أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - دور المعارضة العمالية














المزيد.....

دور المعارضة العمالية


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 20:26
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ان النظرة الى الانسان العامل او الطبقة العاملة وتعريفها بطبقة فقيرة ومحرومة في المجتمع، لا تعطي الصورة والمكانة الموضوعية والاجتماعية الصحيحة لموقعية العامل في المجتمع. ليس بالضرورة ان تكون الطبقة العاملة افقر شريحة في المجتمع، فهناك شرائح مختلفة في المجتمع تعاني الفقر والحرمان اكثر من العمال. وهناك ايضا الطبقة العاملة تمتلك مكانة اقتصادية عالية مقارنة بشرائح اخرى وخاصة في الدول الصناعية والمتطورة في الغرب، او حتى في بعض الدول الغنية بالنفط والمعادن في الشرق وافريقيا وامريكا اللاتينية. عليه ان تعريف العامل ومكانته لا يأتي بسبب فقره وجوعه، بل بمكانته الاجتماعية والطبقية الرئيسية في النظام الرأسمالي.
ان اليسار اللاعمالي ينظر الى العمال لا كطبقة رئيسية قادرة على حل التناقضات الطبقية والتغير الجذري في المجتمع الرأسمالي، بل كطبقة فقيرة وتستحق الدفاع عنها والدفاع عن مستوى معيشتها. وان هذه النظرة لها جذورها السياسية والاقتصادية. وهي نظرة الطبقات الاخرى وخاصة البرجوازية الصغيرة لمكانة العامل واستخدامه في المصلحة والمنافع الاقتصادية للبرجوازي الصغير والمثقفين والمتعلمين البرجوازيين. وفي السياسة الدليل اكثر وضوحا فهي من أجل كسب اصوات العمال لبرنامجهم الانتخابي او السياسي. في المجتمع. اي ان التحدث بأسم العامل والدفاع عن قسم من المطالب العمالية تاتي كصفة وتعبيرا عن الشغف والرفقة بالانسان العامل. لم ينظر ماركس ابدا الى الطبقة العاملة كطبقة فقيرة وتستحق ان تعيش مثل البقية في المجتمع. بل نظرته الى العامل والطبقة العاملة جاء من الموقعية الطبقية والقدرة الطبقية للطبقة العاملة في انهاء استغلال الانسان بيد الانسان الى الابد. وان هذه الموقعية والقدرة، ليست فقط سياسية وانما اقتصادية واجتماعية وتحديدا كأحد الطبقات الرئيسية والمهمة في علاقات الانتاج الرأسمالي. وان هذه المكانة الاقتصادية المهمة للمنتج الاصلي في المجتمع يبرز دورها السياسي الاصلي في تغييرالمجتمع ايضا. ان الطبقة العاملة لا تحتاج الى العطف والشغف من الطبقات الاخرى لكي يتحسن وضعها الاقتصادي والمعيشي، بل كطبقة تتمتع لهذه الميزة بأن تأخذ الدور القيادي في كل الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ليس هذا فحسب بل وحتى تتمتع بالمكانة التي تأخذ على عاتقها استكمال مسيرة الديمقراطية البرجوازية والتي عجزت عن أكمالها وتحقيقها الطبقة البرجوازية نفسها في اماكن عديدة من العالم.
ان الطبقة المعارضة الرئيسية في المجتمع البرجوازي هي الطبقة العاملة. وان معارضة بقية الطبقات للمجتمع البرجوازي لا تخرج من نطاق الاصلاحات وتجميل النظام الراسمالي البشع والجشع. ان العمال معارضين للنظام الرأسمالي من الالف الى الياء، ولكن في كل خطوة من معارضتهم تأخذ بنظر الاعتبار قدرتهم السياسية والتنظيمية لفرض الاصلاحات والمطالب على البرجوازية. واذا نظرنا اليوم الى الوضع في العراق، نرى بأن بجانب العمال هناك شرائح مختلفة تعارض الحكومة وسياسات الاحزاب المتحالفة معها، ولكن اذا نظرنا بدقة الى هذه الاعتراضات والاحتجاجات الجماهيرية نرى بأن النواة القوية لهذه الاحتجاجات ليس الطبقة العاملة بل هي الطبقات المحرومة. ولهذا نرى بأن هذه الاحتجاجات لا ترتكز على قوة فاعلة رئيسية وانما ترتكز على قوة هامشية وبامكانها ان تتلاشى مع بعض الاصلاحات الطفيفة. ان ضعف المعارضة للوضع القائم في العراق على الرغم من وجود الفساد والارهاب والقتل الطائفي وحرمان اكثرية المجتمع من مقومات مصادر الثروة في العراق، تكمن في وجود معارضة عمالية ضعيفة والتي هي بالاصل المعارضة الرئيسية للوضع القائم.
ان جذب الانتباه في رأي المجتمع بأكمله نحو المعارضة الرئيسية وهي معارضة الطبقة العاملة هي مهمة الطبقة العاملة نفسها او ممثلها السياسي، الحزب الشيوعي العمالي بالدرجة الاولى ومن ثم القيام بخطوات عملية لبيان هذه القدرة وجذب بقية الشرائح المحرومة نحو برنامجها السياسي والاقتصادي. ان تكثيف الادبيات الحزبية والصحف العمالية وتوزيعها بين اوساط العمالية هي خطوة مهمة بهذا الاتجاه. وان نشر اخبار الاعتراضات والاحتجاجات العمالية بشكل واسع وظهور قياديين عماليين في التجمعات والاحتجاجات ووصول اصواتهم في القنوات المرئية والمسموعة والصحف الى المجتمع هي ايضا خطوة مهمة بأن تبرز دور المعارض الرئيسي وافاقه في المجتمع.
ان مهمة الشيوعيين العماليين في العراق هي عبارة عن بيان الحقيقة، بأن فقط بأستطاعة الطبقة العاملة وعن طريق نضالاتها السياسية بالأمكان اصلاح وانقاذ المجتمع من مستنقع السياسات الطائفية والقومية للاحزاب البرجوازية والاسلامية في العراق. وان اظهار هذه القدرة في الميدان العملي وبشكل يومي، هي مهمة سياسية واحد الجوانب المهمة في النضال الشيوعي. على جرائدنا الحزبية والعمالية ان تركز على دور ومهام الطبقة العاملة وافاقها في كل خطوة تقوم بها. ان كثرة الاهتمام بالمسائل والنضالات العمالية اليومية وابراز بدائلها السياسية في التجمعات والبيانات والجرائد العمالية والشيوعية، مهمة اصلية في الوقت الحاضر. حان الوقت ان نعمل كفريق قوي، وبنظرة ثاقبة الى الامور، وبعيدا عن النزعة الحلقية الضيقة واللااجتماعية، وبروح التحزب العالي والاجتماعي، ومن قوة الايمان بقدرة الطبقة العاملة على قلب النظام الرأسمالي. ان كل هذه الامور هي خطوات مهمة من اجل استرجاع الدور العمالي في كل التغيرات الواردة في المجتمع.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الارهابية العالمية!
- القضاء على الارهاب مهمة الطبقة العاملة
- الاجابة على متطلبات المرحلة
- لينين.. وذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية
- الانسان.. في الفكر الماركسي!
- ان عدو عدونا ليس حليفنا دائما!
- قوة الجاذبية للحركات الاجتماعية!
- من هم الشيوعيون؟
- الازمة السورية وصراع الاقطاب المباشرة!
- اي نوع من الشيوعية نحتاجه اليوم؟
- اللاجئون.. والهروب من جحيم الرأسمالية!
- التظاهرات الحالية.. والقيادة الشيوعية!
- لائحة المطالب لحكومة المواطنة
- لا للتوهم .. في تظاهراتنا!
- حان الوقت لنجرب نوع اخر من الحكومة!
- لا لحكومة بدون كهرباء..!
- الاتفاق النووي الايراني وتأثيراته على المنطقة!
- مصطلح -الشعب- و-الطبقات-!
- حركتنا.. والسير بالأتجاه المعاكس !
- الارهاب والدفاع عن المدنية


المزيد.....




- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...
- NO MORE RANA PLAZAS – NO MORE BLOOD FOR PROFIT
- WFTU commemorates the 50th anniversary of the Carnation Revo ...
- “يا فرحة الموظفين بالإجازة” .. موعد إجازة عيد تحرير سيناء لل ...
- -الفينيق والمرصد العمالي- يُطلقان حملة بمناسبة يومي العمّال ...
- بزيادة 100 ألف دينار فورية الان.. “وزارة المالية” تُعلن خبر ...
- زيادة مليون ونصف دينار.. “وزارة المالية” تُعلن تعديل سلم روا ...
- FIR commemorates 50 years “Carnation Revolution” in Portugal ...
- كيف ينظر صندوق النقد والبنك الدوليان للاقتصاد العالمي؟- أحمد ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - دور المعارضة العمالية