أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غزو العراق عام 2003 ونتائجه الضارة على العراق والعالم.















المزيد.....



غزو العراق عام 2003 ونتائجه الضارة على العراق والعالم.


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنبيه
===
هذا ليس مقالا منفصلا، اذ انه جزء من فصل من كتابي القادم المكون من عدة فصول، وسوف ينشر في مطلع العام القادم بعنوان: "الشرق الأوسط الجديد - سياسات واستراتيجيات" ، وهو كتاب يبحث عن مفهوم جديد للاستراتيجية تحت شعار (الاستراتيجية في نهاية مطافها) وليس في المراحل الأولى لتنفيذها. علما أن في الجزء الأول من هذا الفصل، يتعرض لما عاناه العراق في الفترة بين انتهاء عاصفة الصحراء في 28 شباط 1991، وبداية عملية غزو العراق في 21 آذار 2003، من حصار اقتصادي وعمليات تفتيش دولية والأزمات الكبرى التي أثارتها فرق التفتيش، اضافة الى عدة عمليات عسكرية كان أبرزها قصف بغداد من قبل الرئيس "بوش الأب" في 17 كانون ثاني 1991، وقصفها مجددا في كانون أول 1998 وعلى مدى أربعة أيام، من قبل الرئيس "بيل كلينتون"، فيما سمي بعملية "ثعلب الصحراء".
======================================
وهكذا غزت القوات الأميركية العراق في 21 آذار 2003. لكن مخططها واجه مشكلة غير متوقعة. اذ فوجئت بظهور مقاومة شديدة للاحتلال خلال عملية الغزو، واستمرت بعد اكتمال عملية الغزو، خلافا لما وعدوا به بأنهم سيلقون ترحيبا وتهليلا وتعاونا معهم باعتبارهم مخلصين للشعب من سيطرة ديكتاتور.
وشرع بعمليات المقاومة "فدائيو صدام" وأعضاء من حزب البعث الملتزمين بطروحات الحزب ومبادئه. وتبع ذلك ظهور مزيد من التنظيمات السرية التي بدأت تمارس أعمال المقاومة ضد الاحتلال الأميركي والبريطاني. وكانت المقاومة ناشطة بشكل أوسع في منطقة تسمى بالمثلث السني الذي يضم غرب بغداد ومحافظة الأنبار ومحافظات أخرى عراقية كصلاح الدين ومركزها "تكريت" - مدينة الرئيس صدام حسين، ونينوى ومركزها الموصل. وظهر فجأة ما يسمى بجيش الاسلام. وبعدهم ظهرت مجموعة النقشبندية التي تدين بالولاء ل"عزة ابراهيم الدوري" - نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية والرجل الثاني بعد "صدام حسين". وسميت هذه المجموعة بالنقشبندية، نسبة للجماعة الصوفية النقشبندية التي لها طريقتها الخاصة بالتصوف والمسماة بالطريقة بالنقشبندية. وكان "عزة الدوري" ينتمي اليها.
وتورد نشرة تحمل اسم "النشرة الفصلية حول الشرق الأوسط" في نشرتها الفصلية لخريف عام 2003، دراسة كتبها "جيفري وايت" و"مايكل شميدماير"، (Jeffrey B. White and Michael Schmidmayr) ... قائمة طويلة بأسماء تنظيمات المقاومة في العراق والتي ظهرت فجأة اثر الاحتلال الأميركي - البريطاني للعراق عام 2003. وقد تضمنت تسعة عشر اسما من بينها أسماء لم نسمع بها من قبل. ومن بين الأسماء التي وردت في تلك القائمة، كانت هناك المنظمات التالية: تنظيم حزب العودة، جيش التحرير العراقي، التنظيم الناصري، الحركة الاسلامية في العراق، تنظيم الاخوان المسلمين، أنصار الاسلام، شباب الاسلام، الحركة الاسلامية المسلحة المنتمية للقاعدة، فدائيو الجبهة الوطنية العراقية المسلحة، كتائب المقاومة العراقية، حركة الجهاد السلفية، القيادة العامة للمقاومة العراقية المسلحة، كتيبة المقاومة العراقية، الثوار العراقيون - كتيبة الأنبار المسلحة، تنظيم كتائب الجهاد في العراق، تنظيم الأعلام السوداء. حزب الأفعى، وجيش محمد. والغريب في الأمر أن هذه القائمة لم تتضمن الأسماء االمعروفة كفدائيي صدام، وجيش النقشبنديين. والأهم من ذلك أنها لم تذكر اسم حركة "التوحيد والجهاد" التي قادها "أبو مصعب الزرقاوي" واستبدلت اسمها لاحقا اثر انتمائها لتنظيم القاعدة، ليصبح "تنظيم القاعدة والجهاد في بلاد الرافدين". ويرجح أن بعضها أسماء خلايا (وليست منظمات) تعمل ضمن تنظيم أكبر، ربما كان تنظيم التوحيد والجهاد" أحدها. كما أنها لم تشر الى الناشطين في المقاومة من أعضاء حزب البعث ما لم يكونوا قد نشطوا تحت مسميات مختلفة.
ولكن في 19 آذار 2006، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا كتبه "جوناثان فينر" (Jonathan Finer) . وكشف المقال أن مجلسا أعلى للمجاهدين قد شكل، وسمي "مجلس شورى المجاهدين". وتضمن المجلس الذي شكل فعلا في أوائل شهر كانون ثاني (يناير) 2006 الكثير من الأسماء الواردة سابقا، بل وورد فيه أسماء مجموعات لم تكن قد شملها جدول الأسماء السابق ذكره. كما أورد المقال بعض التفصيل عن نشاط وكيفية عمل كل من المجموعات المنضوية تحت لواء هذا المجلس الذي ترأسه عراقي لم يكشف عن اسمه، مع أن التوقع كان أن يرأسه الزرقاوي - الأردني الجنسية، لكون مجموعته هي المجموعة الأقوى والأكثر نشاطا. ويقول الكاتب أن اختيار عراقي لترأس المجلس، كان هدفه الدعاية وابعاد النظر عن مشاركة غير العراقيين في القتال ضد الاحتلال الأميركي.
ومن التفاصيل التي ذكرها الكاتب عن مهمات وتخصصات بعض هذه الفصائل قوله أن مجموعة "بن مالك"، وكذلك مجموعة "الأنصار"، كانتا متخصصتين بالعمليات الانتحارية. كما ذكر أن مجموعة "انصار السنة" المنبثقة عن مجموعة أكبر باسم "انصار الاسلام"، كانت هي أيضا متخصصة بالأعمال الانتحارية القاتلة. وجميع أعضاء هاتين المجموعتين، أي "أنصار السنة" و"بن مالك"، كانوا من السلفيين الساعين للسير على خطى النبي محمد (ص) وصحابته. ومن أبرز عمليات هذه المجموعة، زرع قنبلة على جانب طريق الرمادي - الفالوجة في شهر آب (أغسطس) الماضي، أدت الى مقتل 14 جندي من المارينز اضافة الى مقتل المترجم العامل معهم. وهنا لا بد أن نلاحظ مرة أخرى أن هذه الأسماء لم يرد ذكرها في القائمة السابقة التي تضمنت أسماء تسعة عشر مجموعة مقاومة للاحتلال.
