أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - ان عدو عدونا ليس حليفنا دائما!














المزيد.....

ان عدو عدونا ليس حليفنا دائما!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 20:13
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


هناك اعتقاد في منطقة الشرق الاوسط بان سياسات الدول الغربية مادامت تأتي بالضد من عدونا المحلي اي حكوماتنا, فنرحب بالسياسات الغربية هذه مهما تكون النتيجة!. ان هذا الاعتقاد الخاطئ له نتائج واثار مدمرة. نحن الجماهير في هذه المنطقة جربنا هذه التجربة اكثر من غيرنا في بقية انحاء العالم في الفترة الحالية. ان تدخل امريكا والغرب المباشر اثناء ازمة احتلال الكويت من قبل الحكومة البعثية عام 1990, وتدخل امريكا مرة ثانية في اسقاط البعث في العراق عام 2003، وكذلك تدخل حلف الناتو بقيادة امريكا لضرب قوات القذافي وتدخل الغرب في الازمة السورية من بدايتها، وكذلك في كل من اليمن وتونس ومصر بشكل غير مباشر اثناء ما سمي بـ"الربيع العربي".
ان مقولة "عدو عدونا هي حليفنا" هي اعتقاد خاطيء في اغلب الاحيان، وخاصة في عالمنا اليوم. اولا لأن عدونا اليوم لم يكن عدوا للغرب من قبل بل جاءوا للسلطة من قبل نفس الغرب، وثانيا انتقادنا واستنكارنا لحكوماتنا هو ليس نفس انتقاد الغرب لهذه الحكومات.. بل بالعكس مختلف كليا وربما نلتقي فقط بوجوب زواله مع الغرب لا غير. وحتى هذا الالتقاء يأتي بمنظورين مختلفتين ومتضادتين تماما ومن مصلحتين مختلفتين تماما. نحن الجماهير العمالية والكادحة في هذه المنطقة لدينا تجربة عملية واضحة لخطأ هذا الاعتقاد بهذا المثل اكثرمن غيرنا.
ان تدخل الغرب بقيادة امريكا في حرب تحرير الكويت بالضد من حكومة البعث المستبدة والديكتاتورية، لم يأتي لصالح الجماهير المحرومة والتي عانت من ابشع اشكال السلطة القمعية والقتل والدمار البعثي، بل كانت النتيجة بما هو اسؤ من القمع البعثي. فرض الحصار الاقتصادي علينا وعانت الجماهير في العراق من وطأت الفقر والجوع لاكثر من عقد، بالاضافة الى اطلاق يد الحكومة البعثية في قمع جماهيرها اكثر بحجة وجود الحصار الاقتصادي من جهة، ومؤامرات الغرب على العراق من جهة اخرى. حكومة البعث اصبحت اكثر وحشية ودموية من قبل بالاضافة الى الجوع المدقع وكسر شخصية وكرامة وارادة الانسان في العراق. ان هذا التدخل الغربي بالرغم من ترحيب عموم الشعب في العراق به ولكن نتائجه كانت مدمرة اكثر من السلطة الاستبدادية البعثية، ونتائج هذا التدخل باقية حتى يومنا هذا وهي تحطيم الارادة البشرية والانسانية في العراق الى ادنى مستوى. وفي كردستان العراق ايضا خلقت وضعية لا تحسد عليها. تسليم مفاتيح اقليم كردستان للاحزاب القومية الكردية وجعل هذه المنطقة اشبه بمخيم اللاجئيين، وجعل سلطة الحزبين الكرديين اتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني حراسا لهذه المخيمات، صار على الجماهير ان تنتظر فقط الساعدات والخيرات من دول العالم. ان تدخل امريكا وبريطانيا في اسقاط البعث ايضا من ابشع الكوارث التي جاءت على رؤس العراقيين جميعا بشمالهم وجنوبهم وكذلك شرقهم وغربهم.. سقط البعث واعتقل واعدم قيادات الحكومة البعثية بحجة خلاص الشعب العراقي من الديكتاتورية والقمعية.. وماذا حصدنا من زوال الديكتاتورية البعثية؟! لم يتبقى شيء اسمه دولة، ولم يبقى فيه الامان، ولم يبقى فيه الحضارة والمدنية وتوزعت الديكتاتورية البعثية فيما بين الاحزاب والمليشيات القومية والطائفية.. اذا ما هي نقاط التقاء مصالح امريكا والغرب مع مصالح الجماهير في العراق؟ وماذا استفدنا من التحالف مع عدو عدونا؟ الم يسير الوضع الى ما هو اسوأ من قبل؟
أما تدخل حلف الناتو بقيادة امريكا في ليبيا فهو الاسوأ حتى الان على الاطلاق! سقطت حكومة القذافي واعدم القذافي بأبشع طريقة واحتفلت الجماهير في ليبيا بسقوط الديكتاتورية. ولكن هل من مقارنة بين حكومة القذافي والوضع الحالي؟ الم يكن يلتقي حلم الجماهير الليبية بسقوط القذافي مع ضرب صواريخ الاطلسي على رؤس الجيش الليبي؟ وماهي النتيجة؟ تعيش ليبيا الان بدون حكومة وان كل طرف حكومة بحد ذاته ولها سلطتها وقمعها وقوانينها وسجونها وجيشها.. اذا كانت هناك مدنية في وقت القذافي، فأن اليوم اختفت المدنية الى الابد. الم يكن هذا من ابتكار الغرب ايضا؟ ماذا حصدت الجماهير العمالية والكادحة في تدخل الغرب في ليبيا؟
ان احسن الامثلة للاعتقاد الخاطئ بالمثل الاعلى تتجسد في الوضع السوري. ان حلم الجماهير المحرومة منذ القدم بزوال السلطة البعثية الاسدية. مع بدء نزول الجماهير للاحتجاج ضد حكومة الاسد بدأ تدخل الغرب في سورية بحجة مساندة الشعب في الخلاص من الديكتاتورية البعثية. ان تدخل الغرب جاء بمساعدة اقذر طرف في الصراع السوري وهو مساعدة الاسلام السياسي، النصرة وداعش. وبدعم من الدول الاقليمية مثل السعودية وتركيا وقطر، جاءت بالكارثة على رأس اصحابها ايضا. الم تكن الجماهير تحلم بسقوط البعث؟ وها هي جاءت المساعدة الغربية لتحقيق هذا الحلم البرئ!! وجاءت امريكا والغرب من اجل خلاص الشعب من معاناته!! ونرى اليوم حجم الدمار الانساني والمادي في سورية.. الم تكن حكومة الاسد الديكتاتورية اشرف من جميع الاطراف المتداخلة في الازمة السورية بالرغم من وحشيتها وقمعها..؟ ان حكومة البعث يجب ان ترحل ولكن ليس بالطريقة الغربية وانما بتدخل الجماهير بنفسها وبأراتها. ان حقا في سورية عدو عدونا هي الاشرس والاسوأ!!
ان هذه التجارب تعلمنا شئ واحد وهي يجب ان لا نثق بأي طرف في مساعدتنا بغير قوتنا وارادتنا نحن انفسنا. يجب ان لا نثق بالوعود والادعاءات الكاذبة للدول الغربية ومساعداتها، وان لا نقع في مصيدة مساعداتهم.. ان الشئ الوحيد الذي يمكن ان نثق به هي اراتنا نحن.. وحتى اذا اخطأنا فيمكن ان نصحح خطئنا بأراتنا ومن اجل مصالحنا نحن الجماهير الكادحة والمحرومة، ان المساعدة لا تأتي الا بتوحيد صفوفنا نحن العمال والكادحين بشكل مستقل. ان هذا هو الدرس المؤلم ولكنها حقيقية وواقعية يجب ان نتعلم منها.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الجاذبية للحركات الاجتماعية!
- من هم الشيوعيون؟
- الازمة السورية وصراع الاقطاب المباشرة!
- اي نوع من الشيوعية نحتاجه اليوم؟
- اللاجئون.. والهروب من جحيم الرأسمالية!
- التظاهرات الحالية.. والقيادة الشيوعية!
- لائحة المطالب لحكومة المواطنة
- لا للتوهم .. في تظاهراتنا!
- حان الوقت لنجرب نوع اخر من الحكومة!
- لا لحكومة بدون كهرباء..!
- الاتفاق النووي الايراني وتأثيراته على المنطقة!
- مصطلح -الشعب- و-الطبقات-!
- حركتنا.. والسير بالأتجاه المعاكس !
- الارهاب والدفاع عن المدنية
- الدولة ومفهومها الطبقي
- ماهي المصالح الطبقية في الانتخابات التركية؟
- الطبقة العاملة وحق الانفصال في كردستان العراق
- المفهوم الشيوعي للتحزب
- الخبز بالسلام!
- هل يمكن أنقاذ المجتمع العراقي؟


المزيد.....




- “صندوق التقاعد الوطني هُنـــا mtess.gov.dz“ موعد تطبيق زيادة ...
- حددها الآن.. رابط تجديد منحة البطالة بالجزائر والشروط المطلو ...
- خبر سعيد.. موعد صرف مرتبات شهر إبريل 2024… وجدول الحد الأدنى ...
- Visit of the WFTU Palestinian affiliates in Cyprus, and meet ...
- “100.000 زيادة فورية mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية توضح ...
- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - ان عدو عدونا ليس حليفنا دائما!