أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - التنمية البشرية في تالسينت وبوعرفة: الرصاص والقنابل المسيلة للدموع جوابا على المطالبة بالخبز وبالشغل















المزيد.....

التنمية البشرية في تالسينت وبوعرفة: الرصاص والقنابل المسيلة للدموع جوابا على المطالبة بالخبز وبالشغل


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:32
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



**** احتقان الغضب الشعبي في المغرب المضطهد يلقى مسؤولية تاريخية على كاهل منظمات النضال وعلى مناضلي اليسار ****


يوم الجمعة 28 أكتوبر 2005 شهدت كل من تالسينت وبوعرفة، وهي من اكثر المناطق عرضة للإفقار والتهميش، مظاهرات شعبية حاشدة
خرج الكادحون ليقولوا كفى من الاستهتار بمصيرهم وتركهم بلا مورد عيش، في سياق ما تشهده البلاد من تصعيد للسياسات المعتدية على قوت العمال، وباقي الكادحين، وعلى ما تبقى من مكاسب في التعليم والصحة وباقي الخدمات العمومية.
بدأت احتجاجات السكان منذ أسابيع ، بمشاركة المئات ( حوالي 700 شخص حسب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرشيدية) والتي تحولت يوم الجمعة الى مظاهرة ضخمة لآلاف المواطنين، بمن فيهم الحرفيين وصغار الباعة، الذين أغلقوا دكاكينهم تضامنا مع المتظاهرين.
وكان من المطالب التي رفعها المتظاهرون:
تزويد المنطقة بطحين جيد وبكميات كافية، إذ ان المقدم منها حاليا رديء ، ولا يسد حاجات السكان، نتيجة المضاربات والاحتكارات؛
الشغل وموارد قارة للعيش؛
الماء الصالح للشرب؛
خفض رسوم فواتير الكهرباء التي يكتوي بنار غلاءها المواطنون. وحسب بيان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "جاب المتظاهرون بلدة تالسينت، من حوالي الساعة الثامنة مساء من يوم الجمعة إلى حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا من يوم السبت 29 أكتوبر، وقد تدخلت عناصر من القوات المساعدة وقوات السيمي، التي تم استحضارها من مناطق قريبة من تالسينت، بالهراوات كما تم إطلاق الرصاص الحي في الهواء. هذا الهجوم خلف إصابة العديد من المواطنين بجروح وكسور وذلك بحضور القائد، رئيس الدائرة بني تجيت وعقيد من الدرك.
وقد حضر في اليوم التالي، السبت 29 أكتوبر، إلى البلدة، عامل بوعرفة واجتمع مع أعضاء الجماعة. إلا أن السكان امتنعوا عن مقابلته، احتجاجا على القمع الذي تعرضت له تظاهرتهم السلمية، رافضين بذلك وساطة إحدى الهيآت السياسية ومصرين على أن تلبي مطالبهم بدون قيد أو شرط."
هذا ويروج خبر اعتقال ثلاثة مواطنين، إضافة إلى إعداد لائحة من طرف السلطات، تضم سبعة عشر مطلوبا.
هكذا كان الجواب الرسمي على صرخة المطالبة بالخبز : دوي الرصاص وخنق الأنفاس بغاز تفريق المطالبين بالحقوق. بينما تقدم الحكومة من جديد في ميزانية 2006 الهدايا للبرجوازيين، وتيسر لهم كل سبل الاغتناء، تنزل على الكادحين بالأعباء الضريبية وبالعصا.
أثار قمع مظاهرة 28 أكتوبر حنق كادحي المنطقة، الذين سبق ان أبانوا مرارا عن كفاحية متقدة، فخرجوا يوم السبت 29 أكتوبر في مظاهرات متضامنة مع المقموعين ومنددة بالمستبدين في كل من بوعنان وبني تجيت وبوعرفة .
وبلغ عدد المشاركين في المظاهرات أزيد من 2000 في تالسينت واخرى بنفس الحجم في بوعرفة.
ولا يراهن الظالمون على قوة القمع وحدها بل تحاط الصبوة الشعبية بإقليم فكيك بحصار إعلامي تتضافر فيه جهود أدوات التضليل الرسمية ونظيرها لدى الأحزاب المعارضة سابقا، المشاركة حاليا في تجويع الشعب والتنكيل به. انهم حريصون على إخماد شرارة النضال الشعبي بتطويقها وعزلها عن باقي جهات المغرب المكتظة بالمادة الاجتماعية اللهوبة.
هذا وقد سبق ان تعرض شباب بوعرفة المعطلون لهجوم بوليسي عنيف لتشتيت تجمعهم الاحتجاجي يوم 25 اكتوبر 2005 ، ترتبت عنه إصابات في صفهم واشاعة الرعب في بوعرفة، حسب إفادات بيان فرع النقابة الوطنية للتعليم ( ك-د-ش).[ انظر نص البيان بتاريخ 26 اكتوبر 2005 ].

