أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - إزدراء الإسلام وتهديد حياة البشر













المزيد.....

إزدراء الإسلام وتهديد حياة البشر


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 06:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدى قرونٍ طويلة كانت تُهَم ازدراء الإسلام أو التجديف أو إهانة المُقدَّسات سيفًا مسلّطًا على رقاب المختلفين دينيًّا أو فكريًّا مع مَذهَب أهل السُّنّة والجماعة. وفي مصر حاليًا يتمّ توجيه هذه التُّهَم إلى الأقباط والشّيعة والبهائيين والمُلحدين والقُرآنيين والأحمديين والمرتدّين عن الإسلام. وكذلك إلى المُصلِحين والمُبدعين والمُفكّرين والأكاديميين المجتهدين. أو مع مَن يختلفون مع الحاكم الواجب الطاعة في فِكر الفقهاء حتّى ولو جَلَدَ ظهرَك وأخذ مالك. أو بمعنى أوضح كلّ مَن يختلف مع مذهب أهل السُّنة والجماعة أو مَن يستعملون عقولَهم بشجاعة ويطالبون بحقوقهم السياسيّة في مواجهة طغيان الحكّام.
ويصل الأمر إلى مجرّد عدم الاعتراف بالإسلام دينًا ولا بمحمد رسولاً يُعتبَر ازدراء للإسلام في عُرف البعض، وفي قوانين بعض الدول الإسلامية. والتاريخُ مليءٌ بالأمثلة، مثل تعذيب واضطهاد المُعتَزَلة وإخوان الصّفا والمرجئة والمتصوّفة والعلماء والمُفكّرين، وحتّى مجرّد الناصحين للحاكم كما فعل الخليفة المنصور مع بن المقفّع حيث أجبره على أكلّ أجزاء من لحم جسده بعد شَيِّها حتى مات، وكذلك ما فعله الخليفة المُقتدِر بالله مع الحلاّج المتصوّف الإسلامي الشهير الذي حَكَمَ في النهاية بصلبه. كذلك تكفير ابن عربي، وزندقة ابن قتيبة، وابن هانئ الأندلسي الشاعر، ثم المسعودي المؤرّخ الذي اتُّهِم بالتشيّع، وكذلك الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني الشهير، ومَصرَع الكيت على يد المتوكلّ العبّاسي بسبب آرائه، وقَتْل ابن الرواندي وابن الفارض وابن أبي العوجاء، وبشّار بن برد، وصالح بن عبد القدوس، وجعد بن درهم، وزندقة أبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعرّي، وقَتْل أنصار معاوية في الشام للنسائي جامع الأحاديث (سُنَن النسائي) الذي قُتِلَ لرفضه أن يكتب لصالح معاوية كما كتب لصالح عليّ، وما فعلَه صلاح الدين مع شيخ الاستشراق المتصوّف السهروردي، وما حدث مع الكندي فيلسوف العرب الذي جُرِّدَ من ملابسه وهو في الستّين من عمره وجُلِد ستّين جَلدة في ميدان عامّ وسط تهليل العامّة. والفيلسوف الكبير أبو بكر الرازي ضُرب على رأسه بكتابِهِ حتّى فقد البصر، وعندما طلب منه أحد تلاميذه علاجه، قال له لقد نظرتُ للدنيا حتى مللتُ، كلّ ذلك نتيجة شكّ أحد الخلفاء في صِدق نظريته. وتمّ تكفير بن سينا والفارابى والحسن بن الهيثم وبن خلدون وبن رشد الذي أحرقوا كتبه ومنزله.. وقَتْل العثمانيّين لليزيديّة، وكذلك داعش مؤخَّرًا لكُفرهم. هذه مجرّد أمثلة عابرة.
وفي العصر الحديث تمّ تجريد "علي عبد الرازق" من شهادة العالميّة وفُصِل من الأزهر، وفُصِلَ "طَهَ حسين" من الجامعة وتمّ حرق كتابه، وفي عام 1947 تمّ قتل المفكّر الإيراني أحمد كسراوي بفتوى من الخوميني وقتها، وفي عام 1987 تمّ اغتيال حسين مروة ومهدي عامل من قِبَل جماعة إسلاميّة متطرِّفة في بيروت، وفي عام 1992 تمّ اغتيال المفكّر المصري "فرج فودة" بناءً على فَتوى من الشيخ محمد الغزالي، وفي عام 1994 تمّت محاولة اغتيال الروائي الحائز على نوبل في الأدب "نجيب محفوظ" بسبب رواية "أولاد حارتنا"، وفي عام 1999 سُجِنَ المفكّر والأكاديمي أحمد البغدادي في الكويت. وفي يوم 25 يناير 1998 اغتال المتطرّفون الإسلاميون المُطرِب الجزائري معتوب الوناس في عيد ميلاده الثاني والأربعين. في عام 2002 تمّ إصدار حكمٍ بالإعدام على هاشم أغاجاري في إيران وتمّ تخفيف الحُكم للسجن بعد ذلك، ثم حُبِس الكاتب الإيراني علي الدشتي إثر نشر كتابه "ثلاثة وعشرون عامًا" الذي انتقد فيه الإسلام، ومات الرجل في ظروف غامضة بعد ذلك. وحَكَمَ صادق خلخالي، الذي أشرف على محكمة الثورة في إيران، حوالي ألفَيّ حُكم إعدام ضدّ الذين اختلفوا مع الثورة الخومينية وهو يقول: "إنّ خلخالي مُكلّفٌ من عند الله بأنْ يُنزِل على روؤسكم العذاب"، وقال في بيان صَدَرَ عنه: "أنّه من المحتمَل أنْ يكون بين مَن أصدر حكمًا بإعدامهم أبرياء مِمَّن سيكافئهم الله بمنحهم غرفة أكثر سِعة في الجنّة وحوريات أكثر!!!" مِمّا يعني أنّه في نظره ليس مُهمًّا أن يكون القاضي عادلاً عندما يَحكُم على الناس بالموت، لأنّ عدل الله سوف يكافئهم في الجنّة عن ظلم القاضي (انظر كامل النجّار: الدولة الإسلامية بين النظريّة والتطبيق). في عام 1995 تمّ الحُكم بتفريق "نصر حامد أبو زيد" عن زوجته "ابتهال يونس". في عام 1987 تَمّ سجن أحمد صبحي منصور زعيم القرآنيين وهرب إلى أمريكا بعد ذلك، وتمّ إهدار دمّ المفكّر الإسلامي العفيف الأخضر وظلّ منزويًا في مسكنه في باريس حتى مات، وظلّ المفكّر الكبير سعيد العشماوي تحت حراسةٍ في منزله لمدّة ثلاثين عامًا وعندما مات طَلَبَ عدم إقامة سُرادق عزاء له لأنّه يَعلَم أنّ الشيوخ كرَّهوا عامّة المسلمين فيه. وتمّ تهديد سيد القِمني بالقتل عدّة مرّات وصودر العديد من كتبه. ويعيش المفكر الإسلامي كامل النجار مُتخفيّا في بريطانيا خوفًا من القتل. ويعيش حامد عبد الصمد تحت حراسة في ألمانيا نتيجة مطاردته بالتكفير. ويعيش "سَلمَان رشدي" تحت حراسة مُشدّدة بعد فتوى الخوميني بقتله عام 1989 بعد صدور روايته "آيات شيطانية" وبعد قتل مترجم روايته. وهربَتْ "آيان هرسي علي" من الصومال إلى هولندا ثم أمريكا بعد تكفيرها، وكذلك "تسليمة نسرين" التي هربت إلى كندا. وقُتِل "ثيو فان جوخ" في 2 نوفمبر عام 2004 بعد إخراجه فيلم "الخضوع" الذي يركّز على وضع المرأة في الإسلام على يد مهاجر مغربي في هولندا. وقُتِلَ وزير البنجاب سلمان تاسيير بواسطة أحد حراسه في 3 يناير 2011 نتيجة اعتراضه على قانون التجديف الباكستاني. وتمّ اغتيال وزير الأقليّات المسيحي شاهباز بهاتي في 1 مارس 2011 لنفس السبب. وتَعَرّض الرسّام الدينماركي لمحاولة قتله عِدّة مرّات نتيجة لما سُمِّيَ بالرسوم الدينماركية. وعُرِضَت الملايين لمَن يغتال رجل الدين القبطي زكريّا بطرس. ويعيش المسئول عن ما سُمِّيَ بالفيلم المُسيء نقولا باسيلي مُتخفّيًا في الولايات المتحدة وقد حُكِم على سبعة من الأقباط في الخارج بالإعدام في مصر بدعوى مشاركتهم في هذا الفيلم. وتمّت محاولة اغتيال للمُدوِّنة الطفلة ملالا يوسف على يد طالبان، التي تَعتَبِر تعليم المرأة مخالفًا للإسلام، وتمّ علاجها في الغرب ثم تكريمها عالميًا بحصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2014م. ومنذ صدور قانون التجديف في باكستان على يد ضياء الحق عام 1986 حُوكِم من خلاله حوالي أربعة آلاف شخص أغلبهم من الطائفة الأحمدية والشّيعة ومن المسيحيّين. وهُدِّدَت أعمال إبداعية ومسرحية ومعارض فنية في كلّ أنحاء العالم تقريبا بواسطة المتطرفين المسلمين بذريعة ازدراء الإسلام، وهرب مئات الكُتّاب والمفكرين والنُشَطَاء من بلادهم إلى الغرب نتيجة لهذا السيف المُسَلَّط على رقابهم.
من كتاب إزدراء الأديان فى مصر
الناشر منتدى الشرق الأوسط للحريات 2015



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ الأزهر يفتتح مؤتمر دولى للنساء والولادة!!!!
- أمريكا تخطط وتأمر والعرب ينفذون
- كيف تصنع الدكتوروهات فى مصر المعاصرة
- أقتصاد مصر فى عهد السيسى
- القول الفصل فى قائمة فى حب مصر
- أبعاد التدخل الروسى فى سوريا
- دولة آل سعود: الخلافة الوهابية
- الدولة الإسلامية العميقة بمصر
- المسلمون يستحقون ما هو أفضل من الإسلام الحالى
- عظماء الأقباط والمتاجرة بالوزنات
- زواج المثليين بين الحقوق الطبيعية والحقوق الشاذة
- الحكم بإعدام مرسى بين الشريعة ومواثيق حقوق الإنسان
- الكنيسة القبطية فى المهجر ومشاكل الجيل الثانى
- نبى الإسلام سنى أم شيعى؟
- بروباجندا عاصفة الحزم
- القضية الأرمنية بعد مائة عام من الإبادة
- الصراع السنى الشيعى عبر العصور
- يسرى فودة ..........وكتابه الجديد
- باكستان.....أرض التطرف
- 400 حلقة من الأسئلة الجريئة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - إزدراء الإسلام وتهديد حياة البشر