أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم الجبين - هل سيتعلم النظام في سوريا فن الإملاء؟















المزيد.....

هل سيتعلم النظام في سوريا فن الإملاء؟


إبراهيم الجبين

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:30
المحور: كتابات ساخرة
    


كانوا يتحدثون عن كتابة التاريخ ، ويسوّدون جدران وشوارع المدن الوادعة بعباراتهم ...(أنا بعثيٌ وليمت أعداؤه ....!!!) (التاريخ لا يصنعه إلا الأبطال) و(حافظ الأسد بطل الأمة العربية !!) و(هذا الشبل من ذاك الأسد)...
حسناً ... لا مشكلة ليكتبوا التاريخ كما يحلو لهم ، فلن يكتبوا سوى تاريخهم ..هكذا كنا نقول ونحن نقرأ العبارات الكبيرة التي تمتد عشرات وعشرات الأمتار في المدن الصامتة .
ولكن، على من يكتب أن يتقن على الأقل، فن الإملاء ..كي لا يرتكب بعض الأخطاء هنا وهناك ...لا سيما وأن مهمته هي على مستوى (كتابة التاريخ).
إذاً، يبدو أن على النظام في سوريا أن يتعلم الكثير.. ولكن ما الذي يجب أن يتعلمه الآن؟! أكاد أجزم بأنهم في الأروقة يتحدثون عن (المرة القادمة) .. وكأنهم في درس من دروس البعث العربي الاشتراكي العنيف، ويحدّثون أنفسهم بأنهم يجب أن يخرجوا بنتيجة تمنع حدوث مثل هذا المأزق في المستقبل.
دليل ذلك واضح ...انتبهوا إلى تصريحاتهم ..وانتبهوا إلى النبرة القوية والمستفزة والجريئة التي يدفعون بمراسليهم وكتابهم ومحلليهم وضيوف قنواتهم التليفزيونية إلى التحدث بها، أحد أئمة الجوامع الذين يتلون خطب الجمعة المعدة سلفاً من قبل الاجهزة قال الأسبوع الماضي ما نصه : من هو ميليس هذا ؟! لعنه الله ولعن من جاء به، ولعن لجنته !!!!
انتبهوا إلى الاسترخاء الذي يظهر جلياً على وجوههم، وكيف أنهم يملكون الوقت لاستقبال برقيات المعايدة والمباركات ، وأيضاً للبرهنة على حماقة ميليس .. وتقرير ميليس ..وتفنيده وإثبات لا قانونية صفحاته الستين .
لا يهم إن كان المشبوهون قد تورطوا أو أن لهم علاقة ـ ولو مساساً وعلى عجل ـ بمقتل رفيق الحريري ، لم يعد مهماً، فالعلاقة قائمة أصلا بالإصرار الطويل على البقاء الطويل في ما وراء الحد اللبناني .
ولن تكون مبادرة الأخ فاروق الشرع مفيدة هذه المرة وهي ليست مثل التي قدّمها في إسبانيا حين استلّ من جيبه صورة البلاغ البريطاني الذي يطالب بإلقاء القبض على الإرهابي إسحق شامير ...الآن .. لم يحدث أي شيء حين قال الشرع إنه يحمّل مسؤولية انهيار برجي مانهاتن وتفجيرات لندن ومدريد لحكومات بلدانها .
إذاً على أي موجةٍ يعملون ؟! ولماذا بدا النظام ،الأكثر حنكةً كما كان الاميركيون يصفونه مرات ومرات ، حائراً وغير قادر على الرد؟!
ولكن من يراهنني على أنهم الآن يتابعون البرامج والمسلسلات في موسمها المحموم؟ وأنهم يحضرون موائد الخيم الرمضانية عند الغروب، وهم الآن في عيد الفطر يعيشون حياتهم المألوفة، وكأن ما يحدث هو حدث في سياق إنشائي خلقوه من قبل واعتادوا جرّ السوريين إليه كلما دعتهم الضرورة.
لا يصدقون أن هذا يحدث ، ولا يريدون أن يصدقوا ، ألم يختاروا لمعلّمهم صفة (الخالد) ...القائد الخالد ؟! كل ما يسيطر على تفكيرهم هو الخلود، وهم لا يؤمنون بأن الأيام تتغير، وأن الواقع ينكمش وينكمش حتى يقترب من تلك البلاد التي لم يسمحوا لنا جميعاً بالتدخل في شأن من شؤونها ـ مع أنها بلادنا ـ وهاهم الآن يمهّدون لقدوم الغزاة ... ويوفّرون لهم الأسباب..وما حيلتهم الآن ؟...يحتمون بالداخل؟! ..بالشارع السوري الذي يخرجونه في مظاهرات ومسيرات تحمل الأعلام والصور من جديد وتهتف بضرورة البحث في حياة ديتليف ميليس الشخصية !!!!
هذا ما علّموه للناس ، وهذا ما سيقاومون به الناب الأميركي الأزرق ، الذي بات يُشاهد من كل مكان في سوريا ، كلما رفعت رأسك نحو السماء، ستراه فوقك .. يدنو ويقترب .
وماذا يحدث في هذه اللحظة ؟ يبدو أنهم يحاولون بشتى الوسائل اجتراح تلك المعجزة،( إرضاء الأميركيين) ، وهذا ما نشكّ بإمكانية حدوثه ولو نزل أنبياء السلطة من سمائهم أجمعين ، ولو تدخل الأعراب ، ولو حاول حكماء دمشق، كعادتهم، إجراء صفقة من تحت الطاولة كتلك التي نجح الأسد الأب وحليفه مبارك بإبرامها مع الأتراك في أواخر القرن العشرين وكان ثمنها رأس عبد الله أوجلان وعذابات لا تحصى لأكراد سوريا وتركيا .. وقبل ذلك بساعات كان الجيش التركي قد تجاوز الحدود السورية الشمالية ، وتهيأ للاجتياح، ومن أمتع اللحظات في ذلك الفيلم ـ الصفقة،هي عندما عرضت إسرائيل كافة أشكال التعاون والمساعدة للأتراك حينها.
ربما تطوروا الآن !! قد يكون ذلك حصل ..
ولكن لماذا ، إذا كانت أساليبهم قد تطورت، يطلب وزير الخارجية السوري (جلسة مغلقة) ليطلع الأعضاء على الحقائق !! وإذا كانت هذه الحقائق تفيد سوريا وتضر بالمصداقية الأميركية والبريطانية والفرنسية ، فلمَ لم يغتنم الفرصة ويذيع تلكم الحقائق على الهواء مباشرة؟!!
(إننا على استعداد لإطلاعكم على تفاصيل في جلسة مغلقة لأن هناك أشياء يصعب قولها في العلن ونحن على استعداد أن نقولها في جلسة مغلقة وليست للإعلام )
لنتابع المزيد:
(لا أريد الدخول في مماحكات أريد أن أوضح فيما يتعلق بالسيد ميليس .. يتفق معي أن ما قاله هو فرضيات وكان كل ما طلبه موافقا عليه من قبله، أضيف أن بعضا من محققي ميليس ذهلوا بجمال سوريا وقالوا إنهم يريدون العودة لها كسواح وقالوا أنهم هم سيدفعون أجرة الفندق).
ثم عاد وأضاف العبارة الشهيرة التي يظنون أن يتخلصون من الاتهام كلما أعادوها وكرروها :
(سوريا تعرضت للإرهاب قبل كثيرين من الدول ودفعنا ثمنا كثير لذلك في الثمانينات، ولم يقف معنا في ذلك الوقت الكثير من الدول ويعرف السيد سترو أننا بعثنا بأكثر من برقية تعزية وإدانة في العمليات الإرهابية في لندن تموز الماضي، رغم كل الخصومات التي تبدو بيننا اتصلت لإدانة تلك العمليات).
هل هذا خطاب سياسي ؟! وهل هذه لغة ذكية حقاً للخروج من الأزمة ؟! وما معنى أن نذكر العالم كل يوم بأننا تعرضنا للإرهاب ؟ طبعاً يريدون بإرهاب الثمانينات، المواجهات مع الإخوان المسلمين ...وهو آخر ما يريد ويحتاج شيخ الدبلوماسية السورية لطرحه في جلسة علنية لمجلس الأمن ...ماذا لو طلب أحد أعضاء المجلس فتح تحقيق بأحداث الثمانينات لمناسبة ذكرها الآن ؟...وهل يصح أن يتورط وزير الخارجية في ورطة كهذه ؟ ويورط معه البلاد بأسرها بملايينها بأطفالها ونسائها وشيوخها كما اعتاد أن يفعل هو والمجموعة . هذا خطأ إملائي آخر بالمناسبة ولكنه خطأ مهول ... في مجلس الأمن ؟! رائع ... وغير معقول ...ولا يصدّق!!

والآن ....؟ كيف سيتعلم النظام فن الإملاء ؟...حتى لا يخطئ مرة ثانية بسطر يحتوي على شخص بوزن الحريري ، أو سطر آخر سريع يضم بلاداً بأكملها كان اسمها سوريا ؟
ولكن من أين سيتعلمون؟ وهل سيكون لديهم الوقت لتطبيق القواعد الجديدة،؟
أعيد القراءة هذه الأيام في أعمال كازانتزاكي ، يقول زوربا في الصفحة 12 بدأً من السطر 20 :
( أوف ..لماذا تجلس هكذا وتطرح الأسئلة، لقد خطر لي ذلك..
تعرف قصة زوجة الطحّان الشهيرة ؟ حسناً .. يقول المثل اليوناني:لا يمكنك أن تتعلم الإملاء من اهتزاز مؤخرة زوجة الطحّان يا سيدي ..
فيتساءل الراوي : وما علاقة جلستي بالمثل اليوناني ...؟
يسارع زوربا إلى القول : هذا هو المنطق ... لا يمكن لأحد أن يتعلم الإملاء من اهتزاز مؤخرة زوجة الطحّان ....الأمور منطقية وتسير هكذا ..هذا هو المنطق الإنساني !!).
بلاد تحكم بهذه الطريقة ، وتدار فيه الأزمات هكذا ، جديرة بأفكار زوربا العظيم، هذا هو المنطق ..
ولكن من أين سيتعلم هؤلاء الإملاء ..إذا كنا قد سامحناهم بالألف باء أصلاً ومنذ زمن طويل مضى الآن ولن يعود ؟



#إبراهيم_الجبين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم فلسطيني أبيض في شعر رائد وحش: محاولة جريئة لتصحيح الغلط
- خمس وسبعون على ولادة الآنسة مار?ل
- ماذا لو كان تيسير علوني إسرائيلياً ؟
- لماذا لا يوجد (جدل) في دمشق؟
- زكريا تامر لم يشتر بيتاً في دمشق لأنه لم يعثر عليها
- البحث عن بني أمية في سوريا الأسد
- أن تكون من أقليات سوريا 2005
- أخلاق العبيد في سوريا الحديثة
- من السوري إبراهيم الجبين إلى السوري بشار الأسد
- لن يكون هناك هيئة لاجتثاث البعث في سوريا ..فاطمئنوا


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم الجبين - هل سيتعلم النظام في سوريا فن الإملاء؟