واذا كان أحد الأسباب التي تذرع بها الأميركيون لغزو العراق، هي ايواءه لمجموعات تنتمي للقاعدة، فان القاعدة لم يكن لها تواجد في العراق قبل الغزو الأميركي. الا أنه بعد الغزو، شرع هذا النوع من المقاتلين، وعدد كبير منهم غير عراقيين، يتدفقون على بغداد. وهنا لم تعد قوات الاحتلال تواجه مقاومة من العراقيين، بل باتت تواجه مقاومة من جهاديين ينتمون فعلا لتنظيم القاعدة، وكان أبرز هؤلاء "أبو مصعب الزرقاوي" القادم من الأردن، والتحق به تدريجيا مجموعات من المقاتلين الاسلاميين الذين ينتمون لجنسيات مختلفة وسبق وقاتلوا في أفغانستان.
وتقول نشرة عنوانها GPF ) Global Policy Forum) ويتضمن مجلس ادارتها في نيويورك كلا من "بربربره آدامز، مارينا لانت، وجنس مارتين"، أنه كانت هناك الى جانب المقاومة المسلحة، مقاومة سلمية مدنية تتضمن المثقفين والكتاب والمفكرين وأساتذة الجامعات وبعض الأحزاب السياسية وأعضاء النقابات.
لكن في المقابل، اعتقد "بول بريمر" المعين حاكما عسكريا للعراق، أن النخبة من مجتمع السنة، وكذلك من طبقة العمال المنتمين لحزب البعث، هم من يقفون وراء المقاومة المسلحة وحركات التمرد المتسمة بالعنف. وتقول "آشلي سميث" في تعليق لها نشرته منظمة "العمال الاشتراكية"، أن "بريمر" أمر باعتقالهم وحل تجمعاتهم ونقاباتهم، مما زاد في غضب الشعب وأدى لتنامي المقاومة. وكانت نقابة العاملين في مصافي النفط وحقول استخراجه، من بين هذه النقابات العمالية اتي حلت. وتقول "آشلي سميث" أيضا، أن هذه الخطوة قد "حولت الأميركيين في نظر العراقيين الى قوة استعمارية محتلة"، مما ادى الى تصاعد المقاومة وازدياد نشاطها.
وفي محاولة من "بول بريمر" لمواجهة تصاعد أعمال المقاومة، أمر بملاحقة قادة البعثيين واعتقالهم وقتلهم اذا لم يستسلموا، وكما تقول تلك النشرة الصادرة عن منظمة العمال الاشتراكيين، أنه قد قتل الكثرين منهم، كما تمكن من اعتقال "صدام حسين" وتقديمه للمحاكمة، حيث جرى في شهر كانون أول 2006 تنفيذ حكم بالاعدام فيه. وكانت محكمة شكلت في ظل ظروف الاحتلال، قد أصدرت حكما باعدام "صدام". وتقول تلك النشرة أن الجنرال "أريك شينسكي" قد قال "أن نجاح المقاومة مرده عدم وجود قوات كافية للسيطرة على الوضع في العراق".
وكانت المقاومة العراقية تهاجم قوات الاحتلال الأميركية، وكذلك رجال الأمن العراقيين المتعاونين مع قوات الاحتلال. وتضمنت عمليات المقاومة تفجير سيارات مفخخة، كما نفذت بعض العمليات الانتحارية التي قام بها بعض الجهاديين القادمين من الخارج. وكانت مجموعة "أبو مصعب الزرقاوي" الذي أعلن فيما بعد انتماءه للقاعدة، تنفذ جزءا كبيرا منها، ممارسة ما وصف من قبل الأميركيين بحرب عصابات، بمعنى أضرب وأهرب، اضافة الى معارك كلاسيكية عدة، حيث حصلت مواجهات مباشرة بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة العراقية.
ونشر الكاتبان "جيفري وايت" و "مايكل شميدواير" مقالا في دورية فصلية عنوانها "الشرق الأوسط الفصلية" (سبق الاقتباس من هذه الدورية في فقرات سابقة) في نشرتها لفصل خريف 2003، قالا فيه أن "المقاومة قد بدأت من 14 نيسان 2003" أي بعد اكتمال عملية احتلال العراق بأيام قليلة (اكتمل الاحتلال في أوائل نيسان 2003). وذكر المقال أنه بين 21 و27 نيسان 2003، كانت هناك تقارير بوقوع عشر عمليات مقاومة مسلحة، "وكانت معظمها صغيرة الحجم الا واحدة منها نفذت في مدينة الموصل، وذكر بان عشرين الى ثلاثين مسلحا شاركوا فيها". ويضيف الكاتبان أنه منذ الثامن والعشرين من الشهر ذاته وحتى الرابع من أيار (مايو) "قفز عدد تلك العمليات ليبلغ 27 هجوما خلال أسبوع واحد". ويضيف الكاتبان أنه اذا استخدمت الأسلحة الصغيرة في الأسبوعين الأولين للمقاومة، فان ال "أر بي جيه" قد استخدمت مع بداية الأسبوع الثالث للمقاومة.
وفي شهر تشرين أول (أوكتوبر) 2003، تصاعدت عمليات المقاومة بشكل ملموس وخصوصا بعد حلول شهر رمضان الذي اعتقد المحتلون أنه سيكون شهر أمن وسكينة. وورد في الويكيبديا أن "عدد التفجيرات في يوم واحد (من شهر رمضان) بلغ خمسين عملية"، وتضمن بعضها اسقاط هليكوبترات للقوات الأميركية. وفي نهايات شهر تشرين أول من ذاك العام، نفذت عملية تضمنت أربع تفجيرات متلاحقة ومترابطة مع بعضها البعض. ووجهت هذه العمليات ضد قوات الاحتلال وبعض المواقع للصليب الأحمر الدولي. وبلغ عدد القتلى في ذاك اليوم 82 قتيلا صاحبهم أيضا 337 جريحا. وهنا قرر "بريمر" تنفيذ عملية كبرى ضد المقاومة المسلحة أطلق عليها اسم "المطرقة الفولاذية"، واستخدم فيها الطائرات الأميركية لأول مرة منذ اكتمال سيطرتهم على العراق.
ومن بين المدن العراقية ضمن المثلث السني التي شهدت أشرس المعارك، كانت مدينة "الفالوجة" حيث قتل في 31 آذار 2004.. في داخل المدينة، أربعة أميركيين متعاقدين مع قوات التحالف لتنفيذ أعمال عسكرية بما فيها أعمال الحراسة وعرفوا باسم Black Waters. وفي اليوم ذاته قتل خمسة من جنود البحرية الأميركية Marines كانوا يقومون بدورية على الطريق السريع القريب من مدينة الفالوجة. وهنا قررت قوات الاحتلال من المارينز التي أوكلت اليهم مهمة التعامل مع المقاومة في محافظة الأنبار، الدخول في مواجهة عسكرية كبرى مع قوات المقاومة المتواجدة في مدينة الفالوجة والتي تحولت الى موقع آمن لرجال المقاومة.
