أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )














المزيد.....

عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 02:59
المحور: الادب والفن
    


"أجلْ ! إنّي لا أعلمُ مَنْ أنا ومنْ أين نشأتُ
أنا كاللهيب النّهِم،
احترق ، وآكل نفسي
نورٌ : كلُّ ما أُمسكُهُ،
ورَمادٌ : كلُّ ما أتركُه
أجلْ ! إنّي لهيب حقّاً "

[فريدريك نيتشه]


تتراقص أمامك أشباح الموت تحمل خبرا لا تستطيع وصفه حزين ؟ مفرح ؟ ربما لا يوصف أو ربما فقدت قدرتك على
تمييز الأشياء و لم يعد لها تأثير على إحساسك...نفسك غادرت جسدك منذ مدة بعد أن ألفها و ألفته و أصبحت مجرد
وعاء فارغ تحدق في صورتك المنعكسة على المرآة : لحية كثيفة، عينان ذابلتان عبثا تحاول أن تعيدهما إلى ما كانتا عليه... كأنهما فهما القصة و أرادتا أن تريحانك من مشاهد تؤرقك. مازلت تنظر إلى صورتك في المرآة، هل جننت ؟ ربما...إذا تأملت مليا و أدركت ما يجري من حولك ستعلم حقا أن النهاية المنطقية ( ما المنطق ؟ لا أظنك قادرا على الإجابة ) هي الجنون ! صور تجتاح عقلك دون إستئذان تغمض عينيك و تحاول التفكير في شيئ جميل ( ما الجمال ؟ لا إجابة ) تريد التوقف عن التفكير تريد أن تريح عقلك وذلك ممكن في حالة واحدة... لا ! تطرد الفكار المظلمة من رأسك ربما ترى بصيصا من الأمل (و ربما لا ! من يدري ! ) فقدان الأمل قد يفقدك الرغبة في النوم، تتالى الصور العجيبة لتزيد من دهشتك
تحول سطح القمر إلى مكان لإعدامك الكثير من الناس وقفوا يشاهدون جثتك و هي تتدلى من حبل المشنقة ! ضحكاتهم أمام هذا المنظر المفزع لا تغضبك بقدر تلك الإبتسامة على وجهك ! أظنك جننت ؟ أيعقل أن تكون بين الحشود و جسدك أمامك ! ميت أنت أم حي ترزق ؟! تشتد حرارة جسدك و ينتفض صدرك بعنف كأنما يريد أن يلفظ طاقة لا يتحملها جسدك الهزيل..
أن يتحول كل شيئ إلى شيئ ، و يفقد الكل المعنى فذلك هو الهذيان !
تشتد الحمى...
كيانك تحول إلى شظايا بعد أن هزمت في المعركة، تخاطب نفسك و تنتظر إجابة ! مازال ذلك الوجه في المرآة شاردا ا يريد أن ينطق تلكمه فيسيل الدم بغزارة من يدك تفقد توازنك و تسقط كالجثة و مع أنك تنزف إلا أن أفكارك والصور التي تقلقك مازلت تغزو ذهنك حتى الألم لم يستطع إخماد ثورة غضبك !جفونك بدأت ترتخي لتعلن النهاية، تحس بشخص يحملك تحاول أن تعرفه و لكنك لا تستطيع فتح عينيك...
تتبادر إلى ذهنك العديد من الأسئلة ما الموت ؟ هل كل من يعيشون على سطح الأرض أحياء ؟تظن أنها أحجية معقدة تحاول منذ مدة تجميع قطعها و فك رموزها و لكن دون جدوى، الخدوش والندوب التي تغطي جسدك لا تحصى تماما كالتي في قلبك... إنها آثار سنين طويلة من الكفاح ، مرارا حاولت التسلق في سلم أحلامك و لكن في كل مرة تتدحرج و تعاود الكرة إلى أن خارت قواك و إنتهيت، لقد تسلى بك الدهر مدة و رماك كما يرمي الصغير دمية إنتهى من اللعب بها !عبثا حاولت النهوض و لكنك عاجز، كفرت بالأحلام و قررت أن تنزل إلى جحيم الواقع أخيرا ستخضع إلى قانونهم تنتظرك سنوات من العذاب، قد تنسى شكلك الآدمي وأنت بينهم قد تتخلى عن أفكارك لإرضائهم و لكن لم يعد يهم فقد خسرت كل شيئ !
أن تخسر كل شيئ هو إحساس نادرا ما يبقى في الإنسان أمل بعده، أن ترى أحلامك تتبخر و تندثر هو عذاب لا مثيل له ! نظرتك إلى الآخر تغير، لا تميز بينه و بين صخرة أو دابة قد تسترسل في سلسلة فكار مجنونة و يفقد الكون المعنى و منه تفقد حياتك قيمتها ! أهلا بك في جحيم الوحدة و نبذ كل كائن على وجه البسيطة، شيئا فشيئا تتحول إلى وحش
تلاحظ بعد مدة ( قد تصل إلى سنوات ) أن صفة الآدمية كذبة و أن حياة الوحوش تناسبك ! تطلق العنان للوحش الذي بداخلك و الذي لطالما قيدته و حرمته من حريته ! تنسى تلك المشاعر الزائفة، ينتهي الألم وتضمحل تلك الصور العجيبة تدريجيا... للحظة تنعم بالراحة و لكن تتذكر أنك آدمي و تتلقى ضربة موجعة توقظك من أحلامك
تستيقظ بعد مدة لا تعلم قصيرة كانت أم طويلة تراودك فكرة الإنتحار فتلتفت متثاقلا، تلتقط دفترك و تبحث عن قلم، دعنا نؤجل فكرة الموت !



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء البوسالمي - عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )