أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - حماة للأخلاق باللأخلاق ,,,,,














المزيد.....

حماة للأخلاق باللأخلاق ,,,,,


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 23:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




لعل من أطرف ما يمكن أن تنتجه ثقافتنا المشوهة ،تلك النزعة في مراقبة الآخرين ، والتجسس عليهم والتي قد تصل لدى البعض حد العدوانية والعنف وانتهاك الحرمات وذلك تحت يافطة حماية الأخلاق و السعي إلى ضبط سلوكاتهم وتصرفاتهم وفق" معتقدات " يعتبرونها أخلاقية حتى وإن سلكت أساليب ممعنة في اللأخلاق ,,,,,, ,,,,,
والمثير للانتباه أن حوادث من هكذا نوع أضحت تتواتر في حقلنا العام بشكل ملفت للانتباه ,

والخطير في الأمر أن هواة امتشاق "السيف الأخلاقي " ليسوا بالضرورة من فئة الملتحين المعروفين بتطرفهم وخصوصا بالسعي لتملكهم "الحصري " للسجل الأخلاقي وفق المنظومة الإسلامية بل التحق بهم بعض السكارى والمنحرفين الذين نصبوا أنفسهم حماة لأخلاق يفرضونها فقط على الآخرين قبل أن يفرضونها على أنفسهم ,,,,,
بل الأخطر من كل هذا أن يصوب هذا السيف الأخلاقي بناء على "الشبهة " و "الظن " ليس إلا فيخلقون حدثا مفتعلا تكون له تداعيات نفسية واجتماعية على عدد من الأفراد ظلما وعدوانا وبالتالي تداعيات قانونية تزج بالفاعل والمفعول به و ايضا بالجهات المختصة في دوامة ماراطونية من التحركات والإجراءات والتهام الوقت والجهد في أمور هم في غنى عنها فقط
لأن بطل الرواية أراد لعب دور ليس من اختصاصه بأساليب غوغائية وممعنة في الهمجية و في مكان ليس مكانها ,,,,,,

مناسبة هذا المقال هو أن ليلة البارحة انقض أحد الجيران على باب "جارته " التي لا تقطن شقتها في نفس العمارة إلا خلال شهر واحد لأنها من الجالية المغربية في أوروبا ,,,,
وحيث أن جيرانها يستمتعون بغيابها خلال السنة كلها ،ولا تشاركهم الصعود والنزول في السلاليم ولا استعمال المرافق المشتركة إلا أياما معدودات لأنها غالبا ما تكون مع عائلتها الأصلية ,أو مسافرة ,,,,,,
و عليه فهي لم تذهب إلى شقتها إلا "البارحة "هي وعدد من أفراد أسرتها كي يبيتون هناك بعد أن اجتازوا أيام العيد معا , ,,,,
لكن جارهم الذي يقطن فوق شقتها مباشرة ،عز عليه أن تقضي جارته وأهلها ليلتهم في طمأنينة وهدوء
كما يتمنى كل مسلم سلي, ,,,,,,بل كل إنسان عادي لجيرانه
فاختار ان يداهم بابها طرقا وضجيجا على الساعة الواحدة ليلا بعد عودته سكرانا من حانته ،
وهو يلوك نوايا مبيتة بأن في الشقة التي هي عادة مغلقة أشخاص يمارسون ما يعتبر رذيلة فامتشق "رجولته المخصية " و "ترسانته الأخلاقية "التي لم تمنعه من العربدة خلال أيام العيد و لا من إزعاج جيرانه في عز الليل بغوغائية وراح يطرق الباب بعنف مزمجرا بأعلى صوته وزوجته تنتظر أعلى الطابق : هذه العمارة محترمة ولا نسمح بمن بمارس فيها ,,,,كذا وكذا ,,",,,,ليخرج له في نهاية المطاف فوج من الأطفال والنساء منهن واحدة حامل وسيدة مسنة وأخ مريض اقتلعته العربدة من عمق نوم لا يتوفق في الولوج إليه إلا بعد معاناة أكيدة مع الألم والمكابرة ,,,,
و بهذا يكون قد زعزع طمأنينة نومهم بسيلانه "الأخلاقي المزعوم ،مرعبا إياهم وباقي الجيران بطرقاته العنيفة وتهمه المجانية المجانبة لأي صواب والمبنية على الشك و سوء الظن ،بل "رمي المحصنات "بالباطل وهذه من أكبر الجرائر في الإسلام بل تتوازى مع الكفر لأنها من الكبائر , ومرتكبها موعود بأكبر عقاب حسب المنظومة الإسلامية التي يسعى إلى فرضها بالغوغائية والهمجية والعنف ,
متناسيا أن الإسلام أوصى عن سابع جار ,بل غير مسموح للمسلم الحقيقي أن ينام قبل أن يتأكد من أن جاره السابع ليس جوعانا ,,,,,,,
ومتناسيا أيضا تلك العادات المغربية الرائعة والتي بدأت تنقرض مع ازدياد هذا النوع من البشر كي لا أقول الهمج ، عندما كان من واجب الجيران استقبال جارهم أو( جارتهم ) المسافر أو الوافد الجديد بحفاوة في الاستقبال والكرم وإحاطته بكل أنواع الرعاية اللازمة وتقديم يد المعونة له في كل شيء ماديا ومعنويا ,,,,,,,,بل يطبقون ذلك على ضيوفهم أيضا ولازالت هذه العادات سارية المفعول في المغرب العميق بأصالته وقيمه الموغلة في الكرم والطيبة والعفوية ,

ما لذي حدث كي تنحسر القيم الإيجابية الجميلة ويحضر محلها الخوف من الآخر والشك والريبة والعنف ؟؟؟؟
مالذي حدث كي تنبري سلط أخرى محل سلطة الدولة ويسعى الغوغاء لفرض سطوتهم بالهمجية والعنف عوض اللجوء للقانون و ممثليه إن اقتضى الأمر ذلك ؟؟؟؟؟
أسئلة ملحة علينا طرحها و التفكير فيها قبل أن تتجاوزنا الأحداث إلى مالاتحمد عقباه ,

هذه الواقعة حدثت في مدينة الدار البيضاء وبعمارة تبدو "عصرية وأنيقة ومع جيران يبدون مرتاحين ماديا أو على الأقل غير فقراء اللهم إلا في فقر العقل والقلب وتلك الطامة الكبرى

عائشة التاج , المغرب , "



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في شخصية الإنسان النرجسي ,
- فن العيش والتعايش
- الأخلاق ,أية دلالات ؟؟
- عل هامش منع فلم -الزين اللي فيك
- نحو شاطيء المحبة ,,
- رؤية خلفية للمسار المهني
- العارفون بأمر الله
- كم هي قاهرة يد المنية
- الزواج المتعدد والمشاعر المطاطية
- الحكامة بصيغة المؤنث : ولوج وممارسة السلطة
- فوز فرقة اليخت الشرقي الفلسطينية بالباز الذهبي
- زمن الحب
- هل تدخل الحوادث الإرهابية على فرنسا ضمن مخطط صدام الحضارات ؟ ...
- اعتصار الذات
- دفء الحبال
- النزوع نحو التدمير
- الثقافة ما بين التمطط والابتذال
- الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة
- أنا و تونس و المشاعر العميقة ,
- هل تواصل -أمل صقر- جرأتها وتطالب بمحاسبة وزراء التعليم بالمغ ...


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - حماة للأخلاق باللأخلاق ,,,,,