وفي الرابع من نيسان 2004، حشدت القوات الأميركية أعدادا كبيرة من جنود المارينز وقوات عسكرية عراقية متعاونة معهم، وشرعت في مهاجمة المدينة. ولكنها جوبهت بمقاومة شرسة. وقدرت القوات المهاجمة أن عدد المسلحين المقاومين قد تجاوز الفي مقاتل، وقد اعتمدوا أسلوب تقسيم أنفسم الى فئات صغيرة كما هو متبع في تقسيمات القوات المسلحة النظامية. كما أنهم كانوا يتبعون نهج القتال العسكري المنظم والمدروس في تلك المعركة، وليس أسلوب حرب العصابات الذي يتبعه المجاهدون الاسلاميون والذي مارسوه في أفغانستان، مما جعلهم يقدرون أن من يدير العمليات العسكرية للمقاومة في تلك المدينة، كانوا ضباطا محترفين، وكانوا يستخدمون التكتيكات السوفياتية في القتال. وتقول الويكيبيديا، انه "بعد ثلاثة أيام من القتال، سيطرت القوات الأميركية على جزء من المدينة، لكن ثلاثة أرباعها كان لا يزال تحت سيطرة المقاومين".
وفي خضم واشتداد المعركة، لا حظت قوات المارينز أن المقاتلين أخذوا يتبعون أسلوب الهجوم وعدم الاكتفاء بالدفاع. فمئات من المقاتلين المتمردين قد قطعوا الطريق بين الفالوجة وبغداد الواقعة شرق الفالوجة، وهو طريق تزويد القوات المهاجمة بالذخيرة والسلاح والامداد بمزيد من الجنود. وفي غرب الفالوجة، هاجم مائة وخمسين مقاتلا متمردا قوات المارينز المتواجدة في محيط مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار. كما هاجم مائة وخمسين متمردا آخر، قوات المارينز المتواجدة في منطقة "القائم" القريبة من الحدود مع سوريا. وردت قوات المارينز هذه الهجمات الثلاث ولكنها، كما تقول الويكيبيديا، تكبدت عددا كبيرا من القتلى والجرحى من قوات البحرية الأميركية.
وبدأت أصوات عديدة ترتفع في داخل العراق وفي الدول العربية والاسلامية، على شدة قمع القوات الأميركية المحتلة للمقاومين العراقيين، خصوصا وأن مستشفى الفالوجة قد امتلأ بأعداد كبيرة من الجرحى وكان معظمهم من المدنيين. ورغم ذلك واصل الأميركييون الهجوم على الفالوجة. وبعد أسبوعين من القتال، باتوا يسيطرون على معظم أجزاء المدينة. الا أن وسط المدينة، ظل تحت سيطرة المقاومين.
وازاء ردود الفعل الكبيرة المحتجة على ذاك الهجوم الذي وصف بالشراسة، وخوفا من أن يؤدي ذاك الهجوم الى زيادة الكراهية العراقية لاحتلالهم، مما قد يؤدي الى انضمام مزيد منهم للمقاومة المسلحة، قرر البنتاغون وقف ذاك الهجوم في الثلاثين من شهر نيسان (ابريل)، أي بعد 26 يوما من القتال، والانسحاب من المدينة، مع الاكتفاء بمحاصرتها بقوات المارينز التي انتشرت حول أطراف تلك المدينة. وبعد مفاوضات بين الطرفين، تقرر تشكيل كتيبة باسم "كتيبة الفالوجة" التي شكلت من جنود وضباط سابقين في الجيش العراقي تطوعوا للمشاركة فيها. الا أنها كانت تضم أيضا، كما تقول "ويكيبيديا"، بعض المسلحين المقاومين، وعدد كبير من ضباط الجيش العراقي الموالين للرئيس صدام حسين. وكانت مهمة "كتيبة الفالوجة" القيام بأعمال الشرطة والحفاظ على الأمن في المدينة. ولكن كتيبة الفالوجة، سرعان ما اندمجت مع قوات المقاومة. وتقول نشرة صادرة عن News-Standard News أن بعض المقاتلين المؤازين ل"أبو مصعب الزرقاوي" المتواجدين في المدينةـ، باتوا أصحاب نفوذ كبير فيها. وبقيت قوات التحالف تحاصر المدينة لمدة ستة أشهر، ثم انسحبت منها.
وتقول الوكيبيديا، أنه مع نهاية فصل الربيع في عام 2004، باتتت عدة مدن عراقية في المثلث السني، تحت سيطرة رجال المقاومة. ومن هذه المدن سامراء وبعقوبة والرمادي والفالوجة، حيث كانت في الفالوجة، سيطرة تامة للمقاومين، وسيطرة نسبية لهم في المدن الثلاث الأخرى لوجود دوريات لقوات التحالف تتجول أحيانا في المدن الثلاث الأخرى. وهنا دخلت حركة المقاومة المسلحة مرحلة جديد أكثر قوة من ذي قبل، لوجود منطقة آمنة تماما لرجالهم وخصوصا في مدينة الفالوجة، رغم ظهور بعض الحساسيات بين جماعة "أبو مصعب الزرقاوي" والمقاومين الآخرين الذين كان معظمهم ينتمون لحزب البعث وفدائيي صدام وضباط سابقين من الجيش العراقي شديدي الولاء لصدام حسين.
وكانت القوات الأميركية تنفذ، كاشارة لاثبات وجودها ولكونها لم تزل دولة محتلة، عمليات تتمثل بهجمات سريعة ومفاجئة داخل مدينتي سامراء وبعقوبة، تنسحب بعدها من المدينتين. ولكنها حافظت على تواجد قوي في مدينة الرمادي، مع سيطرة شبه تامة للقوات المقاومة في المناطق المحيطة بالرمادي. أما الفالوجة التي سيطر عليها المقاومون سيطرة تامة، فقد بقيت خارج سيطرتهم.
واذا كان ذلك ما يحدث في المناطق السنية، فان الآمر لم يختلف كثيرا في مناطق الجنوب الشيعي الانتماء. اذ شرع في تشكيل مجموعات شيعية مقاومة للاحتلال، وكان في مقدمتها أولئك الموالين للامام "مقتضى الصدر". وسرعان ما أصدر المرجع الشيعي الأعلى في العراق الامام "علي السيستاني" فتوى تأمر بعدم التعاون مع "بول بريمر" الحاكم العسكري في العراق، كما ذكرت نشرة بعنوان Z-NET. وتضيف تلك النشرة أن آية الله "حكيم" - القائد الأعلى لمجلس الثورة الاسلامية، قد أنذر بأن المقاومة سوف تشتد، اذا لم ينته الاحتلال. وكان رد الحاكم العسكري بريمر، تعليمات لرجاله تقول "اضربوهم بقوة، وأضربوهم بسرعة وقبل أن يتحركوا ضدنا".
