أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - -الحرب على الارهاب!- تجسيد لفاشية الرأسمالية المعاصرة















المزيد.....

-الحرب على الارهاب!- تجسيد لفاشية الرأسمالية المعاصرة


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الملياردير دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، دعا قبل ايام الى "الحظر التام والكامل لدخول المسلمين الى الولايات المتحدة" بعد الهجمات الإرهابية في باريس وسان بيرناردينو، كاليفورنيا. وهذه الدعوة ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة من التصريحات الفاشية المتصاعدة على نحو متزايد من قبل أبرز المنافسين الجمهوريين.

على الرغم من أنه ذهب أبعد من الأعضاء الآخرين في المؤسسة السياسية الأمريكية، كانت دعوة ترامب متماشية مع تصريحات سياسيين آخرين، بما في ذلك السيناتور الجمهوري تيد كروز، الذي دعا إلى فرض حظر على المسلمين اللاجئين من سوريا, ولكن ليس على المسيحيين. ومحافظ لويزيانا بوبي جندال قال انه امر شرطة الولاية بوضع المساجد تحت المراقبة.

ديفيد باورز، عمدة الحزب الديمقراطي لمدينة رونوك بولاية فيرجينيا، اقتبس في الشهر الماضي تاريخ أميركا في احتجاز الأمريكيين اليابانيين في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية, قائلا "يبدو أن خطر الضرر الذي تسببه داعش إلى أمريكا يماثل الآن تماما خطر اعدائنا وقتها".

وينعكس تجدد مثل هذه المطالب السياسية الرجعية في الولايات المتحدة في غيرها من البلدان الامبريالية. في بريطانيا، وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المعارضين لتفويضه بشن الحرب في سوريا بانهم " متعاطفون مع الارهابيين." في فرنسا، نالت مارين لوبان من الجبهة الوطنية الفاشية الجديدة النصيب الأكبر من الأصوات في الانتخابات الإقليمية مؤخرا في خضم إلغاء فعلي للحقوق الديمقراطية من قبل حكومة الرئيس فرانسوا هولاند، وتأجيج مناخ من الخوف والهستيريا في أعقاب هجمات 13 نوفمبر في باريس.

في جميع أنحاء أوروبا، كان هناك تأجيج متعمد للشوفينية المعادية للمسلمين في استجابة لأزمة اللاجئين، حيث تسعى جميع القوى الكبرى لتبرير خططها لتوسيع الحرب في سوريا.

في الولايات المتحدة، قوبلت تصريحات ترامب بسخط منافق من قبل السياسيين والإعلاميين، الذين يدّعون أنهم صُدموا بتصريحاته. على من يمزحون؟ ان الهذيان الفاشي لهذا الملياردير المعتوه يُعبر فقط في شكل أكثر تركيزا عن هستيريا وسائل الإعلام الرئيسية. ان ترامب هو نتاج البيئة السياسية المريضة.

أما بالنسبة لأوباما، في خطابه القومي الامريكي يوم الاحد الماضي، فقد اظهر نفسه كما لو انه ناقد للدعوات الجمهورية التي تستهدف المسلمين. ومع ذلك، فإن إدارة أوباما هي المسؤولة عن استمرار السياسة الإمبريالية في الشرق الأوسط التي دمرت دولا بأكملها، مع ما لا يقل عن مقتل مليون شخص، معظمهم من المسلمين.

ان إطلاق العنان للقوى الرجعية المتطرفة هو، في الواقع، تعبير عضوي للطبيعة الإمبريالية نفسها. كما أكد لينين، الإمبريالية هي "رجعية على طول الخط". كتب لينين في خضم الحرب العالمية الأولى، "لا يوجد فرق بين ديمومقراطية الجمهوري و مَلكية البرجوازي الرجعية الإمبريالية, فكلاهما يتفسخان وهما احياء". وتعفن المجتمع الرأسمالية المعاصر ناتج عن طابعه الطفيلي, الاحتيال المالي, الحروب والنهب. انه يتقيأ مرة أخرى القذارات السياسية على هيئة ديماغوجية عنصرية.

وقد أثبتت التجربة برمتها في القرن 20th حقيقة أن الحروب الإمبريالية تترافق دائما مع هجمات على الحقوق الديموقراطية وتأجيج كراهية الأجانب. ترافق التدخل الاسمي الأمريكي في الحرب العالمية الأولى على يد الرئيس وودرو ويلسون بزعم جعل العالم اكثر آمنا ومن أجل الديمقراطية مع إعدام خارج نطاق القانون للعمال وسجن قادة اشتراكين بما في ذلك Eugene V. Debs .

جلبت الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية واثنائها أهوالا لا توصف، بما في ذلك صعود الفاشية و"الحل النهائي" للحزب النازي الذي أدى إلى مقتل 11 مليون شخص وإبادة قسم كبير من يهود أوروبا. في الولايات المتحدة، أشرفت إدارة فرانكلين روزفلت على اعتقال الأمريكيين اليابانيين.

