أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 18















المزيد.....

بدوية 18


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


من فرح منهم فرح سرا ومن حزن منهم حزن علننا...كان المنخفضيين يخشون مزيدا من العقاب على عبد يعيش وسطهم فيتلقى الجميع معه العقاب لذا شعروا بالاطمئنان عندما غادر المنخفض قالوا ربما يسكن البحر ..ربما يسكن الرمال ..شكوا فى امره من اين له ان يقف امام السيدة هكذا بكل تلك الجرأة حتى ولدها عندما تمرد لم يصنعها بمثل تلك الشجاعة ولم يطلبها علانية ....سمعوا صوت النسور تحلق من بعيد وجوهها مثل الانسان وجسدها جسد النسر المحلق ..علموا انه العقاب السريع قادم ...حراسها كانوا يعلمون فى اى رمال يختبأ....وجدوه جالسا كان يتناول طعامه من الاسماك فى تلذذ...على تلك الطاولة الصغيرة فى هدوء.اقتربت النسور من حول راسه وتحلقت ..اكمل طعامه فى هدوء...اقتربت بمنقارها من رقبته ودغدغته ..استمر يكمل طعامه رغم الالم ..كان يعلم انه سيرحل ولكنه اراد بالتلذذ من اخر قطعه سمك لديه قبل ان يرحل ...اكل حتى اخر قطعة ثم ارخى راسه فى استسلام ...وبسمه ....
عاد الجفاف المدينة من جديد ولا البحر عاد يخرج سمكا ،قيل همسا بسبب موت الفتى ..بكت النساء على صغار سيرحلون وانتظر العجائز منهم الموت ..عدوه املا قادما لهم بعد ان حل الجفاف والجوع ...بعد ان زاد السخط ولم يعودوا يهربوا من عقاب السيدة ولا من البحر كلاهما قاسى عليهم ...
اخرج الاحدب الجدى مثلما امرته السيدة وذهب به حيث بيت الصخر ونفذ فيه مثلما امرت السيدة ودعا من اهل المنخفض من ظل على وفائه الاول لسيدته وقدم لهم من لحمه ..فتناولوه فى جوع ونهم ...كان الاحدب ينظر اليهم وهم جالسون على ارض المرتفع وفى بيت الصخر ياكلون على طاولات دائرية فى سرعة ...بينما الاحدب اخذ يكمل ما بدأ وامرت به السيدة فدعا بقية اهل المنخفض وقال انها سامحت وعفت وقررت ان تبرهن لهم ذلك بان دعتهم لياخذوا من لحم الجدى الذى سيعد لهم بعد ان تخرج هى بذاتها فى يوم غير المحدد لها وتمر بموكبها حتى بيت صخرتها وهناك تامرهم بالجدى الذى طلبت وتسمح للمنخفضين بالصعود معها الى المرتفع مرة واحدة فى السنة يتناولون فيها الطعام معها ويشبعون ويهنأون وتعدهم بان الجفاف لن يعود لهم من جديد ....بينما خرجت فتياتها للرقص والغناء داخل البيت حتى ملا صوت غنائهم المدينة ووصل حتى بيوت المنخفضين جميعا ووصل حتى اذان الغريب....
بينما هناك فى البعيد وقف رجل عرف كيف يزرع وسط تلك الارض كان من المدينة القريبة لمدينة السيدة ..وقف ينظر الى الارض بعد ان وضع بداخلها البذور فاثمرت ثمرا كثيرا وطازجا...وضع يديه على عينيه ليحمى بهما وجه من الشمس الحارقة وهم بان يعود الى حيث بيته حينما سمع صوت ضعيف يأن ويستغيث...خاف من ان يقترب منه فى البداية ربما كان نذير سوء او حتى حرس من الهاربين من وجه تلك السيدة التى يسمعون بها فيوقع به العقاب هو واهله ومدينته ..ولكنه سمع صوت الانات يرتفع قبل ان يسكن ..شعر بالرحمة نحوه فاقترب حيث الصوت ..وجد فتى يافع اسمر ملقى على وجهه وسط التراب هالك من كثره الاعياء...ركض احضر له جرته من الماء وضعها بين شفتيه ...لهث الفتى وكانه عاد من الموت واخذ يتجرع المياه فى شغف...اشفق الرجل عليه ..حمله على ظهره حتى وضعه امام كوخه المصنوع من القش ثم نادى على بناته بان يوقدن النيران ويذبحن طعام للضيف الغريب ....