وجاء خبر مقتل ستة جنود بريطانيين في مدينة "العمارة" في جنوب العراق، في شهر حزيران عام 2003 ، ليكشف بأن المقاومة التي كانت تقتصر حتى الآن على المربع السني، قد انتقلت أيضا الى الجنوب. وتقول نشرة عنوانها 5 LEAGUE FOR THE FIFTH INTERNATIONAL صادرة في 28 حزيران 2003، أن "واشنطن ولندن كانتا تقولان أن من ينفذ هذه الأعمال، هم زمرة متعصبة من أتباع صدام حسين". ولكن مقتل الجنود الستة البريطانيين، وما سبقه من هجوم على دورية عسكرية في منطقة "مجار الكبير" الواقعة في جنوب العراق الشيعي، علما بأن الشيعة في العراق كماتقول تلك النشرة، "غالبا ما اضطهدوا من قبل نظام الرئيس صدام حسين"، مما ينفي أو يؤدي الى استبعاد التفسير الأميركي البريطاني بأن المهاجمين في الهجوم، هم أيضا من أتباع صدام حسين. ويقول التقرير المذكور أن مقتل ثلاثين جنديا أميركيا، وهذا العدد من الجنود البريطانيين "الذين تجاوز عددهم من قتلوا في حرب عاصفة الصحراء"، انما يدل على أن "جغرافية وفعالية المقاومة كانت في ازدياد". ويضيف التقرير المذكور أن "تفسير ذلك ليس صعبا. فمرده هو "قهر قوات الاحتلال( للشعب المحتل)، وانعدام الديمقراطية التي وعدوا بها، وتدهور الأحوال الاقتصادية وكذلك الاجتماعية في البلاد... كلها عوامل تقف وراء تنامي المقاومة في العراق".

وكان الامام مقتضى الصدر قد بدأ منذ شهز حزيران (يونيو) 2003 ، في تشكيل ميلشيا من أتباعه ومريديه. وبدأت هذه الميلشيات بعد تشكيلها، تقوم باستعراضات في مدينة الصدر الملاصقة لبغداد وتكاد تشكل جزءا منها. وأعلن الصدر أن مهمة هذه الميليشيا المحفاظة على النظام وتنظيف العراق من الشرور. فالامام الصدر كان يطالب باعتماد قانون اسلامي للبلاد، ولكن طلبه لم يستجاب.
وفي التاسع والعشرين من شهر آذار 2004 أقدمت سلطات الاحتلال على اغلاق صحيفة يصدرها الامام واسمها "الحوزة"، كما اعتقلت أحد العاملين فيها. وهكذا بدأت التوجيهات تصدر لجيش المهدي منذ الرابع من حزيران، بمهاجمة دوريات قوات الاحتلال ومؤازريهم في صفوف الأمن من العراقيين والذين دربهم الاحتلال وجندهم للعمل معه. كما صدرت الأوامر لجيش المهدي الذي كان تعداده قد بلغ الآن ثلاثة آلاف (وقيل عشرة آلاف)، باحداث الاضطراب والقيام بأعمال الشغب والسيطرة على المواقع الهامة في بغداد وخصوصا في حي الصدر. كما صدرت الأوامر لهم بالسيطرة على مدن النجف والكوت والكوفة في وسط العراق، وكذلك الناصرية والعمارة والبصرة، أي أهم مدن جنوب العراق حيث الأكثرية الشيعية. وهنا حدث انهيار كبير في جهاز الأمن العراقي. فالمنتمون اليه كانوا عوضا عن مقاتلة الميليشيا المنتمية للامام الصدر، كانوا يتركون مواقعهم ويذهبون للانضمام الى تلك الميليشيا.
وبدأت المحاولات من قبل الأميركيين والانجليز، للسعي لاستعادة السيطرة على مدن وسط العراق كالنجف والكوفه والكوت، وكذلك على المدن الجنوبية فيه، أي العمارة والناصرية والبصرة.
وهكذا في الوقت الذي كانت تجري فيه معركة الفالوجة، بدأت تجري أيضا معارك في وسط وجنوب العراق. وفي السادس من حزيران، أعلن عن التوصل الى هدنة مع ميليشيا الصدر. وأعلن البريجادير جنرال "مارك هارتلينج" - المسؤول العسكري عن منطقة النجف، أن جيش المهدي قد هزم، في الوقت الذي كان فيه المهدي ما زال يسيطر على جزء من النجف، وعلى مدينة الصدر أيضا. وأعلن الامام المهدي عن عزمه التفرغ للعمل السياسي.
ولكن الهدنة مع الامام المهدي سرعان ما انتهت. فالقوات الأميركية المتواجدة في وسط العراق ومنها مدينة النجف، قد استبدلت بقوات من المارينز. وهؤلاء بدأوا يتعاملون مع سكان تلك المناطق بشيء من الغطرسة والعنف مما أثار السكان عليهم. وهنا هاجمت ميليشيا الصدر مخفرا للشرطة. ومع ذلك الهجوم بدأت معارك كبرى بين الطرفين في مدينة النجف، حيث يوجد ضريح الامام علي، وهو من أهم المقدسات لدى المسلمين وخصوصا لدى الشيعة.
ثم انتقلت المعركة الى مدافن المدينة، وهي من أكبر المدافن في العالم، حيث توجد القبور ذات الأضرحة العالية في بنائها، وتحت بعضها توجد سراديب وكهوف مما ساعد ميليشيات الصدر على المناورة وخوض معركة طويلة. ووصفها الجنود الأميركيون بأنها معركة في الأدغال رغم عدم وجود أدغال. لكن الأضرحة المرتفعة فوق القبور، شكلت ما يشبه الأدغال الحجرية.
وبعد ثلاثة أسابيع من القتال، لم يتبق بعدها من الألفي مقاتل في صفوف الصدر، الا بضع عشرات منهم يقاتلون في منطقة ضريح الامام علي. ولم يكن بوسع الجنود الأميركيين الدخول الى مرقد الامام لكونه مكان مقدسا. وهنا وصل الامام السيستاني الى النجف، وتمكن من التوصل عبر المفاوضات، لوقف اطلاق النار. وفرضت بنود الاتفاق التي لم يكشف عنها رسميا، تجريد ميليشيا الصدر من السلاح ومغادرتهم لموقع الضريح، كما تطالب المارينز بعدم البقاء في مدينة النجف، والاستعاضة عنهم بقوات من الأمن العراقي.
وتجدد القتال في شهر أيلول, فالمنتمين لميليشيا الصدر قد انسحبوا من مدينة النجف الى مدينة الصدر لكن دون تسليم أسلحتهم. وطالبوا القوات الأميركية بعدم ارسال دوريات منهم الى مدينة الصدر. ونتيجة ذلك، استؤنف القتال بين الطرفين، فقتل جنديان أميركيان، ومقابلهم قتل العديد من العراقيين بعضهم مدنيين وبعضهم الآخر من المنتمين لميليشيا المهدي. وتذكر الويكيبديا أن ذلك قد جرى في وقت فجرت فيه سيارة مفخخة على الطريق القريب من الفالوجة، وأدى التفجير الى مقتل سبعة جنود أميركيين وثلاثة جنود عراقيين يعملون مع قوات الاحتلال.
وظل الأمر على هذا المنوال. فالمقاومة تهاجم وقوات الاحتلال تلاحقها. فوقعت معارك كبرى في "تل أعفر"، وأخرى في "سامراء" وكذلك في "بابل". وكانت قوات التحالف الأميركي تستخدم أحيانا الطائرات لردع المقاومة سعيا منها للاجهاز عليها، لكن دون جدوى. فالمقاومة ظلت قائمة وناشطة حتى عام 2006 عندما حصل تبدل جوهري في مجريات الأحداث.
