أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - يوسف زعين، أحد القلائل الشرفاء من بعثيي سورية:..














المزيد.....

يوسف زعين، أحد القلائل الشرفاء من بعثيي سورية:..


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد لا تتفق مع بعض جوانب رؤية د. يوسف زعين العروبية القومية أو في السياسة الداخلية، قد ترفض بعض مواقفه في رؤيته للمسألة الكردية وحلم الأكراد المشروع، قد تتساءل عن قسوته مع نفسه في تضخيم الاعتزاز بالنفس-مثلاً خلال حوالي 15 سنة لم يسمح لي أن أدفع ولا مرة واحدة ثمن القهوة التي كنا نشربها في أحد المقاهي الشعبية القريبة من سكنه-، قد يكون أفقر رئيس وزراء في العالم، حيث عاش وبالأجرة ولأكثر من ثلاثة عقود في شقة صغيرة من الطابق الثامن لبناء مسبق الصنع من أبنية النظام الإشتراكي مساحتها حوالي أربعين متراً مربعاً، رغم أنه سليل أسرة ثرية في العراق وسورية، لكنه يُجبر كل من عرفه على أن يحترمه ويحترم عنفوانه وشهامته وشفافيته وصراحته.. رفض المساومة مع حافظ الأسد، حتى بعد أن تثبت للأسد نظام حكمه بسنوات، كان يستجديه الأسد كي يتخلى عن موقفه المعادي لحركة 16 تشرين الثاني-أو ما يسمي بالحركة التصحيحية، وعند زواج ابنته كان في السجن، وحاول الأسد استغلال المناسبة لإظهار "إنسانيته" وسمح له أن يحضر من السجن ليوم واحد للمشاركة في تهنئة ابنته بزواجها، وقد طلبه حافظ الأسد مساء تلك الليلة إلى القصر وحاول مرة أخرى أن يدفعه للتخلي عن موقفه المعادي للأسد-على الأقل الحيادي، مقابل الإفراج عنه، لكن عناد الدكتور زعين ومبدأيته كانت أكبر من "ذكاء" وخباثة الأسد، وبقي حديثهما حتى آذان الفجر، وعندها قال زعين للأسد "اذهب أنت إلى النوم، ودعني أرجع إلى زنزانتي"، وفعلاً أعادوه إلى سجنه الذي عاش فيه أكثر من عقد من الزمن مثل الكثيرين من رفاقه الذين قضوا فيه، ولولا ظهور كتلة كبيرة في رأسه جعلت بعضهم يُسمعه أو يُوصل له كلاماً ما معناه "خليه يروح يفطس ببيته أحسن ما يفطس عنا بالسجن"، لولا ذلك المرض لقضى بقية حياته في سجون الأسد، لكن الصدفة والحظ ساعداه، ثم سافر بعد الإفراج عنه بسبب ذلك الورم الكبير في جمجمته إلى انكلترا للعلاج-حيث كان سابقاً يدرس فيها الطب، وهناك تم استئصال الورم بنجاح وعاش بعدها بقية حياته في بودابست وقبل بضع سنوات انتقل إلى السويد حيث وافته المنية بالأمس..
قد لا تتفق مع بعض جوانب رؤيته الفكرية، لكنك لا يمكن إلا أن تحترم تاريخه وصدقيته مع تاريخه وشفافيته ويده النظيفة في الحكم، كان يقول لي "كان بإمكاني لو أردت تطويب نصف الصالحية في دمشق بإسمي"، لكن سيارة الفولكس فاكن السلحفاة الخاصة كانت هي "مارسيدسه وموكبه" من البيت للعمل في رئاسة الوزراء..
يوسف زعين، كان صديق منذ خمسة عشر عاماً، وكان أحياناً يُعرّج على ذكر أسماء بعض رفاقه من الجبل(شبلي العيسمي، منصور الأطرش، حديثة مراد، حمد عبيد، سليم حاطوم وغيرهم)، ولا ينسى ذكر بعض ملاحظاته بدون حرج أو تجامل، لكن بعض الملاحظات التي ذكرها صحفي مصري حول بعض ما نقله عن لسان زعين، كانت تتعارض مع ما سمعته منه حول رفاقه الدروز، وكان ذاك الصحفي قد نشر قبل سنوات بعضاً من حديث أو لقاء مع الدكتور زعين بدون إذن منه وبدون دقة وأمانة في نقل الحديث، وقد ذكر لي الدكتور زعين بامتعاض عن فضاضة وعدم مبدأية ومصداقية ذلك الصحفي، وقد لمست في مقالة ذاك المصري بعض الطائفية "مسبقة الصنع" أو غبار الطلع الطائفية التي تحمل حكماً مسبقاً عنده عن الدروز..
الدكتور يوسف زعين، أحد قامات سورية التي تفخر بهم باعتقادي-وفي أسوأ الحالات لا يمكن لها أن تخجل بهم، رئيس وزراء سورية، اليساري حتى النخاع، المعادي للأخوان المسلمين بلا هوادة، المعادي للإمبريالية الأميركية والصهيونية بلا حدود، يوسف زعين أحد ضحايا الطاعون الأسدي، وأحد أكثر المتفائلين الذين انتظروا ثورة الحرية.. لروحه السلام، وستبقى ذكراه الطيبة طويلاً....
فاضل الخطيب، شيكاغو، 11 يناير، 2016.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول -الهوية الدرزية-...
- محاولة إعادة إنتاج أو -تدوير- منظمة القاعدة وتسويق جبهة النص ...
- تنقيرات كافر يدفع ثمن خطيئة الله:...
- كلما نسيت أنني درزي، جاء من يُذكّرني بها..
- دائرة مُفرَغة، أم ممتلئة؟!...
- ردّي على ردّهم.. ومازالت مستمرة -خيانة الدخيل، وسقوط غالبية ...
- مازالت صحيحة، أو مازلت هكذا أعتقدها...
- في خيانة الدخيل، وسقوط الجبل....
- لماذا يجب قتل السوريين للسوريين؟ ولماذا يحاول بعضنا خلط الحا ...
- بين -عزيزة- حمزة الخطيب ومقص العرعور، ثورة...
- شبيحة الأسد يصعدون إلى الجبل، ليُنزلوه إلى عندهم....
- انتفاخ وتوّرم الأعراض الجانبية للربيع السوري...
- بين المازوت والجلّي في عصر ثيران و-ثورات التصحيح-...
- المجد لا يُعطي سعادة للذي يسرقه، بل للذي يخدمه...
- نجاح -البعبع- ليس نهاية التاريخ...
- زوايا دينية في حضرة الثورة الشعبية، -فيسبوكائيات-...
- أزمة أقليات مذهبية، أم أقليات مأزومة!؟...
- الهروب من مواجهة آخر آثار النظام....
- مغامرة الحرية، والخوف منها...
- افتراضية الحكم الذاتي فرضت انتقاداً غير افتراضياً...


المزيد.....




- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة
- ألبانيزي: النازية كانت الشر الأعظم وإسرائيل تتعمد قتل الأطفا ...
- شكوك وقلق أميركي متصاعد إزاء -تصرفات- نتنياهو
- دلالات زيارة البرهان وإدريس للخرطوم وتدشين عودة الحكومة
- هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائ ...
- فيديو منسوب لـ-تحرك عشائر سعودية إلى السويداء- في سوريا.. هذ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - يوسف زعين، أحد القلائل الشرفاء من بعثيي سورية:..