الوضع النقابي في فنزويلا

المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:16
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

كان للسيرورة الثورية التي بدأت في فنزويلا مع انتخاب الرئيس تشافيز عام 1998 أثر عميق في الحركة النقابية. كانت كونفدرالية عمال فنزويلا، طيلة زهاء أربعين عاما، تحت سيطرة العمل الديمقراطي، أحد الأحزاب التي تحكمت بالنظام السياسي الفنزويلي منذ1961. كانت بنية كونفدرالية عمال فنزويلا( ك.ع.ف) لا ديمقراطية على نحو حاد، وكانت البيروقراطية القائدة تتعاون مع أرباب العمل لكبح النضالات العمالية. وكان البيروقراطيون النقابيون يحصلون من شغيلة البترول والبناء على اشتراكات العمال مقابل ما يعطونهم من فرص عمل. وكان النقابيون المتبنون لتوجه ديمقراطي عرضة للطرد بانتظام، وحتى للاغتيال من قبل عملاء بيروقراطية ك.ع.ف. و في نوفمبر 2001 جرى الاحتفاء بأول انتخابات مباشرة في قيادة ك.ع.ف بفضل قانون لحكومة تشافيز صودق عليه باستفتاء. وكانت الانتخابات مطبوعة بتزوير واسع. فقد "ضاعت" آلاف الأصوات-9000 حسب بحث- خلال عملية نقل ومن جراء" حرائق غريبة". وعندما تم تجميع 48 % فقط من الأصوات أعلنت البيروقراطية النقابية الهرمة المرتبطة بحزب العمل الديمقراطي "النتائج" معلنة فوزها. ورفض رئيس اللجنة الانتخابية لـ ك.ع.ف دانيال سانتولو Daniel Santolo تلك " النتائج" وصرح أن "اورتيغا( قائد ك.ع.ف ) فاز بفضل اتفاق سياسي". ولم تعترف اللجنة الانتخابية الوطنية المشرفة على الانتخابات بالنتائج. وكانت هذه القيادة غير الشرعية على رأس ك.ع.ف( اورتيغا) هي من شارك مباشرة في انقلاب 11 ابريل 2002 [انقلاب فاشل عاد بعده تشافيز الى السلطة واحتد التجذر الاجتماعي] ، الى جانب منظمة أرباب العمل FEDECAMARAS . وكان كارلوس أورتيغا، الكاتب العام غير المنتخب لـ ك.ع.ف ، هو من دعا إلي التظاهر مع المعارضة والسير إلى القصر الرئاسي بقصد إزاحة تشافيز بالقوة. وفي اليوم التالي للانقلاب ظهر قائدا ك.ع.ف ، اورتيغا و مانويل موفا Manuel Cova ، في اجتماع الى جانب الرئيس الجديد ومدير منظمة أرباب العمل بيدرو كارمونا Pedro Carmona ، مقدمين على هذا النحو شرعية لحكومة ناتجة عن انقلاب. جرى إفشال هذا الانقلاب في أقل من 48 ساعة بفضل مظاهرات السكان الجماهيرية.
وفي ديسمبر 2002 نظمت المعارضة الديمقراطية المزعومة محاولة انقلابية جديدة. في ذات اللحظة التي كانت بها جماعة عسكر رجعيين تعلن التمرد وتدعو إلى انقلاب عسكري ضد حكومة تشافيز المنتخبة ديمقراطيا، دعت القيادة غير الشرعية لـ ك.ع.ف باتفاق مع منظمة أرباب العمل إلى " إضراب عام لا محدود" لإطاحة الحكومة. وفي الواقع لم يستجب أي قطاع عمالي لدعوة أرباب العمل هذه إلى الإضراب. وفي حالات عديدة هدد العمال باحتلال المنشآت إذا لم يستأنف أرباب العمل الإنتاج. وتمثل العنصر الأساسي في هذا" الإضراب في عرقلة عمل PDVSA. كان هذا "الإضراب " بقيادة الدوائر القيادية للمنشاة البترولية وليس بقيادة العمال.
ولم يساند الدعوة إلى "الإضراب العام" أي من مختلف نقابات عمال البترول. وقام عمال البترول، مع سكان الأحياء الشعبية وقطاع من الجيش، باحتلال المنشآت واستأنفوا الإنتاج تحت رقابة عمالية. وفي فبراير 2003، وبعد مظاهرة مليونية مساندة لحكومة تشافيز الديمقراطية، وقبل الإخفاق التام للمقاطعة التي نظمها أرباب العمل، اعترفت المعارضة بفشلها. لكن عرقلة صناعة البترول هذه سببت خسائر كبيرة لاقتصاد البلد حيث تراجع النتاج الداخلي الإجمالي بـنسبة 27 % في الربع الأول من عام 2003. وصدر أمر باعتقال كارلوس اورتيغا بفعل مسؤوليته في الأحداث. فر هذا من وجه العدالة ولجأ الى كوستاريكا. وشارك مؤخرا في مظاهرة في ميامي ، بالولايات المتحدة الأمريكية، دعا خلالها إلى تشكيل مجموعات مسلحة ضد حكومة تشافيز. ولهذا السبب تدرس حكومة كوستاريكا إمكانية طرده من ترابها.
