أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد فضل - الديكتاتورية تضييق الأرض وتعتيم الفضاء















المزيد.....

الديكتاتورية تضييق الأرض وتعتيم الفضاء


خالد فضل

الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 22:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الوليد حسين ,مهندس شاب سوداني يقيم ويعمل في المملكة العربية السعودية منذ خمسة عشر عاما ,ظلّ لسنوات يشرف ضمن آخرين على موقع اليكتروني سوداني يهتم بنشر أخبار السودان وما يتعلق به لحظة بلحظة حسبما تقول ديباجته , اسم الموقع الراكوبة , وهي لفظة محلية تعني المظلّة المصنوعة من الحطب والقش , وتنتشر في كل أرياف السودان تقريبا بذات المكونات , وتحت ظلال الراكوبة في منزل الزعماء المحليين يجلس شيوخ العشيرة وكبار العائلة لتدارس ما يهم أهلهم , وتبادل الرأي والأنس وتناول الوجبات واكرام الضيوف, بهذه الحمولة الثقافية انطلقت الراكوبة لتعبّر عن حالة سودانية خالصة من حيث تعددية الآراء وتمازج الأفكار وتنوع وثراء المداخلات والتعليقات والمقالات . ولأنّ ديكتاتورية الاسلاميين الحاكمين منذ ربع القرن وأكثر , قد فعلت فعلها في البنية الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية داخل البلاد , والتي تحوّلت في الواقع الى سجن كبير , داخله الشعب في موقع الرهينة تماما , فضاقت الأرض بما رحبت , وهاجر الملايين طلبا للخلاص الفردي بينما حمل كُثر منهم هموم وطنه العامة فسعى قدر طاقته من أجل إقالة عثرة الأهل والوطن عبر دعم جهود المعارضة السلمية في غالب الأحيان , والدعم المعنوي للمقاومة المسلّحة في أحايين أٌخر , من هذه الزاوية يمكن تصنيف موقع صحيفة الراكوبة الإليكتروني في خانة المعارضة , ومع ذلك إلتزم الموقع بكثير من قواعد المهنية الصحفية عبر نقله للأخبار من مصادر متعددة مع تركيز واضح على ما يتم نشره في الصحافة الورقية التي تصدر في الخرطوم , تحت رقابة لصيقة من جهاز الأمن والمخابرات السوداني الذي يستخدم عدة آليات للجم وتكميم الصحافة المحلية والصحفيين/ات السودانيين/ات , تنقل صحيفة الراكوبة تلك الأخبار كما هي دون تدخل من المشرفين عليها والوليد على رأسهم , وفي مرات كثيرة تنقل الأخبار التي تبثها وكالة الأنباء السودانية الحكومية المعروفة اختصارا ب(سونا), كما تنشر بعض الآراء والحوارات السياسية والأعمدة الصحفية لكتاب سودانيين مؤيدين لسلطة الاسلاميين .
تهتم الراكوبة بأخبار المعارضة بشقيها السلمي والمسلّح في السودان , وعبرصفحات الرأي يجد كثير من السودانيين/ات المعارضين فرصة واسعة للتعبير في فضاء رحب , بعد أنْ ضيّق الاسلاميون الأرض , ومنعوا أصحاب الرأي الآخر من حقّهم في التعبير في الصحف المحلية وفي المواقع الاسفيرية الموالية لهم , وبالضرورة في أجهزة الاعلام الحكومية من إذاعات ومحطات (إف. إم), وقنوات فضائية تكاد تكون محتكرة بالكامل للترويج والدعاية الحكومية السمجة , ولرسم صورة ذهنية مغايرة للحقائق والوقائع اليومية التي يعيش في كنفها , وتحت قسوتها غالبية الشعب السوداني في مختلف أرجاء البلاد , مما أفقد إعلام السلطة والإعلام الموالي لها المصداقية التي حازت عليها في المقابل الوسائط الإعلامية المعارضة , وبات من الطبيعي أنْ يهرب السودانيون من أجهزة الإعلام السلطوية الى تلك الوسائط المغايرة طلبا للرأي الآخر ووجهة النظر المعبّرة عنهم , وفي هذا المجال ظلّ موقع الراكوبة من المواقع الرائدة .
يبدو أنّ هذا الوضع , وسطوة الإعلام البديل المتزايدة ورسوخ أقدامه أكثر وأكثر , وقدراته على كسر القيود وتحطيم الأسوار المنيعة التي شادها النظام الأسلامي في السودان ضد الآخر , وضد الوعي والتقدم والإستنارة ,هذه الأوضاع صارت تشكل مصدر قلق حقيقي للإستبداد فقرر خوض معركته الأخيرة معها , وبدأ ينتشر حديث وتعقد ندوات وورش عمل وصياغة تشريعات ,بل التقدم أكثر في فتح بلاغات وعقد محاكمات واستجوابات أمنية وشرطية لمدونيين /ات سودانيين , بغية الحد من , والسيطرة على الفضاء الإسفيري وتعتيمه لإكمال مهمة الإجهاز على آخر مسارب الضي في السودان . وقد عهد السودانيون في سلطة الاسلاميين عدم التورع في عمل كل شئ من أجل هدف وحيد صار هو دينهم وعقيدتهم وكعبتهم التي حولها يتحلقون (السلطة) بما تحمله من مكاسب ذاتية أنانية ,وليست كأداة لخدمة الشعب , وانتشار الفساد والإفساد المالي والأخلاقي والسياسي والاداري دلالة على ممارسات السلطة الفاسدة والمفسدة لغيرها .لهذا تصدق تخوفات السودانيين وغيرهم من الجهات المعنية بحماية الصحفيين والحريات الصحفية والشخصيات العامة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي , من أنْ يكون توقيف الصحفي والمدوّن السوداني وليد الحسين بوساطة الأجهزة الأمنية السعودية خطوة لتسليمه لجهاز الأمن والمخابرات السوداني , ومصدر القلق يزداد من أنّ التوقيف مستمر منذ نهاية شهر يوليو الماضي دون أنْ تفصح السلطات السعودية عن دواعيه وهذا الصمت مع معرفة الناس لما يدور وما تقوم به أجهزة المخابرات في ظل الأنظمة الاستبدادية مما يعضدد المناشدات والدعوات والمطالب المتزايدة من أجل اطلاق سراح وليد الحسين أو ترحيله الى بلد آمن آخر في حال وجود ما يمنع استمرار بقائه في السعودية , ولعل صدور بيانات التضامن ومن ثمّ حملات المناشدات المستمرة للسلطات السعودية وللملك السعودي شخصيا من جهات اعتبارية كثيرة في السودان وخارجه ومنظمات دولية معنية بحماية الصحفيين , والمنظمات السودانية مثل شبكة الصحفيين السودانيين , وشبكة (صحفيون من أجل حقوق الانسان) المعروفة اختصارا ب(جهر) سودان , ومن كتاب وأدباء وقادة سياسيين وصحفيين سودانيين , ومن خلال المداخلات والتعليقات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ما يؤكد على مكانة موقع الراكوبة الاليكتروني كرئة يتنفس عبرها السودانيون حقّهم في حرية التعبير من جهة , ومن جهة أخرى للتعبير عن التضامن مع المشرف على الموقع كواجب أخلاقي وانساني , خاصة وأنّه أب لأطفال حسبما ورد في سيرته المبثوثة , كل ذلك مرتبط بصورة أساسية مع وجهة الترحيل وصفقته إنْ حدث ما يتخوف من المشفقون , فما أمرّ على المرء من واقع أنْ يجد نفسه مفضلا السجن في بلد آخر على إرجاعه لوطنه مخفورا رغم مرارة الحبس في الغربة , ولكنها تصاريف عهود الاستبداد وسيادة عصر ظلم الانسان لأخيه الانسان ,لم يشفع وازع من أخلاق , ولم تنفع ادعاءات تديّن زائف , إذ عند الديكتاتور تتحطم القيم وتنطمس المفاهيم فلا يرى غير وجه جبروته وانتقامه .



#خالد_فضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودانيون وذاكرة سبتمبر المشؤومة
- الدولة الاسلامية في السودان والسياسة ذات الوجهين
- قضايا السودان بين جذب العرب وشدّ الأفارقة
- الشيوعي السوداني حزب عصي التجاوز
- السودانيون :وعثاء هوية العرق والدين
- من أجل مستقبل قمين بشعب كريم : لابد من اصلاح تربوي شامل في ا ...
- المجتمع الدولي والتعامل الحذر مع الحكومة السودانية
- نحتفي بالمحبة ويحتفون بالذبح
- الميدان استعادة أحد منابر الوعي


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد فضل - الديكتاتورية تضييق الأرض وتعتيم الفضاء