كذبة ٌ إسمُّها..العراق الحديث..

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بادىء الكذبة.. هو تمليك العراق المتشابك بقومياته وتأريخيناته ودياناته إلى سليل قبيلة نصف بدويّ حجازي فشل أمره في شام سوريا ،أحب َ الأنكليز والده ومنحوا إخوته الأخرين مُلك الأردن لتعاونهم ضد الأتراك ، ...ومثل هكذا سياسة دولية تكوّن الشرق الأوسط المعقد.. ....

إمّة دينية موزعة على التأريخ والجغرافية منذ ألاف السنين أصبحت دولة فيما بعد ،وقبائل أصبحت إمارات ودول ...

وشعوب بملايينها وثقافاتها أصبحت جزءا من العراق ودول إخرى ...

مَن قال للإنكليزوالفرنسيين سوى الجبرّوت ..أن يسموا الكردي عراقي وإيراني وتركي وسوري ،وسكّان أهوار العمارة والناصرية وسوق الشيوخ والغراف وزنوج البو صالح والبصرة .. عراقيون عرب وإيرانيون وكويتيون ...إنه طبيخ التأريخ ..وواقع الأمر ..القوي تحته ضعيف ، وغباء وإنحطاط وخضوع أجدادنا السفلة.

وكان كلّ والي عثماني يعتدي عليهم أو يستدعيهم كل ُُّ حسب قبيلته وعشيرته ..،فلم تشهد الجيوش العثمانية (العصملية ) أية مشاركة فعالة من أبناء ولاية العراق الجنوبي (البصرة )أسفل الرافدين أثناء الحرب العالمية الأولى كما هي عليه في ولايات الموصل او بغداد أو حلب ..

التكوين الحديث لدولة العراق ..،هو من الأساس تكوين هش ّ ،بني على تكوينات غير متوافقة مذهبيا وعرقيا وقوميا وسياسيا ...،كان يراد به تكوين دولة حديثة مثل نيوزلندة أو ماليزيا ...،ولانستطيع أن نعتب على مؤسسي فكرة العراق الحديث .. البريطانيين فهم على ما أعتقد يحبّون المكونات البشرية التي تعيش في تلك الجغرافية المثيرة تاريخيا ً ومعرفيا ً،لكنهم أخطأوا حين حشروا مجلس الاعيان بممثلي (سراكيل )سادة الإقطاع و شيوخ العشائر وعملاء الشركات ،بينما تشكل البرلمان من قوى وطنية ليبرالية وانتهازيين ومحترفوا إقتصاد وسياسة نفعيين ...
هكذا هي الدولة في مايسمى بالعراق قبل صدّام ..
لكن الدولة بعده أي صدّام مشكلة متواصلة ...!!
الأن ..إليكم هذا السؤال :-
أنا مدرس لغة عربية (كيمياء ...الخ)..لاأصلي ولا أصوم ..وأهلي أكراد فيلية ،هل يمكن أن أدرس طلاب في ثانوية الأنبار للبنين ؟
طبعا الجواب تعرفونه ...
وسأعيد صياغة نفس السؤال ولكن بشكل آخر :-
أنا مدرس لغة عربية (فيزياء ... الخ )،أصلي وأصوم ، من أهالي تكريت ..هل يمكن أن أدرس في شقلاوة ...؟
والجواب بين أيديكم ..


كلنا نعرف إن الاكراد لهم إستفتاء على تقرير المصير في عام 2008 ...
فلماذا لا يكون في نفس السنة إستفتاء لأبناء الجنوب ...،الجنوب العراقي وأهله بحاجة قصوى إلى الإرتياح البشري العادي الذي يتمتع به أقرانهم من غير إيران ومركزية العراق ....كالكويت والبحرين والإمارات ..وجنوب العراق يعادل مساحة الدول المذكورة ناهيك عن الثروات ...
((فحين تختلف معي ذهنيا ...وأنا عاقل ..إبتعد عني ،وإذا كنت مجنونا ً فعليك أن تبتعد أكثر ...))....

يتوهم من يقول إن الجنوب شيعي إيراني ...، أبناء الجنوب العراقيين ..هم سنّة وشيعة ومسيح وصابئة.. البصرة والناصرية والعمارة و أبو الخصيب والشطرة وعلي الشرجي والزبير والبصرة القديمة .. وليس الوافدين الجدّد وأحقادهم على البشرية وأعرافها...،وكما قلت في وقت سابق فإن الدوائر تدور ... علينا ..ولكن علّها إلى حين ...
وحين أسمع كلام عن العراق والوطنية ،ومقاومة شريفة واخرىدموية ،والاسلام والالحاد والقدس وفلسطين ...والإمبريالية ..
أجد َ نفسي ..وبعد كل هذه المحّن ..ومحاولات الصراخ والزعيق ...وحدي ...أمام صداّم التكريتي ..عدوّ الانسان الذي عاش على ارض يسمونها رسميا ً ودوليا وعربيا ًً....العراق

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل