أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية - 5















المزيد.....

البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية - 5


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 17:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية – 5

لسوء حظ رفيقنا الطيب والمسيحي النزعة صموئيل ويب (Samuel Webb) أنه إنضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الأميركي بعد أن تخلى الحزب الشيوعي السوفياتي بقيادة خروشتشوف وعصابته عن الماركسية اللينينية وبدأ بانتهاج السياسات المعادية للعمال في الاتحاد السوفياتي بداية وعمال العالم تالياً . أصداء الإنحراف السوفياتي في الخارج وخاصة في البلدان المتقدمة في ثورة التحرر الوطني دعت الأفاقين المغامرين من صغار العسكر لاختطاف السلطة وضرب حركة التحرر في بلدانهم، فعمت الانقلابات العسكرية في البلدان المستقلة حديثا في الستينيات وظهر في جمهوريات العالم العربي بصورة خاصة انقلابيون مغامرون من صغار الجند خطفوا السلطة وساموا الشعوب سوء القهر والقمع لأسوأ مما مارس المستعمرون من مثل بومدين في الجزائر والقذافي في ليبيا والأسد في سوريا وصدام في العراق وصالح في اليمن والنميري في السودان . أما في أوروبا والولايات المتحدة الرأسمالية الإمبريالية فدعت أصداء التحريفية السوفياتية لنهوض البورجوازية الوضيعة لإزاحة البروليتاريا من على المسرح العالمي والحلول محلها بحجة العداء لستالين ونهج ستالين في بناء الاشتراكية وإلى الإلتقاء أخيراً مع الامبريالية في منتصف الطريق واستبدال الخصام بالوئام فلا يخسر أي من الطرفين (!!) كما توسل ليونيد بريجينيف الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي للإمبرياليين بصُغار فاضح في خطابة في مؤتمر هلسنكي للأمن والتعاون في أوروبا في العام 1975 .
صموئيل ويب لم يأخذ الجانب السيء من خروشتشوف فقط بل ذهب بعيداً لاعتبار ستالين مجرماً بحق اًلإنسانية وأن على حزبه "الإشتراكي" أن يدين النظام الستاليني دون لبس أو مواربة . لكن خروشتشوف الذي شن هجوماً كاسحاً يدين ستالين من خارج أعمال المؤتمر العشرين للحزب في العام 1956 عاد في المؤتمر الحادي والعشرين في العام 1959 يقول متفاحراً في خطابه الافتتاحي.. " الحزب ولجنته المركزية بقيادة ستالين أنجز تحولات عميقة في المجتمع وقد تغلب على مختلف الصعوبات عبر الطريق، وحطم مقاومة الطبقات المعادية ووكلائها كالتروتسكيين واليمينيين الانتهازيين والقوميين البورحوازيين وآخرين . لقد حقق حزبنا ومعه الشعوب السوفياتية انتصارات تاريخية وبنى مجتمعاً إشتراكياً ؛ وبنظرة عامة إلى الخلف فقد غدت بلادنا قوة صناعية – زراعية اشتراكية كبرى . الاتحاد السوفياتي اليوم من حيث الانتاج الصناعي هو الدولة الأولى في أوروبا والثانية في العالم " .
أما ونستون تشيرتشل، وقد شهد لغير دعاوى ويب الاشتراكي، إذ احتفى بالذكرى الثمانين لميلاد ستالين في 23 ديسمبر 1959 ـ وكان سابقاً يبعث برقية تهنئة بهذه المناسبة ـ وخطب في مجلس اللوردات يقول .. " كان حظ روسيا الأعظم هو أن تكون في أصعب أوقاتها تحت قيادة ستالين العبقري ذي الجبروت الخرافي . كان ستالين أعظم القادة في كل العصور ؛ قاتلنا كاستعماريين وانتصر علينا ؛ استلم روسيا تعتمد على المحراث الخشبي وتركها دولة نووية ؛ لن ينسى التاريخ ستالين مهما قيل عنه " .
لكن الأمين العام للحزب الشيوعي الأميركي يعتبر ستالين مجرماً بحق الإنسانية والدولة الستالينية تخريباً للإشتراكية على العكس تماماً مما أعلن المكنب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي على لسان خروشتشوف "عدو ستالين" وونستون تشيرتشل "عدو الشيوعية" .
نحن هنا أمام مفترق طرق فإما أن نوافق ويب على أن ستالين مجرم بحق الانسانية وأن الاتحاد السوفياتي لم يكن دولة اشتراكية ونتخلى حالتئذ عن الاشتراكية مثلما كانت في الاتحاد السوفياتي لنتبنى اشتراكية ويب المختلفة، أو في المقلب الآخر نوافق المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي وكذلك ونستون تشيرتشل وندين بالتالي الأمين العام للحزب الشيوعي الأميركي باعتباره عدواً للشيوعية .
نحن نعرف حزب ستالين وطريق الاشتراكية التي عبرها بكل منعرجاتها الدقيقة والصعبة نعرفهما لأكثر مما أفصح به كل من خروشتشوف وتشيرتشل، لكننا لا نعرف حتى العموميات من الطريق "الاشتراكي" الموعود الذي سيأخذنا إلية صموئيل ويب .
بالرغم من أن الحكمة العامة تقول أن الطريق التي تعرفها خير من تلك التي لا تعرفها، إلا أننا مع ذلك لا نستطيع أن نخذل عضواً في الحزب الشيوعي لأربعين عاماً هو صموئيل ويب . يتوجب علينا أن ننظر في طريقه الاشتراكية الجديدة بكل موضوعية وإخلاص يحدونا إلى ذلك همنا الدائم في تحسين وتفعيل العمل الشيوعي وتحرير البروليتاريا .

لم ينسَ السيد ويب توظيف الوحدة العضوية بين الشكل والمضمون في مشروعه "الإشتراكي" ؛ غير أن هذا التوظيف الذي ظنه ويب يخدم مشروعه جاء على العكس تماماً وأخرج الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الأميركي من صفوف الأحزاب الشيوعية حتى وإن بقي جالساً على مقاعد الإنتظار في حزب للشيوعيين .
الحزب الذي يرغب السيد ويب في تشكيلة يتوجب علية أن يحل قضايا بالغة الصعوبة والتعقيد تمسك بخناق عالم اليوم حتى الموت وهي (أ) عدم تناسق حكومات العالم مما يتسبب بالفوضى وقد تقود إلى حروب كبرى، (ب) الإستنفاذ الأقصى لقوى العمل والثروات، (ج) التقنيات الرفيعة التي خلخلت قوى العمل وأساليب الإنتاج (د) الاحتباس الحراري وانتشار الأسلحة النووية والانفجار السكاني والمديونية الفلكية .
السيد ويب لم يقل لماذا كل هذه المشاكل الطارئة في العالم في الربع الأخير من القرن العشرين . لو بحث في أسباب ظهور هذه المشاكل وتحقق منها لما دعا إلى تشكيل حزب جديد ينسبه للإشتراكية . نظر إليها من خارجها ورآها ذات طابع إنساني لا تخص طبقة اجتماعية بعينها ولذلك دعا لوحدة تضم الشيوعيين ومختلف فرق اليساريين ـ ونسي ضم المسيحيين إلى حزبه ـ تتعامل مع هذه القضايا الصعبة وتحلها قبل العبور إلى تشكيلات اجتماعية مختلفة وذات طابع اشنراكي .

وعى السيد ويب أم لم يعِ أنه يعود بالعالم القهقرى إلى العام 1903 حين اختلف فلاديمير لينين في المؤتمر الثاني لحزب العمل الاشتراكي الديموقراطي الروسي، مع جوليوس مارتوف حول تشكيل الحزب وقد أصر لينين أن بحتفظ الحزب بحدود مغلقة وعضوية ثابتة تمكنه من امتلاك تكتيكات ملائمة في خدمة استراتيجية محددة ومعروفة تنتهي بتحرير البروليتاريا ؛ بينما أصر مارتوف بالمقابل أن تكون عضوية الحزب مفتوحة للجميع الأمر الذي لا يساعد في تبني سياسات طبقية ثابتة . تبعاً لذلك تشظى الحزب في جناحين: البلاشفة بقيادة لينين والمناشفة بقيادة مارتوف .
يعود السيد ويب بنا قرناً طويلاً هو الأغنى في تاريخ البشرية ليقف مع المناشفة ضد البلاشفة ليقف مع مارتوف ضد لينين ولذك وجدناه يطالب بتحرير الماركسية من اللينينية بحجة أن الشعب في أميركا يتوجس من هذا التعبير، ولأن اللينينية تقرأ قراءة محددة وثابتة للماركسية وهو يريدها مفتوحة على اليسار بل وتتجاوز حدودها التقليدية المعروفة، ولأن اللينينية الستالينية قادت الثورة الاشتراكية إلى الفشل الذريع .

من أجل أن نخلع صموئيل ويب عن مقاعد الإنتظار في الحزب الشيوعي الأميركي ونصرفه إلى خارج حدود الحزب نؤكد التالي ..
1) الثورة الاشتراكية اللينينية لم تفشل، ما زالت محور رحى التاريخ فبعد أن فككت النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي إلى غير رجعة في السبعينيات ستطوّح رحى التاريخ بالبورجوازية الوضيعة بعيداً عن دورة الاشتراكية . قال لينين في 6 مارس 1919 .. " لقد غدا نجاح الثورة الشيوعية مؤكداً " وما زال هذا القول نافذاً حتى وإن لم يَرَه قصيرو النظر .
2) يقول صموئيل ويب أنه قرأ كل ما كتب ماركس وإنجلز ولينين ولكسمبورغ وغرامشي وغيرهم كثيرين . لكن السيد ويب ورغم كل تلك القراءات النيّرة لم يستطع أن يتعرف على أسباب انهيار المعسكر الاشتراكي ومركزه الاتحاد السوفياتي . لو عرف السبب لبطل العجب، لبطل العداء للينين واللينينية وستالين والستالينية ولما دعا لتشكيل حزب جديد .
3) نعيد القول على الدوام بأن الماركسية إنما هي قبل كل شيء آخر قراءة التاريخ قراءة صحيحة وموضوعية . حكم التاريخ لصالح بلشفية لينين التي استطاعت أن تبني أقوى دولة في التاريخ خلال بضع عشرة سنة، أما المنشفية التي ينتصر لها السيد ويب اليوم فقد تلاشت خلال سنوات قليلة بعد ثورة البلاشفة .
4) يقول السيد ويب أن العامة يتوجسون من تعبير الماركسية اللينينية متجاهلاً أن ذلك إنما كان بسبب أحط شخصيتين في التاريخ الحديث للولايات المتحدة وهما جون مكارثي ورونالد ريغان وكلاهما عميلان لمكاتب الاستخبارت في أميركا .

الأزمات الخطيرة التي تمسك بخناق العالم حتى الموت ودعت الأمين العام للحزب الشيوعي الأميركي لأن يقترح تشكيل حزب للاشتراكية يضم الشيوعيين ومختلف فرق اليسار يأخذ على عاتقة تحرير العالم من جميع هذه الأزمات الصعبة لكنه لم يقل لنا شيئاً عن طبيعة هذه الأزمات وأسبابها . وانطلاىقاً من وحدة الشكل والمضمون لا يجوز تشكيل منظمة لتعالج أمراً ما قبل معرفة هذا الامر أصلاً وفصلاً وهو ما يحدد الأصول الطبقية لكوادر هذه المنظمة .
نحن ننبه السيد صموئيل ويب إلى أن هذه الأزمات التي هي حقاً قاتلة، كما نبّه هو نفسه، وخاصة المديونية الفلكية لم تعرف مثلها البشرية خلال تاريخها الطويل . لقد ظهرت جميعها خلال الربع الأخير من القرن العشرين بعد أن احتلت طبقة البورجوازية الوضيعة وأحزابها اليسارية مركز القيادة في سائر بلدان العالم . وعليه فإن أهم ما ننصح به الرفيق صموئيل ويب وسائر الشيوعيين هو .. حذارِ، حذارِ من اليسار !!



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محارية الشيوعية - 4
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 3
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 2
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 10
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 9
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 8
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 7
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 6
- (المفكر الإسلامي) لا يفكر على الإطلاق
- القطبة المخفية في الانتفاضة السورية
- ما بين مالثوس وماركس
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 5
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 4
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 3
- وليد يوسف عطو يسب الشيوعيين بحماية الحوار المتمدن
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) -2-
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم)
- - الماركسيون - المنهزمون
- المانيفيستو الشيوعي اليوم


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية - 5