ابو مرزوق يتسائل ويعرف الجواب

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 17:53
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

أبو مرزوق يتسائل ويعرف الجواب
محمود فنون
27/1/2016م
أود أولا القول ان الجبهة الشعبية وقياداتها القديمة والجديدة تتعامل بشرف في كل القضايا الوطنية وبعيدا عن الذاتية والمصالح ونهج المستنقعات .
******************************************************************
أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس تسائل من قطر معقل الرجعية والثورة المضادة :
"لماذا السكوت على عدم تطبيق اتفاقية المصالحة؟، سواءً باجتماع الإطار القيادي المؤقت، أو باستئناف أعمال المجلس التشريعي، أو بقيام حكومة التوافق الوطني بكامل التزاماتها في قطاع غزة؟"
قد يكون هذا التساؤل مشروعا لو كان أبو مرزوق لا يعرف الجواب .
ولو كان لا يعرف أن ممثلي الجبهة الشعبية يطرقون هذه الأبواب باستمرار في لقاءاتهم وبياناتهم.
إن أبو مرزوق ومن هم في مستوى مناصبه في حماس وفي فتح هم المناط بهم تقديم الجواب على أسئلة الجمهور والقوى الوطنية ولا يحق له في هذا الأمر أن يقدم الأسئلة بل عليه تقديم الأجوبة والحساب ، وعن الكثير من الأسئلة عن معاناة جماهير شعبنا في قطاع غزة.
لماذا هذا التساؤل اليوم؟
يريد أبو مرزوق العودة للعبة ما بعد الإنقسام في عام 2007م والتشاطر بتحميل مسؤولية الإنقسام للغيروذلك لتبرير الإنقسام ولتبرير بقاء الإنقسام .
فإذا تعاطى مع قناعاته بأن حماس لا تتحمل مسؤولية الإنقسام وأن فتح وحدها هي التي تتحمل المسؤولية فحينها يضع قدميه في ماء بارد ويستمر الإنقسام وتستمر جماهير القطاع في المعاناة التي نتجت عن هذا الإنقسام . واليوم يبحث عن طرف ثالث .
وقد نقلت صحيفة الرسالة عن أبو مرزوق أنه " شن هجومًا على "المنافقين سياسيًا"، مؤكدًا أنّهم وراء استمرار معاناة شعبنا في قطاع غزة. وقال أبو مرزوق في تصريح عبر "فيس بوك": "لِمَن يصدر البيانات ويحمل المسئولية دائماً على طرفي الانقسام ليهرب من قول كامل الحقيقة خوفاً من العقاب، ولمن ينطق نيابة عن فتح أحياناً، السؤال لا زال قائماً: لماذا السكوت على عدم تطبيق اتفاقية المصالحة؟،... "
هنا أضاف ابو مرزوق جهات جديدة تتحمل مسؤولية الوضع في قطاع غزة كما يشير الخبر.
فهاجم "المنافقين سياسيا"مؤكدا أنهم وراء استمرار معاناة شعبنا في قطاع غزة . وقد وضح أن هؤلاء المنافقين هم ليسوا فتح ولا حماس بل هم من يصدرون البيانات ويحملوا المسؤولية لطرفي الإنقسام .وهنا اصبح طرفي الإنقسام أبرياء من الجريمة الوطنية الكبرى.
ولكن أبو مرزوق ذكر في ذات السطر الهجومي بأن للإنقسام طرفين . حيث يقول :
"لِمَن يصدر البيانات ويحمل المسئولية دائماً على طرفي الانقسام .."
أي للإنقسام طرفين فقط وهما حماس وفتح ولا يوجد طرف ثالث للإنقسام اسمه المنافقين أو غيرهم .
هل وقف الأمر عند هذا الحد ؟
الجواب : لا. فهناك نغمة جديدة تقوم على اتهام جهات من الجبهة الشعبية بالعمل على الإنقلاب على سلطة حماس في القطاع ليس فقط بتوزيع البيانات بل بالعصيان المدني وإجراءات أخرى .
وذكرت وكالة صفا تفاصيل أوفى عن إعداد : " خطة تضمن تبادل أدوار مع قيادة جهاز المخابرات في الضفة، بحيث يتم تأجيج عدة أزمات في غزة، من بينها أزمات الكهرباء والغاز والصحة ومعبر رفح.
