أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - شرق أوسط جديد أم اتحاد شرق أوسطي على غرار الاتحاد الأوروبي؟















المزيد.....



شرق أوسط جديد أم اتحاد شرق أوسطي على غرار الاتحاد الأوروبي؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنبيه
====
هذا ليس مقالا، بل هو الفصل الأخير من كتابي القادم بعنوان "الشرق الأوسط الجديد - سياسات واستراتيجيات"... وهو كتاب يبحث عن معيار جديد لمفهوم الاستراتيجية، طارحا وجوب الاعتداد، لدى التخطيط لاسترتيجية ما، فيما تؤول اليه تلك الاستراتيجية في نهاية مطافها، وليس على ضوء ما تنجزه في بداياتها.
==============================
قد يمكن القول بأن خطر المشروع الأميركي الساعي لانشاء شرق أوسط جديد بتقسيمات مختلفة عن تقسيمات سايكس بيكو، بات مشروعا مستبعدا في الوقت الحاضر. فالمقاومة العراقية الشديدة للاحتلال، فرضت على الأميركيين الانسحاب من العراق قبل تمكنهم من استكمال مشروعهم ذاك، خصوصا وأن كل ما استطاعت أن تؤدي اليه الحرب الأهلية التي أشعلتها بين طائفتي السنة والشيعة، هو أن تزيد في عمق الخلافات بين الطرفين، والى تقسيم الجمهورية العراقية الى ثلاثة أقاليم، ولكن ليس ثلاث دول كما أرادت أميركا، في المرحلة الحالية على الأقل.
وكما في العراق، كذلك في سوريا. فالحرب لم تفلح في تغيير النظام القائم واسقاط الرئيس الأسد، لوجود مقاومة من نوع آخر. وبسبب هذه المقاومة السياسية والعسكرية من قبل دولتين حليفتين لسوريا، وهما ايران وروسيا الاتحادية، لم تفلح أميركا أيضا للوصول الى تنفيذ البديل عن اسقاط الرئيس السوري بالسعى لتجزئة الدولة الى عدة دول: سنية علوية، كردية، درزية، كحل بديل مقبول للمعارضة التي شرعت بالحرب بذريعة ابعاد خطر الهلال الشيعي عن قطر اعتبروه سني الاتجاه في جوهره. حيث كان ذاك حل تفتيت سوريا الى دويلات عدة، سيوفر لهم اقليما سنيا قد يحظى بالمساحة الأكبر من الأراضي السورية، ويبقي خطر الهلال الشيعي مقصورا على المنطقة العلوية من القطر.
فهذا الفشل هنا وهناك، قد اضطر الولايات المتحدة مرغمة، لوضع مشروعها للشرق الأوسط الجديد على الرف، ولكن الى حين. فالأسباب الاستراتيجية التي استدعت التفكير الجدي بهذا المشروع، والذي تكرر الحديث عنه تلميحا على ألسنة بعض السياسيين الأميركيين، ثم تصريحا على لسان "غونداليزا رايس"...هذه الأسباب التي أدت الى طرحه ما زالت قائمة، وهي حماية مصادر النفط، وضمان أمن اسرائيل، وايجاد موطىء قدم ثابت لهم في المنطقة، تماما كما يوجد لهم موطىء قدم في قاعدة في المانيا، وأخرى في أنجرليك بتركيا، وثالثة في قطر. ومع ذلك يرغبون بالمزيد منها حماية لمصادر النفط الي تحدث مرارا عن حيوته لهم كلا من الرئيس نيكسون، وكارتر وبوش الأب والابن أيضا.
ومن هنا لا بد للمسؤولين وللمواطنين في هذه المنطقة من العالم، أي في منطقة الشرق الأوسط، أن يبادروا للبحث عن البديل للشرق الأوسط الجديد الذي يرغب في تفتيت المنطقة الى دويلات صغيرة. والبديل الطبيعي هو تعزيز عوامل الاتحاد بين هذه الدول، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة، لا للتفرقة بين هذه الدول فحسب، بل لايجاد بؤر التفرقة بين الشعب الواحد في الدولة الواحدة.
فلا بديل اذن عن المشروع الأميركي، الا الوفاق والاتفاق بين دول المنطقة اذا ارادت حكوماتها وأرادت شعوبها، أن تحبط مشروع الشرق الأوسط الجديد، أو أي مشروع مشابه بتسميات مختلفة.
