نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 14:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
27
يقول الله تعالى :" قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ "آل عمران137 ...النظر في عاقبة المكذبين , لا يمكن كشف هذه العاقبة من مجرد العثور على جماجم وبقايا هياكل السابقين المنتشرة في الأرض , وإنما يمكن كشفها بالعثور على بقايا الحضارات السابقة . والسير في الأرض يدل على أن هذه العاقبة سُنّة جارية في كل أرض الله , وشملت الخلق على مر الأجيال في كل الدنيا .وكم من آثار حضارات قديمة ابتلعتها الغابات- كالأمازون - ومنها الكثير المطمور تحت أراضي الصحارى ," فالربع الخالي مثلا بأراضي المملكة العربية السعودية من أهم مناطق العالم التي لم يُكشف عنها بعد , ففيها ازدهرت خَمْس ممالك , وكان في مدنها كتل بناء ضخمة على غرار مثيلاتها في بعلبك بلبنان , وكانت بمثل ارتفاع ناطحات السحاب . وثمة سجلات عديدة تؤيد وجود ناطحات سحاب بها , ارتفاعها عشرون طابقا .كذلك كانت بابل من أعظم ما بُني من مدن , إذ غطت مساحة 150 ميلا مربعا, وأحاطها جدار سمكه ثلاثون قدما , وارتفاعه مئة قدم , وبها برج "مردوخ" مكون من سبعة طوابق , ويحيطه معبد يرتفع ثلاثين طابقا , وتطلَّب الأمر من الإسكندر الأكبر 600000 يوم عمل لإزالة بقاياه فقط" أسرار الرجال الموتى - جوناثان جراي -
. واسمع معي الآية الكريمة :" إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ"الفجر7-8 , وهي إشارة قرآنية تصف حضارة سابقة موغلة في الزمن, كانت فريدة وغير مسبوقة حتى زمن المخاطبين بالآية .... " إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ , الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ". والوصف بالتفرد يعود على (إرم) وليس (العماد). والعثور على بقايا هذه الحضارات يسير شريطة أن نعرف أين نبحث عنها. يقول ويل ديورانت :" في المحيط الهادي توجد آثار مدنية واحدة على الأقل من تلك المدنيات الضائعة , فالتماثيل الضخمة في جزيرة (إيستر) , وما يرويه الرواة في (بولينزيا)عن أمم قوية ومقاتلين أبطال كانوا ذات يوم يكتبون المجد لساموا وتاهيتي ,ثم ما لسكانها من قدرة في الفن وحساسية في الشعر, كل ذلك يدل على مجد زائل , ويدل على شعب لا ينهض اليوم ليصنع حضارة , بل يتدهور من منزلة عالية كان ينزلها .وفي قاع المحيط الأطلسي يمتد جزء مرتفع تحت الماء من آيسلاندة شمالا إلى القطب الجنوبي , يمثل دليلا جديدا يؤيد الأسطورة التي نقلها إلينا "أفلاطون" عن حضارة ازدهرت يوما على قارة محاطة بالماء بين أوروبا وآسيا ,ثم ضاعت بين عشية وضحاها حين ارتجت الأرض ارتجاجا فابتلع اليَم تلك القارة في جوفه ابتلاعا , ويُعتقد أن قارة "أطلانتس" كانت بمثابة حلقة اتصال بين ثقافتي أوروبا ويقطان , وأن مصر استمدت حضارتها من أطلانتس هذه , ولعل أمريكا نفسها كانت هي أطلنتس, وأنها كانت ذات حضارة قديمة متصلة بحضارات أفريقيا وأوروبا في العصر الحجري الحديث , ويجوز أن كل كشف جديد يقع عليه الإنسان اليوم , هو كشف للمرة الثانية , سبقه في العصر السالف كشف أول . انتهى كلام ديورانت ج1 –ص186 . يتبع – بتصرف من كتابنا ( القرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال هلال
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