أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم فرات - عانقتُ برجاً خلته مئذنة














المزيد.....

عانقتُ برجاً خلته مئذنة


باسم فرات

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 02:09
المحور: الادب والفن
    


بينما أحاول أن أمسك بالنعاس
تخمشُ وجهي شمسٌ تطارد فلول الليل
مثل جيشٍ أنهكته الهزائم
يشرئبّ الأسى في خطواتي
فأصيح:
كم من السنوات أعدتْ
لكلامٍ متشح بالسواد
مزهوة ظلالي بي
أحدّثُ عابري الكلمات
عن سماء أجلستها فوق سريري
وأرقصتُ نجومها
ففرّ الخريف محتدماً يزفر يباسه
وشيت بالحدائق للفراشات فلاذت ببابي
لم أدع غير حماقاتي لمائدتي
كيف طوّقني الرازقي ؟
لسنا سوى خيبات صدئت ذكرياتها
هكذا
لكي أجتاز الوصول
لم التفت لجراحي
ثيابي أطعمتها للنهر
وعيناي تتهجّى رائحة غيابي
لم أتحسس غير انتظارهم
وقطعان النجوم تشاكس عربة الظلام
سأفضي للأرصفة بعض جنوني
لكنني أخشى من العابرات الحسد
أتولّه بالآسِ وهو يشبهني تماماً
وأطلق للعصافير حرية الزقزقة
أسترخي فوق هديل أؤرّقه بعنايةٍ
وأقول : لكل عاصفة متكأ من النسيان
قلبي حقل لم تتنزه فيه الطائرات كثيراً !!
فكان بوصلة وفانوساً يتدلّى منه الصباح
أغويته بالوشاية
لم يقل النرجس سلاماً ولازمني
- كيف أرسلوك للحرب وأنت مصفّد بالحبّ –
أمي أشعلت ثلاثة عشَرَ قنديلاً
تؤثّثُ لانتظاري



وعندما شاخت النوافذ بترقّبها
أشعلتُ ما تبقّى للرحيل
على كل باب راية سوداء تشقّ فحولة النهار
كفى تناسلاّ أيها الخراب
صمتٌ يطرق نعاسه ويمضي
فألمح طفولة الجمرة تلهو مع القدّاح
أشرتُ لها
أشاحت ببياضها إليّ
أدهشني حنوها
- سأزاحم البرد في أحلامك –
كيف لي أن أشاكس صدرك
ولا يبتهج الياسمين ؟
كيف لي أن أقود جوقات البتولا ؟
- مَن لي لأقود–
تتبع موسيقى ضحكات تحرس شفتيك من أنهاري
لاذع هو الخصر حين يلثغ عنوة غرقي
لاذعة أنت وأنا أطأ شوارع عذراء ... لبزوغي
الصهيل يحفر بئراً لأيوائي
أسراب الضياء تتخفّى بين جفنيّ
بحرٌ من الامنيات يغادر رأسي
تعثّر الهديل على النافذة
بح صوت المغني
كإشراقةٍ باهتة سربتنا المحطات
لذنا بأهداب الزيزفون
نتوسّل مصابيح عوراً أن تستحمّ بظلمةٍ
تسجن في جعبتها الكواكب
أطلقتُ شرارتي إليكِ فلم تصل
حدّثتُ الأسى عنكِ
فلوّح بنخيله
ليطرد الأبدية عن إغفاءتي
ويمسح شطآنه فوق جبيني
هل أصغي إلى هذياناتها الأسرار وهي تتلوى على الورقة
ثم أترك على الطاولة سنواتي تطفئ آلامها
اخترت من المطر قوارير وحدته
لبست متاهتي
وتوغّلت فيها
لم ألتفت لشبابيك خبأت نظراتي فوق مخدعها
لم ألتفت لحقول عباءات غادرتها السواقي
فَمشّطتْ لياليها نزوة القمر
أجلستُ ثلاثين عاماً على ركبتيها
المرأة بسنواتها الأربعين


فأرضعتني بكاءها وأحلامها اليابسة
على ساقيها تغفو ملائكة
المرأة ذاتها
أنوثتها فاضت بين يديّ
فأزهرت السماء بالليلك البريّ
الجداول تجنح ببياضها
فتلوّح لي الشواطئ بحريةٍ مطلقةٍ
أخشى على الله من الطوفان
فليس ثمة نبي ينقذ ما تبقّى
تتلصّص علينا الشرفات بعين واحدة
ظلالنا ترشق الستائر بالقبل
الموج يستجدي من المارة قمصانهم
ليعلّب السواحل في غثيانات الضباب
العربات تبادله الخدوش والخرائط المبتلة
عانقتُ برجاً خلته مئذنة

* حين لم يجد عدواً
رمى الحدود ورائي.

* وحين آذار باهت ، أصابعي زرق
لم أدخّن سوى وجعي
والأقحوان شديد التلكؤ
أمام النشيد من تعكّز على حيواتنا.



#باسم_فرات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف المآذن... ربيع السواد ...دمنا!
- عواء ابن آوى
- عبرت الحدود مصادفة
- قصيدة
- عناق لايقطعه سوى القصف
- أرسمُ بَغْداد
- الشاعر باسم فرات * في أطول حوار له باللغة العربية


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم فرات - عانقتُ برجاً خلته مئذنة