سيل بلغ الزبى منذ سنوات:
* مقتل ياسين يفيض الغضب الشعبي

كنظيرها من المناطق المتروكة لمصيرها البئيس، سبق لنواحي فجيج أن تحركت مرارا منذ مطلع سنوات 2000. فسياسات الافقار المنتهجة طيلة عقود ، انتهت باخراج كادحي المناطق القروية من خمولهم ، وراحوا ينظمون الاحتجاجات على نحو غير مسبوق في تاريخ المغرب ، وبمبادرة من اسفل المجتمع دون حفز من المعارضة التاريخية ولا من السلفية المتنامية. تلك هي موجة الاحتجاج المتدفقة منذ النصف الثاني من سنوات 90 ( ايت بلال، املشيل، طاطا، ايتزر، ايت باعمران)
فقد اسمع كادحو اقليم فجيج صوت غضبهم مرارا للمشرفين على تسيير المغرب.
فبعد إقدام جندي على قتل الشاب ياسين في بني تجيت في يونيو 2001، اندلعت مظاهرات شعبية تنديدا بالجريمة وبغطرسة الجنود. وكانت فرصة للتعبير عن السخط إزاء واقع الحرمان العام الذي ترزح فيه البلدة. فكان أن حلت ببني تجيت لجنة مكونة من وزير الداخلية الميداوى والجنرال حسني بنسليمان والجنرال بناني ومدير الأمن بنهاشم. والتزم وزير الداخلية بخلق مشاريع تنموية والنهوض بالمنطقة. وها نحن ، بعد اربع سنوات ونصف، ازاء نفس المشاكل وقد بلغت من التفاقم ملا لا يطاق.

* "الحراقة" برا: النزوح إلى الجزائر

تتميز المنطقة بشكل للاحتجاج ساعد عليه قرب الحدود مع الجزائر، اذ ينظم الكادحون عمليات نزوح الى البلد الجار تعبيرا عن المستوى الذي لا يطاق لاهوال البؤس والتهميش المحكوم بها على أهالي المنطقة.
ففي ابريل 2003 نظم ازيد من 300 مواطن، رجالا ونساء، مسيرة للنزوح الجماعي الى الجزائر، فتصدت لهم السلطات المحلية وقوات القمع ببوعرفة بعد سيرهم 20 كلم شرق مدينة بوعرفة بمنطقة تدعى«البيازة»، كان النازحون ينوون المبيت بها قبل استئناف محاولة الهجرة إلى الجزائر. وقد تم إرجاع النازحين عبر ثلاث شاحنات كبيرة ووزعوا عليهم بعض المساعدات كما وعدوا ممثليهم بأن السلطات ستوفر الشغل وتوزع البقع الأرضية بتجزئة النخيل ببوعرفة ووعدت بمشاريع تنموية عديدة في الأفق القريب.
وكان قد سبق للأشخاص الذين كانوا سينزحون إلى الجزائر أن قاموا بوقفة احتجاجية أمام الباشوية ببوعرفة يوم الخميس 13 مارس 2003، ورفعوا شعارات مطالبة بالشغل ورفع الحكرة والتهميش، وذلك بعد أن شرعت السلطة المحلية بمدينة بوعرفة بتوزيع المساعدات التي خصصتها وزارة الداخلية والمجلس الإقليمي والمجلس الجهوي للمعوزين. قد حلت لجنة وزارية من وزارة الداخلية بمدينة بوعرفة من اجل معرفة أوضاع مواطني المنطقة والوقوف على مشاكلهم.
تمضي الايام، وتتراكم الوعود الكاذبة، فيضطر ضحايا السياسات الطبقية المصرة على التجويع والتقتيل البطيء الى العود.
ففي يوم 12 من شهر شتنبر الأخير شهدت بوعرفة نزوحا جماعيا لسكانها في اتجاه الجزائر، هروبا من الأوضاع المعيشية الصعبة.
فبعد احتشاد الشباب المطالب بالعمل امام مقر العمالة ، وما قوبل به مطلبهم من رفض وتجاهل ، ثم الإهانة من قبل عامل المدينة الذي رفض استقبال المتظاهرين قائلا أمامهم "لا أستقبل الحمير"، بعد هذا بدأ بعد الزوال نزوح مئات السكان المدينة مشيا على الأقدام دون زاد من مأكل ولا مشرب ولا ملبس (أكثر من ألف نازح غالبيتهم من الشباب العاطل بالإضافة إلى الشيوخ وطائفة من النساء والأطفال)، وقد تزامن هذا الحدث مع اعتصام الطلبة المجازين.
تصدت قوات القمع للنازحين، سيارات الدرك وشاحنات القوات المساعدة ، والعديد من سيارات الإدارات التابعة للسلطات المحلية، فارغمتهم على التوقف من أجل "الحوار". قرر النازحون العودة ليفي المسؤولون بالتزاماتهم.

