أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - حول فيلم “اُلزِّينْ إِلِّي فِيكْ” : عندما تضعنا السّينما أمام الواقع الصّادم














المزيد.....

حول فيلم “اُلزِّينْ إِلِّي فِيكْ” : عندما تضعنا السّينما أمام الواقع الصّادم


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


لعلّ أكبر ضجّة فنيّة عرفها المغرب منذ أعوام كانت تلك التي تسبّب فيها فيلم “اُلزِّينْ إِلِّي فِيكْ” للمخرج المغربيّ نبيل عيّوش، مع العلم أنّه تمّ عرض مقتطفات فقط لم تتعدّى 4 دقائق كانت كافية لإطلاق حملة شرسة إستهدفت الفيلم، المخرج و الممثّلون ليتقرّر بعدها منع عرض الفيلم في دور السّينما المغربيّة.
عُرِضَ الفيلم خلال“أسبوعيْ المخرجين” في مهرجان كان الفرنسيّ لسنة 2015 وهو ما أثار حفيظة مناصري نظريّة المؤامرة الذين سارعوا للمطالبة بمقاطعة الفيلم و إتّهام المخرج بالعمالة للغرب بهدف الشّهرة و الأضواء. ووصل الأمر إلى المطالبة بتجريد الممثّلة لبنى أبيدار – إحدى بطلات الفيلم – من الجنسيّة المغربيّة. لقد إعتبر هؤلاء أنّ الفيلم كان وسيلة لتشويه المجتمع المغربيّ المتشبّث بالقيم و المبادئ الإسلاميّة (و كأنّ الإسلام لم يُحلّل الجواري و الغلمان !) وقرّروا إصدار حكمهم و حسم الأمر نهائيّا من خلال مشاهدة 4 دقائق فقط بل إتّهام من يشاهده بالزّندقة و الكفر !
مرّة أخرى، يُثبِتُ “العقل العربي المسلم” عدائه التّاريخيّ للفنّ، فمنذ العصور القديمة نذكر إعدام “الحلاّج” مرورا بالتّاريخ المعاصر مع فتوى إهدار دم الكاتب سلمان رشدي وصولا إلى 2012 في تونس و الشّغب و عمليّات التّخريب التي كانت تعبيرا عن رفض عرض فيلم “برسيبوليس” على قناة نسمة. و قد كانت ردّة الفعل مشابهة في المغرب مع فيلم “اُلزِّينْ إِلِّي فِيكْ”!
نبيل عيّوش يكشف المسكوت عنه !
إنّ السّينما هي إنعكاس للواقع وهي الوسيلة التي يمكن من خلالها أن نكشف عن القضايا الحارقة في مختلف المجتمعات. إنّها بمثابة المرآة التي تعكس صورنا دون زيف أو تجميل، فالسّينما تمكّننا من «الخوض في جميع المواضيع و الوصول إلى كلّ شيء» على حدّ تعبيرالمخرج الفرنسيّ جون لوك غودار.
نهى، رندة، سكينة و حليمة، الشّخصيّات الرّئيسيّة في الفيلم، بائعات هوى (أقدم المهن على الإطلاق) في مدينة مرّاكش المغربيّة يصارعن الظّروف و يتصدين للفقر و الحرمان بأجسادهنّ. إنّها الوسيلة الوحيدة لتوفير مستلزمات الحياة. يطرح الفيلم مسألة الدّعارة من خلال تسليط الضّوء على 4 نساء جمعتهن مهنة واحدة و لكن لكلّ منهن قصّة مختلفة : نهى مثلا كانت الدّعارة وسيلتها الوحيدة للخلاص من الفقر فهي التي تُعيل أمّها و أخوها. ما نلاحظه هنا هو أنّ مثل هذه الأفكار متكرّرة و مُسْتَهلَكة في الكثير من الأفلام و حبكة السّيناريو لا يوجد ما يميّزها عن أيّ فيلم آخر يتطرّق لمثل هذه المواضيع. فما الذي يُميّزُ هذا الفيلم ؟
جرأة المشاهد و الحضور المكثّف لِلُغَةِ الشّارعِ المغربيّ بكلّ ما تحتويه من معجم بذيء تصدم المشاهد و تدخله في جوّ الفيلم دون مقدّمات و كأنّها إعلان أو إشارات تنذره أنّ عمليّة المشاهدة ليست مجرّد فسحة بل على العكس هي تورّطه و تجعله مضطرّا لمواجهة الواقع القبيح !
و من المشاهد التي تؤكّد ذلك ظهور “الشّخصيّات الخليجيّة” في حفلة مليئة بالمومسات وهو مشهد إعتبره الكثيرون صادما و لكنّه يمثّل ظاهرة موجودة و هي إقبال أثرياء الخليج على “السّياحة الجنسيّة” في المغرب ففي دراسة نشرت في هافينغتون بوست تتراوح نسبة الخليجيّين بين 0،8 و 6% فالفيلم إذا يكشف عن نفاق شيوخ البيترودولار و عن المبالغ الطّائلة التي تُصرف في سهرات المجون و اللّهو. فالشّخصيّات في الفيلم تظهر متشبّثة بالأصالة و العروبة (لباس خليجيّ، مسبحة في اليد … ) كلّها مجرّد صور خادعة تنهار و تضمحلّ أمام شهوة الجسد و نشوة “الوسكي” !
إنّ ما يُحسَبُ للمخرجِ نبيل عيّوش هي شجاعته و تجرّأه على نقل حقيقة المجتمع المغربيّ (و العربي بصفة عامّة) فالدّعارة ظاهرة منتشرة في البلدان العربيّة و لكنّ السّلطات و المجتمعات ترفض مواجهتها و إيجاد الحلول الجذريّة لها لأنّ العديد من أصحاب النّفوذ يمارسون خفيةً ما يصرّحون بعدائه جهرًا، وهي سكيزوفرينيا تعاني منها المجتمعات العربيّة التي ما إن يتجرّأ أحد على تحليل و تشخيص أسباب هذه الحالة حتّى يُتَّهَمَ بالزّندقة و يُهَدَّدَ بالقتلِ و هي ردّة فعل طبيعيّة لأنّنا صدّقنا فعلا أنّنا “خير أمّة أُخْرِجَتْ للنّاسِ” !



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح الإسلام
- الإسلام … دين إرهاب ؟
- المثليّة الجنسيّة: الأخلاق العامّة والحُجج العقلانية
- -خطيبة طوكيو-: عن اليابان والحب ولقاء الشرق والغرب
- ماهي البورنوغرافا ؟ [ البورنوغرافيا و الصّحافة (ج2) ] / (9)
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ البورنوغرافيا و الصّحافة (ج3) ] / (10 ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ البورنوغرافيا و الصّحافة (ج1) ] / (8)
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ العصر الذّهبي للبورنوغرافيا (ج3) ] / ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ العصر الذّهبي للبورنوغرافيا (ج2) ] / ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ العصر الذّهبيّ للبورنوغرافيا (ج1) ] / ...
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ تاريخ البورنوغرافيا ( ج1) ] / 1-2-3
- ماهي البورنوغرافيا ؟ [ تاريخ البورنوغرافيا (ج2) ] / (4)
- رهان باسكال
- رمضان ... شهر بركة !؟
- منصب مفتي الجمهورية من الإستقلال حتى أواخر حكم بورقيبة
- ...إنتظار
- الثورة تأكل أولادها -حول القمع الذي تمارسه دولة البوليس-
- رواية شرق الوادي لتركي الحمد
- تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [ 2 ]
- تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - حول فيلم “اُلزِّينْ إِلِّي فِيكْ” : عندما تضعنا السّينما أمام الواقع الصّادم