ويبدو أن الصراع بين العرب والايرانيين، هو الذي يشكل حجر عثرة في طريق تحقيق هذا المشروع الضروري لمصلحة شعوب المنطقة. صحيح أن هناك معوقات أخرى، كالخلافات القومية مع الأتراك وخصوصا في عهد الرئيس أردوغان المتطلع الى انبعاث الامبراطورية العثمانية. ولكن هذه المعوقات قابلة للمعالجة والحل. فهي أقل جسامة، وأقل تصلبا قياسا بمعضلة الصراع العربي الايراني، حيث أن جذور الخلاف بينهما، تعود الى زمن بعيد.
فالخلاف بين العرب والايرانيين، يعود في الزمان الى قرابة الثلاثة عشر قرنا مضت، منذ أن بدأت الفتوحات الاسلامية في الربع الثاني من القرن السابع ميلادي، وهي الفتوحات التي أدت الى سقوط الامبراطورية الفارسية بعد معركة القادسية الشهيرة التي قادها عن الجانب العربي سعد بن أبي وقاص، وأدى انتصاره فيها الى انقضاء تلك الامبراطورية وحلول دولة الخلافة الاسلامية محلها في مركز القوة في المنطقة.

وكانت الامبراطورية الفارسية قبل انقضائها، تسيطر على مناطق واسعة في المنطقة المعروفة الآن بالشرق الأوسط. اذ كانت تضم نسبة واسعة من الأراضي العربية وخصوصا خراسان والعراق، في وقت كانت فيه الامبراطورية الرومانية، المنافسة للامبراطورية الفارسية، تسيطر على مناطق أخرى من الشرق الأوسط الحالي، ومنها تركيا وبلاد الشام.

واعتنق الفرس (كما كانوا يسمون آنئذ) الاسلام، وباتوا في مرحلة ما يشكلون جزءا هاما من الكيان الاسلامي الوليد رغم هزيمتهم في معركة القادسية. لكن نزاعا لاحقا نشأ والقى بظلاله السوداء على مستقبل تلك العلاقة الحميمة. وكان موضوع النزاع يدور حول موقع الخلافة: هل تكون لعلي بن ابي طالب الذي اختاره الصحابة خليفة، أم لمعاوية بن سفيان باعتباره من سادة قريش التي انحدر منها الرسول أيضا.
وجرت محاولة لانهاء الخلاف عن طريق التحكيم بين الطرفين. ألا أن التحكيم لم يفلح في انهاء الصراع، مما أدى الى وقوع معركة كبرى بين مؤيدي هذا الطرف وذاك. تلك كانت معركة كربلاء التي وقعت في عام 61 هجري وأدت الى مقتل الحسين وأخوه العباس. كما جرى لاحقا اغتيال علي بن ابي طالب على يد "بن ملجم الفارسي"، وهو أحد الخوارج، وقد اغتاله انتقاما لقيام الخليفة علي بملاحقة الخوارج وهزيمتهم في معركة "صفين".
وشكل استشهاد الحسين نقطة تحول هامة في العلاقة بين الفرس والعرب، اذ ترك لدى الفرس احساسا بالمرارة خصوصا بعد حصول مزيد من الانكماش في مساحة دولة الفرس نتيجة توسع الفتوحات الاسلامية، بحيث اقتصرت فيما بعد على ما بات يعرف الآن بايران، مما أدى الى تسميتهم بالايرانيين.

ورغم المرارة التي أحس بها مناصرو علي والحسين، وشعورهم بالندم لخذلانهم الحسين في معركة كربلاء، وهي المعركة التي قادها في الطرف الآخر أنصار معاوية الذي أعلن نفسه الآن خليفة للمسلمين، فقد بقي المتشيعون للامامين علي والحسين، على علاقة وطيدة بالطرف الآخر من المسلمين، يساهمون معهم في حياة مشتركة، ويقاتلون الى جانبهم في حروب المسلمين دون أن يؤدي ذاك الخلاف في تلك المرحلة، الى شرخ كبير في العلاقة بينهما.
فرغم ما حدث في كربلاء، لعب الفرس المسلمون دورا هاما في ادارة شؤون الدولة الاسلامية الكبرى التي انتشرت فوصلت الى أطراف أوروبا وأطراف بلاد الهند والصين. وتبوأ العديدون منهم مناصب هامة كان أبرزها في أحد المراحل، أن الوزير الأول في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، كان جعفر البرمكي الفارسي الانتماء. كما تبوأ الفرس مناصب كبرى في فترات أخرى متنوعة سابقة على زمن هارون الرشيد وبعده.
فالخلاف بين الطرفين، لم يقم على أسس الانتماء القومي باعتبار أن الشيعة من الفرس والسنة من العرب. فهناك العديدون من المنتمين لطائفة الشيعة، هم أيضا من العرب ويتواجدون في عدة أقطار عربية كلبنان وسوريا والعراق والبحرين. اضافة الى وجود أعداد كبيرة منهم في بلاد لا تنتمي للفرس أو للعرب، كما في باكستان ودول أخرى، حيث يوجد الكثيرون من المنتمين لطائفة الشيعة رغم انتمائهم لقوميات أخرى لا علاقة لها بالعرب أو بالفرس.
فالخلاف اذن لم يقم على أسس قومية كما يعتقد البعض، قدر ما هو قائم على رؤية اعتقادية بأحقية سلالة الرسول بالخلافة على غيره من المسلمين عربا كانوا أم أعاجم، كما في حالة "علي بن أبي طالب" الذي كان ابن عم الرسول وزوج ابنته. وعلى أساس هذا الاعتقاد ناصروه وآزروه ودخلوا في معركة كبرى (أي معركة كربلاء) دفاعا عن توجههم ذاك.
وربما كان للأسس القومية بعض الدور في ذاك الخلاف. لكنه كان دورا ايجابيا في حينه. فالفرس الذين اعتنقوا الاسلام وغلبوه على مفهومهم القومي، قد اعتقدوا أن الاسلام بات هو الدين والقومية في آن واحد. ومن هنا وجدوا من الضرورة السير وراء سلالة النبي محمد (ص) الذي آمنوا بالدين الذي نادى به، ووجدوا في مبايعة معاوية (خصم علي على موقع الخلافة)، رغم كونه من سادة قبيلة قريش التي جاء منها الرسول أيضا، فيه ترجيح للرؤية القومية على الرؤية الدينية. فهم بعد أن اعتنقوا الاسلام دينا، وباتوا يرجحون التوجه الديني على التوجه القومي الذي تخلوا عنه، أردوا من الآخرين أن يرجحوا المعتقد الديني على التوجه القومي، حتى ولو تمحور التوجه القومي نحو قبيلة قريش العربية التي انحدر منها الرسول (ص).
ولم يكن بين الطرفين في المراحل الأولى للخلاف، أية فوارق في المعتقد الديني. وان ظهرت لاحقا بعض الفوارق بينهما، كالخلاف على قضية الأئمة، فقد ظلت فوارق طفيفة ولا ترقى الى العناصر الأساسية في معتقدات الدين الاسلامي والمؤمنين به.
فالطرفان، أي الشيعة والسنة، يؤمنان بالله كواحد أحد. وكلاهما يؤمنان بالنبي محمد (ص) بصفته الرسول وآخر المرسلين. كما أن كليهما يعتبران القرآن هو الكتاب المقدس والمنزل والذي يتوجب اتباع ما أمر به. وكلاهما يؤمنان بأن الصلاة التي فرضت عليهم هي صلوات خمس. ولدى الصلاة يتوجه الطرفان نحو الكعبة باعتبارها قبلتهم. كما أن الطرفين يصومان في شهر رمضان، ويؤمنان بفريضة الحج الى الكعبة لمن استطاع الى الحج سبيلا. فلا خلافات جوهرية بينهما على الأركان الأساسية للدين. والخلاف الوحيد بينهما، في المراحل الأولى من الاختلاف، ان اعتبر ذلك خلافا، فهو في درجة التقدير لسبط الرسول، وخاصة للامامين علي والحسين، بسبب احساسهم أنهم قد خذلوا "الحسين" في معركة كربلاء مما أدى الى مقتله بطريقة بشعة. ونتيجة لذلك بات المنتمون لطائفة الشيعة في "عاشوراء"، أي في ذكرى معركة كربلاء، يحتفلون باسترجاع ذاك الحدث المؤلم، ذكرى استشهاد "الحسين" الذي يقسمون على الدوام باسمه، ويطلبون عونه وارشاده في قضاياهم الشخصية وغير الشخصية منها، في وقت لا يعتبر فيه المنتمون لطائفة السنة، أن ذلك حدثا هاما أو جللا.