واقع اجتماعي مهول:

أدت عقود من سياسة التقشف في النفقات ذات الطابع الاجتماعي الى تخريب المستشفى العمومي، علاوة على التفاوت الجهوي الذي طبع النظام الصحي بالمغرب (تركز البنيات الاستشفائية الأساسية بالمدن الكبرى ، لاسيما العاصمة والبيضاء) . فنتج عن هاذين العاملين وصول خدمات الصحة العمومية بالمناطق القروية مستوى من التردي لا يعبر عنه غير وصفه بالجريمة بالنظر الى نتائجه على صحة الكادحين وبمقدمتهم النساء والصغار. واحتد الطابع الكارثي للأمر منذ قرار الغاء مجانية الصحة العمومية بصدور مرسوم اليوسفي- ولعلو- البصري في 30 مارس 1999 ، والذي جرى تطبيقه بالتدريج ، واستثار سخطا شعبيا عاما واحتجاجات منظمة ببعض المناطق ( طاطا ، ايفني).
هذا ما جعل نصيب كادحي اقليم فجيج من خدمات الصحة العمومية ضامرا ورديئا كنصيب اخوانهم الكادحين بباقي البلد: نقص مرعب في عدد الأطباء بالعديد من التخصصات ونقص في الأطر التقنية رغم توسع البنية الديمغرافية للإقليم الذي يضم 10 جماعات قروية و جماعتين حضريتين. التجهيزات منعدمة كما هو الحال بالنسبة للمستشفى المحلي بتالسينت: لا وجود لمعدات الإسعافات الأولية و الإنعاش و الفحص الطبي و التحليلات المخبرية . مولدة واحدة تعمل بالمستشفى المحلي بتالسينت و هي مطالبة بتأمين المداومة طيلة أيام الأسبوع للاستجابة للحالات التي ترد على المستشفى من الجماعات الثلاث(بومريم- بوشاون- تالسينت)
تفتقر المراكز الصحية التابعة للمستشفى المحلي بكل من بومريم و أنوال و اغمات و آيت إدير الى التجهيزات، و لا تعرف انتظام الفحوص الطبية، الشيء مما يؤدي الى الاكتظاظ بالمستشفى المحلي المنهك أصلا بفعل قلة اطر التمريض و الطاقم الطبي و التجهيزات الصحية اللازمة• واقع لا يحتمل يجعل المرضى و المصابين مضطرين الى اللجوء الى المستشفى الإقليمي بالرشيدية(220 كلم)أو المركز الإستشفائي بفاس أو مكناس(360كلم).
هل من داع لتناول واقع البطالة المستشرية، ومئات خريجي الجامعة والمدرسة المجبرين على البطالة، وما يرافقها من أشكال العمل غير القار والهش، وضروب تدبر لقمة العيش في اسوا الشروط ؟ هل من حاجة لسرد تفاصيل التخريب الذي تعرض له التعليم العمومي ، بقطع التمويل عنه وخوصصته ؟ هل من حاجة الى التذكير بمصير فقراء القرى بين مطرقة الجفاف وسندان السياسات الطبقية البرجوازية ؟
انها معالم نفس الصورة : صورة مغرب وصل بعد 50 سنة من استقلاله الشكلي الى هاوية البؤس والموت البطيء لعشرات الملايين. انه الواقع الذي يوحد موضوعيا ملايين المغاربة ضد الحفنة النهابة المستفيدة من هذا الوضع.