ولفتت إلى أن تأجيج تلك الأزمات سيكون متزامنًا مع وقف إرسال الأدوية إلى القطاع، وتقليص الوقود المرسل لمحطة التوليد، وتقليص إرسال الغاز، بشكل أكبر مما هي عليه الأزمة الآن".
ويرافق ذلك، وفق المصادر، الترتيب لعدة مسيرات في القطاع من شأنها تأليب الرأي العام وتحويل مساره إلى غزة بشكل يتيح لأجهزة الأمن التابعة لماجد فرج القضاء على الانتفاضة وتنفيذ اعتقالات بحق نشطائها." وأن هذا العمل يعد له فريق برئاسة قيادي سابق في الجبهة الشعبية ."
هذا فيه زيادة عن التآمر على سلطة حماس في القطاع
فيه أيضا تآمر على الإنتفاضة في الضفة الغربية .هكذا يمكن القول أن الخبر يهجم الجبهة الشعبية من خلال الهجوم على عدد من الأفراد ليس ارتباطا بكذبة تعطيل المصالحة بل يتواقح ناشر الخبر ويتهم الآخرين بما فيه من عفونة وخيانة .
أي ان الأمر ربما يكون من إعداد جهات دولية عظمى وخاصة تلك الجهات التي لا تغض الطرف عن وجود حماس في القطاع .علما أن هذه الجهات لا تنسق نشاطها مع اليسار الثوري وهو لا يقبل التنسيق مع عدو امتنا بل ينسق مع اليمين الرجعي وهو منخرط في حلفهم في سوريا وليبيا واليمن ولبنان ...
أولا : إن مسؤولية الإنقسام هي مسؤولية الطرفين بالضبط وهما بالإسم حماس وفتح .
ثانيا : إنها مسؤوليتهما حصرا دون غيرهما وإن مسؤولية استمرار الإنفسام رغم كل المحاولات هي مسؤوليتهما حصرا .
ثالثا : للسببين أعلاه فإن المخاطبة لا بد وأن تكون للطرفين وكذلك النقد والضغط والتحريض والتشهير .
رابعا : إن المطلوب هو ليس مصالحة تقسيم الغنائم ومعاداة بقية الفصائل . لأن تقاسم المناصب والمغانم سيجعل أداة السلطة موجهة لضرب الآخرين حماية للسلطة ومغانمها .
خامسا : إن المطلوب هو رحيل حماس وفتح عن السلطة ومحاسبتهما على كل آثار الإنقسام وكل معاناة شعبنا .
أم ما ظهر في حرص موسى ابو مرزوق على المصالحة وهجومه على المنافقين الذين يعيقونها فهو فقط لتبرير إدامة الإنقسام إذا أخذنا الأمر بسوء النية وهو يجب أن يؤخذ كذلك .
ولكن لنقل أنه يقول هذا من باب الحرص على المصالحة !!!!!
هو يريد حكومة موحدة مسؤولة عن الضفة والقطاع . ولكن في هذه الحالة لا تقف سلطات الحكومة عند حدود محاولات الإعمار وتوظيف من وظفتهم حماس ودفع رواتبهم . إن المسؤولية تستمر لتطال كل الجوانب المتاحة ومنها الجوانب الأمنية : أي التنسيق الأمني ، والصواريخ وكتائب القسام ومصادر المال والأنفاق ... يعني كل شيء .
إذا قبل ابو مرزوق ذلك فإن هذا يعني دفعة واحدة أو بالتدريج الإنخراط بشكل عميق في مستنقع أوسلو .
في هذه الحالة يكون الثمن رأس صيغة المقاومة في حماس كما فعلت فتح، والطريق مطروقة ومجربة .
بعد ذلك فكل ما قيل هو لتبرير وتسويغ الإنقسام وتبرب وتسويغ الضغط على الجماهير لتقبل باستمرار سلطة حماس .
لقد تبين لحماس بأن وعود دعمها الكبيرة هي وعود زائفة وإنما تقدم بعض الهبات من أجل علاقة استخدامية في سوريا وغيرها .
وكلما تقلص الدعم وجفت الموارد كلما رفعت حماس شعار المصالحة ولكن ليس من أجل المصالحة وإنما لتتبرأ من معاناة جماهير القطاع بقولها بأن فتح هي التي ترفض المصالحة .
