أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - جاوزت السبعين شتاء!!














المزيد.....

جاوزت السبعين شتاء!!


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 19:06
المحور: سيرة ذاتية
    



أحسب عمرى بالشتاءات ، ربما لأننى ولدت فى الشتاء ، ومن الطبيعى أن يكون الإحتفال بهذه المناسبة ( إذا ما حدث ) فى الشتاء أيضا!!، ...ما بين 24ديسمبر 1945و24ديسمبر 2015 تعاقبت على شتاءات كثيرة بعضها كان شديد القسوة، لا بمعايير درجات الحرارة المنخفضة، ولا بصقيعها المادى، ولكن بدرجة صقيعها النفسى، كلما حل شتاء غاب فيه واحد من الأحباء أو الأصدقاء الحميمين (الذين هم بطبيعتهم قليلون أصلا!!) ..من أقسى هذه الشتاءات كان عام1981الذى رحل فيه أستاذى وصديقى الشاعر والمثقف الكبير صلاح عبدالصبور، وعام 1982الذى رحل فيه شقيقى الجراح العبقرى الدكتور عبدالحق نصار الذى كان من أحب أشقائى إلى نفسى ، ثم عام 1995الذى رحلت فيه والدتى رحمها الله وأثابها عما كل ما بذلت خيرا، ثم شتاء 1997الذى رحل فيه أعز من كان لى من الأصدقاء على مدى عمرى كله وأعنى به عالم الآثار الإسلامية وعاشق الفن والثقافة الدكتور محمد السيد غيطاس رحمه الله رحمة واسعة، ثم عام 2007الذى رحل فيه الصديق العزيز الناقد الكبير عزالدين إسماعيل ..ثم عام 2011 الذى فقدت فيه ستة من الأصدقاء دفعة واحدة، كان أشدهم إيجاعا على نفسى رحيل خيرى شلبى، وقد اتصلت بى منذ أيام الحاجة أم زين زوجته وأم أولاده كما كان يفعل خيرى فى مثل هذه الأيام لكى تشعرنى بأنه ما زال باقيا وأنه ما زال حريصا على أن يوجه التحية إلى أصدقائه الذين تعلم هى بحكم طول عشرتها معه كم كانوا حميمين وقريبين منه ، فكانت لمسة كريمة طيبة منها أطال الله عمرها وبارك لها فى أبنائها الذين تشرف بهم أى أم مصرية ، وعام 2015الذى فقدت فيه جمال الغيطانى وعبدالرحمن الأبنودى وقد كانا كلاهما حتى آخر لحظة فى حياتهما مؤنسين دائمين لى وأنا مقيم بشكل دائم فى سوهاج خاصة عبدالرحمن الذى لم يكن يمضى يوم دون مكالمة تليفونية طويلة بيننا، ثم كان الفقد الثالث الموجع هو فقد محمد إبراهيم منصور الذى كان فقدا صادما لى تماما، إذ أنه كان قد اتصل بى قبل رحيله بيومين فقط يسألنى عن صحة بيت من الشعر العربى ، وقد كان رحمه الله وهو أستاذ الإقتصاد المتميز فى كلية التجارة جامعة أسيوط ، ومؤسس مركز دراسات المستقبل بها ..كان رغم ذلك عاشقا لقراءة الشعر العربى الكلاسيكى بشكل خاص، وكان متمكنا شديد التمكن من اللغة العربية ممتلكا لناصيتها على نحو لم أعهده فى أستاذ آخر للإقتصاد ( باستثناء رفعت المجوب رحمه الله وجلال أمين أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية ) ..صدمنى الخبر الذى عرفته من خلال مقال قرأته للأستاذ علاء الغطريفى فى المصرى اليوم بعنوان " ورحل إبراهيم منصور" ..قرأته وأنا مشدوه لا أكاد أصدق، ثم استجمعت شجاعتى واتصلت بأبنائه وقدمت لهم العزاء الحار، مؤكدا لهم أنى مثلهم تماما مستوجب للعزاء لأنى فقدت بفقده صديقا لا يعوض. فى هذا العام وفى يزم 24ديسمبر أكملت السبعين شتاء، وقد روت لى والدتى رحمها الله أن التاريخ المكتوب فى شهادة ميلادى هو يوم ولادتى بالفعل لم يتأخر تسجيله يوما أو أياما أو شهور كما يحدث عادة فى الصعيد ، والسبب هو خلاف نشب بين جدى لوالدى وجدتى لوالدتى حول تسميتى , ورغم أن الجدين شقيقان ( كان والدى رحمه الله متزوجا من ابنة عمته ) فقد استعر الخلاف بينهما : جدى "عبدالله" يريد أن يسمينى عبدالله بحجة أن هذا الإسم هو اسم جدهما المشترك، فقد كان اسمه عبدالله نصار عبدالله ، أما جدتى : "نجية نصار عبدالله" فقد كانت تريد تسميتى "نصار" بحجة أن هذا هو اسم أبيهما الذى كان يحبها ويدللها كثيرا، ...ظل أبى صامتا يتابع النزاع المستعر حول الإسم الذى لم يستشره فى شأنه أحد ، ثم أعلن فى النهاية أنه سوف يتوجه غدا إلى مكتب المواليد ليسمينى :" بطرس" لأنه يحب هذا الإسم كثيرا !!..عندئذ هرعت جدتى إلى مكتب المواليد فى نفس اليوم وقامت بتسميتى نصار لكى تضع الجميع فى الأمر الواقع ...وهو ما حدث بالفعل! ..فى عيد ميلادى الخمٍسين كتبت قائلا : كان الليل يطارد طفلا يرعبه الليل..، وكان الطفل التائة يركض كى لا يدركه الليل،//الريح تحاصره والمطر الهاطل والتيه// وعيون الناس المجهوله حين تحدق فيه// ومازال الطفل التائة يبحث عن بيت ابيه وعن صدر أبيه، ومازال التيه هو التيه // جاوزت الخمسين شتاء من عمرى ، لكنى ما زلت الطفل العريان المبتل ، الراكض رعبا كى لا يدركه الليل ، هأنذا فى عيد ميلادى السبعين أتذكر هذه القصيدة التى مازلت صالحة لأن أرددها رغم أن الخمسين قد أصبحت سبعين ، أردد إلى جانبها بعد أن رحلت كل تلك الوجوه التى كانت حبيبة إلى نفسى أبيات صلاح عبدالصبور: ينبئنى شتاء هذا العام / أنى أموت وحدى / ذات شتاء مثله ذات شتاء



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أسمهان والإخوان والدروز
- فاروق ظالما ومظلوما (2)
- فاروق ظالما ومظلوما
- خليل كلفت وداعا
- حسين نصار: تسعون عاما حافلة
- أحزان على زكى
- عن رحيل على سالم
- على هامش حكاية مريم
- مكاوى : لورانس العرب !!
- يوم عادت الملكة القديمة
- كأنك يا -ابوزيت- ..ما قليت !
- رفاق الخيمة
- الذكرى ال 45
- أحمد مراد: خسارتك فى الهلس !!
- عن تأمين أبراج الكهرباء
- فى وداع الخال عبدالرحمن
- الأولى بهم أن يسكتوا
- من أجل (2) يورو
- عن الإبادة التامة لداعش
- أسيوط وسوهاج


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - جاوزت السبعين شتاء!!