والخلاف الثاني الذي قد لا يكون أيضا خلافا جوهريا، فهو أن الشيعة كلما تليت الصلوات على النبي محمد: (اللهم صلي على محمد)، يقومون بتفخيم صوتهم لدى ذكر ما تبقى من ذاك الدعاء وهو (وعلى آل محمد)، أي على الحسين وشقيقيه وأباهم ووالدتهم فاطمة الزهراء، فهؤلاء هم آل محمد.

ولا أحد يعلم متى وكيف توسعت حالة الخلاف بين الطرفين، مع عدم وجود ذاك الاختلاف الكبير بين العقيدتين الدينيتين؛ لكن المرجح أنها قد أخذت تتسع يوما بعد آخر الى أن بلغت درجة العداء المستفحل بينهما. ومن المحتمل أن أسباب التباعد التدريجي تعود لتزايد الاختلاف في الشعور القومي بين الطرفين، وخصوصا بعد أن نشط الفكر القومي العربي في البلاد العربية منذ القرن التاسع عشر، والذي بدأ يأخذ منحى مواز للفكر الاسلامي الذي كان يجمع بين الفريقين.
وزاد التباعد بينهما بعد وصول الخميني الى سدة الحكم في ايران. اذ تخوف العرب السنة من توجهاته الساعية للهيمنة على المنطقة، وخصوصا منطقة الخليج، وما قد يرافق ذاك التوسع من نشر الفكر الشيعي بين سكانها. ولا يستبعد أن دول الغرب قد ساهمت في عملية ايغار الصدور بين الطرفين، سعيا منها لزيادة القطيعة بينهما؛ كما ساهمت الحرب التي أشعلتها الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي بين العراق وايران، في زيادة تلك الفجوة بينهما. ومن أجل بقاء تلك الحرب بينهما مستعرة لمدة ثماني سنوات مخققة مزيدا من التباعد والنفور، فقد لجأت أميركا الى تسليح الطرفين، وكان أحد أهدافها، وهو الهدف المعلن، ابعاد الخطر الايراني عن دول الخليج. لكن الهدف الآخر غير المعلن، وهو الهدف الأهم كما يرجح، فقد كان زيادة الهوة بين العراق والعرب من جهة، وايران من جهة أخرى، اضافة الى تعميق الهوة بين السنة والشيعة.

ولكن هل يعني ذلك أن تستلم شعوب المنطقة لارادة وما تقتضيه مصالح الآخرين، فتترك الحابل على النابل لتزداد الأمور تفاقما بين الطرفين، وهو ما ترغب به الولايات المتحدة ودول أخرى؟ أم يتوجب على العرب والايرانيين معا (والأتراك والكرد الى جانبهما) باعتبارهما من شعوب هذه المنطقة، العمل في نفس الوقت، لا لتدارك الأمر والحد من تفاقم الأمور بينها فحسب، بل للسعي أيضا لرأب الصدع بين كافة الأطراف، تمهيدا للوصول الى نوع من الاتفاق الراسخ الذي يتوقع منه أن يسير خطى تدريجية نحو التنسيق الكامل على كل الأصعدة، تمهيدا للتوصل الى اتفاق شرق أوسطي شبيه بالاتفاق الحاصل بين الدول الأوروبية، وتبلور بظهور الاتحاد الأوروبي، وهو اتحاد نشأ بين تلك الدول رغم اختلاف القوميات واللغات، بل والدين أحيانا.