كان الفتى ياكل طعامه فى نهم كبير بينما سمع صوت الرجل يقول لبناته النهر فاض علينا هذا العام افرحوا يا بناتى سيزيد خير الارض لدينا ربما اتسع كوخا وحينما اجمع المحصول سيكون زفافكن على من تقدما اليكم ..شعر الفتى وهو ياكل بسعاده الفتاتين فحسدهما فى قلبه بعدها شعر بالندم لانه اكل من اطيب طعامهم ونام ليلته دون ان يسأله الفلاح شىء واستمر فى ضيافته اياما طويلة حتى خرج اليه الفتى ذات صباح يسأله ان يجعله يعمل معه فى الحقل ..فوافق الفلاح بعد ان اطمئن للفتى وعلمه كيف يزرع الارض ويحصد فى تلك الاثناء كان الفتى يشاهد اصغر فتيات الفلاح وهى تعبر لتملىء جره المياه من ساقية المدينة ...لمحها فلمحته ....كان يعلم انه لاعودة له لوجه السيدة الان ..فطلب الفتاة من ابيها ..نظر اليه الفلاح واجاب فى هدوء ولكننا لا نزوج بناتنا لاغراب ......
غضب الفتى فى نفسه اراد ان ينجب الولد ولا عودة له الى ارضة وهنا فى ارض غريب..لم يكن ليترك نسل السيدة لينقطع عليه ان يرزق بالصبى وبالفتاة ..كان الابن المتبقى ويوما ما سيعود ويطلب منها كرسيها وعلى ذلك اليوم ان ياتى ولديه الاولاد ....كانت الفتاة تملىء جرتها كعادتها كل يوم ..كانت تنظر اليه بحزن ..فيبادلها اياه فى ذلك اليوم لم تجده وسط الارض مثلما اعتادت بل انتظرها لدى الساقية ..وعندما اتت انزل عنها جرتها وملئها عوضا ..امرها ان تسير خلفه وتتبعه رغم ان عادات مدينتها ان تسير هى امام الركب ...لكنها استمعت الى كلماته وتبعته ......ودخلت الى كوخه الذى بناه بعيدا عند الاطراف ما بين مدينتها ومدينتة ..قبل الفلاح ان يزرع الفتى الغريب فى ارضه حتى تفيض الثمار عن الحاجة وحينها سيكون له حق الرحيل اذا شاء الى ارضه وان تصحب الزوجة زوجها .....مرت سنة ولم ترتفع فيها الامطار علم الفلاح ان هذا خطاه لكن الفتى لم ينتظر خرج من الكوخ ووقف عند اعلى تله موجوده فى تلك الارض ..لم ينسى انه ابن السيدة ولم ينسى قوتها بعد ...لم يسمع اهالى الفلاح مثل تلك الكلمات من قبل التى رددها الفتى من فوق التله فى هدوء وهو يحمل دلوه ويقوم برش المياه على الارض من جهاتها الاربع .....حتى هبط المطر!....
طالت غيبه الغريب تلك المرة فدخل الشك قلب المنادى بعد ان علم ان السيدة عادت لتنكر والخروج فى الليل ..ايعقل ان الغريب خاف منها وقرر الاختباء الان حتى تذهب وتغلق عليها القصر من جديد ...ام ...ازداد العرق فى جسده فتح فاه ليتنفس ..لا لا يعقل ان تكون هى ...هى والغريب...ولكن ماذا تذكر ايها المنادى الم يقدر الغريب ان يفعل ما قاله ووقف امامها ..ولكن لم يمتلك احدا تلك القوة سوى السيدة وحدها ...ايعقل ان ...ان تكون هى ..هل جاءت للاختبار ..انها تختبر رجالها دائما...ولكن لماذا لم تامر بقتله حتى الان ..ان كانت هى !...تذكر المنادى انه اسير لسيدته منذ كان عبدا صغيرا ولدى السيدة الاسير لا يقتل .....