ومنذ الثامن من تشرين ثاني 2004 ، شرعت القوات الأميركية بالتعاون مع بعض الجنود العراقيين من جيش عراقي شكلته القوات الأميركية على طريقتها، في تنفيذ هجوم آخر على مدينة الفالوجه في مسعى لاستعادتها. واستمرت المعركة مستعرة حتى شهر كانون ثاني (يناير) 2005 . ولكن القوات الأميركية خسرت في الأسبوع الأول من المعركة 38 جنديا وجرح 275 آخرين. واستمر القتال لفترة طويلة استطاع الأميركيون بعدها السيطرة على المدينة بعد أن غادرها معظم المقاومين متجهين نحو مدينتي بابل والموصل.
وأجريت انتخابات برلمانية في 31 كاون ثاني 2005 في مرحلة تم فيها تراجع نوعي ونسبي بعدد هجمات رجال المقاومة. الا أن هذه الهجمات عادت الى الارتفاع في شهر نيسان لتبلغ معدل 30 هجمة في اليوم الواحد كما تقول ويكيبديا. واستمر الأمر على هذا الحال حتى نهاية عام 2005. اذ أن تبدلا واضحا قد حصل منذ اطلالة عام 2006.
وبلغ عدد الخسائر الأميركية من أجل السيطرة على مدينة الفالوجة 50 جنديا أميركيا وعددا كبيرا من الجرحى. ورغم نجاحهم في انهاء هيمنة المقاومة العراقية على مدينة الفالوجة، فانها لم تنه عمليات المقاومة، بل اضطرتها فحسب لتغيير مواقعها حيث نشب القتال في مواقع أخرى من المثلث السني.

المتغيرات بعد منتصف عام 2006.
عدة تطورات حصلت منذ السابع من حزيران (يونيو) 2006 . ففي هذا التاريخ قتل "أحمد فاضل الخلايلة"، وهو الاسم الحقيقي ل"أبو مصعب الزرقاوي" الذي قاد مجموعة "التوحيد والجهاد" التي نفذت عشرات من عمليات المقاومة المسلحة ضد المحتل الأميركي، مما أقلق ادارة لاحتلال كثيرا، وفشلت كل محاولاتها لاعتقاله أو قتله وخصوصا بعد أن أعلن انتماءه لتنظيم القاعدة، مستبدلا اسم مجموعته ليصبح "تنظيم القاعدة والجهاد في بلاد الرافدين". وقد نفذ الأميركيون أكثر من محاولة لقتله أو اصطياده، وكان آخرها في السابع من حزيران، عندما أغارت طائرة F16C على مخبئه السري في قرية "حبيب" التي تبعد سبعة كيلومترات عن بغداد، وألقت عليه قنبلتين كل منهما تزن 230 كيلوغرام من المواد المتفجرة، مما أدى أخيرا الى مقتله. وكانت معظم العمليات التي نفذها "الزرقاوي" تستهدف الأميركيين، ولكنه منذ الخامس من حزيران 2005، أعلن أيضا حربا شاملة على الشيعة وبدأ يستهدف تجمعاتها. فمقتل "الزرقاوي" شكل التطور الأول في مجريات أحداث عام 2006 .
والتطور الثاني حصل منذ الاعلان في أوائل عام 2006 عن تشكيل "دولة العراق". ثم جرى استبدال ذاك الاسم في 13 تشرين أول (أوكتوبر) 2006 ليصبح "دولة العراق الاسلامية".
وثارت شبهات كثيرة حول ظهور ذاك التنظيم فجأة، خصوصا وأن جميع قادته كانوا من كبار ضباط الجيش العراقي الذي تم حله بقرار من "بول بريمر"، وكانوا قد أمضو سنتين تقريبا في السجن، وخضعوا لتحقيقات كثيرة معهم أثناء اعتقالهم في سجن "بوكا" الذي تديره وتشرف عليه قوات الاحتلال الأميركي. وقد أفرج عنهم دفعة واحدة في نهايات عام 2004، ليقوموا بعد ذلك بالاعلان عن تشكيل تنظيمهم باسم "دولة العراق".
أما التطور الثالث في عام 2006، فقد تمثل بالافراج أيضا عن "أبو بكر البغدادي"، امام أحد الجوامع في بغداد، واسمه الحقيقي "ابراهيم عواد البدري" وكنيته "أبو دعاء". وكان "ابو بكر" سجينا أيضا في سجن "بوكا"، ويرجح أنه كان قد التقى في السجن بتلك المجموعة من الضباط السابقين. اذ أنه لم يلبث طويلا بعد الافراج عنه في وقت لاحق على الافراج عن مجموعة الضباط، حتى انضم الى ذاك التنظيم، وشجع على استبدال اسمه من "دولة العراق" ليصبح "دولة العراق الاسلامية". وبانضمامه لهم، بات موقعه الرجل الثالث في التنظيم الذي كان أميره "أبو عمر البغدادي" ,واسمه الخحقيقي هو :ابو عبد الله الراشد البغدادي"، بينما كان "أبو أيوب المصري" مساعدا ل"أبو عمر" ورئيسا لأركان الجماعة، هو الرجل الثاني في التنظيم . وعندما قتل "أبو عمر" و"أبو أيوب المصري" معا في غارة على موقعهم نفذتها القوات الأميركية في الثامن عشر من نيان (ابريل) 2010، حل "أبو بكرالبغدادي" محلهم في قيادة تنظيم "دولة العراق الاسلامية".
ولكن اذا كانت مجموعة الضباط الذين أفرج عنهم دفعة واحدة، لم تكن قد مارست أعمال مقاومة ضد الاحتلال الأميركي، لكونهم قد اعتقلوا ووضعوا في سجن "بوكا" بعد فترة قصيرة من اكتمال الاحتلال الأميركي للعراق، فان "أبو بكر"، وربما "أبو عمر" أيضا، كانا قد مارسا أعمال مقاومة ضد المحتل الأميركي.
ف"أبو بكر" قبل اعتقاله، كان يترأس تنظيما اسمه "جيش أهل السنة". ولا يعلم أحد اذا كان ذاك التنظيم يضم "أبو عمر" أيضا، مع التوجه لاستبعاد ذلك، ما لم يكن هو رئيس تنظيم "جيش أهل السنة" وليس "ابو بكر". كما لا يعلم أحد على وجه يقيني ما اذا كان "أبو عمر" هو الرئيس المعين لقيادة "مجلس شورى المجاهدين" الذي كانت التقارير قد ذكرت بأنه قد ترأسه عراقي (دون ذكر اسمه)، ولم يترأسه "الزرقاوي" (الذي كان الداعي والمحور لتشكيل ذاك المجلس) حفاظا على المظهر العراقي للمقاومة. ولعل تسمية "أبو عمر" أميرا لتنظيم "دولة العراق الاسلامية" باسمها الجديد، كان بسبب تزعمه ل"مجلس شورى المجاهدين" الذي ضم مجموعات متعددة من التنظيمات الصغيرة العاملة على مقاومة الاحتلال والتي وردت أسماؤها سابقا، وكان من بينها "جيش أهل السنة". ولا يوجد دليل على ذلك، رغم أنه يشكل، في ظل الغموض السائد، احتمالا قابلا للترجيح. بل هو احتمال مرجح في "الويكيبيديا" لكونها قد وصفت "أبو عمرالغدادي" على الصفحة التي تضمنت معلومات عنه ، بكونه قائد "دولة العراق الاسلامية" ورئيس "مجلس شورى المجاهدين".
وتذكر الويكيبديا، بأن "أبو عمر"، لم يكن عسكريا أو من ضباط الجيش العراقي، كما لم يكن بعثيا. لكن الصفحة تستدرك في موق آخر لتقول بأن هناك تقارير تفيد بأنه ربما خدم كضابط في الجيش العراقي أثناء تواجد حزب البعث في حكم العراق. ولكن الصحيفة تؤكد بأنه كان رئيس "مجلس شورى المجاهدين" من الأول من كانون ثاني 2006، أي موعد تأسيس مجلس الشورى، وظل كذلك حتى شهر تشرين أول 2006، عندما بات قائدا للدولة الاسلامية، دون أن تذكر شيئا عن مصير أو مستقبل "مجلس شورى المجاهدين" الذي يبدو بأنه اما تم حله، أو انخرط بكامله في الدولة الاسلامية.
وعودة الى "أبو بكر البغدادي"، فان دوره في "جيش أهل السنة" هو الذي استدعى اعتقاله في سجن "بوكا"، مما يزيد في غرابة اطلاق سراحه رغم شكوك المحتلين الأميركيين بدوره في المقاومة، خصوصا وأنهم لا بد قد أجروا تحقيقات مطولة ومستفيضة معه أثناء اعتقاله. ومن هنا لا بد من القول، أن اطلاق سراح "أبو بكر البغدادي" رغم دوره ذاك، قد شكل فعلا التطور الثالث في تلك الأحداث الغامضة نوعا. فلم أطلقت الولايات المتحدة سراحه طالما أنها كانت ملمة بنشاطه في المقاومة، أو لديها شكوك على الأقل بشأنها، والذي بسبب هذا الاشتباه به قد جرى اعتقاله؟
والواقع أن أحدا لم يستطع تفسير ما حدث في الثالث عشر من تشرين أول (أوكتوبر) 2006، عندما قامت مجموعة "دولة العراق" بتغيير اسمها الى "دولة العراق الاسلامية"، وما هي الأسباب الحقيقية لذاك التغيير. فهل جاء ذاك الاستبدال للاسم نتيجة انضمام مجموعات المجاهدين الاسلاميين (وردت أسماء هذه المجموعات سابقا) المنضوين في "مجلس شورى المجاهدين" الذي سعى "الزرقاوي" الى تشكيله، فتم عندئذ استبدال الاسم ليغطي دخول مجموعات اسلامية في صفوفه، أم كان لسبب آخر؟ فمن انضم الى من، ظل مجهولا وغير واضح المعالم. فهل كانت "دولة العراق" هي التي انضمت الى مجلس الشورى، وجرى عندئذ اطلاق اسم "دولة العراق الاسلامية" على التشكيل الجديد الذي حل محل "مجلس الشورى"؟ أم أن انضمام "جيش أهل السنة" ل"دولة العراق" هو الذي استدعى استبدال ذاك الاسم، لتضاف اليه كلمة "الاسلامية" ارضاء لجيش "أهل السنة" الاسلامي الاتجاه كما يدل اسمه. ولكن الغموض يزداد غموضا، لكون الأمر لم يقتصر على انضمام "جيش أهل السنة" لدولة العراق، بل امتد لاحقا ليشمل انضمام تنظيم "التوحيد والجهاد" الذي بات اسمه تنظيم "القاعدة للجهاد في بلاد الرافدين".
ولا بد أن نلاحظ أن هذا الدمج أو الاندماج، قد تحقق بعد مقتل "أبو مصعب الزرقاوي" ببضعة شهور (قتل في 7 حزيران 2006)، مما يؤدي الى استنتاج أن ما حدث على أرض الواقع، كان عملية ضم مجموعة "التوحيد والجهاد" والتنظيمات الأخرى المنضوية تحت جناح "مجلس شورى المجاهدين"، الى "دولة العراق"، بعد أن فقدت تلك المجموعات الصغيرة قائدها الذي كان أيضا وسيلة تمويلها عن طريق معونات تأتيه من تنظيم القاعدة الأم. علما أن انضمام أو ضم جماعات "أبو مصعب الزرقاوي" الى "دولة العراق الاسلامية"، يشكل التطور الرابع والأهم في مجريات الأحداث الهامة التي جرت في النصف الثاني من عام 2006.
فارضاء لتلك المجموعات التي كانت معظمها، (ان لم يكن كلها) اسلامية التوجه، والتي وافقت الآن على الانضمام الى "دولة العراق"... أضافت "دولة العراق" هذه الى اسمها، كلمة "الاسلامية"، ليصبح "دولة العراق الاسلامية".
ولكن التطور الخامس والأهم، تمثل في حصول تغيير جذري على أهداف "مجلس شورى المجاهدين" الذي بات أعضاؤه الآن جزءا من "دولة العراق الاسلامية". فمجلس الشورى، وخصوصا أبرز أعضائه، أي تنظيم "التوحيد والجهاد"، كان يسعى حتى ذلك الوقت، وبشكل أساسي، لاستهداف ومقاومة الاحتلال الأميركي، والذي أضاف اليه الزرقاوي لاحقا وقبل شهور قليلة من مقتله، استهداف بعض الشيعة أيضا... فالهدف الأهم للدولة الاسلامية بات منذ الشهر العاشر من عام 2006، استهداف الشيعة أولا. أما استهداف الاحتلال الأميركي فقد بات ثانيا، مما يتنافى مع توجهات "أبو مصعب الزرقاوي" والمجموعات الاسلامية الأخرى التي كانت منضوية تحت جناح "مجلس شورى المجاهدين"، والتي كان هدفها الأساسي مقاومة الاحتلال كهدف رئيسي لظهورها ولشكيلها، وهي المقاومة التي ضايقت فعلا قوات الاحتلال الأميركي. أما استهداف "دولة العراق الاسلامية" باسمها الجديد لقوات الاحتلال، فقد بات يتمثل بعمليات صغيرة وغير مجدية فعلا، وكانت مجرد عمليات تمويهية تسعى الى التغطية على الأهداف الحقيقية لتلك الدولة، وهي اشعال حرب أهلية ضد الشيعة في العراق، بذريعة تسهيلهم لحصول احتلال ايراني له.
فالاحتلال الايراني المزعوم وغير المؤكد في ذلك الوقت، قد بات عندهم أكثر أهمية من الاحتلال الأميركي القائم فعلا، والذي جاء كخطوة أولى تسعى في مراحل لاحقة لتفتيت العراق كخطوة أولى نحو تفتيت دول أخرى في الشرق الأوسط، تمهيدا لتشكيل الشرق الأوسط الجديد.
