أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - تحديات بناء حركة نقابية قوية بالمغرب - 1















المزيد.....

تحديات بناء حركة نقابية قوية بالمغرب - 1


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 11:46
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تجتاز الحركة العمالية بالمغرب مرحلة عسيرة من تاريخها، عنوانها العريض العجز عن الحفاظ على مكاسب طفيفة، يعود الكثير منها إلى عهد الاستعمار والسنوات الأولى من الاستقلال الشكلي. فمنذ الشروع في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي قبل عشرين سنة اشتد الهجوم البرجوازي على جبهات عديدة (التشغيل، الأجور، الحماية الاجتماعية، قانون الشغل، الخدمات العمومية، الحريات الديمقراطية،… )، ثم تصاعد مع الانتقال الصريح لقسم من المعارضة التاريخية ذات النفوذ في الساحة العمالية إلى الخندق المعادي، ومعه احتدت مشاكل الحركة النقابية (مزيد من التشتت ، تراجع القوة التنظيمية، توريط في تدبير الهجوم على المكاسب ، استفحال تغييب الديمقراطية الداخلية،… ).

لكن مهما بلغ التدهور، تظل النقابات إحدى أدوات نضال العمال/العاملات الأساسية التي لا غنى عنها لمنع الانحطاط ( توحيد قوى الطبقة دفاعا عن الحاجات الآنية المتعلقة بأفضل شروط لبيع قوة العمل) ولتعزيز القدرة على الكفاح من اجل تغيير جذري.

يلقي هذا على كاهل الطليعة العمالية، وعموم المناضلين والمناضلات، واجب النظر بعين نقدية في الحالة النقابية بقصد تقويمها.

لهذه الغاية نقترح على قرائنا وجهة النظر التالية حول اوجه ضعف النقابات وقصورها، على ان نعرض عليهم في العدد المقبل تتمة تتناول مسائل وحدة الحركة النقابية وديمقراطيتها واستقلالها ودور اليسار الراديكالي فيها ، ودلك بقصد إثارة الجدل بما هو، دون سواه، مصدر انبجاس الحقيقة.

" المناضل-ة"


************************
ضعف جلي

لا يتجلى ضعف حركتنا النقابية في عجزها عن مواكبة انضمام أفواج الشباب إلى صفوف الشغيلة وتوسيع التنظيمات إلى قطاعات أخرى وحسب، بل حتى في صيانة مواقعها بالعديد من القطاعات. فقد تراجعت القوة التنظيمية بفعل هجوم البرجوازية ودولتها لدرجة إفقاد العمل النقابي أي جاذبية وسط السواد الأعظم من الشغيلة . فقد أضحى العمل النقابي بنظر هذا السواد نوعا من الجنون لا يقدم عليه سوى من لا يأبه لمنصب شغله او متهور أهوج يؤدي ضريبة السجن عن قضية خاسرة اصلا.

وان كانت النقابات العمالية، بدون استثناء، شديدة الحرص على ستر ضعفها، معتبرة عدد منخرطيها سر الأسرار، فان مسيرات فاتح ماي تفضحها جميعا. ويشتكي المسؤولون النقابيون من تراجع مبيعات بطاقات العضوية حتى في التركزات النقابية الأساسية كالتعليم. اما بعض التصريحات التي تدعي تنظيم نصف مليون اجير في احدى النقابات وحدها ( الاموي لجريدة ليبراسيون –5 فبراير 1994) فلا يمكن بأي حال أخذها على محمل الجد( هل تجمع مظاهرة كدش في فاتح ماي بالدار البيضاء، قلب المغرب الصناعي، حتى 05% من ذلك الرقم؟)

وقد أوردت بعض الصحف، دون إشارة إلى مصدر المعلومة،[لاغازيت دو ماروك 18 مارس 200] ان عدد أعضاء النقابات مجتمعة (وعددها 19) لا يتعدى 500 ألف منخرط من اصل 9 مليون أجير (أي نسبة منظمين في النقابات لا تتجاوز 5.5%). هذا ومما يكشف ضعف انغراس النقابات كون غير المنتمين نقابيا شكلوا على الدوام زهاء نصف مناديب العمال المنتخبين في القطاع الخاص(53% في اخر انتخابات عام 2003).

وجلي جدا ان هذا المآل ناتج بشكل كبير عن الحرب الضروس التي تشنها الدولة على العمل النقابي، وعن التهشيش الذي تتعرض له الطبقة العاملة بحد ذاتها. لكن مسؤولية الأجهزة النقابية قائمة كذلك وبحجم كبير. فافتقاد خط نضال حازم، وفساد طرق تسيير المنظمات والنضالات ادت مجتمعة إلى هزائم نكراء أحبطت همم افواج نقابية كثيرة. هذا علاوة على قيام الأجهزة النقابية بدور ترويج إيديولوجية السلم الاجتماعي البورجوازية في الوسط النقابي، والعمالي بوجه عام، ناسفة بذلك تبلور رؤية طبقية لا غنى عنها لبناء نقابة مناضلة فعلا.