وقف اهل مدينة الفلاح ينظرون من بعيدا لذلك الفتى الغريب الذى يقوم بجمع الصخور ويبنى بها بيتا له عوضا عن اكواخهم ..قال للفلاح لابد ان يكون لى بيت ...وقف الفلاح يساعده كان يعلم ان ذلك الفتى يمتلك قوة..رفض الفتى ان تساعد الفتيات فى بناء ذلك البيت ....
وقفت الفتيات يراقبن بينما تذمرت زوجتة وهى تراه من بعيد كان اهل مدينة الفلاح مجتمعين من حول البيت بينما وقف الفتى الغريب فى وسطه يرقص عاريا ...كان يرقصوهو يضرب الدفوف..."لقد فتحت لى بيتا وفى منتصفه صنعت لى شباكا ..سانادى مثلما فعلت سيدتى ..يا سيدتى صار لى بيتا ...بعد ان قلت لى انى للخراب ...وقد هبط المطر من جديد..وصار لى مدينة ..مدينة وبيت فى منتصفها .....شعرت الفتاة بان الارض ترتج من تحت اقدام زوجها وهو يضربها بقوة ..شعرت هى بالخجل ...والغضب..التفت لها وهو يرقص راقب عيونها..بادلها الغضب ..فى صباح اليوم التالى رحلت هى واولادها الى الكوخ القديم..فاكلتها النيران وحلت مكانها اختها الصغرى ولم يمر موسم المطر حتى انجب صبى فاسماه مطر..ثم صبيه فاسمها رعد ....
عاد الغريب لا يعلم من اين ؟..ولكنه عاد من جديد ولم يصعد ان يغلق بابه فى وجهه او يسأله من انت ...مخافة ان يكون من يخشاها ...همس اقترب من اذنيه :لا تخف لقد هبطتت الى الاسفل ..ارتعدت فرائص المنادى وقال ما ..ماذا ؟ كيف؟ ماذا تقصد نزلت الى الاسفل ..عاد الغريب ليبتسم تمام مثل ما فهمت ..لقد ابتلعت فى الاسفل..رد المنادى :لا السيدة لاتفعلها لا تهبط الى الاسفل هى تعرف ..لا يمكن خداعها ..قاطعه الغريب بلى يمكن فقط اخبرها الاحدب ان بكرها هناك وعليها ان تنقذه ..نظر اليه المنادى :ولكن السيدة تعرف ..لا يمكنها ذلك حتى ولو كان لاجل البكر ...لا يمكن ايها الغريب..انها ارسلت ابنتها حتما ..توقف المنادى عن الحديث بهت ..كيف تلفظ بتلك الكلمات امام الغريب..امتقع وجه الغريب عاد الى الخلف رد بصوت رخيم :ماذا قلت فتاة هل لديها فتاة ؟...ولكنها قتلتها هناك وامام الجميع ... صمت المنادى اقترب لغريب لف ذراعيه حول عنقه :قال االمنادى انها ابنة الحارس لن تموت ....السيدة ضحت بالغلمان لاجلها ...بهت الغريب تراجعت يده عن عنق المنادى...زفر فى حنق كيف استطاعت خداعه وهو حارسها القديم وخادمها ...واول رجال حاشيتها الذين تنكرت لهم وطردتهم من قصرها وتركتهم وسط العبيد والفقراء ومن طراف الارض....اذن لديها وريثة ..ورثية تخفيها كل هذا الوقت ...كان المنادى ساقط عند الجدار بالكاد يتنفس من الخوف ...بينما استدار الغريب عنه ورحل ...الان علم انه ليس هى ..لا يمكن ان يكون الاثنان فى نفس الوقت ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر عاملة 13
- صوت
- دفتر عاملة 12
- حينما استيقظت فى عالمهن
- نسيان
- عبير
- بدوية 17
- دفتر عاملة 11
- ثورة طيبة1
- من هرماس الى سيدى هيراكليس
- رسائل هرماس ابن جدته صاحبة بيت طيبة
- قضية هرماس
- بدوية 16
- دفتر عاملة 10
- بلدة من زمن اخر
- عم صالح
- تاريخ الاسرة ما بين الحيوان والانسان
- الكاهنة الام
- رياح الجنوب
- دفتر عاملة 9


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - بدوية 18