فاتفاق كهذا بين الدول الشرق أوسطية يضم العرب والايرانيين والأتراك والأكراد، سيؤدي الى ظهور قوة كبرى، قد تضع المنطقة في مستوى كونها قطبا سادسا ينافس الأقطاب الخمسة الكبرى، بل وقد يؤدي الى تفوق هذا التجمع على منافسيه الأقطاب الخمسة منفردة أو مجتمعة، حتى ولو لم يمتلك تجمع الدول الشرق أوسطية قنبلة نووية، لأنه يمتلك قنبلة أقوى من القنبلة النووية هي قنبلة النفط. فاذا تجمعت دول الخليج مع العراق وليبيا والجزائر وايران، (وكلها دول نفطية) اضافة الى مصر واليمن والسودان والصومال وجيبوتي والمغرب العربي وتركيا وكردستان (المقبلة على الحصول على استقلالها)، فان ذلك سوف يؤدي الى السيطرة على قرابة ثمانين بالمائة من مصادر النفط العالمية التي لا يستطيع الغرب الحياة بدونها، اضافة الى السيطرة على الموقع الاستراتيجي الذي يضم مضائق ثيران وباب المندب ومضيق هرمز، اضافة الى الممرات المائية الحيوية كقناة السويس ومضيق البوسفور والدردنيل.
ولكن من أجل تحقيق ذلك، لا بد من ترجيح قومية جديدة للمنطقة تقف في مقدمة القوميتين الأخريين، وهما القومية العربية والقومية الفارسية، أو حتى القومية التركية والكردية، ولنسمها القومية الشرق أوسطية، القائمة في الأساس على المصالح المشتركة. فكما قال الجنرال ديغول مرة: ليس هناك علاقة مبنية على صداقة دائمة. ولكن هناك علاقات مبنية على مصالح دائمة.

فاذا كانت الولايات المتحدة تسعى عبر طفرات ما يسمى بالربيع العربي، (ومن قبله غزو العراق)، الذى يسعى في أهدافه البعيدة الى أنشاء شرق أوسط جديد يتناسب مع مصالحها، لماذا لا تأخذ دول المنطقة ذاتها زمام المبادرة لانشاء شرق أوسط جديد يتمثل باتحاد شرق أوسطي، يناسب مصالحها هي لا مصالح أميركا ودول الغرب.

ترى كم من النتائج الرائعة ستتحقق لو تغلبت دول المنطقة من عربية وفارسية وتركية وكردية على خلافاتها، ووضعت حجر الأساس للاتحاد الشرق الأوسطي الجديد؟ الكثير بل الكثير جدا.
فالمخاوف من ظهور دولة الهلال الشيعي ستنتهي، وهي الدولة التي اعتقد البعض انها ستضم العراق وسوريا ولبنان لوجود طوائف شيعية أو علوية فيها؛ كما أن مخاطر النزاع في البحرين بين الشيعة والسنة سوف تنقضي. ومثلها مخاطر التهديد الشيعي للمنطقة الشرقية في السعودية حيث توجد أكثرية شيعية. ومثل هذا وذاك سوف تصبح أسباب الخلاف بين الامارات وايران حول الجزر الاماراتية الثلاث التي احتلتها ايران في أوائل السبعينات، أقل حدة ، وكذلك المشاكل في اليمن مع الحوثيين. أما النزاع الطائفي في العراق حول من يحكم العراق: الشيعة أم السنة، فهو أيضا سوف يصل الى نهايته، اذ سيتوصل الطرفان عندئذ الى أسلوب للمشاركة في قيادة البلاد. كما قد يقتلع وفاق كهذا جزءا هاما من الخلافات الطائفية في لبنان، ويضع حدا للاقتتال المتكرر بين فترة وأخرى ببن "التبانة" و"جبل محسن" في طرابلس.
أما في سوريا، فسوف تنقرض تقريبا أسباب الاقتتال هناك بعد اتفاق الطرفين الرئيسيين: السنة من ناحية، وشيعة وعلويين من ناحية أخرى، فيعود الهدوء الى ذاك البلد الذي عانى حتى الآن كثيرا نتيجة عدة عوامل أهمها الصراع بين العرب والايرانيين. فالتفاهم السوري الايراني، كان أحد أسباب المخاوف الرئيسية التي أدت الى قيام بعض دول الخليج الممتعضة من ذاك التفاهم، بتشجيع اشعال تلك الحرب المؤسفة في سوريا، بسبب خروج سوريا عن رغبة بعض الدول العربية، وخصوصا الخليجية منها، بمعاداة ايران.

والواقع أنه قد لا يوجد سبب حقيقي أو جوهري يستدعي الامتناع عن الاقدام على خطوة كهذه الساعية لتفاهم الدول الشرق أوسطية، مع استثناء تركيا لكونها تحاول الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، مع أن رغبتها بالانضمام لذاك الاتحاد، ستصبح أقل فائدة لها اذا باتت عضوا في الاتحاد الشرق أوسطي.
وسوريا المرتبطة أصلا بعلاقات وثيقة مع ايران، لن تمانع في ذلك، ومثلها العراق التي يحكمها في الوقت الحالي حكومة صديقة لايران. أما مصر فيرجح ألا يكون لديها سبب جوهري للاعتراض على خطوة كهذه، خصوصا وأنه في مرحلة من المراحل، كان هناك تفكير عربي بضم ايران الى جامعة الدول العربية ولو بصفة عضو مراقب. وقد بدأ العرب آنئذ يدعون ايران، لفترة من الزمان(ولو كانت قصيرة)، لحضور مؤتمرات القمة العربية بصفة مراقب أيضا.
فالاعتراض الحقيقي لن يأتي الا من بعض دول الخليج، بل ومن المملكة السعودية بالذات التي لا تكن الود كثيرا للجمهورية الاسلامية في ايران، ربما لكونها دولة اسلامية تنازعها على قيادة العالم الاسلامي الكبير، ولكون ايران تدين بالفكر الجعفري في وقت تتبع فيه السعودية الفكر الوهابي.
وربما أن بين أسباب الامتناع السعودي، قد يكون مرده مخاوفها من محاولات ايران لانتاج القنبلة النووية التي ستجعلها الدولة الاسلامية المتفوقة في المنطقة، علما أن الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة، ما كانت ستسمح بتفوق ايراني كهذا، اذ كانت ستسارع الى تأمين توازن للقوى في المنطقة، بتزويد السعودية أو مصر، بقنبلة نووية موازية.

وهناك تجربة سابقة في هذا المجال ترجح هذا الاحتمال، وتلك هي مسارعة بعض الدول الغربية (ويرجح أنها الولايات المتحدة ) لتزويد باكستان بالقنبلة النووية في عام 1998 بعد أيام قليلة جدا تعد على أصابع اليد، من قيام جارتها الهند باجراء تجربتها النووية الأولى. فلم يكن من مصلحة تلك الدول، أن تتفوق الهند عسكريا على جارتها باكستان التي تدخل في مواجهات كثيرة مع الهند، بعضها سياسيا وبعضها عسكريا، وذلك منذ استقلال الدولتين مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
وهناك تطور آخر حديث، يجعل من المخاوف السعودية والعربية من حصول ايران على قنبلتها النووية، مخاوف لم تعد ضرورية، خصوصا بعد أن وقعت ايران مع خمسة زائد واحد، اتفاقا يحد من تقدمها في المجال النووي، علما بأن التقدم النووي الايراني، كان من الممكن أن يصب في مصلحة الدول العربية التي هي في حالة عداء مع اسرائيل التي تملك عشرات الرؤوس النووية.
والواقع أن العرب قد فوتوا فرصة ذهبية لتحويل الجهد النووي الايراني، الى جهد عربي ايراني مشترك، عندما كانت ايران، وقبل التوقيع على الاتفاق مع خمسة زائد واحد، تعاني من ضائقة اقتصادية ومالية نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض عليها من الولايات المتحدة ودول الغرب. فقد كان بوسع العرب آنئذ، وخصوصا السعودية، أن تقدم يد العون المالي والاقتصادي لايران، لتنتشلها من الهوة التي كانت واقعة فيها، مقابل تفاهم عربي ايراني على جعل المشروع النووي الايراني، مشروعا عربيا ايرانيا مشتركا وممهدا لتفاوت الخلافات، بل والتوجه نحو الاتحاد الشرق أوسطي.
وأنا وبكل تواضع، قد كتبت ونشرت مقالا قبل عامين ونصف .. وربما أكثر، أي قبل شروع ايران بالدخول في مفاوضات مع خمسة زائد واحد حول ملفها النووي، أحث فيه الدول العربية وخصوصا السعودية، على مد يد العون لايران والدخول في مفاوضات معها حول هذا الأمر، قبل فوات الفرصة الذهبية، وذلك كخطوة لتحقيق مشروع عربي ايراني لانتاج القنبلة النووية المشتركة.