خلال هذه الفترة، قبل انقلاب ابريل 2002 وبعده، شاركت ك.ع.ف في الهجمات على حكومة تشافيز. وتلقت تمويلا كبيرا من الإدارة الأمريكية عبر الصندوق الوطني من أجل الديمقراطية. لهذه الأسباب كلها، انعقد اجتماع في كاراكاس في 5 ابريل 2003 لتأسيس اتحاد نقابي جديد اندمجت فيه المنظمات التالية: القوة البوليفارية للعمال، الاستقلال النقابي، الكتلة النقابية الطبقية والديمقراطية لكارابوبو ، ونقابات ديمقراطية عديدة من البلد برمته، وبعض الفيدراليات الكبيرة مثل فيدرالية القطاع العام، وميترو كاراكاس، والصناعة الكيميائية. و أتاح هذا الاجتماع تحضير مؤتمر تأسيس الاتحاد الوطني للعمال [إ.و .ع] المنعقد في 1 و2 غشت 2003 بكاراكاس. شارك فيه 150 مندوب من كل أرجاء البلد يمثلون 120 نقابة و25 فيدرالية إقليمية. انعقد المؤتمر في مناخ حماس متقد ونقاشات ديمقراطية. فقد تم ، مثلا، رفض الأنظمة المقترحة من القيادة المؤقتة لأنها لم ُتناقش في فروع القاعدة. وبرز الطابع الكفاحي في تبني برنامج نضالي جذري جدا يضم المطالب التالية:
تأميم البنوك
استلام المنشآت التي شاركت في وقف الإنتاج ووضعها تحت رقابة عمالية.
رفض سداد الدين الخارجي واستعمال أمواله لإحداث فرص عمل .
خفض مدة العمل الأسبوعية الى 36 ساعة.
خلق منشآت جديدة تحت رقابة عمالية. ويشير اعلان المبادئ بوضوح إلى ان الاتحاد الوطني للعمال "حركة مستقلة ديمقراطية، متضامنة وأممية، طبقية، وحدوية (تمثل كامل الطبقة العاملة)، مدافعة عن تساوي الرجال والنساء" ومناضلة " من أجل تحويل المجتمع الرأسمالي إلى مجتمع تسيير ذاتي" ومن اجل " نموذج تنمية جديد، معادي للرأسمالية ومستقل ، يتيح تحرر البشر من الاستغلال والاضطهاد والميز والإقصاء".
ومذاك شهدت سيرورة تطور الحركة النقابية الديمقراطية في فنزويلا تقدما كبيرا. باتت ك.ع.ف قوقعة فارغة عمليا. ويضم الاتحاد الوطني للعمال اليوم أغلبية العمال المنظمين. وتأكد ذلك بمناسبة أول مايو 2004، لما جمعت مظاهرة الاتحاد الوطني للعمال عشرات ألوف العمال من كل القطاعات، بما فيها مواكب هامة من عمال البترول.
وفي 17 ابريل 2004، بحضور زهاء 4000 نقابي، أطلق الاتحاد الوطني للعمال حملة تستهدف رفع نسبة العمال المنظمين نقابيا بالبلد الى 80 بالمائة، وهي نسبة تبلغ حاليا 15 إلى 20 بالمائة. هذا علاوة على تقدم سيرورة التوحيد النقابي انطلاقا من تصريح وحدة بين الاتحاد الوطني للعمال وكل نقابات قطاع البترول.
اننا ندعو الحركة العمالية والنقابية العالمية إلى الاعتراف بالاتحاد الوطني للعمال بما هو الممثل الشرعي لعمال فنزويلا. إن قيادة ك .ع. ف غير الشرعية وغير المنتخبة – بعد مشاركتها في انقلاب ابريل 2002 ضد حكومة تشافيز الديمقراطية، وبعد تحالفها مع أرباب العمل عند وقف الإنتاج وعرقلة منشآت البترول في ديسمبر 2002 – فقدت كل حق في تمثيل فعلي لعمال فنزويلا.

نص كتبه قادة التنسيق الوطني لاتحاد الوطني للعمال: اورنالدو شيينو –مارسيلا ماسبيرو- ستالين بيريز بورجيز- ادواردو بناتي- خوسيه مورا- روبين ليناريس –

تعريب المناضل-ة

#المناضل-ة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل