ملك المغرب يعود بملف نزاع الصحراء الغربية الى نقطة الصفر !؟

السالك مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 08:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

اعاد ملك المغرب بملف الصحراء الغربية الى نقطةالصفر،اذ بين انه لم يهضم دروس ابيه في الصحراء وكان جاهلا بحقيقة التاريخ مستخفا بالارادة الصحراوية ناكرا للمقاومة الوطنية التي كانت بالمرصاد لمشاريع الغزو والاستعمار والتوسع ومنذ البداية !؟
الم يعرف ملك المغرب ان الشعب الصحراوي افشل جميع الحسابات والتاكتيكات التي ارادت اسبانيا الاستعماربة تمريرها او طبخها من قبل !؟ الم يرفض الصحراويون ذات الطبخة التي طرحتها اسبانيا منذ 1973 وبلغت قمتها سنة 1974 !؟ الم تمنى وثيقة فبراير سنة 1973 بذات المصير او لم تخلق اسبانيا الفرنكوية بعض الكيانات اللقيطة لتمرير ذات اللعبة السياسية المكشوفة التي كانت انتفاضة الزملة 1970 هي الرد المباشرو الصريح في وثيقتها التي كتب ديباجتها الفقيد بصيري وسلمت للقوى الاستعمارية في تلك المظاهرة الكبيرة والتي انتظمت في توازي ورد على ما ارادت اسبانيا وقتها القيام به !؟ .
الم يقرا ملك المغرب ما اعلنه البصري منذ يومين فقط (جريد القدس العربي)عندما قال ان الحكم الذاتي ومثله من المشاريع له من المزالق والمخاطر على المغرب اكثر مما يتصوره اي كان !؟ ايريد محمد السادس ان يحول المغرب الى مجرد مجموعة من الكيانات الفاقدة لهوية موحدة ، فالدول العريقة في الديمقراطية الدستورية مثل اسبانيا وفرنسا والمانيا غير قادرة على مجاراة مثل ذلك ..فما بالك بالمغرب الذي تتقاسمه الاثنيات والعرقيات
غير المتجانسة !؟
الحقيقة ان ملك المغرب وجد نفسه محاصرا سياسيا بفعل الاجماع الدولي على نبذ ممارسات الرباط غير السوية ، فاتخذ من سياسة الهروب الى الامام متنفسا ومن المغالطة مركوبا ، لكنه تغافل عن حقيقة مرة وساطعة في كبد النهار ان المنتظم الدولي اجمع وبقرارات لالبس فيها ولا غموض على ان قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار بكل المقاييس وعلى مدار اربعين سنة من الكر والفر، فاتخذ من سياسة النعامة ملجا ولكن العاصفة اتية والحقيقة قادمة لامرد لها، فدم لمباركي مثل بقية الشهداء لن يذهب سدى مثل الشهيد الحافظ الذي اغتالته قوى اسبانيا الفاشيستية في ظروف مشابهة من حيث طرح الحلول العرجاء وبداية نهاية الاستعمار من المنطقة وافول نجمه الى غير رجعة وذالك هو مصير الاستعمار والتوسع المغربي ان طال الزمن او قصر..
لقد أدار ملك المغرب وهويلقى خطابه غداة الذكرى الثلاثين لمسيرة الاجتياح الظهر للمشروعية الدولية وزرع الشوك في طريق المبعوث الاممي السيد والسوم مثل ما فعل مع سلفه بيكر.
الحكم الذاتي له مخاطر و انعكاساته السياسية والإقليمية والجهوية مثل بقية الخيارات .و هنا يجد المرء نفسه أمام علامة استغراب غريبة :أيهما اكثر خطورة على النظام السياسي في المغرب :دولة مستقلة في الصحراء ام تجربة مغاير لما هو قائم في كل المنطقة ..؟ وهل المغرب مؤهلا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا للتعايش مع الواقع الجديد وإفرازاته؟! وهل بالإمكان محاكاة التجربة الأسبانية او الألمانية خارج الديار الأوربية .. !؟
التجربة الجديدة ليس لها ما يماثلها سوى البلقنة التي انجرت عن انهيار الاتحاد السوفياتي ، بل هي نذير بالعودة بالمنطقة المغاربية لمايشيه العصور الوسطى،والتي تعيش بين مد الماضي وجزر الحاضر .
مربط الفرس بالنسبة للشعب الصحراوي ، هو التخوف من تكرار تجربة صخرة سيزيف التي أدار بها المغرب تعامله مع الأمم المتحدة على طول الخط (…).
ذلكم إن غياب منطق الديمقراطية مع شيوع سيادة ثقافة المخزن،قد فتح الباب على مصراعيه أمام استبداد عرف المناورة والتملص من الالتزامات وسط انعدام شروط وظروف ضاغطة وفقدان الراعي لمسار التسوية.. يقع هذا كله على خلفية تمزيق وتهميش دور الأمم المتحدة الذي زكاه خطاب جنابته في ذكرى المسيرة السوداء (...).
ويختزل التفكير في سؤال عريض :كيف يرفض المغرب ما كان يطالب به ،هل أدرك حقا ان رهان الصحراء صعب المنال بالاستفتاء وبدونه … ؟! ان انه كما قال البصري ان الصحراء غربية بالاستفتاء وبدونه .. وهنا نتذكر افادة بيكر، كيف يخشى المغرب اكثر ما يخشى الاستفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية ؟!.
استفهامات كبيرة و غريبة ، تظل قائمة ما بقي نزاع الصحراء يراوح مكانه (…)رغم تعدد الاطروحات وتغير الخطاب وتبدل النظم (…).!؟

#السالك_مفتاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل