أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد فضل - ثمار الاستبداد















المزيد.....

ثمار الاستبداد


خالد فضل

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لبنان, لولا المحاصصة الطائفية التي يقوم عليها نظامه السياسي يعتبر القطر العربي الوحيد الذي نجا نسبيا من عبء الاستبداد الطويل , ولولا ذلك القصور المعروف في نظامه الديمقراطي لكان في وسعه أنْ يمثل صنوا لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث استمرار نظامه الديمقراطي رغم الأنواء العاصفة التي ماأنفكت تعصف بمجتمعات المنطقة لعقود , ونحن إذ نتحدث هنا نبدأ من حيث إبتدأت الدولة القطرية في طبعتها الراهنة , وتحديدا عقب نيل بلدان المنطقة لإستقلالها السياسي عن الدول الاستعمارية , وهي الحقبة التي انقضت عند مطلع الستينات من القرن الماضي بإعتبار الجزائر آخر قطر عربي حقق الاستقلال بجلاء المستعمر الفرنسي, فيما تكونت دولة الامارات العربية المتحدة من امارات مستقلة مطلع السبعينات .
هل نعمت شعوب المنطقة ومجتمعاتها بثمار الاستقلال الوطني وعودة السيادة لأبناء الوطن المستقل ؟ هل تم بناء شعوب وطنية تحسّ ومن ثمّ تحسن الانتماء الوطني الحقيقي؟ وهل كانت الأوطان العديدة هذه في أي يوم أوطانا فعلية لمنسوبيها وحاملي استمارات الانتماء الرسمي لها؟ لا أقول لكل مواطنيها بل على الأقل , للغالبية فقط وليس جلّ من قطن في أي بلد من تلك البلدان , فالأغلبية تبدأ من 50+1من كلّ مائة بينما جلّ قد تتفاوت الى حدود 80% من المجموع . في الواقع هناك نوعان من هذه الأقطار باستثناء لبنان كما سلفت الإشارة , جمهوريات اسمية , وممالك وإمارات وسلطنة كلها حقيقية , ومن هنا تبدأ المفارقة , فالجمهورية نسبة الى الجمهور , أي مواطني البلد المعني , فهل كانت جماهير أي قطر عربي عضو في جامعة الدول العربية هي سيدة بلدها في أي وقت ؟ فقد تولى السلطة عن المستعمرين مباشرة فئة من مواطني كل بلد , باسم الثورة والنضال في كل الحالات تقريبا , وباسم التحرير والسيادة الوطنية , وتقدم ورقي الشعب , ومحاربة الاستعمار ودك حصونه وأعوانه وتحقيق العزّة الوطنية وتنمية الشعور بالفخر بالانتماء لوطن حر واعد ناهض مزدهر إلخ إلخ , وبرعت النخب التي استولت على السلطة بعد جلاء الأوربيين الاستعماريين في اطلاق الشعارات الرنّانة والخطب الحماسية وبذل الوعود الخرافية للجماهير ذات الاحتياجات والتطلعات الواقعية , ومن هنا زادت الهوة واتسع فتقها على الراتق , فقد أنِشأت النخب تنظيمات بمسميات سياسية لكنها في الواقع كانت كانتونات خاصة بروادها , وحتى التنظيمات الاشتراكية الشعارات أو القومية لم تسلم في بنائها وقيادتها من علو المطامح الخاصة بالقيادات حتى على المستويات المحلية , واندرج تحت راياتها مجموعات من المواطنين بتطلعات يغلب عليها الذاتي , ولو كان بدافع الانتقام من مواطنين آخرين مناوئين , ناهيك عن المصالح المباشرة كنتيجة طبيعية للإلتحام التام بين تلك التنظيمات المصنوعة خصيصا للسلطة ومفاتيح الثروات والقرارات المصيرية . لقد تم تجاهل بناء مجتمعات وطنية بتطلعات مشتركة وعلى أرضية مناسبة من المساواة والعدالة ومراعاة الخصوصيات العرقية والثقافية والعقائدية , جنبا الى جنب مع عمليات البناء المادي للبنى التحتية من طرق وجسور وسدود وعمران , فنشأت أجيال ما بعد المستعمر وهي ترزح تحت وابل من الشعارات والأحاديث المكررة من ذات المصادر والقيادات , ولك تصور طفل ولد يوم استولى المرحوم معمر القذافي على السلطة في العام 1969م , أو نظام الاتحاد الاشتراكي العربي في مصر منذ1952م, أو أنظمة البعث العراقية والسورية منذ الستينات أو نظام جعفر المرحوم جعفر نميري من 1969الى 1985 ليخلفه نظام البشير الاسلامي منذ 1989م وحتى الآن , ونظام المرحوم بورقيبة وامتداداته حتى زين العابدين بن علي , وجبهة التحرير الوطني الجزائرية بلوغا لمرحلة بوتفليقة الذي لا يريد مغادرة كرسي السلطة رغم مغادرة معظم قدراته الجسمانية والذهنية , وجماعة علي صالح في اليمن وسلسلة الانقلابات السابقة له , أليس في كل تلك الوقائع ما يثير الانتباه فعلا ؟ وخاصة بتتبع مراحل بناء مجتمعات وطنية في الجمهوريات العربية وشبه العربية , تلك التي سارت على نهج الكوم الكبير , والتنظيم القائد , والذي غالبا ما يتحول الى الزعيم الأوحد القائد , ولولا ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن , لكان فخامة الزعماء الغابرين (بن علي ومبارك والقذافي وعلي صالح) ما يزالون تفرش لهم البسط الحمراء على أرضية أي أرض تطأها أقدامهم المبجلة !!وفي كل أحوال التنظيمات القائدة , كان قسط عريض من الجماهير يصنفون كأعداء للبلاد وشعبها , وينالون مباشرة ما يقرره التنظيم أو القائد من عقوبات رادعة , فانفتحت السجون والتنكيل والتعذيب كممارسة راتبة وطبيعية في أقبية وزنازين (بُناة الأوطان المفترضين), وحوربت جهات وقوميات ومجموعات حد الإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة الفتّاكة المحرّمة دوليا , كما في وقائع حلبجة العراقية , ومعاناة الأكراد الطويلة , ومثل حالات الجنوبيين في سودان ما قبل الانفصال , ودارفور ومناطق جبال النوبة والنيل الأزرق في راهن اليوم , ومثل الأمازيغ في جزائر الثورة الذين حوربت لغتهم ولم يتم الإعتراف بها الا مؤخرا, وطوارق ليبيا , الحوثيين وغيرهم من فرق الشيعة في اليمن , وحتى في عراق البعث , الذي قمع الشيعة قمعا بشعا , وسوريا البعث الأخرى التي دكّت فيها الدبابات مدينة حماة على من فيها , باختصار , في كل جمهورية نشأت بزعم بناء الوطن , غرست مسمارا في هدم جُدر الوطن في الواقع , فنشأت أجيال متغابنة , ومجموعات تشعر باستمرار بالتهميش والازدراء , فليس بالخبز وحده يحيا الانسان , ولذلك , نمت الجماعات الاسلامية , وهي الأخرى تحمل شعارات جّذابة , ولكن لأنّ معظمها عانى ما عاناه معظم المواطنين الآخرين من ويلات محاولات بناء الأوطان على نسق السلطات وتنظيماتها الحاكمة , فقد وجدت التعاطف أولا , وتسارعت وتائر الانضمام الحركي لها , واتسعت رقعة منسوبيها , فكلما خاب أمل للجماهير العريضة , وعمّت وقائع الفساد المطلق المرتبط حتما بالسلطة المطلقة زادت معدلات الارتماء في أحضان شعارات تلك التنظيمات وما تقدمه من وعود تقرن الحياة الدنيا بالجزاء الحسن في الحياة الأخرى , وفي ظل الفراغ الناشئ من جانب سلطات وحكومات القيادات التاريخية , والثورات الملهمة , كانت دعوات الجماعات الاسلامية تسد الفرقة , بحلقات التلاوة , والصيام الجماعي , ودروس الوعظ , والجمعيات الخيرية التي ظاهرها فعل الخير وباطنها بناء شبكات للإرهابيين والمتشددين , مستفيدين من حالة الإحباط العامة واتساع الهوة المعرفية والفكرية بين بلدانهم وبقية أرجاء العالم المتطورة , هذه في تقديري حواضن القاعدة وداعش وغيرها من تنظيمات الصيت الارهابي الحالي , ولم اتطرق هنا للقسم الثاني من انظمة البلدان العربية , الملكي والسلطاني فهذه تكفي عناوينها فقط , فالممالك ظلت تملك وتحكم , لم تطالها سنن الحداثة , فاعتزلت الحكم واكتفت برمزية الملك كما حدث في كل الممالك الأوربية , وحسبك من مواطنين , صفتهم (رعايا الملك) , هل يمكن تصور بناء وطني في مثل هذه المجتمعات ؟ هل يمكن الزعم , مع الأسف , بأنّ هذه قيمة الإنسان في هذه البلدان ؟ النجاة من قبضة التملك والإتمار والوقوع فريسة سائغة بين يدي الخليفة أبوبكر البغدادي ؟



#خالد_فضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الإسلامي
- د. الترابي : الدعاء في مواجهة الفشل
- بين تونس والسودان حواران مختلفان
- خيبة أمل كروية سودانية
- الحج الدامي ومأساة المشاعر المقدّسة
- كفاح الشعوب بين عصر المقاومة وفقه المساومة
- قاتل مجهول في شوارع الخرطوم !!
- تأملات في غوغائية المتأسلمين وعبثية (الاّ اسلامنا ده)
- الديكتاتورية تضييق الأرض وتعتيم الفضاء
- السودانيون وذاكرة سبتمبر المشؤومة
- الدولة الاسلامية في السودان والسياسة ذات الوجهين
- قضايا السودان بين جذب العرب وشدّ الأفارقة
- الشيوعي السوداني حزب عصي التجاوز
- السودانيون :وعثاء هوية العرق والدين
- من أجل مستقبل قمين بشعب كريم : لابد من اصلاح تربوي شامل في ا ...
- المجتمع الدولي والتعامل الحذر مع الحكومة السودانية
- نحتفي بالمحبة ويحتفون بالذبح
- الميدان استعادة أحد منابر الوعي


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد فضل - ثمار الاستبداد