أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء البوسالمي - تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]














المزيد.....

تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 04:45
المحور: كتابات ساخرة
    


تنويه: الحكاية لها علاقة بظاهرة نعيشها يوميا، الكثير من الشيوخ قد تسللوا إلى بيوتنا دون إرادتنا ومما لا شك فيه
أن أي شخص و إن كان لا يشاهد هذه البرامج فإنه حتما سيلاحظ تفاقم هذه الظاهرة، خاصة الضجة التي تصحب فتاواهم. و أول ما يتبادر إلى الذهن أمام هذا الغزو، التساؤل عن سر هذا الصعود السريع ومصادر الأموال الضخمة و الأطراف المستفيدة من كل هذا.
الشخصيات والأحداث الواردة هنا ليست من نسج الخيال و أي تشابه بينها و بين شخصيات أو أحداث على أرض الواقع مقصود، إي نعم مقصود !


كان الشيخ محمد واقفا أمام المرآة شارد الذهن كالعادة، وجهه مصفر و عيناه ذابلتان كانت ليلة حمراء لقد أفرط في الشرب و السهر كالعادة. تلقى دعوة من صديقه عبد الله رجل الأعمال المعروف فلم يستطع أن يرفض و كيف يرفض طلبا لممول ندواته و برامجه الدينية في الإذاعة.إنها موضة العصر، رجال الدين في خدمة رجال الأعمال فالشيخ محمد لا يتوانى في الدفاع عن أصدقائه فيتحول إلى بوق دعاية في الراديو و التلفاز...
و لا ينسى يوم إتهم عمال المصنع البسطاء بسبب إضرابهم عن العمل ! كان يعلم أن عبد الله من أكثر رجال الأعمال فسادا، وكان يعلم أن هذا الفساد من الأسباب الرئيسية في إنهيار إقتصاد البلاد ولكن ما باليد حيلة.تنهد و إبتسم إبتسامة تنم عن إستسلام و ضعف، هو يعلم أن لرجال الأمال اليوم دور هام في حياة الشيوخ. رأس المال هو الراعي لرجال الدين، لذلك لا يستطيع أن يغضب أصدقائه وهو يحاول قدر الإمكان توفير السند الشرعي و الغطاء الديني لتجاوزاتهم و كان بارعا في ذلك.


و هم في المقابل أغدقوا عليه بالهدايا و الأموال، و صار مقربا من الساسة وكبار رجال الأعمال و باع شقته القديمة وإنتقل مع زوجته و إبنه إلى فيلا فخمة و أهداه عبد الله سيارة مرسيدس آخر طراز و ساعد إبنه على دخول كلية الطب رغم أنه لم يكن من المتفوقين ! لم ينس الشيخ محمد ذلك اليوم في مكتب صديقه عندما كان يمازحه :
ـــ تخيل الولد نجح بعشرة ويحب على كلية الطب فجاء الرد بنبرة جادة
ـــ أبب ! غالي و الطلب رخيص سيدنا الشيخ
كان لا يكاد يصدق ما سمعه فمجرد مزحة عابرة جعلت هذا الرجل يستعمل نفوذه حتى في تعيين الطلبة في أعرق الكليات وذلك بمكالمة واحدة ! فعلا إنه عصر لجاه و النفوذ...

مع مرور السنوات، إزداد تقربه من شلة الأنس كما يحلو لعبد الله أن يسميها وهي مجموعة من رجال الأعمال يجتمعون ليلا في منزل أحدهم للتحدث في البيزنس و لأمور أخرى أيضا ! كانت حياة الشيخ محمد غريبة، ففي الليل و مع حلول الظلام ينزع جبة الفقيه و ينزع معها المشيخة و الوقار ! يسكر و يعربد ويضاجع النساء و عندما يسأله أحد الأصدقاء متهكما : ما حكم الزاني يا شيخ ؟ و ما حكم شارب الخمر؟ فيجيب بكل ثقة و قد أدرك قصدهم : يا سادة إن الله غفور رحيم ! كان نسق حياته خرافيا، يعيش بوجهين ففي برامجه التلفزية و الإذاعية إشتهر بصرامته و تدينه و قد كان سببا في ذهاب مئات الشباب إلى الجهاد، و مع شلة الأنس يحل لنفسه ما حرمه على الناس، و الغريب أنه تأقلم مع هذا الوضع فكم من مرة يقضي ليلته مع عشيقتة و يستيقظ قبيل صلاة لفجر للإغتسال ثم يستعد للنزول ليؤم المصلين في المسجد !



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الثورة الثقافية و محاكمة الفكر في تونس ( جابر الماجري نم ...
- المس و السحر في الإسلام بين الخوارق و الموضوعية
- تونس تصدر المجاهدين... و المجاهدات ؟
- عندما يكبلك اللامرئي ( خواطر من منبع اليأس )


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء البوسالمي - تجار الدين ( عن شيوخ آخر زمن ) [1]