فظروف ايران المتردية في ذلك الوقت، كانت ستساعد العرب على التوصل الى اتفاق عادل مفيد ومرضي للطرفين، وخصوصا للطرف العربي. لكن للأسف لم يقرأ احد ذلك المقال، ولم يستمع أحد للنصيحة المجانية التي قدمتها للطرفين، مندفعا وراء رغبتي في وضع حد للخلافات غير المجدية، والتقدم خطوة نحو الاتحاد الشرق أوسطي الذي يمكن تحقيقه على مراحل، كما كان الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي بدأ باتحاد اقتصادي، وانتقل الى اتحاد مالي أفرز عملة نقدية مشتركة، وتبعها اتفاق بازالة الحدود أو التقليل من معوقاتها عن طريق التأشيرة المشتركة المسماة "شنجن".
وقد يرى البعض أن الخلافات الطائفية بين الشيعة والسنة تحول دون حصول توافق كهذا. ومثلها التفاوت في القوميات واللغات بين تلك الدول. أضف الى ذلك الحروب التي نشبت بين هذه الدول وما أفرزته من شلالات دماء تشكل أنهارا تفصل بينها. فهذه الدماء المسالة ستقف حجر عثرة دون تحقق حلم كهذا، كما يعتقد البعض. لكني لا أرجح هذا النهج في التفكير. ذلك أن الخلافات الطائفية في أوروبا، لم تحل دون قيام الاتحاد الأوروبي. ومثلها التفاوت في القوميات واللغات، وكذلك الحروب بين تلك الدول وهي كثيرة، وقد سالت بسببها أنهار من دماء الطرفين. لكن رغم هذه الدماء الغزيرة، ورغم التفاوت في اللغات والقوميات والانتماءات الطائفية، توصلت الأطراف الأوروبية لتحقيق الاتحاد بين دولها الثماني والعشرين.
فهناك خلافات طائفية تسود بين الدول الأوروبية. اذ يوجد بين دول ذاك الاتحاد من يدين بالكاثوليكية كفرنسا وايطاليا واسبانيا، وأخرى تدين بالأورثوذكسية كاليونان مثلا والدول المنبثقة عن مجتمعات صربية، وثالثة تدين بالبروتسطانتية كبريطانيا مثلا. ومع ذلك لم تقف الخلافات الطائفية تلك، حائلا بين تلك الدول والدخول في الاتحاد الأوروبي. بل هناك خلافات دينية بينها، وليس مجرد خلافات طائفية. فبينما تدين معظم هذه الدول بالديانة المسيحية عامة، فان دولا أخرى منها تدين بالاسلامية ومنها البوسنة، وألبانيا، وكوسوفو. وها هي تركيا المسلمة أيضا تسعى للانضمام لذاك الاتحاد.
أما الخلافات القومية بين دول الاتحاد الأوروبي، وتفاوت اللغات بينها... فهي كثيرة أيضا، ومع ذلك لم يحل وجود أي منها دون ظهور اتحاد كهذا. صحيح أن الاتحاد الشرق أوسطي، سوف يضم عربا، وفرسا وكردا وأتراكا، ولكل منهم قوميته ولغته. ومع ذلك فان هذه مجرد معوقات بسيطة، قياسا بتفاوت اللغات والقوميات بين دول الاتحاد الأوروبي التي حققت اتحادها رغم التفاوت في اللغات، بل ورغم وجود خلافات عميقة بين القوميات التي انحدرت منها تلك الدول. فبريطانيا في جذورها تشكلت من شعوب أنجلو- ساكسونية، وفرنسا من قبائل الغال GAULS الاغريقية، والدول الاسكندنافية جذورها كانت في الفايكنجز، ومثل هذه وتلك القبائل اليونانة والرومانية، اضافة الى الشعب الألماني الذي يعتبر نفسه متميزا ووضعه هتلر على رأس قائمة الشعوب المتميزة. فالاتحاد الأوروبي يتشكل من خليط من عدة قوميات، وينطقون بعدة لغات، دون أن يحول ذلك كله دون اتحادهم كما هو حاصل فعلا.
فالتفاوت بين اللغة الألمانية واللغة اليونانية، كبير جدا، ومثله بين اللغة الفرنسية ولغة أهالي البوسنة وألبانيا أو كوسوفو، في وقت كان فيه التفاوت بين لغات دول منطقة الشرق الأوسط هو تفاوت بسيط، بل ويمكن ملاحظة وجود آثار للغة العربية في اللغة الفارسية وكذلك في الكردية، بل وهناك بعض الكلمات العربية في اللغة التركية، اضافة الى وجود الكثير منها في اللغة الفارسية والكردية.
