أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صافي الياسري - اوراق متناثره - بكاء الورق














المزيد.....

اوراق متناثره - بكاء الورق


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 18:37
المحور: الادب والفن
    


أوراق متناثرة.. بكاء الورق
صافي الياسري
انا واحد من شهود الحقبة الورقية، التي عدها العالم انتقالة حضارية ما بعدها انتقالة يوم كان يحفر على الصخر او على سعف النخيل او اغصان الشجر والخشب او على الرقيمات الطينية النيئة والمفخورة، وحين ابتكر المداد وخط على اوراق البردي، تفجر الابداع الفكري والادبي والثقافي في اصقاع المعمورة من اقصاها الى اقصالها وشاع العلم والادب بعد ان كان نخبويا، وحين ابدعت الصين عجينة الورق وشاعت في العالم، وحين ابدع غوتنبرغ مطبعته، واخترعت الكاميرا التصوير الملون، رسخ العصر الورقي كينونته، وكم كان رومانسيا إن تبعث رسائلك معطرة لحبيبة مغاضبة، وكم كان رائعا ذلك القول،وخير جليس في الوجود كتاب،وكم كانت بديعة مغامرات القراءة والغوص عميقا في افانين الابداعات الادبية والفكرية والفنون المطبوعة على الورق، وعوالم الصحف والمجلات والنشريات متعددة الاغراض، بل حتى نوتات الموسيقى المدونة لمن يعرفون قراءتها ويرنمونها باصواتهم دون الحاجة الى آلة، فكانت تنقلك الى عوالم سحرية مدهشة المشاهد والاحاسيس ،ذلك بعض ما عناه الورق، ولن اتطرق الى مادياته التي نعرف،حتى ان العرب سمت الذهب والفضة ورقا، بينما حول العالم المتمدن الذهب والفضة ورقا (العملة الورقية) يتبارى الناس في جمعه او في انفاقه او التبرع به, و...جاء عصر الكومبيوتر، فبدأ الورق يفقد بريقه، وبدأ عرشه يتهاوى مع البناء الشاهق لعرش ثورة الاتصالات والميديا الاجتماعية وصحافة الانترنيت، ولم تجد الصحافة الورقية نفعا محاولات استعادة مواقعها في العالم المتقدم، فالمنافس لايحتمل المنافسة، وبذلك بدأت الامبراطوريات الورقية الاعلامية تخلي عروشها وجغرافيتها، لصالح المواقع والصحف والمدونات الالكترونية وبنهوض الميديا الاجتماعية، ونمو غرف التشات والماسنجر والبريد الالكتروني والفيس بوك ومحركات الغوغل وتوابعها،فقد الورق آخر آماله بالاستمرار، وغادره العشاق وما عدنا نسمع الا نحيبه بانتظار الرعشة الاخيرة في مسيرة المجد المندثر .



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستتخلى ايران عن الاسد
- ايران - الاعدامات تتصاعد
- برنارد لويس وسايكس بيكو الجديده
- البصرة راهنا
- الوثيقة القادريه
- دولة خميني وبداية النهايه
- هل من السنية فرانكوفونيه على وشك الولاده
- الامم المتحدة وساكني مخيم العبور المؤقت (ليبرتي )
- جمهورية الرعب الشيعية السريه
- في بيتنا مصيده
- الاحتلال الايراني عاريا
- اوراق متناثره
- ايران وتعويق الحراك السياسي الشعبي العربي
- هل الاسلام دين جميل
- الان روب غرييه والرواية الفرنسيه
- الارهاب والتطرف الاسلامي بين روبيو وترامب واوباما
- في اليوم العالمي لحقوق الانسان
- في يوم الطالب الايراني السابع من ديسمبر
- على هامش مؤتمر المناخ العالمي بباريس
- لعبة التدخل التركي وابعادها المحلية والاقليمية والدولية


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صافي الياسري - اوراق متناثره - بكاء الورق