تهشيش وضع العمال يضعف تنظيمهم النقابي

يرتبط تقدم بناء النقابات العمالية بدرجة تركز اليد العاملة وتماسكها، وهو ما نالت منه بقوة السياسات البرجوازية المطبقة في العقدين الأخيرين.

البطالة والعمل الهش : كان من غايات السياسات المفروضة من البنك العالمي وصندوق النقد الدولي تقليص دور الدولة وخفض نفقاتها ( ما عدا المرصودة لسداد خدمة الديون). هذ اما ادى إلى الحد من الاستثمار سواء في الإنتاج او في الخدمات العمومية، فضُعف جهد التشغيل وظهرت بطالة خريجي الجامعات وجرت خوصصة المنشآت العمومية. كما تقلص التشغيل الخاص بفعل تزايد انكماش السوق الداخلية والعجز على تطوير الصادرات. فبلغت البطالة أحجاما غير مسبوقة لا تسعى الإحصاءات الرسمية سوى إلى حجبها. ومن اسطع الأمثلة ضياع 37 الف فرصة عمل ما بين 98 و 2000 في قطاع النسيج وحده حسب منظمة أرباب عمل هذا الفرع الصناعي. ومن المرتقب ان تؤدي اتفاقات التبادل الحر التي ُزج فيها المغرب إلى استفحال ظاهرة التسريحات الجماعية بفعل عجز الصناعة المحلية عن المنافسة.

ان اعادة الهيكلة الاقتصادية الجارية فرصة بيد ارباب العمل لتفكيك القوى الطبقية والنضالية للطبقة العاملة: خفض أعداد العاملين ، الخوصصة ، اغلاق المناجم ، التخلص من الاف عمال سكك الحديد غير القارين، الخ.

تضخم القطاع اللاشكلي (الوجه الآخر للبطالة): بفعل سياسات البنك العالمي وصندوق النقد الدولي تضخم حجم مايسمى بالقطاع اللاشكلي ، وبات عام 1999 يشغل 1.9 مليون شخص في غير الزراعة و قد يصل إلى 3.5 مليون في الزراعة. وان كان هذا القطاع محكوما بشريعة الغاب فيما يخص طروف تشغيل اجرائه و حقهم في التنظيم، فذلك بـ"فضل" الحكومة التي تتغاضى عن تطبيق قوانين الشغل والضمان الاجتماعي وحوادث الشغل. و بسبب انعدام ادنى ضمانات استقرار الشغل يظل شغيلة القطاع ، منهم قسم هائل من النساء الاطفال، فريسة سائغة لا قدرة لها على الدفاع عن الذات بواسطة النقابة.

المرونة : جاءت المرونة المدخلة على قانون الشغل لتمكن أرباب العمل من تعميم العمل الهش، لدرجة بروز ظاهرة تسريح المنشآت لعمالها باصطناع الأزمة بقصد استبدال العمل القار بعقود محددة المدة. ان هذه المرونة تقوم، علاوة على دور خفض تكاليف اليد العاملة ورفع الإنتاجية، بوظيفة اجتماعية. انها تذرر العمال بوجه رب العمل، اذ يقوى الميل إلى ان تصبح الضمانات القانونية والتعاقدية غير قابلة للمراقبة، وإلى التخلي عن القواعد العامة والتعامل مع حالات خاصة، أي استبدال ميزان قوى اجتماعي بتفاوض فردي بين طرفين متعاقدين متساويين شكليا.

ان تزايد المرونة وعقود التعلم للشباب، وكل أشكال العمل المؤقت وغير القار، له دور كبير في الهجوم البرجوازي على الطبقة العاملة. ويمثل الترخيص لشركات السمسرة في اليد العاملة فوزا كبيرا للبرجوازية ودولتها، فبعد ان كانت وكالات التشغيل الخصوصية ممنوعة طيلة عشرات السنين بظهير 27 سبتمبر 1921 المتمم بظهير 30 يونيو 1945 ، جاءت مدونة الشغل لترخص لها (المادتان 477 و 495 )، مما سيؤدي لا محالة إلى تفكيك مزيد من التركزات العمالية الحالية.

المقاولة من باطن : تقضي طريقة تنظيم العمل هذه بتكليف مقاول اصلي لمقاول آخر (من الباطن) بان يقوم له بشغل او خدمة ما. أي بدل تشغيل عمال في المنشأة، مع ما يستلزم الأمر من ثبات في العمل وحقوق قانونية، يسند العمل إلى عمال منشأة أخرى، تكون مشغلة بعقود عمل محددة المدة وبأجور منخفضة وحقوق اجتماعية منعدمة وتدهور ظروف العمل وتهرب من تطبيق ما هو في صالح العمال في قانون الشغل.

أي أنها في آخر المطاف طريقة ملتوية للتشغيل الهش. وقد تكاثرت عبر العالم، في سياق الحرب العالمية على الشغيلة، لأنها تمكن أرباب العمل من خفض تكاليف الإنتاج.