أما بالنسبة للحروب بين الشيعة والسنة في هذه المنطقة، فهي لا شيء يقاس مع الحروب التي نشبت بين الدول الأوروبية التي سالت فيها أنهار حقيقية من الدماء، كما حصل في الحرب العالمية الثانية، دون أن ننسى حرب الوردتين، وحرب المائة عام، بل والحرب الفرنسية البريطانية عندما دمرت بريطانيا أسطول نابليون الفرنسي في معركة واترلو الشهيرة.
ففي الحرب العالمية الثانية، كانت ألمانيا وايطاليا تقفان في صف واحد، يقابله في الصف المقابل كلا من بريطانيا وفرنسا وعدة دول أوروبية أخرى. وألمانيا لوحدها في تلك الحرب، قد خسرت قرابة العشرة ملايين قتيل. وفرنسا خسرت مئات الآلاف من القتلى، ومثلها بريطانيا. وكان مجموع الضحايا في الحرب العالمية الثانية، يكاد يصل الى تسعين مليون قتيل. وهذا لا يقاس بمجرد عشرات الآلاف الذين سقطوا سواء في حرب القادسية، أو معركة كربلاء، أو في الهجمة الوهابية في نهايات القرن الثامن عشر على كل من النجف وكربلاء، أو حتى أولئك الذين سقطوا في حرب عراق - ايران في ثمانينات القرن الماضي.
لا أعذار هناك اذن للحيلولة دون تجمع قوى دول هذه المنطقة، الا تخوف قياداتها من خسارة مواقعهم السياسية، علما أن ذلك لن يتحقق. فالمطلوب هو اتحاد شبه كونفدرالي يبقي الزعماء في مواقعهم، علما أن الخطوات لتحقيق ذلك الاتحاد ستحتاج الى سنوات.
كل ما في الأمر، أن طريق الألف ميل نحو اتحاد شرق أوسطي يضع حدا للتطلعات الأميركية بانشاء شرق أوسط جديد، ويحقق مصالح شعوبها الاقتصادية اضافة الى حرية التنقل بين تلك الدول... تبدأ بخطوة واحدة، تتبعها خطوات بطيئة ولكنها مدروسة، وكل همها الوقوف صفا واحدا يضم كل دول المنطقة، في مواجهة مطامع الدول الأخرى بنفط وخيرات هذه المنطقة من العالم.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزو العراق عام 2003 ونتائجه الضارة على العراق والعالم.
- لماذا تعلن السعودية التي شاركت بحرب ضد سوريا، ثم اليمن، حربا ...
- مبررات السلطان أردوغان لاسقاط الطائرة الروسية، وخطوات القيصر ...
- تركيا بين اسقاط الطائرة سوخوي لخرقها أجواءها أو حماية لجبهة ...
- هل يشارك بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية القادمة، أم لا يش ...
- الموقف السوفياتي المتذبذب بصدد عاصفة الصحراء
- هل تؤثر تفجيرات باريس ايجابيا على مؤتمري فينا وقمة العشرين؟
- اختفاء السفيرة جلاسبي، والتخبط في تبرير أسباب اختفائها
- غموض في أقوال السفيرة -جلاسبي- لصدام، والتناقضات في تفسيرها ...
- هل كانت عاصفة الصحراء لتحرير الكويت أم لأسباب أخرى؟
- غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر
- الأخطاء الاستراتيجية الأميركية والكوارث التي تسببت بها
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها 2 *
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها - 1 *
- هل تعطل الحرب بالوكالة على الأرض السورية، منجزات مؤتمر فيينا ...
- متى يبق نتانياهو البحصة التي في فمه ويعلن عن مطالبه الحقيقية ...
- هل تخلى صانع الحلم العربي عن الحلم العربي وتوجه نحو الحلم ال ...
- تحذير للمسافرين بالطائرة عبر الأجواء الاسرائيلية: استخدموا ا ...
- مفاجأة المشاركة الأردنية لروسيا في مكافحة الارهاب، قد لا تكو ...
- هل تمنع سلطات اسرائيل الطائرات ألأجنبية من استخدام مراحيضها ...


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - شرق أوسط جديد أم اتحاد شرق أوسطي على غرار الاتحاد الأوروبي؟