلطة-، بقدر ما أنه منطق "العمل". ومن هنا الحملة المسعورة على " التشغيل" لأن فيه وبه "تكون"الثورة أوقل التغيير الذي تقوده الشعوب "بعبع" الأب الرأسمالي وخدامه في المحيط.فأعلى درجات الوعي الذي مصدره "الشغل" تعني، وبالكاد، حصول القطيعة مع النظام الرأسمالي أو قل التغيير الجذري علما بأن ذلك يحتاج تسطير برنامج تحدد الشروط الموضوعية والذاتية مداه. فالشغل هو محرر الشعوب حيث يصبح الكائن العربي هو العالم والسياسي والقاضي والجندي والعامل وفق الممارسة بالتناوب. إنه الوضع الذي لا يؤسس له سوى"الشغل" لا الدولة عدوته التاريخية.
وبلغة أخرى، فالقطيعة مع النظام الرأسمالي تقتضي "الاشتغال" وفق استمرار فكر الصراع الذي نقر بصعوبة تحديد البنية الزمنية اللازمة لحصوله. فالتغيير الجذري نعني به ،وبالكاد، عدم التخصص الأحادي؛ فالمعرفة يجب أن تصبح حقا لمختلف مكونات الشعوب العربية، وفي نفس الآن يجب تمرسها على الجندية دفاعا عن الوطن، وفي نفس الآن امتلاك ممارسة مهنة القضاء، وكذلك مهنة السياسة ومهنة الإنتاج ككائنات عمالية. وفي هذا الإطار نقترح أن" يشتغل" الشخص جنديا مدة وأخرى يصبح قاضيا، وأخرى مفكرا وأخرى عاملا...الخ. إنه المعنى المسمى علميا "بالتناوب" الذي لا يمكن أن يحصل إلا بممارسة "الشغل" الذي هو امتلاك هذه الشعوب العربية ثقتها وقدرتها على بناء ذاتها؛ وما عدا ذلك ،فهو استغلال لها؛ أو قل أنه كلما استمر تهميش عامل"الشغل"، كلما بقيت الشعوب العربية كائنا ناقصا يكون دوما، كما هو الحال سابقا وراهنا، في حاجة إلى الوصاية والانتظارية والتراتبة. لذا، فتهميش "الشغل" في العالم العربي هو تهميش لمختلف أشكال الوعي.
فبغياب استحضار عامل وأهمية "الشغل" في حصول الوعي بالتغيير تبقى هذه الشعوب مستعمرة بشكل شبه شمولي. والقول بغير ذلك هو قول حماسي وغير ناضج إذ الصحيح هو العمل على خلق شروط امتلاكها الوعي بمعنى وجودها لتصبح لها القدرة على الفعل بشكل تنظيمي ومسؤول. فالذات داخليا ناقصة وضعيفة ومنهكة ومؤدلجة ميتافيزيقيا حتى النخاع أو قل مريضة تحتاج، لكي تناضل، التشخيص والعلاج؛ وبلغة أخرى، فالشعوب العربية ما زالت في أمس الحاجة أولا إلى التحرير لتتخلص من زيف ومكر الأب الرأسمالي وخدامه أشكال الدولة السلبية العربية. والخلاص ذاك يكمن في تعميم "الشغل" الذي له القدرة، بفعل الاحتكاك والممارسة والمعرفة في مراحل متقدمة ، على إيقاظها من سباتها.
لا يمنك أن ينتظر العاقل اعتراف الأب الرأسمالي وخدامه أشكال الدولة السلبية العربية بتلك الحقيقة،؛ بل المنطقي أنه سيحارب الحقيقة تلك للتقليل من أهميتها فدعا، موظفا مختلف أبواقه، إلى ما سماه بالنهج "التشاركي" لإيجاد حلول "للتشغيل". فلا شك أن مفهوم" التشاركية" هو مفهوم جد مهم؛ لكن المعنى المنادى به لا يعدو كونه المعنى الماكر و"الموضوي" للالتفاف على الدلالة الحقيقية"للشغل". فالأب الرأسمالي وخدامه استخدموا ووظفوا المفهوم للتغطية على عامل "الشغل"؛ "فالتشاركية" تقتضي الاعتراف بالشعوب وهو ما لا يقبل به الاب الرأسمالي إلا مسرحيا وبلغة المراوغة والمكر. فامتلاك الوعي بمعنى الوجود وبالتالي اعتماد المنهج"التشاركي" يقتضي مستوى متقدم من مستويات الوعي بالوجود الذي كلما ارتقى كلما كانت "التشاركية" أنجع أو قل كلما حصل تعميم "التشغيل" كلما ارتقى الوعي الذي معناه تجذر مطلب التحرير لتصبح الشعوب تلك أمام ممارسة تحررها الذاتي. في هذه المرحلة، مرحلة تعميم "التشغيل"، يصبح منهج" التشاركية" منهجا أكثر ارتقاء أو قل فعالا في تنزيل مشروعية"الشغل" باعتباره جوهر الشعوب التي منها الشعوب العربية.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصلحة سيدة القناتين المغربيتين
- العنف أوكسجين الدولة والقوى الإسلامية المتطرفة
- الفاعلون من خارج الدولة السلبية العربية
- الربيع العربي أو التبعية بصيغة جديدة
- الوضع العربي وليد فلسفة الاقتصاد السياسي
- اللغة مؤسسة تقتضي التفكيك
- الاقتصاد، الجنس،الدين،السياسة
- المرحلة تفرض الاشتغال على السؤال: ما معنى العرب؟
- أهمية الاقتصاد في فهم الالتفاف على الحراك العربي
- محمد بوجنال: باحث وكاتب ومناضل يساري – في حوار مفتوح مع القر ...
- العرب بين أيديولوجيا الريع وضعف اليسار
- ثقافة اليسار ومستجدات الراهن العربي
- فعل عنف اللغة
- ميزان قوى الحيلة في فبركة أحداث الحراك
- أمريكا، الإخوان، الحراك أية علاقة ؟
- الإنسان العربي ضحية المكان الأصولي والسلفي
- وماذا عن المنظومة الاشتراكية زمن الراهن العربي؟
- الحراك العربي والدولة الداعشية: من زمن إلى آخر
- العرب، الحراك: إخفاق آخر
- فلسطين تدمر ونباح العرب كالعادة مستمر


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - الشغل بعبع الدولة