وكانت فترة الحرب الكورية ذروة المكارثية في مطاردة الاشتراكيين في نقابات الصناعة ومجالات الترفيه. جلبت الحرب الاستعمارية الفرنسية في الجزائر البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، بما في ذلك مجزرة المتظاهرين السلمية وفرض حالة الطوارئ. خلال حرب فيتنام، اخترق مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة بشكل كبير المنظمات السياسية وأشرف على اغتيال شخصيات المعارضة، بما في ذلك أعضاء قياديين في الفهود السود.

خلال كل الحروب الإمبريالية، تسعى الطبقة الحاكمة لزراعة المشاعر الأكثر تخلفا وعنصرية. لا تختلف "الحرب على الإرهاب" عن اية حرب امبريالية اخرى، فقد أدت إلى وفاة مليون مسلم على الأقل وخلقت البيئة التي يتم الترويج فيها لهستيريا عنصرية.

ان السمات الاجتماعية المؤاتية لشن الحروب والهجوم على الحقوق الديموقراطية تضرب جذورها عميقا في السياسة الاميركية, بدلالة أن نهاية إدارة بوش لم تؤد إلى تغيير كبير. في الواقع, واصلت ادارة أوباما الهجوم على الحقوق الديموقراطية, حيث تم إضفاء الطابع المؤسساتي على الاغتيال الذي ترعاه الدولة باعتباره عنصرا رئيسيا في السياسة الخارجية الأميركية.

ان العجز السياسي لما يسمى الليبرالية المعاصرة، فضلا عن مختلف المنظمات اليسارية والشيوعية الزائفة، هو نتيجة لحقيقة أنهم متورطون بعمق في تعزيز وتبرير الحرب والعسكرة. وابرز مثال يسترعي الانتباه هنا هو مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في مجلس حكم الاحتلال برئاسة بول بريمر, الذي هو احد ابرز الزعامات الداعية لتأسيس نظام هيمنة عالمي جديد لصالح البنوك وبيوت المال, وهو تلميذ الاقتصادي الشهير ميلتون فريدمان مؤسس مدرسة شيكاغو في الاقتصاد الحر المتوحش والذي اشترك مع الجنرال بينوشيت في اغتيال رئيس شيلي الشرعي سلفادور الليندي في سبعينيات القرن الماضي. ومن ثم اشتراك الحزب في "عملية سياسية" محاصصاتية هدفها الاول والاخير تحقيق مبدأ الفوضى الخلاقة لزعزعة استقرار العراق وشرذمته, مما ادى الى ظهور القاعدة وداعش عقب الاحتلال, اضافة الى تحطيم كامل للبنية التحتية وتصاعد العنف الفاحش ضد المسيحيين واليزيديين, ومقتل مئات الالوف بسبب ارهاب الميليشات الحكومية وشبه الحكومية وارهاب داعش على حد سواء, وتهجير اكثر من ثلاثة ملايين شخص. وترافق ذلك مع انتشار الفساد كالوباء وشيوع التدين المزيف كتجسيد لانحطاط اخلاقي فظيع نتيجة تعاظم نفوذ الاسلام السياسي الفاشي وقتله لكل مظاهر الحياة المدنية والحداثة في الثقافة والاعلام ومختلف مجالات الحياة اليومية.

ليس هناك من دعم دعم شعبي واسع أو عميق الجذور للمفاهيم التي ينادي بها ترامب والمؤسسة السياسية الامريكية او على صعيد العالم، على الرغم من وابل الدعاية الإعلامية. ولكن التعبير المنظم للمشاعر المعادية للإمبريالية والداعية الى الديموقراطية يعتمد على تعبئة سياسية مستقلة للطبقة العاملة وحلفائها على أساس برنامج ضد مسببي الحرب وتعاظم الفاشية: النظام الرأسمالي.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبرع زوكربيرج انتصار للبلوتوقراطية على الديموقراطية
- دعم اسرائيل لداعش
- -جمعة مباركة- تجسيد لمنطق الساحر وسلطة فوكو الناعمة
- رسالة علماء المسلمين في تفنيد ايديولوجية -الدولة الاسلامية-
- الحملة الثقافية لمقاطعة وعزل اسرائيل
- تجاهل فرنسا المتعمد لاشارات التحذير قبل هجمات باريس!
- الارهاب وقمع الحريات والشمولية كلها امور ملازمة للعولمة المت ...
- رعاية الولايات المتحدة للإرهاب في العراق و-الفوضى الخلاقة-
- هل العراق بحاجة الى حظر الاحزاب الدينية ام حظر المواقع الابا ...
- الاهمية الفائقة لاستحداث منصب وزير الصحة العقلية في العراق
- استخدام (موجات) اللاجئين كسلاح سياسي-اقتصادي
- افندية بغداد والعملية السياسية
- ما يجب على الحزب الشيوعي العراقي فعله لانقاذ نفسه؟
- وجهة نظر التحليل النفسي في -عندما تُفسدنا السلطة, يطهّرنا ال ...
- دعوة للقبض على نتنياهو
- مرحلة ما بعد الصهيونية
- الحل: خرافة وجود شعب يهودي 6/6
- خرافة وجود شعب يهودي 5
- خرافة وجود شعب يهودي 4
- خرافة وجود شعب يهودي 3


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - -الحرب على الارهاب!- تجسيد لفاشية الرأسمالية المعاصرة