في اعدام الشيخ النمر

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في اعدام الشيخ النمر
صافي الياسري
الشيرازية من غلاة الشيعة وهم تيار تاسس في ايران وانتشر في العراق وسوريا ولبنان ودول المهجر والبحرين والسعوديه مؤسسه هو محمد صادق الشيرازي، والشيرازية لا تؤمن بالدولة القومية او الوطنية ويتجه خطابها وفكرها نحو تاسيس الدولة الشيعية وهي على خلاف مع اغلب المراجع الشيعية حتى رموز قادة ولاية الفقيه ومنهم خامنئي وخميني ،انما في اوائل التسعينات بدأ ينشط فيها تيار وطني يدعو للمصالحة مع الدولة الوطنية وحكوماتها لكن هذا التيار لم يستمر طويلا
ابرز رموز الشيرازيه في العراق المرجع محمد تقي المدرسي قائد منظمة العمل الاسلامي التي تاسست عام 79 في ايران وفي لبنان كان حسن الشيرازي وفي البحرين كان عبد الهادي الشيرازي الذي دعا علنا لاسقاط حكام ونظام البحرين بقوة السلاح وقد اطلعت على تفاصيل كثيرة بهذا الخصوص خلال وجودي وعملي في صحيفة الوطن البحرينية وقد كان عبد الهادي احد واضعي قواعد التمرد في البحرين والتنظيم له عام 2011 في ما عرف بثورة فبراير وهناك ايضا الجبهة الاسلامية في السعودية، ومن رموز الشيرازية ايضا ياسر الحبيب في لندن والشيخ السعودي نمر النمر، وعرف التيار الشيرازي بتكفيره لعدد من الصحابة وعدم احترام امهات المؤمنين .
احسب ان اعدام الشيخ نمر النمر ياتي في أطار الاعدام السياسي مناهضة للدولة الشيعية وانتصارا للدولة الوطنية والقومية وان جاء على وفق ما اعلنت السعودية انه تم على وفق الاحكام الشرعية وهي ذات الدعوى التي تعلنها داعش عند اعدام مناهضيها ،وهذا الاعدام في رايي مع كل مبرراته القانونية والشرعية المعلنة غلطة سعودية وبخاصة في التوقيت حيث تموج المنطقة بصراع طائفي مستعر ودموي ما يجعل من ترسيم النمر شهيدا متبوعا في صف اصحاب الامام الحسين ( ع ) شيعيا ، امرأ واردا ،وهو ما يحدث الان ، ومن هذه الرؤية انطلق التوجه الايراني الخبيث الموجه لتاجيج الصراع الطائفي في المنطقة العربية ، في ادانة الاعدام ،وتناسي خلافات النمر مع رموز النظام القائمة ،ومن ينكر هذه الخلافات وينكر شيرازية الشيخ النمر مدعو لمراجعة خطاباته واعلانه الايمان بولاية الفقيه تماما كما هو حال الشيرازية بعامة وان اختلفوا مع رموزها في ايران والبحرين والعراق ولبنان وسورية وحتى فيما بينهم ((فقد انشق كثيرون عن التيار الشيرازي )) في المسلك وليس في الجوهر وفي الحقيقة فان ما قاله البعض حول انه كان بامكان السعودية استبدال الاعدام بالابعاد لم يكن يعني الا نشر شرارات الشيرازية والدعوة للدولة الشيعية في فضاءات ابعد، وهو ما ترفضه السعودية لاسباب وطنية مقرونة بالاسباب الطائفية كما ارى ،اما الاستمرار في سجنه فيعني تحويله الى نلسون مانديلا اخر ،واحسب ان خيار الاعدام كان الخيار الاهون سعوديا في مراهنة على كوابح التهدئة في البعد الزمني مع احتمالات قبول انعكاسات سلبية برضى تفضيلي فهي لا ترتفع الى تهديد العائلة الحاكمة واسقاط الدولة الوطنية ولو على المدى البعيد وانا لا اوافق الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك حول ان الاعدامات السعودية وتحديدا الشيخ النمر ستسقط النظام السعودي لكنها قد تقود الى اصلاحات بسيطة او متدرجة في بنية النظام والنظر الى حقوق بقية المذاهب والطوائف وهو امر مكرر الطرح مرارا ،لذلك قبلت السعودية خيار ألاعدام مع معرفتها بقيمة الثمن الذي ستدفع.
وهناك من يعد الاعدام رسالة يوجهها جيل الاحفاد ( احفاد عبد العزيز ال سعود ) الحاكم اليوم الى الداخل السعودي اولا والى محركات اقليم الشرق الاوسط وفي المقدمة ايران )
بالقول ( لن نصمت على استهداف المركز الوطني والاقليمي السعودي وبخاصة في الجزيرة والخليج ) والتي يمكن اقرانها برسالتها في اليمن التي ستنتهي هدنتها بعد ايام ونشاطها في سوريا ولبنان والعراق- نورد هنا زيارة البارزاني للملكة والحفاوة التي استقبل بها وتبرع المملكة بثمانية مليارات دولار للبارزاني لترتيب اوضاعه في مواجهة الحكومة العراقية ،ومع ذلك يمكنني القول ان ليس كل ما ذكرت صحيح ودقيق وهو ليس اكثر من وجهة نظر شخصية قابلة للاعتراف بالخطأ والعودة عنه ،وهناك قاعدة تحول الهوامش الى متون وبالعكس يمكن ان تدعم قولي الاخير .

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل