أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء البوسالمي - تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [ 2 ]














المزيد.....

تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [ 2 ]


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 16:31
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن الشيخ محمد علامة أو عالما كبيرا بل بالعكس كان مجرد إمام في مسجد صغير. على عكس أقرانه أنتهى من حفظ القرآن متأخرا و كم من مرة يستيقظ مذعورا و قد حلم بمعلمه الشيخ عبد الجبار وقد أتاه حاملا سكينا ليقتله.
معلمه هذا ترك أثرا بارزا في حياة محمد، فهو لم يفهم إلى اليوم و بعد مرور سنوات أكان يحبه أم يمقته! فهو يتذكر كيف كان يعامله بقسوة و يضربه و لكنه يتذكر كيف كان يعطف عليه لأنه فقير فيشتري له الملابس و الكتب، بقيت مشاعره تجاه معلمه غامضة تماما كعلاقته بزوجته...
تزوجها وهي لاتزال شابة لم يكن مهتما بالحب كان كل همه أن يرزق بأولاد و يربيهم، الآن و بعد مرور سنوات عندما يتذكر زوجته يشفق عليها لقد عاملها كآلة للجنس فقط كانت حايته خالية من المشاعر! كم من مرة يتذكر أنه خانها مئات المرات فينطلق كالثور الهائج يحطم الأثاث ثم يستلقي فوق الفراش منهك القوى و يستمر في البكاء بحرقة.

كان الكابوس في أيام الفقر و قبل الشهرة يقض مضجعه، عبد الجبار يزوره كل ليلة لينغص عليه نومه لذلك قرر زيارة طبيب نفسي. هذه القصة كتمها عن أقرب الناس له، دفنها كما دفن أيام الفقر أيام كان إماما بسيطا في قرية معزولة. كانت زيارته للطبيب في ذلك الوقت سرا يخاف أن ينكشف في مجتمع يتهم المرضىى بالجنون ولا يبالي بالصحة النفسية لذلك ترى العقد و الإغتصاب و غيرها من الأمراض التي تستوجب علاجا و لو كان أفراد هذا المجتمع البائس يعون خطورة الأمر، لأصبح الأطباء النفسيون أغنى أغنياء الكون!

الشيخ محمد كان يعلم أن هذا السر و غيره من الأسرار هو بمثابة السكين المسلط على رقبته فماضيه بكل ما فيه يشكل خطرا على شهرته و ربما يعود من حيث بدأ إذا إنكشف أحد هذه الأسرار، كيف لا و قد أصبح يجالس كبار رجال الأعمال ورجال السياسة فهو صاحب الفتاوى التي توفر لهم الغطاء الديني لتجاوزاتهم!
منذ تحسنت أحواله المادية لم يعد يعاني من ذلك الكابوس و كأن الشيخ عبد الجبار أشفق عليه و تركه في حياته الجديدة المليئة بالمعاناة...و الغريب أنه كان يفتقده كثيرا !
لم يكن ما حصل عليه الشيخ محمد من مال و جاه و سلطة كافيا لكي يخرج من حزنه الذي يجهل مصدره و قد ضاق صدره يوما لماذا تفعل هذا بي يا الله! ثم إنهار باكيا...
كان يسأل نفسه أسئلة وجودية، ظن أنها مجرد أسئلة عابرة و لكنها تكررت و أصبحت تقلقه. هو يعلم أنه أصدر فتوى تحرم الفلسفة و لكنه لم يجد وصفا آخر لأسئلته، كان يعاني من إضطرابات نفسية و يتصرف تصرفات لا تليق بالشيوخ، يحس أن شيئا ما يقلقه صوت خافت يريد أن ينطلق من أعماقه فيكتمه..
أتراه ضميره ؟



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]
- حول الثورة الثقافية و محاكمة الفكر في تونس ( جابر الماجري نم ...
- المس و السحر في الإسلام بين الخوارق و الموضوعية
- تونس تصدر المجاهدين... و المجاهدات ؟
- عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء البوسالمي - تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [ 2 ]