والحقيقة أن للطرفين تحفظات كبيرة ليس آخرها طمع كل منهما في الحصة الأكبر من المغانم والمناصب والسلطات.
هناك تساؤلات عند فتح :
ما هو موقف إسرائيل وأي نوع من المصالحة ممكن أن تقبل به إسرائيل ؟ هذا ليس سؤالا صغيرا ولا سؤالا عابرا . هذا يتوقف عليه حجم الخطوات التي تتخذ على طريق التوافق .وربما يكون هذا سبب اجتماع فتح مع نتنياهو اليوم في القدس . أي قبل الذهاب للدوحة .!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما نوع حكومة التوافق هل هي برأسين أم برأس واحد ؟
وهناك اسئلة تتعلق بوجود كتائب القسام وكل الكتائب المسلحة وكيفية ضبطها مقدمة لتبديدها .
ما حجم مشاركة كادرات حماس في المواقع ذات العلاقة مع الإحتلال مثل وزارة الزراعو ووزارة الصحة ووزارة التنسيق المدني ووزارة المعتقلين والخارجية والداخلية وبقية الوزارات فكلها تنسف مع العدو وتعمل بمسؤولية بيت ايل ووظائف أخرى مثل المعابر ومكاتب الإرتباط والتنسيق ومكاتب الهويات والجوازات ...
وسؤال كبير يتعلق بموقف حماس من التنسيق الأمني وما يشتمله من تقارير تغطي كل سكان القطاع . علما أن رفع التقارير من القطاع لم يتوقف وسوف يستمر كما تدل مواقف سلطة رام الله .
وهناك أسئلة أخرى
وللناس أسئلة عن موقف حماس من سلطة الحكم الذاتي ولماذا تشارك بها وما إذا كان التوافق على تشكيلها بالمشاركة هو التزام حماس باتفاقات أوسلو .
بعد ذلك فإن ما طرحه موسى ابو مرزوق "لِمن يسكت عن التنسيق الأمني ووأد الديمقراطية، وملاحقة الخصوم،"لا يرقى إلى مستوى الجدية . إن المصالحة تعني أن تقبل حماس بالتنسيق الأمني العسكري وبالتنسيق المدني وبكل أشكال العلاقة مع إسرائيل ، وأن تقبل بالدور الأمني للأجهزة الأمنية بما فيها ملاحقة الخصوم..وأي تصريحات غير ذلك هي لتضليل المريدين وخداع الجماهير.
أما الديموقراطية فهي كافرة وليس من شأنه
وقد وزعت الجبهة بيانا ردا على وكالة صفا نورد منه ما يلي :
"ويهمنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن نوضح ما يلي:
1- أن عدداً من الرفاق المناضلين، القياديين السابقين في الجبهة وفي مقدمتهم مسؤول الجبهة السابق في قطاع غزة الرفيق جميل المجدلاوي بادروا ليتخلوا طواعية عن مواقعهم القيادية تمثلاً وسيراً على نهج الديمقراطية والتجديد الذي أرساه الرفيق الأمين العام المؤسس د. جورج حبش الذي نحيي ذكراه في هذه الأيام، لا كما ورد في الخبر المفبرك المنشور في وكالة صفا.
2- أن الجبهة على علم، وتُبارك الجهد الذي يقوم به عدد من الوطنيين الفلسطينيين من مختلف الأطياف والقوى السياسية والاجتماعية الحريصين والعاملين لإنهاء الانقسام بالوسائل الجماهيرية السلمية والديمقراطية وليس كما جاء في الخبر المفبرك سيء الذكر، ومن بين هؤلاء الوطنيين بعض رفاقنا من الجبهة.
إن مدرسة الجبهة الشعبية في النضال الجماهيري وفي التعامل مع التناقضات والعلاقات الداخلية الفلسطينية مدرسة تنبذ العنف والتخريب وتجرّم كل من يلجأ للسلاح ويستخدمه في حسم التناقضات الداخلية.
3- إن أسلوب التهويش الأمني الكريه في تسريب الأخبار الملفقة الذي يعمل على تشويه الحقائق وتصدير الأزمات من جهة، وترويع الناس من جهة أخرى، هو أسلوب بائس ومدان ولن يجد له صدى عند رفاقنا، أو الوطنيين الفلسطينيين عموماً."

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات