نفاق الولايات المتحدة وتحُكم اللوبي السعودي فيها

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 07:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان العنف الوحشي لواحد من اهم حلفاء حكومة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في عرض كامل في بداية الشهر عندما قامت حكومة المملكة العربية السعودية بعملية إعدام جماعية ل 47 سجينا في يناير 2. أجري الاعدام على البعض بقطع الرأس - نفس أسلوب الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تدعى السعودية بكل رياء ونفاق ادانته والسعي لمحاربته.

في حين أن معظم من تم اعدامهم اتهموا بأن لهم صلات بتنظيم القاعدة أو المشاركة في جرائم العنف قبل أكثر من 10 عاما، كان أبرز أولئك الذين أعدموا رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي دعى الى حقوق اكثر للأقلية الشيعية.

في حين تدعي الحكومة السعودية ان النمر شارك في "الإرهاب"، يسمح قانون البلاد لمكافحة الارهاب للنظام بالاعدام لمجرد انتقاد النظام الملكي أو الحكومة. ادعت المملكة العربية السعودية أن النمر يدعو للعنف و "الخيار العسكري" ضد الحكومة السعودية في الضغط من أجل حقوق الشيعة - ولكن النمر تبرأ من العنف علنا، في حين تحدث علنا ​-;---;--​-;---;--ضد التوزيع غير العادل للثروة النفطية في المملكة العربية السعودية و دعى الى الضغط من أجل حرية دينية اوسع للشيعة.

ان النمر ليس داعيا علمانيا للديمقراطية. وقد تدرب خلال عشر سنوات من الدراسات في طهران على المذاهب الدينية والسياسية التي تفضلها الحكومة الإيرانية ذات الأغلبية الشيعية - الغريمة التقليدية للنظام السعودي في المعركة من أجل السلطة الإقليمية.

ولكن ادعاء السلطات السعودية بأن النمر دعى للعنف قد تم نفيه حسب البرقيات الدبلوماسية الأمريكية بخصوص محادثات النمر مع مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية التي تم نشرها في وقت لاحق من قبل ويكيليكس (1).

النفاق لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا: على الرغم من شجب الأصولية الرجعية والعنف البشع الذي تقوم به داعش، لا تبدو أن إدارة أوباما على نفس المستوى من الاهتمام بقمع حقوق الإنسان من قبل حلفائها الجلادين في الدولة السعودية.

وكان اقصى ما فعلته إدارة اوباما بعد تنفيذ الاعدام بالنمر هو اصدار بيان شديد الحذر من قبل وزارة الخارجية الأمريكية (2) يحث "حكومة المملكة العربية السعودية للسماح للمعارضة بالتعبير السلمي عن مطالبها والعمل جنبا إلى جنب مع جميع قادة المجتمع لنزع فتيل التوتر في أعقاب هذه الإعدامات "- و أكد ايضا على "ضرورة ان يقوم القادة في جميع أنحاء المنطقة على مضاعفة الجهود الرامية الى نزع فتيل التوترات الإقليمية المتصاعدة ".

لم يكن للبيان الجبان هذا أي تأثير على الإطلاق - ولكن ذلك يؤكد من جديد إن حكومة الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن تأجيج الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، بدءا من العراق وانتشاره في كافة أنحاء المنطقة (3).

كما انه من الواضح ان الولايات المتحدة لا تتوق إلى تنفير المملكة العربية السعودية، فالرئيس أوباما يتودد لها بالكلمات الحارة لاجل عقد صفقة من 90 مليار --$-- من مبيعات الأسلحة.

وفقا للديمقراطية الآن (4)، التزمت إدارة أوباما بتزويد السعودية بأسلحة جديدة بقيمة 50 مليار --$--. ويليام هارتونغ، من مراقبة المساعدة الأمنية ومركز السياسة الدولية، قال في مقابلة "إذا أرادت إدارة أوباما اظهار عدم رضاها عن الاعدامات، وحاولت وضع حد للحرب في اليمن، فان ذلك لا بد ان يترافق بتخلي الولايات المتحدة عن (بعض) صفقات بيع الاسلحة الى المملكة العربية السعودية".