وهي فوق ذلك أداة لتقسيم العمال داخل نفس المنشأة ، تؤدي إلى صعوبة وحتى استحالة توحيد المطالب، واستعصاء العمل النقابي ، فمقصلة فسخ العقد محدد المدة مرفوعة في كل لحظة فوق رقاب عمال المقاولات من باطن.

وقد تكاثرت هذه بسرعة في المغرب لدرجة ان نشاط المقاولات الصغيرة والمتوسطة من الباطن ينمو بوتيرة هي ضعف نظيرها في باقي الفروع حسب نائب رئيس الشبكة الدولية للمقاولة من باطن والتعاون والشراكة الصناعية RIOST . وقد احدث أرباب العمل هيئة خاصة لتطوير طريقة المقاولة من باطن تدعى البورصة الوطنية للمقاولة من باطن والشراكة BNSTP ، وهي تحظى بدعم وزارة الصناعة وجامعة غرف التجارة والصناعة بالمغرب. وتدعم باقتطاع من الميزانية العامة المخصصة لهذه الأخيرة بمبلغ 2 مليون درهم. بل ان الإدارات والمرافق والمؤسسات العمومية نفسها تسند عددا من الأشغال كالحراسة والتنظيف لمقاولات من باطن .

ومن المرتقب ان تنتشر الظاهرة اكثر، فبعد أشغال التنظيف والحراسة، تجتاح المقاولة من باطن قطاعات أعمال الصيانة والاعلاميات و استقبال المكالمات الهاتفية واداء الأجور وحتى ما يسمى تدبير الموارد البشرية.

وسيكون ما سُمى بالمنطقة الخاصة للتنمية بين طنجة وتطوان، حيث ستحدث مناطق صناعية حرة مرتعا للمقاولات من باطن، وكافة الوان فرط استغلال اليد العاملة في أسوأ الشروط.

وجلي ان البطالة والهشاشة وتضخم القطاع اللاشكلي تصيب التنظيم العمالي في الصميم ؛ حيث تشتد المنافسة بين العمال حول فرص العمل ويستحوذ هاجس تدبر القوت اليومي مخافة التضور جوعا. فالبطالة والخوف من البطالة يمارسان ضغطا قويا على العاملين يرغمهم على قبول تشديد الاستغلال سواء بمدد عمل اكبر او بكثافة عمل اشد ، وظروف عمل كارثية .

ان فائدة البطالة والعمل الهش وتضخم القطاع اللاشكلي بالنسبة للبرجوازية تكمن في زيادة انعدام الامان في الوضع العمالي وخفض تماسك الطبقة العاملة، أي إضعافها بما هي طبقة وزيادة انقساماتها الداخلية (التجزيء والتذرير) وانماء الميل إلى الحلول الفردية بدل التضامن والسعي إلى حلول جماعية.




مصطفى البحري و محمود جديد
المناضل-ة عدد2


يتبع......



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنيزويلا : ثورة في الثورة
- الساحة العمالية: هجوم برجوازي كاسح ...وقيادات نقابية سائرة إ ...
- التنمية البشرية في تالسينت وبوعرفة: الرصاص والقنابل المسيلة ...
- كيف تهدد البطالة مكتسبات الطبقة العاملة ؟
- فنزويلا: الثورة البوليفارية
- نضالات النساء من المقاومة الى البدائل
- الربيع الأمازيغي 2001: نضال شباب الجزائر وكادحيها المتواصل
- الوضع النقابي في فنزويلا
- الجمعية الوطنية للمعطلين دينامية متواصلة ومسيرة بالرباط
- ميلاد حركة الكادحين دون ارض ونضال -الناس معدومي الأرض- المدي ...
- نضال النقابات ضد البطالة مسالة حياة او موت
- من رائدات النضال النسائي بالمغرب
- الطلاب والنضال الاجتماعي
- - المغرب كادحو ايفني وشبابها يلقنون درسا لمن يتجاهل إرادة ال ...
- نضال النساء معركة كل العمال
- دلالات سياسية لردود الفعل على جهر بتفضيل الجمهورية على الملك ...
- انتخابات ألمانيا : سقوط الاشتراكية-الليبرالية
- بوليفيا: لا انتخابات و لا تجديد دستوري، المطلوب حكومة ثورية
- الانتخابات في بريطانيا: تقدم اليسار الجذري
- ميلاد حركة الكادحين دون ارض ونضال -الناس معدومي الأرض- المدي ...


المزيد.....




- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...
- البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للجنة الحقوق والحريات في نقابة الم ...
- Greece: Militant protest cancels US Army Concert in Greece – ...
- WFTU-APRO Circular No 2 dated 28th of March, 202
- EUROF: reiterates its support for Jean-Paul Delescaux, Gener ...
- البطالة بين السعوديين عند أدنى مستوى على الإطلاق
- متقاعدو -الفوسفات- يعتزمون العودة للاعتصامات بنيسان
- على أجندة اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين- أحمد ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - تحديات بناء حركة نقابية قوية بالمغرب - 1