ويعزز ذلك الاعتقاد، أن ما كانت الولايات المتحدة بقيادة "جورج بوش الابن" ومؤازروه من المحافظين الجدد ك"رامسفيلد" و "تشيني"، بعد أن كانت تتحدث همسا وتلميحا عن الشرق الأوسط الجديد، باتت تتحدث عنه الآن علنا بعد مقتل "الزرقاوي"، وتوقف عمليات المقاومة في العراق ضد المحتلين الأجانب.
فقد ورد ذكر الشرق الأوسط الجديد، ربما للمرة الأولى، على لسان "غونداليزا رايس" التي حلت كوزيرة للخارجية الأميركية محل "كولين باول" المعتدل نسبيا. وجاء ذلك في تصريحات لها في "تل أبيب" في شهر حزيران (أوكتوبر) 2006، حيث تجرأت على قوله علنا بعد أو فور مقتل الزرقاوي الذي شكل "دينامو" المقاومة للاحتلال الذي أريد له أن يكون الخطوة الأولى تتبعها بعد نجاحه واستقراره، الخطوة الثانية، أي الشروع بتشكيل الشرق الأوسط الجديد، مبتدئة بتقسيم العراق الى دويلات. وهكذا تجرأت "غوندليزا رايس" على التلفظ باسم الشرق الأوسط الجديد للمرة الأولى، رغم كون تصريحها ذاك، قد جاء تعقيبا على الحرب التي شنتها اسرائيل عام 2006 على "حزب الله" في جنوب لبنان، اذ اعتبرت تلك الحرب أيضا، خطوة صحيحة نحو تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
لكن التطور الملموس في عام 2006، والذي شكل التطور السادس في مجريات الأحداث، لم يتوقف لدى تراجع عمليات المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي، أو تراجعها بنسبة عالية تكاد تتجاوز الثمانين بالمائة عما كانت عليه قبل منتصف 2006، بل ما رافق ذلك في سلسلة تلك التطورات المتسارعة، من اشتعال حرب أهلية في العراق بين الشيعة والسنة دامت سنتين، ولم يوضع حد لها الا بعد أن استقر الوضع لقوات الاحتلال في العراق، وتفاقم التباعد بين طائفتي السنة والشيعة، مما كرس وعزز التوجه لدى البعض، لتشكيل اقليم شيعي يقابله اقليم سني، ويقف اقليم كردستان الى جانبهما كاقليم او دولة ثالثة. فهذا التطور قد رسم وعزز التوجه نحو تقسيم العراق الى دويلات.
وجرى ذلك في وقت طفت فيه دولة العراق الاسلامية كلاعب رئيسي في مجريات الأحداث، ليس في العراق فحسب، بل في سوريا أيضا التي أتاحت الحرب الأهلية فيها منذ عام 2011، الفرصة لتدخل "دولة العراق الاسلامية" في تلك الحرب، مما أدى لاحقا لاستبدال اسمها مرة أخرى، بعد خلافها مع جبهة "النصرة"، شقيقتها في الانتماء لتنظيم القاعدة تماما كالدولة الاسلامية المنضوية أيضا لاك التنظيم. وأدى فك ارتباطها بجبهة "النصرة" الى اطلاق اسم جديد على نفسها يبرر مواصلتها القتال في سوريا. وهكذا بات اسمها الآن "دولة العراق والشام الاسلامية"، واختصاره "داعش".
لكن التطور الآخر والأهم الذي حصل للدولة الاسلامية، تمثل بحجمها الذي أخذ يتضخم تدريجيا وبسرعة كبيرة، خصوصا بعد فك ارتباطها أيضا بتنظيم القاعدة الذي أعلنت انتماءه له في أيامها الأولى في العراق، وقد أعلنته تحت بصر وسمع قوات الاحتلال الأميركية دون أن تتدخل تلك القوات لقمع ذاك التنظيم، مما شكل تطورا آخر ملفتا للنظر، أسوة بتطور حجمها المفاجىء الذي باتت معه فجأة قوة كبرى، دون أن يدري أحد ما هو مصدر تمويلها، خصوصا وقد انقطع عنها تمويل تنظيم القاعدة بعد فك ارتباطها به، في وقت لم تكن فيه قدد سيطرت بعد على أي من آبار النفط ليقال بأن تمويلها بات يتحقق من مصادر النفط السوري.
لكن تنامي حجمها لم تتوقف آثاره على نشاطها في الأراضي السورية فحسب، بل امتد الى كل أنحاء العالم. فشملت عملياتها (وبعضها عمليات انتحارية)، كلا من لبنان وفرنسا وتونس وليبيا ومصر والسعودية، وكذلك دولا اوروبية أخرى وصولا الى أميركا في عام 2015، حيث نفذ بعض المتعاطفين معها (كذئاب منفردة)، عملية في مدينة "برناردينو" - احدى مدن ولاية كليفورنيا، سبقتها عملية ذئاب منفردة شبيهة قبل عامين أو أكثر قليلا، في مدينة بوسطن الأميركية.
ورغم ما أعلن عنه من حرب أميركية على الارهاب منذ منتصف عام 2014، وما رافقه من تشكيل تحالف دولي يسعى لملاحقة الدولة الاسلامية بعد ارتكابها الكثير من الأعمال الوحشية، كاعدام اسرى واضطهاد الأقليات المسيحية والأزيدية، وسبي بعض نسائهم وبيعهن كالرقيق في سوق النخاسة، وقطع رؤوس بعض الرهائن ومنهم رهينتين أميركيتين وآخر فرنسي ورابع بريطاني وخامس ياباني، اضافة الى قطع رؤوس 24 رهينة مصرية في ليبيا، وما رافق ذلك من تفجيرات انتحارية في تونس ولبنان وفرنسا ومواقع أخرى متعددة ... فان هذه الدولة الاسلامية التي تخلت الآن عن اسمها كدولة العراق الاسلامية، أو دولة العراق والشام الاسلامية، وباتت تسمي نفسها "الدولة الاسلامية" تأكيدا لعدم اختصاصها بالشأن العراقي أو السوري فحسب، لم تزل قوية وتزداد قوة يوما بعد آخر رغم تلك الحرب المعلنة عليها والتي يفترض بها أن تضعفها على الأقل، ولكنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق ذلك.
وكان الاعتقاد لوهلة طويلة بأن للدولة الاسلامية مهمات خاصة كان أولها وقف عمليات المقاومة ضد الاحتلال الأميركي للعراق، وكان ثانيها الابقاء عليها قوية لتجذب الى صفوفها تلك التنظيمات الموالية للقاعدة، ضمن المسعى الأميركي لتفكيك تنظيم القاعدة التي عجزت الولايات المتحدة عن تصفيتها عسكريا رغم حرب أميركية في أفغانستان دامت أربعة عشر عاما (وقد اجتذبت حتى الآن أكثر من ثلاثين تنظيما انهوا ولاءهم للقاعدة، معلنين مبايعتهم للدولة الاسلامية، ومنهم "بوكو حرام" في نيجيريا، و"أنصار بيت المقدس" في سيناء، و"أبو سياف" في الفلبين وغيرهم)... فانه يتبين تدريجيا، أن لهم دورا ثالثا تتوقع الولايات المتحدة من الدولة الاسلامية أن تساعدها على تنفيذه، وهو اشاعة الفوضى والاضطراب في منطقة الشرق الأوسط، تمهيدا لتفكيكه، واعادة رسم دوله على شاكلة ولايات صغيرة، هي الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى الولايات المتحدة للوصول اليه كضمانة لأمنها، وأمن تدفق النفط منه، اضافة الى ضمان أمن اسرائيل عن طريق فرض تسوية سلمية بين اسرائيل وتلك الدويلات الصغيرة واحدة تلو الأخرى.
ولكن غير المتوقع في حساباتهم الاستراتيجية المتسرعة قد وقع. فكما ذكرت في أكثر من موقع من هذا الكتاب، فان الأميركيين كعادتهم لدى رسم استراتيجيتهم، لا يتدارسون ما قد تصل اليه تلك الاستراتيجية في نهاية مطافها، وليس في بداياته. تماما كما حصل في تعاملهم مع ايران مع بداية ثورة شعبها في عام 1978، ثم مع أفغانستان في عام 1979 لدى غزو الاتحاد السوفياتي لها، ثم في عام 1991 لدى تعاملهم مع غزو العراق للكويت... كانوا دائما وأبدا يبنون حساباتهم على النتائج الفورية والمباشرة التي يتوقعون جنيها من تنفيذ استراتيجية ما، ولا ينظرون لأبعد من أنوفهم وما قد تؤدي اليه غالبا خطواتهم غير المدروسة، من تطورات غير متوقعة في حساباتهم، والتي تتجلى دائما في نهاية مطاف استراتيجية ما نتيجة التفاعلات المفاجئة والتطورات غير المتوقعة، والتي لا تكون مرئية في بداياتها.
فكما لم يمنح الرئيس "بوش الأب" لنفسه وقتا كافيا لدراسة احتمال التدخل الايراني في حرب عاصفة الصحراء، فان "بوش الابن" أيضا، لم يمنح نفسه مهلة كافية للتفكير والتقييم لدى شروعه في تنفيذ عمليته لغزو العراق، ثم لدى سكوته عن ظهور دولة العراق الاسلامية (هذا المشروع غير الشرعي) رغم اعلانها الانضمام الى القاعدة تحت أعين وبصر قوات الاحتلال... تقديرا منه بأن ها التنظيم سوف يساعد على وضع حد للمقاومة العراقية للاحتلال الأميركي، ويشعل حربا ضد الشيعة تسعى لتعميق الهوة بين الطائفتين تمهيدا لتفكيك العراق الى ثلاث دويلات، وهي الخطوة الضرورية التي تمهد للشرق الأوسط الجديد...فهذا الرئيس الذي لم يكن قادرا على ادراك مخاطر التعامل مع تيار الاسلام السياسي المتشدد (وليس المعتدل منه)، لم يتوقع أبدا بأن هذا التنظيم قد يتمرد عليه، كما تمرد الخميني وتمرد مجاهدو أفغانستان، فيغير مساره، كما غير الخميني مساره، وغير مجاهدو أفغانستان مسارهم من محاربة الشيوعية والالحاد الى محاربة الأميركيين... فهذه الدولة الاسلامية منتشية بانتصاراتها، قد باتت تسعى الآن، وبعد أن اشتد عودها، لتأسيس شرق أوسط جديد بالفعل، لكنه شرق أوسط اسلامي وليس أميركي، يعتمد الخلافة الاسلامية المتشددة في تعاملها مع الآخرين، وليس التابعة لأميركا، كما توقع "بوش الابن" ومعه تشيني ورامسفيلد وكل أعضاء المحافظين الجدد..
ومثل الأب والابن، فان الرئيس "أوباما" أيضا، عندما بارك خطوات دول الخليج وحليفتهم التركية باشعال حرب أهلية في سوريا منذ آذار عام 2011، معتقدين بامكانية اسقاط النظام السوري في مدى أسابيع أو أشهر، غير آخذين بعين الاعتبار وجود حلفاء لسوريا في كل من ايران وحزب الله وروسيا الاتحادية التي اعتقدوا أنها لم تزل نائمة وفي سبات عميق...واذا بكل شيء يتبدل، فتسقط توقعاتهم بسقوط سريع للرئيس السوري ونظامه، بل ويتعزز موقعه بتدخل روسي مباشر، هو تدخل غير قابل للالغاء سريعا، أو في وقت فريب على الأقل.
فمخطط الشرق الأوسط الجديد قد بات يواجه عقبات قد تزدادا تفاقما مع الأيام ومرور الزمن. ومن هنا بات من الأجدر بحكومات وشعوب هذه المنطقة من العالم، أن يسعوا لاستبدال مخطط الشرق الأوسط الجديد، بالاتحاد الشرق أوسطي الذي يضم دول المنطقة كلها، بما فيها دولة كردستان القادمة لا محالة.. ولكن باستثناء اسرائيل، طالما أن هذه الدولة الدخيلة ترفض منح الفلسطينيين حقوقهم الوطنية الكاملة. ففي الاتحاد قوة تحول دون تنفيذ المتآمرين لمخططاتهم، سواء كانت شرق أوسط جديد أميركي الهوى، أم شرق أوسط اسلامي التوجه ويقبع على عرشه الخليفة "أبو بكر البغدادي".



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعلن السعودية التي شاركت بحرب ضد سوريا، ثم اليمن، حربا ...
- مبررات السلطان أردوغان لاسقاط الطائرة الروسية، وخطوات القيصر ...
- تركيا بين اسقاط الطائرة سوخوي لخرقها أجواءها أو حماية لجبهة ...
- هل يشارك بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية القادمة، أم لا يش ...
- الموقف السوفياتي المتذبذب بصدد عاصفة الصحراء
- هل تؤثر تفجيرات باريس ايجابيا على مؤتمري فينا وقمة العشرين؟
- اختفاء السفيرة جلاسبي، والتخبط في تبرير أسباب اختفائها
- غموض في أقوال السفيرة -جلاسبي- لصدام، والتناقضات في تفسيرها ...
- هل كانت عاصفة الصحراء لتحرير الكويت أم لأسباب أخرى؟
- غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر
- الأخطاء الاستراتيجية الأميركية والكوارث التي تسببت بها
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها 2 *
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها - 1 *
- هل تعطل الحرب بالوكالة على الأرض السورية، منجزات مؤتمر فيينا ...
- متى يبق نتانياهو البحصة التي في فمه ويعلن عن مطالبه الحقيقية ...
- هل تخلى صانع الحلم العربي عن الحلم العربي وتوجه نحو الحلم ال ...
- تحذير للمسافرين بالطائرة عبر الأجواء الاسرائيلية: استخدموا ا ...
- مفاجأة المشاركة الأردنية لروسيا في مكافحة الارهاب، قد لا تكو ...
- هل تمنع سلطات اسرائيل الطائرات ألأجنبية من استخدام مراحيضها ...
- نحو انتفاضة فلسطينية على الطراز الجزائري


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - غزو العراق عام 2003 ونتائجه الضارة على العراق والعالم.