التصعيد الخطير

السياسة التي تقضم كل ما هو اجتماعي، وتغني الأقلية بإفقار الأغلبية، السياسة التي لا تنفع غير الرأسمال الإمبريالي وربيبه المحلي ، ستشهد تسريعا وتشديدا في السنوات المقبلة . فالخطوط العريضة لتلك السياسة مسطرة في التقرير الأخير للبنك العالمي (30 يونيو 2005) المسمى " استراتيجية التعاون مع المغرب ". البنك العالمي سيواصل الإقراض لدولة المغرب بشرط ان تواصل السياسات النيوليبرالية الجارية: مزيدا من الانفتاح المدمر للصناعة المحلية ، مواصلة "الإصلاحات الهيكلية حرصا على التوازنات الميزانية، إغداق الامتيازات والهبات على القطاع الخاص، المرونة بسوق الشغل وتسهيل الطرد وخفض كلفته، خفض كتلة الأجور، سياسة ضريبية مركزة على ضريبة القيمة المضافة ، خصخصة خدمات الماء والتطهير وباقي خدمات البلديات، تحويل التعليم والصحة الى سلع... وإحاطة هذا كله بالفتات المسمى " محاربة الفقر".
ليست ميزانية 2006 المعروضة على البرلمان المزور غير تفاصيل هذه السياسة المعادية للجماهير الشعبية.
هذا وتستعد حكومة أرباب العمل والملاكين العقاريين الكبار لتحميل الجماهير الشعبية فاتورة ارتفاع أسعار البترول، وتشمر للإجهاز على ما تبقى من صندوق دعم المواد الأساسية ، السكر والدقيق وغاز المطبخ( سيتضاعف سعر هذا الأخير بإلغاء الدعم) ، ولرفع أسعار الماء والكهرباء.
تجفف السياسة النيوليبرالية موارد ميزانية الدولة حيث تنخفض مداخيل الرسوم الجمركية بفعل اتفاق التبادل الحر مع الاتحاد الأوربي ، وهو ما سيفاقمه نظيره الموقع مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما تتراجع مداخيل احتكارات واستغلالات الدولة بفعل الخصخصة.
فمن أين ستأخذ الدولة المال لتمويل ميزانيتها؟ من جيوب الجماهير الشعبية بواسطة ضريبة القيمة المضافة. هذه هي الوصفة التي أعدها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. وطبقها ولعلو بإخضاع العديد من المواد الأساسية لهذه الضريبة او الرفع من معدلها. منها الدقيق والسميد والسكر والأرز والعجائن والقهوة والمربي و الحليب و الزبدة ومارغرين...


طريق الخلاص : لا ثقة في الحكومة، لا ثقة في البرلمان

بقدر ما تشدد حكومة رجال الأعمال سياستها المعتدية على الكادحين، بقدر ما يعلو ضجيج التضليل ومساعي امتصاص النقمة. فمع مواصلة السياسية المولدة لمزيد من البطالة، تكثر الوصفات الكاذبة، ووعود تشغيل مئات الألوف، والمناظرات كالتي سميت " مبادرات التشغيل". وبقدر اتساع دائرة المفقرين وبروز علامات وشوك الانفجار، جاء ما سمي " مبادرة التنمية البشرية" التي ليست اكثر من تسليط للأضواء الإعلامية على سياسة " محاربة الفقر" المستوردة من البنك العالمي.
تعد الدولة البرجوازية بتحسين أوضاع ضحايا سياساتها، وثمة من القوى المعارضة سابقا من يساعدها ويبحث لها عن ثقة الكادحين وقبولهم. المعارضة السابقة تشارك في العدوان على الشعب، وتسعى الى خدعه بادعاء ان ما يطبق هو عين مصلحة الجماهير.
الحكومة تجلس الى طاولة "الحوار" مع نقابات العمال لطمأنتها وتبنيجها بينما هي تصعد عدوانها. فإلى متى ننخدع ؟
حكومة الأقلية المغتنية بتجويع الشعب لا تفكر سوى في النزع الكلي والنهائي لأداة دفاع الكادحين عن النفس: سلاح الإضراب. هذا بعد ان أحكمت الطوق على الحريات العامة، و مررت بمؤسساتها الزائفة قانون الأحزاب الداجنة ومنع قيام أي حزب يسعى الى التغيير الحقيقي لأوضاع البؤس والموت البطيء التي يرزح فيها السواد الأعظم من سكان المغرب.

