يا بوزوبعة ، ما هكذا تؤكل الكتف في الصحراء ..!؟

السالك مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

اعترافات وزير العدل المغربي ،بوزوبع التي نشرتها ، يوم 20 سبتمبر ، وكالة المغرب الرسمي سجلها المراقبون على انها اعترافات بحقيقة ، بل اكثر من هذا صك اعتراف بالفشل في تسيير ازمة سياسية لم يستطع القصر هذه المرة القفز عليها ، وان بدأت في شكل اقرار ضمني لشئ في نفس يعقوب ، الا ان الاسباب التي قدمها وزير القصر لتبرير المعالجة ينطبق عليها المثل العربي رب سبب اقبح من ذنب .. والا وكيف يكون القضاء في اجازة عن حياة المواطن ومصيره ..!؟
الحقيقة ان السلطات في المغرب وجدت نفسها امام موجة عاتية من الضغط الدولي الذي قادته منظمات وازنة (منظمة العفو الدولية ، منظمة مناهضة التعذيب) اضافة الى المنظمات والهئيات الاوربية والاسبانية على وجه التحديد التي حزمت حقائبها لزيارة المنطقة لكنها منعت من ذلك من طرف السلطات المغربية ،وكذلك المنظمات المغربية المدافعة عن حقوق الانسان (المنظمة المغربية لحقوق الانسان ، منتدى الحقيقة والانصاف والجمعية المغربية لحقوق الانسان والمرصد المغربي لمراقبة حقوق الانسان) التي دخلت هي الاخرى على الخط ولاول مرة للمرافعة عن سجناء صحراويين !! .
الرفض المغربي الاستجابة للنداءات الدولية المتكررة فتح سؤالا عريضا : ماذا يخبئ المغرب!؟ ولماذا يخشى زيارة المنظمات والهئيات الدولية ،خاصة للسجن لكحل بمدينة العيون الذي تحول الى "علبة سوداء " ان لم نقل ابو غريب الصحراويين، تفوح منه رائحة انتهاكات حقوق الانسان، ينطق بما لا تريد المغرب سماعه وتتنكر لوجوده، وتلبس الصور وتهدر الاموال للتغطية عليه وحجبه كونه العار في جبين النظام المخزني ، بل هو العار في جبين الضمير العالمي ...!؟
عاره كونه يحدث على مراي ومسمع من الامم المتحدة التي يفترض ان المنطقة تقع تحت وصيتها كونها لاتزال باعتراف الامم المتحدة نفسها وبنص لوائح مجلس الامن ،على ذمة تصفية الاستعمار...!؟
تصريحات او تصحيحات وزير عدل الملك في المغرب ،تحيلنا لمجموعة من الاسئلة في مقدمتها هذا التناقض مع تصريحات سابقة قالها قبل ايام فقط ونشرتها ذات الوكالة والتي كذب فيها بالقطع ان السجناء الصحراويين يوجدون في حالة اضراب عن الطعا م الذي وصفه بانه "صوري وعاري عن الصحة" .. الشئ الذي كذبته الجمعية المغربية لحقوق الانسان في تقرير ها المفصل،يوم 13 سبتمبر الجاري ، عن وضعية المضربين الصحراويين في السجون المغربية وفندته كذلك الصور التي سربت خلسة من داخل ذاك المعتقل ونشرت عبر الصحف والمواقع الدولية على الانترنيت وزكته اعترافات مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان، لكن بعد حين من الدهر ..!!؟
مالم يقله وزير العدل المغربي هو ان اعلي سالم التامك( الناشط الصحراوي والمعتقل اكثر من مرة والذي وضعته منظمة العفو الدولية في مصاف سجين الراي بالاضافة الى سبعة اخرين من رفاقه في السجون المغربية والذين من بينهم سيدة رشحها البرلمان الاوربي لنيل جائزة سخاروف لحقوق الانسان لهذه السنة) ، اختطف قسرا من السجن لكحل ليلا ونقل الىاكادير ولم يكن ذلك لا بطلب منه ولا بعلم من عائلته وكذلك بقية المجموعة التي توجد الان معه بذات النزل .. وهو كذلك الذي اعتقل فورا يوم 18يوليوز فور عودته من رحلة للعلاج باسبانيا رافقتها زيارات لبعض الدول الاوربية بطلب من بعض المنظمات والهئيات التي تدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في اسبانيا،ايطاليا، بلجيكا ومقر الامم المتحدة بجنيف ،حيث عقدت دورة الامم المتحدة لحقوق الانسان .
واخيرا فان الصاق تهم الاعمال الاجرامية بالمعتقلين الصحراويين،هو مسعى ليس بالجديد ولا بالامر الغريب على نظام اعتاد ان يلبس خصومه قشابات غير برئية ويرميه ليس بالسجون بل وفي الموت البطئ وفي التجاهل والحرمان والتنكر . لكن الاغرب من هذا كله انه يفتح جبهة جديدة على نفسه ،خاصة ان المغرب حاول تسويق للراي العام الدولي طي صفحة الماضي ، وحرق ماضي تازممارت وسنوات الرصاص ،لتبدأ سنوات المطاط ام لم نقل المغالطة وذر الرماد في الاعين .. وهو يجعلنا نطرح بعض الاستفهامات الغريبة والمريبة والتي تحيل لاجابة عنها او مجرد التفكير فيها على تفنيد للادعاءات المغربية حيال احترام حقوق الانسان في مغرب بدأ يتقوقع ،بل يتراجع عن العهود التي قطعها على نفسه ليس في الصحراء الغربية التي تشكل خطا احمر في دفاعاته المستميتة عما يدعيه من سيادة مزعومة في اراض لم يتمكن اهل بيتها من تقرير اي مستقبل يريدون ، بل وكذلك في احترام حقوق الانسان وفسحة من الديمقراطية والابتعاد عن المقاربة الامنية،وهواجسها المخيفة في بلد اعتاد الناس فيه التفكير ورؤوسهم منحنية لغير لغير الخالق .. !؟

#السالك_مفتاح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل