أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - النصح العشوائي المتدفق على حياتنا الاجتماعية














المزيد.....

النصح العشوائي المتدفق على حياتنا الاجتماعية


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 21:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


النصح العشوائي
المتدفق على حياتنا الاجتماعية ,


بقدر ما يكره الغربيون أسلوب سرد النصائح خارج سياقها المطلوب
ويحرص كل منهم على تعامل يطبعه الرقي واحترام فردانية الآخر
ولو ضمن التراتبيات الأسرية أو المهنية حتى ،بقدر ما تحاصرنا أمة ثقافة "الوعظ والإرشاد " المتدفقة عبر مختلف جيوب نسيجنا المجتمعي بسيول من النصائح التي تتهاطل على حواف تفاعلاتنا من كل حدب و صوب ,,,,,ومن طرف من هب ودب وفي كل المجالات والتخصصات لتردي بها في متاهات الضبابية و الغموض و الالتباس .
عجيب جدا أمر هذا الاستنساخ اللامتناهي لشخصية المفتي الواعظ التي تتخلل مختلف علاقاتنا الاجتماعية ..والأعجب منه تلك القدرة على توفير الوصفات المفترض اتباعها من طرف "رهط" لا يملك أية خبرة أو معرفة أو تجربة في المجال بل لم يطلب منه أحد التفضل بما يجود به
من "معطيات" قد لا تحترم سياق التفاعل الإنساني ولا زمانه ولا مكانه ولا أية حيثيات تواصلية ...
ذلك أن شرائح واسعة تتطلع بشكل مهووس للعب دور "الواعظ " و "المرشد " في هذا المجال أو ذاك فيتربص بأول فرصة لتقزيم محاوره لدور التلميذ أو حتى المريد الذي عليه أن يتلقى لائحة من الوجوبيات أو المنهيات في أمور قد تهم حياته الخاصة جدا جدا ولم يسبق أن طلب إزاءها رأيا أو نصحا أو توجيها حتى ,,,,,,إلى أن يفاجأ بأنه أمام سياق علائقي لم يختره ,,,,,,,بل أمام اقتحام شرس لخصوصياته وعليه تدبير هذا النشاز في ديناميكية علاقة قد تختلف في عمقها الزمني والإنساني لكنها تفترض ضرورة احترام كل منهما لفردانية الآخر و اختياراته .
ذلك أن ما قد يجمع اثنين في مجال أو زمن معين لا يعطي بالضرورة لهذا أو ذاك مشروعية الغوص في ما لا يعنيه مادام لا يؤذيه بأي شكل من الأشكال ,,,فبالأحرى أن يبدأ في تقديم وصفاته التوجيهية ,,
لنجرب أن يسأل أحدنا طبيبا عن مرض خارج اختصاصه سيحيلك أوتوماتيكيا على ذوي الاختصاص ولن يسمح لنفسه بالإفتاء فيما لا يتقنه
لكن "رهط الغوغاء " لن يتردد في إعطاء الوصفات العلاجية مثلا في مجال الأعشاب حتى وإن كان لا يعرف العشبة التي يذكرها فقط سمع ذلك في مذياع أو ما شابهه معتقدا بوثوقية في صواب ما يقوم به ,
وطبعا نفس الطريقة تنطبق على كل المجالات وبدون استثناء ,
مسبوقة بأسئلة اقتحامية عن أمور لا تعني السائل ولا علاقة لها بسياق الحديث ولا بغاياته وأهدافه ,فقط نزوع مهووس لاختراق حميمية الآخر
وجمع أكبر قدر من المعلومات عن "حياته " وفق ما تمليه حيثيات ثقافة الجاسوسية الاجتماعية المجانية حيث الكل يتجسس على الكل ويشكل في نهاية المطاف ذلك الرصيد الاحتياطي لما قد يعتبر "مهارات مميزة لأجهزة أمنية معينة عند ىالحاجة .
ألا يعبر هذا الإصرار على اقتحام شؤون الآخرين على "استبداد ثقافي " يصر على فرض أسلوب نمطي لأمة أريد لها أن تعيش كالقطيع ,؟؟؟؟
وعليه فالكل مطالب إن شاء أو أبى أن يخضع لأعراف مفروضة بقوة "ضبط اجتماعي " يتعبأ الجميع لفرض إكراهاته وبآليات مختلفة منها
"الوعظ " المكرر في الزمان والمكان ليذكرك بضرورة الانخراط في قوالب جاهزة ومعدة سلفا لفرض نظام اجتماعي غير قابل للاختلاف ,
نموذج تنميطي تزعجه كل الانفلاتات بأشكالها ويعتبرها بوعي أو بدونه "زيغا" يجب رده للصواب عن طريق النصح أولا والعقاب الاجتماعي الذي قد يختلف في مستوياته وأدناها النميمة والاستنكار وهلم جرا ,,,,,
والأغرب من كل هذا أن يعتبر أي خروج عن النمط مهما كان خروجا مسالما ووديعا ولا يضر بأي كان أمرا مزعجا للبعض فيسعى ولو عن حسن نية لتذكير صاحبه أو صاحبته بضرورة احترام ما حددته "الأعراف " في هذا المجال ,,,,دون أن يسأل المعني بالأمر هل شارك في صياغة هذه الأعراف وما هو نصيبه المبدئي "كفرد وكمواطن له وجوده الخاص في التأثير وإعادة الصياغة بما يتلاءم مع الهنا والآن ,؟؟ومن هنا يبدو أنه قد حان الوقت لإعادة الاعتبار للفرد ككائن له حق الإبداع والاختيار لأسلوب حياته وأيضا حق التأثير في منظومة الضبط الاجتماعية بنفس الشكل الذي يطلب منه الانصياع لتأثيراتها كي لا يبقى مجرد مستهلك لأعراف لا تناسب زمانه و حيثياته النفسية والاجتماعية والقيمية ,
لقد حان الوقت لإنتاج كائنات مبدعة ،خلاقة ولن يتأتى لها ذلك إلا إذا
انعتقت من كل أساليب التنميط الفكري والوجداني والعقائدي ,
حتى يكون كل إنسان سيد ذاته أولا وأخيرا ,
لقد حان الوقت كي تتمطط الأعراف لاحتضان قيم "جديدة " تسائل التصنيفات والنمذجات والقوالب العتيقة بشكل يحترم الحريات الفردية
حتى تغدو الحياة الاجتماعية فسيحة بما يكفي لكل الشرائح وأهمها الشريحة المجددة للسلوكات والقيم بما يتناسب وسقف العصر الذي نعيش فيه هنا والآن داخل عالم أضحى قرية صغيرة ,


عائشة التاج ,الرباط , ‏02‏/01‏/2016



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما نغرد بصمت
- سلطة الوقاحة
- قراءة في رواية واحة الغروب ,لبهاء طاهر ,
- التواصل الإنساني على محك الأجهزة الإلكترونية
- أجمع نبضي المتناثر
- علامات التشوير
- علمتني الحياة
- فرح طفولي
- يزداد القلب خصوبة و اتساعا
- حماة للأخلاق باللأخلاق ,,,,,
- تأملات في شخصية الإنسان النرجسي ,
- فن العيش والتعايش
- الأخلاق ,أية دلالات ؟؟
- عل هامش منع فلم -الزين اللي فيك
- نحو شاطيء المحبة ,,
- رؤية خلفية للمسار المهني
- العارفون بأمر الله
- كم هي قاهرة يد المنية
- الزواج المتعدد والمشاعر المطاطية
- الحكامة بصيغة المؤنث : ولوج وممارسة السلطة


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - النصح العشوائي المتدفق على حياتنا الاجتماعية