ثقة الكادحين في ذاتهم، في قدرتهم على الكفاح

النظام الاقتصادي-الاجتماعي القائم ببلدنا مؤسس على فرط الاستغلال ونهب البلد وتهريب الثروات إلى الخارج، (بلغت ودائع المغاربة بالخارج 40 مليار دولار )، تلك سبله في سحق الأغلبية لتنعم الأقلية.
لن تنصاع الحفنة المستفيدة من هذا النظام عن طيب خاطر لفتح السبيل لسياسة بديلة تضع في أسبقياتها تلبية الحاجات الأساسية لملايين المغاربة المفقرين.
من ألف باء النضال ألا نثق في الدولة لأنها دولة المالكين، من ألف باء النضال ألا نعول سوى على قوة ووعي الكادحين، طبقة الأجراء، باعة قوة العمل اليدوية والذهنية على السواء، والقرويين الفقراء.
لا بد من بناء ميزان قوى لفتح الطريق للسياسة البديلة. وهذا ما يستدعي تعزيز حركات النضال من نقابات عمالية ومنظمات الدفاع عن الحقوق الإنسانية، وغيرهما، وجعلها أدوات حقيقة للتنظيم وتوحيد الجهود وممارسة النضال، وليس أجهزة لتنبيه الحاكمين الى خطورة الوضع ومساعدتهم على احتوائه. ان الحقيقة المؤلمة هي ان المنظمات الشعبية سائرة الى التحول الى هياكل بعيدة عن هموم الكادحين، تمارس النضال داخل القاعات اكثر مما تعرف طريق النضال الميداني. وقد شهدنا كيف تأخرت بخزي عن العديد من الكفاحات الشعبية مثل مظاهرات ايفني يوم 7 غشت الأخير.
ان الغضب الشعبي المتنامي، المتفجر هنا وهناك يجب ان يتعزز بوعي مكتمل لأصل المصائب التي يتخبط فيها السواد الأعظم من الشعب: هذا الأصل هو السياسات الطبقية التي تمليها مؤسسات الإمبريالية ( بنك عالمي وصندوق النقد الدولي)، والتي تخدم مصالح الرأسمال العالمي وربيبه المحلي.
أن توحيد القوة الشعبية القادرة على صد الهجوم المتصاعد هو مهمة كل المناضلين على مختلف جبهات النضال : النقابات ، الحقوق الانسانية ، المعطلون ، النساء ...
النضال الشعبي بحاجة الى توحيد: توحيد المطالب وتوحيد المبادرات، والى الاستنارة باستراتيجية للتغيير الحقيقي . يجب حفز كل نضال جزئي وتحقيق أوسع توحيد لقوى الكفاح حوله من اجل انتزاع إصلاحات تحسن الوضع على طريق التحرر الشامل من نظام الاستغلال والاضطهاد والاقصاء. فتحسين الوضع يقوى القدرة على النضال.


واجباتنا إزاء رفاقنا في تالسينت وبني تجيت وبوعرفة

رفاقنا في النضال الشعبي مهددون بتشديد القمع، واجبنا الأول فك الحصار الإعلامي عنهم، و المطالبة بوقف المتابعات القضائية، وبوقف التنكيل بمناضلي جمعية المعطلين والترخيص القانوني لجمعيتهم والغاء المتابعات القضائية لمناضليها.
علينا أن ننظم التضامن بما أوتي كل منا بموقع كفاحه: لجان تضامن تؤسسها منظمات شعبية ، مهرجانات تضامن، بيانات تضامن، زيارات تضامنية.
نبادر في كل مكان دون انتظار قياداتنا ما دام كل ما يجري لم يحرك ضميرها.
واجبنا الدفاع عن الحريات، إذ لا يمكن ان تتقدم حركة النضال الا باتساعها لتكتسي طابعا جماهيريا فعليا، وهذا ما يستدعي امكانات التعبير بحرية والتنظيم. فليس صدفة ما يتعرض له العمل النقابي في بوعرفة من تضييق ممنهج من طرف مختلف أجهزة القمع، كما اوضح بيان نقابي في يونيو الماضي:
ــ تمادي وتعمد رجال الدرك استفزاز الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في جميع المحطات النضالية والتحرش بمناضليها و آخرها فاتح ماي لهذه السنة.
ــ رفض باشا مدينة بوعرفة تسليم الوصل القانوني للنقابة الوطنية لمستخدمي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب رغم تسلمه ملف التجديد.
ــ قيام بعض عناصر الأمن بتمزيق ملصقات و إعلانات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل و تهديد بعض أصحاب محلات النسخ بعدم طبع بيانات النقابات المنضوية تحت لوائها خاصة النقابة الوطنية للتعليم.
واجبنا اتاحة مشاركة الجماهير الشعبية في تحديد المطالب، وأشكال النضال، وتقرير مصير المعارك، وذلك كله بأوسع ديمقراطية، وبتغليب الروح الوحدوية بتكوين لجان التنسيق بين مختلف المنظمات الشعبية، وتعاون المناضلين ايا كانت انتماءاتهم النقابية والسياسية، ما داموا مناصرين لمطالب الكادحين وكفاحهم.

كفى من التجويع والقمع !
التلبية الفورية للمطالب الشعبية!
النصر لكفاح كادحي تالسينت وبوعرفة وعموم اقليم فكيك !
وحدتنا ضمانة نصرنا!



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تهدد البطالة مكتسبات الطبقة العاملة ؟
- فنزويلا: الثورة البوليفارية
- نضالات النساء من المقاومة الى البدائل
- الربيع الأمازيغي 2001: نضال شباب الجزائر وكادحيها المتواصل
- الوضع النقابي في فنزويلا
- الجمعية الوطنية للمعطلين دينامية متواصلة ومسيرة بالرباط
- ميلاد حركة الكادحين دون ارض ونضال -الناس معدومي الأرض- المدي ...
- نضال النقابات ضد البطالة مسالة حياة او موت
- من رائدات النضال النسائي بالمغرب
- الطلاب والنضال الاجتماعي
- - المغرب كادحو ايفني وشبابها يلقنون درسا لمن يتجاهل إرادة ال ...
- نضال النساء معركة كل العمال
- دلالات سياسية لردود الفعل على جهر بتفضيل الجمهورية على الملك ...
- انتخابات ألمانيا : سقوط الاشتراكية-الليبرالية
- بوليفيا: لا انتخابات و لا تجديد دستوري، المطلوب حكومة ثورية
- الانتخابات في بريطانيا: تقدم اليسار الجذري
- ميلاد حركة الكادحين دون ارض ونضال -الناس معدومي الأرض- المدي ...
- استمرار التعبئة الشعبية ضد السياسية الصحية المعادية للكادحين ...
- أصل اضطهاد النساء وطبيعته
- ميثاق النساء العالمي من اجل الإنسانية


المزيد.....




- اعتقال وزير جورجي سابق خلال تجمع حاشد في تبليسي ضد قانون الع ...
- “رسمياً” موعد إجازة شم النسيم 2024 وعيد العمال بعد ترحيلها.. ...
- بعد تعليقها للبعض.. حقيقة تمديد وكالة التشغيل منحة البطالة ل ...
- رسميا الان.. تحديد موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ...
- بزيادة” 100 ألف دينار عراقي”.. سلم رواتب المتقاعدين في العرا ...
- “جدد هنا minha.anem.dz” رابط تجديد منحة البطالة الجزائر واحص ...
- عاجل “زيادة 15000 دينار ضمن الراتب”!.. “حكومة الجزائر” تُعلن ...
- “بعد الزيادة” سلم رواتب الموظفين الجديد العراق 2024 وطريقة ا ...
- زيادة عاجلة على رواتب المتقاعدين.. “الحكومة الجزائرية” تزف ب ...
- WFTU Statement on the World Day for Safety and Health at Wor ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - التنمية البشرية في تالسينت وبوعرفة: الرصاص والقنابل المسيلة للدموع جوابا على المطالبة بالخبز وبالشغل