والسعودية في علاقة زواج منفعة آخر مع الغرب, حيث انها تواصل التعاقد مع جماعات الضغط الأميركية و خبراء العلاقات العامة لتجميل صورتها القبيحة او للتغطية على جرائمها الفاحشة بخصوص حقوق الانسان.

تعتبرشركة Edelman الاميركية أكبر وكالة علاقات عامة مملوكة للقطاع الخاص في العالم، والمعروفة بمساعدة عملاءها بالحصول على تغطية إعلامية موالية في وسائل الاعلام الرئيسية.

في سبتمبر هذا العام وقعت السعودية عقدا (5) مع Edelman. ويدعو العقد الشركة إلى "الانخراط مع أصحاب النفوذ في الولايات المتحدة والتأثير على الصحافة الرئيسة في كتابة افتتاحيات نيابة عن "الهيئة العامة للاستثمار" السعودية.

كما وقعت السعودية عقدا مماثلا مع شركة The Podesta Group. وهي شركة الضغوط التي أسسها توني بوديستا، لجمع التبرعات للحملة الرئاسية لهيلاري كلينتون (6).

وفي آذارهذا العام تعاقدت السفارة السعودية في واشنطن مع شركتي الضغط المؤثرتين، DLA Piper وPillsbury Winthrop Shaw Pittman
(8. 7)

DLA Piper توظف جيشا صغيرا من المسؤولين الحكوميين السابقين، بمن فيهم السيناتوريين المتقاعدين الأمريكيين Saxby Chambliss و George Mitchell. وفي نفس الوقت تعاقدت السفارة مع شركتين تتخصان في تحليل بيانات العملاء السياسين، Targeted Victory
و Zignal Labs.
(9)

يتضمن اللوبي السعودي في الولايات المتحدة ايضا السناتور السابق نورم كولمان (10) جمهوري-مينيسوتا، الذي يرأس شركات علاقات عامة عملاقة مثل Qorvis MSLGROUP، وكذلك شركة نفط أرامكو السعودية، التي تمول العديد من المجموعات السياسية الأمريكية المؤثرة، بما في ذلك معهد البترول الامريكي التابع لارامكو الولايات المتحدة.

تمول الحكومة السعودية أيضا عددا من المراكز البحثية والجامعات وتساهم في المنظمات غير الربحية الأمريكية البارزة، بما في ذلك مؤسسة كلينتون.
------------
المصادر
1. https://wikileaks.org/plusd/cables/08RIYADH1283_a.html
2. Saudi Executions
http://www.state.gov/r/pa/prs/ps/2016/01/250934.htm
3. Imperial roots of Iraq s sectarian violence
http://socialistworker.org/2013/11/11/the-roots-of-iraqs-violence
4. As Saudi Arabia Executes Sheikh al-Nimr, Will U.S. Respond by Cutting --$--50 Billion in Weapons Sales?
http://www.democracynow.org/2016/1/4/as_saudi_arabia_executes_sheikh_al
5. http://www.fara.gov/docs/3634-Exhibit-AB-20150917-47.pdf
6. http://www.fara.gov/docs/5926-Exhibit-AB-20150917-67.pdf
7. http://www.fara.gov/docs/3712-Exhibit-AB-20150331-18.pdf
8. https://theintercept.com/2015/03/24/saudi-arabia-retains-gops-big-data-firm-advance-policy-agenda/
9. Saudi Government Retains GOP’s Big Data Firms
https://theintercept.com/2015/03/24/saudi-arabia-retains-gops-big-data-firm-advance-policy-agenda/
10. The Saudi Lobbying Complex Adds a New Member: GOP Super PAC Chair Norm Coleman
http://www.thenation.com/article/saudi-lobbying-complex-adds-new-member-gop-super-pac-chair-norm-coleman/

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل